الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[رد مفتريات الخصوم في أن الإمام وأتباعه ينتقصون من حق النبي صلى الله عليه وسلم]
رد مزاعم الخصوم في أن الإمام وأتباعه ينتقصون حق النبي صلى الله عليه وسلم: من أعظم التلبيس الذي سلكه خصوم الإمام (خصوم السنة) وهم أهل البدع والأهواء والافتراق رميهم الإمام وعموم أهل السنة بأنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم ينتقصونه وذلك لأن أهل السنة لا يرفعون النبي صلى الله عليه وسلم إلى مقام الربوبية والألوهية، ولا يطرونه كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، وأهل البدع يطرونه ويزعمون أن من لم يفعل ذلك فإنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ينتقصه، وهذا من التلبيس والبهتان، ومن إغواء الشيطان حيث دخل عليهم من باب التنطع والإطراء.
ولخطورة هذه الافتراءات ورواجها بين الذين يجهلون الحقيقة وينساقون وراء تضليلات الخصوم والمغرضين والحاسدين، دون تثبت ولا روية ولا تبصر، أسوق مزيدًا من الأقوال والنقول التي تكشف زيف هؤلاء الخصوم ويتبين الحق لمن يريده:
فإن خصوم الإمام وهم خصوم السنة وأهلها من أهل الأهواء والافتراق والبدع ومن شايعهم سلكوا مسلك الكذب والافتراء في كثير من الأحيان، وأحيانًا أخرى مسلك التلبيس والتمويه، فمن ذلك:
قول أحدهم: «أنه (يعني الإمام محمد بن عبد الوهاب) أحرق دلائل الخيرات لأجل قول سيدنا ومولانا» (1) وأنه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها هي بدعة وضلالة تهوي بصاحبها إلى النار» (2) وأن «تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم شرك» (3) وزعموا أنه قال: «لو أقدر على حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم هدمتها» (4) وأنه «يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم» (5) .
وهذا كله كذب صريح وقد تبرأ منه الإمام نفسه وقال بعد أن ساق هذه المفتريات وغيرها: «سبحانك هذا بهتان عظيم» (6) وفي مقام آخر قال في هذه المزاعم ونحوها «فكل هذا كذب وبهتان مما افتراه عليَّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل
…
» (7) .
(1) روضة الأفكار لحسين بن غنام (1، 113) .
(2)
مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(5) .
(3)
مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(12، 52) .
(4)
مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(12، 52) .
(5)
مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(5) .
(6)
مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(12، 52) .
(7)
مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب (الرسائل الشخصية)(12، 52) .
وقد قال في رده على أحد الذين بهتوه بانتقاص النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبله من بهت محمد صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى ابن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور
…
» (1) .
وقال في رد مقولة أنه ينهى عن الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وأما إحراقها (يعني كتاب دلائل الخيرات) والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان، فنسبة هذا إليَّ من الزور والبهتان» (2) .
ويقول صاحب كتاب (المقالات الوفية) مفتريًا على الإمام: «وكذا تنقيصه الرسل والأنبياء وهدم قببهم
…
ومنعه من قراءة خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب رقاب من يناجي في المنارة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (3) وهذا من الكذب والتلبيس على الإمام محمد وأتباعه، أما القِبَاب فهي من البدع التي جاء النهي الصريح عنها في السنة وفي هدمها إزالة للبدع، وكذلك قراءة خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم والنداء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على نحو ما يفعله المبتدعة من المحدثات والبدع.
ويقول صاحب كتاب (تبيين الحق والصواب) عن أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب: «ومما يدل على استنقاصهم واستخفافهم لقدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه اللفظة المجردة عن الأدب والحياء وهي (محمد لا يعلم الغيب)(4) . ونقول له: إنه ليس من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعي له شيئًا من خصائص الرب تعالى وهو علم الغيب، فهو لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله إياه، قال الله عز وجل له {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] [سورة الأعراف، آية: 188] .
