الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبأبناء بررة كرام أبطال ضربوا أروع الأمثلة في الديانة والأمانة والجهاد، والقيام بأعباء الدعوة والدولة بجدارة واقتدار.
وكانت وفاته رحمه الله سنة (1179هـ - 1976م) .
[مميزات سيرته ودولته]
مميزات سيرة الأمير محمد بن سعود ودولته: إن من أبرز الخصائص التي تميزت بها شخصية الإمام محمد بن سعود الفذة:
أولًا: فقهه في الدين وفهمه للعقيدة السلفية الصافية، وهذه ميزة نادرة لا تكاد توجد في أمراء ذلك الزمان.
ثانيًا: نصرته للدين، وإخلاصه لعقيدة التوحيد، حيث بذل نفسه وجاهه وماله وأولاده، وسخر كل إمكانياته كأمير وكزعيم، في خدمة الدعوة، ويدل على ذلك مبادرته في نصرته للإمام محمد بن عبد الوهاب في ذلك الوقت الحرج.
ثالثًا: وفاؤه بما عاهد عليه الإمام من نصرة الدعوة والقيام بأعبائها.
رابعًا: تأسيسه للدولة الإسلامية بكل معانيها، وإلغاؤه للحكم العشائري (1) الذي يقوم على العصبية والإقليمية الضيقة، فقد أقام الحكم على مقومات الدولة من حيث تحكيم الشرع وتحقيق الشورى، والحسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقضاء والموارد والمصارف المالية، وتطبيق الحدود.
خامسًا: جمعه لكلمة المسلمين على إمام واحد تحت راية واحدة، وسعيه الجاد لتوحيد البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وقد تحقق الكثير من ذلك في وقته وأكثر منه بعد وفاته.
سادسًا: نشره للعدل والأمن ورفعه الظلم، ومن ذلك إبطالهُ للضرائب والإتاوات التي تثقل كواهل الناس (2) .
سابعًا: إلغاؤه الأعراف الجاهلية والتقاليد العشائرية التي تنافي الشرع القويم، والعادات
(1) انظر الإمام محمد بن سعود دولة الدعوة والدعاة، للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ص (100) .
(2)
انظر الإمام محمد بن سعود/دولة الدعوة والدعاة، للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ص (100) .
السيئة السائدة بين الناس، وكفُّ أيدي العابثين وأصحاب النهب والسلب والغارات العشائرية والقبلية التي كانت تنشر الفوضى والرعب في نفوس الناس، وتوجيه النزعة القتالية إلى الجهاد المشروع الذي يحقق الدين والعدل والأمن والاستقرار والاجتماع.
ثامنًا: عمل مع الإمام محمد بن عبد الوهاب على نشر العلم والفقه في الدين، والعناية بكتاب الله وحديث رسول لله صلى الله عليه وسلم وعلوم السلف، والعلوم الأخرى النافعة، فقد نشطت الحركة العلمية في وقته وبعده نشاطًا ملحوظًا، وكثرت الدروس والحِلَق وطلاب العلم، وما يخدم ذلك من الوسائل والأوقاف والنفقات، فكان الإمامان ينفقان على نشر العلم وطلابه بسخاء.
تاسعًا: وقد عمل الإمام محمد بن سعود على كل ما يقوِّي دولة التوحيد من القوة العسكرية والمادية والمعنوية، بإعداد الجيوش والأسلحة، وبناء الحصون والقلاع، وحفر الخنادق، وتدريب الناس والشباب بخاصّة على الفتوة والفروسية (1) .
عاشرًا: كما عمل بكل جِِدٍّ وإِخلاص على تسخير كل إمكانات الدولة التي شيدها في خدمة الدين والدعوة، فكان يعاضد الإمام محمد بن عبد الوهاب في إرسال الدعاة والمرشدين، ويبعث العلماء لشرح مبادئ الدعوة والدولة ومقاصدها، ورد المفتريات حولها.
حادي عشر: من أبرز ما عمله لنصرة الدين من الأعمال الباقية: تربيته لأبنائه وأحفاده وأبناء أُسرته، ورجال دولته على الدين والفضيلة والعقيدة النقية الصلبة، والكفاح في سبيل ذلك، وبرهان ذلك ما كان عليه ابنه عبد العزيز وحفيده سعود وإخوانهم وسلالتهم من خدمة الدين والعلم والفضيلة، ونصرة أهلها ونشر السنة، ومحاربة البدع والرذائل، والعمل بشرع الله تعالى واحترام العلماء وتقديرهم. والاهتمام بشؤون المسلمين، وتحقيق الأمن والعدل والاستقرار فجزاه الله وجزاهم جميعًا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
(1) انظر: المصدر السابق ص (102) .