وهذه المقولات كلها أكاذيب ومفتريات وإفك ظاهر، ونبدأ في كشف هذا الإفك العظيم بما ذكره الشيخ محمد منظور النعماني في كتابه (دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب) قال: «وقد سمعت وقتئذٍ أكذوبة عجيبة: أن رجلًا يحمل اسم عبد الوهاب
(1) الدرر السنية (1) .
(2)
الدرر السنية (1) .
(3)
المقالات الوفية ص (188) وانظر دعاوى المناوئين ص (97) .
(4)
تبيين الحق والصواب ص (18، 19) .
النجدي وكان يتزعم الطائفة الوهابية، كان قد بلغ من عدوانه للنبي صلى الله عليه وسلم إلى أن ورد المدينة المنورة يتظاهر بالصلاح والتقوى
…
وسكن بيتًا على الكراء من أجل أن يتخذ في داخل الأرض سربًا من بيته إلى روضة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتمكن من العبث بالجثة المطهرة - نعوذ بالله من ذلك - إلا أنه لم يستطع تحقيق أمنيته حيث تراءى النبي في المنام للملك الذي كان يحكم الحجاز آنذاك، وقال له في المنام: إن رجلًا من نجد خبيثًا رقيعًا يتخذ النفق في الأرض من أجل الغرض الخبيث، فبحث الملك عن الرجل عبد الوهاب النجدي، وقبض عليه فعلًا وضرب عنقه.
ولا أزال أذكر أن الناس كانوا يتناقلون هذه الأكذوبة كحقيقة تاريخية معلومة مقررة، ولذلك فلم أشك فيها قط، لأني لم أجد أحدًا يرفضها أو يشك فيها» (1) .
ويقول الإمام نفسه في تكذيب المزاعم: «وما ذكره المشركون عليّ أني أنهى عن الصلاة على النبي، أو أني أقول لو أن لي أمرًا هدمت قبة النبي صلى الله عليه وسلم أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، فكل هذا كذب وبهتان، افتراه عليّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل» (2) .
ويقول في رسالته إلى الشيخ عبد الرحمن السويدي أحد علماء العراق مفندًا ما نسب إليه: «يا عجبًا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون، وكذلك قولهم أنه يقول لو أقدر أهدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها (أي من البهتان) ، وأما (دلائل الخيرات) فله سبب، وذلك أني أشرت إلى من قبل نصيحتي من إخواني، أن لا يصير في قلبه أجلّ من كتاب الله، ويظنّ أن القراءة فيه أجلّ من قراءة القرآن، وأما إحراقه والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان فهذا من البهتان» (3) .
ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مبيّنًا المنهج الذي كانوا عليه إبان دخولهم مكة عام (1218هـ) : «وأما ما يكذب علينا: سترًا للحق، وتلبيسًا على الخلق،
(1) دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص (15، 16) .
(2)
الدرر السنية (1) .
(3)
مجموعة مؤلفات الشيخ (الرسائل الشخصية) ص (37) ، وانظر الدرر السنية (1، 81) .
بأنّا نفسر القرآن برأينا، ونأخذ من الحديث ما وافق فهمنا، من دون مراجعة شرح، ولا معول على شيخ، وأنّا نضع من رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقولنا: النبي رمة في قبره، وعصا أحدنا أنفع له منه، وليس له شفاعة، وأن زيارته غير مندوبة، وأنه كان لا يعرف معنى لا إله إلا الله، حتى أنزل عليه {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] ، مع كون الآية مدنية
…
» إلى أن قال: «فجميع هذه الخرافات، وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك، سبحانك هذا بهتان عظيم، فمن روى عنّا شيئًا من ذلك، أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى.
ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا، علم قطعاً: أن جميع ذلك وضعه، وافتراه علينا، أعداء الدين، وإخوان الشياطين» .
وقال الشيخ عبد الله بن سليمان البليهد: «فحق النبي صلى الله عليه وسلم محبته المقدمة على محبة النفس والولد والأهل والمال وتصديقه وطاعته» (2) .
وقال الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في رسالته إلى أحمد بن علي القاسمي: «وأما قولك أن ناسًا من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار صلى الله عليه وسلم، فنقول بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه وإطرائه، بل هو صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك» (3) .
ويقول الشيخ محمد بن عثمان الشاوي في كتابه (القول الأسد في الردَّ على الخصم
(1) الدرر السنية (1، 230) .
(2)
عن دعاوى المناوئين ص (94، 95) .
(3)
الدرر السنية (1) .
الألد) ردًا على خصوم الدعوة السلفية: «وقد رموهم بعظائم يعلم الله تعالى أنها لم تصدر منهم، ونسبتهم إلى تنقص الرسول وعدم الصلاة عليه، وما ذاك إلا أنهم لم يغلوا امتثالًا لقوله: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» (1) وإلا فهم بحمد الله أعظم الناس محبة للرسول ومتابعة له، ورعاية لحقه، وهو أجل في عيونهم من أن يخالفوا سنته، أو يخالفوا أقواله، بمجرد العوائد الباطلة، أو الأقيسة الفاسدة، بخلاف كثير من هؤلاء الذين جمعوا بين الإفراط والتفريط، فأفرطوا بالغلو فيه وإطرائه، حتى رفعوه من منزلة العبودية إلى منزلة الإلهية والربوبية، وفرطوا في اتباعه، فنبذوا سنّته وراء ظهورهم، ولم يعبئوا بأقواله، وخالفوا نصوصه الصريحة الصحيحة بغير مسوغ، ولم يكتفوا بذلك حتى جعلوا يعيبون على من جدّ واجتهد في اتباعه، لما ألفوه من العوائد الباطلة، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما حقه هو تعزيره وتوقيره واتباع ما جاء به، واقتفاء أثره، وتصديقه، وتقديم محبته على الأهل والمال، وأما العبادة فهي له وحده، لا يشركه فيها ملك مقرب، ولا نبي مرسل» (2) .
ويقول مسعود الندوي في كتابه (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه) : «إن الزمان لغريب، وإن نوادره لعجيبة، فالرجل الذي يقوم ويقعد وينام تحت ظل ظليل من سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنها هي غطاءه، وفراشه يُتهم بإنكار الحديث» (3) .
ويقول صاحب كتاب (النفخة على النفحة) ردًّا على هذه الفرية: «وأما المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا تظن أن أحدًا من المسلمين على كرة الأرض يهم بتنقيصه، أو يبغضه، وفي مذهب الحنابلة أن شاتم الرسول يقتل تاب أو لم يتب» (4) .
ويقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في كتاب (نقض كلام المفترين) عن الإمام وأتباعه في تعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والهدى: «والشيخ محمد رحمه الله ألّف (مختصر السيرة) ، وقد طبع عدة مرات، وانتشر في سائر الأقطار، فلو لم يكن محبًا
(1) تقدم تخريجه.
(2)
القول الأسد ص (7) نقلًا عن دعاوى المناوئين ص (104) .
(3)
محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ص (173) .
(4)
النفخة على النفحة ص (41) ، تحقيق الدكتور/ عبد العزيز العبد اللطيف.
للرسول لما ألف سيرة له، ومن لا يحب الرسول لا يكون مسلمًا بل يكون يهوديًا أو نصرانياً
…
والشيخ وأتباعه يحثون الناس على التمسك بسنّة الرسول الصحيحة، ويشددون النكير على من يخالف سنّة الرسول ويدعونه مبتدعاً، أما هذا دليل على كمال حبهم وتعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولكن المنحرفين يرون حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قراءة الأناشيد والأشعار والاستغاثات
فمن عمل بهذا فهو محب للرسول، وإن ارتكب الموبقات وتلطخ بقاذورات المبتدعات ومن لا فلا» (1) .
ويشهد حافظ وهبة بأن ما نسب إلى علماء الدعوة السلفية وأتباعها هم أبرياء منه. فيقول تحت عنوان:
«ما ينسب إلى النجديين وهم أبرياء منه» : ثم يقول: «لا شك أن الحرب النجدية المصرية في القرن الماضي وما أعقب ذلك من خلاف بين آل سعود والأتراك قد صحبه كثير من الدعايات السيئة ضد النجديين. وكثير من الأشياء التي نسبت إليهم مكذوبة.
1 -
لقد نسب إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب والآخذين بدعوته كراهية النبي صلى الله عليه وسلم، والحط من شأنه وشأن سائر الأنبياء والأولياء الصالحين.
لقد نسب هذا إلى الإمام ابن تيمية وإلى تلاميذه، كما لا يزال ينسب إلى كثير من العقلاء والمصلحين في الهند وغيرها حتى ممن ليست لهم أي صلة بنجد وأهلها.
إن منشأ هذه النسبة هو أن النجديين استنادًا إلى حديث: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» (2) يرون أن السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يعملها أحد من الصحابة أو التابعين، ولم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق ابن تيمية وابن عبد الوهاب طوائف كثيرة من العلماء المتقدمين بهذا الرأي.
2 -
إن النجديين يمنعون استقبال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عند الدعاء، كما يمنعون السجود عند قبره وقبر غيره، ويمنعون التمسح والتمرغ عند القبر، كما يمنعون كل ما من شأنه الاستغاثة أو الطلب مما شاع عمله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين في مصر وبغداد والهند وكثير من الأمصار.
(1) نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين، ص (67، 68) ، وانظر دعاوى المناوئين ص (108) .
(2)
تقدم تخرجه.
3 -
هدم القباب والأبنية المقامة على القبور وإبطالهم لسائر الأوقاف التي رصدت على القبور والأضرحة:
4 -
إنكارهم على البوصيري قوله في البردة:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
…
سواك عند حلول الحادث العمم
وقوله:
ومن علومك علم اللوح والقلم.
وقوله:
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي
…
فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن هذا القول مجازفة وغلو، وفيه مخالفة صريحة لنصوص القرآن والأحاديث الصحيحة؛ وهم - فوق هذا - يعتقدون أن من اعتقد هذا على ظاهره فهو مشرك كافر.
فاتهمهم خصومهم بكراهية النبي، ونسبوا إليهم أقوالًا هم أبرياء منها، نسبوا إليهم القول بأن العصا خير من النبي، إلى غير ذلك من التهم الباطلة. ولقد سمعت في نجد أن حكام نجد الشمالية أثناء خصومتهم مع آل سعود كانوا يكتبون إلى الأتراك أن آل سعود اتخذوا راية شعارها: لا إله إلا الله مَحَدْ رسول (بحذف ميم محمد) أي لا أحد رسول الله، وهذا كله تنفير للأتراك من خصومهم، وهم يعلمون حق العلم أن هذا كذب.
ولقد حضر إلى مكة أثناء الحرب الحجازية النجدية في سنة (1925م) بعض أفاضل السنغاليين وَتِطْوَان، وكانوا أثناء حديثهم يبكون لشدة تأثرهم؛ لقد أخبرونا أنهم سمعوا في الإسكندرية أشياء كثيرة تنسب إلى النجديين، لم يجدوا لها أثرًا في الحجاز، لقد سمعوا من بعض الناس: أن الوهابيين هدموا الكعبة لأنها حجر، وسمعوا أنهم في الأذان يقولون «أشهد أن لا إله إلا الله» فقط ولا يقولون «أشهد أن محمدا رسول الله» .
إن النجديين أحرص الناس على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يكرهون الغلو، ويقاومون البدع مهما كان نوعها، ومهما كان الدافع لها، ويقولون: إن المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم هي الاهتداء بهدي الرسول واتباعه، أما الابتداع وتعطيل الشريعة وتقديم الأهواء فهو كراهة لا محبة، وفي القرآن الكريم {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} [آل عمران: 31] (1) .
(1) جزيرة العرب في القرن العشرين (312 - 314) .