الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[عقيدتهم في القرآن]
عقيدتهم في القرآن: وكذلك عقيدتهم في القرآن لا تخرج عما أجمع عليه السلف الصالح.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: «وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم» (1) .
وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن:
[عقيدتهم في الملائكة والكتب والرسل]
عقيدتهم في الملائكة والكتب والرسل (3) وكذلك عقيدتهم في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل جملة وتفصيلًا كما جاءت بها النصوص وهذه الأصول الثلاثة لم يرد عليهم فيها مزاعم تذكر من خصومهم ولذلك لا نحتاج إلى الوقف عندها طويلاً، ونكتفي بما قاله الإمام محمد بن عبد الوهاب «أشهد الله ومن حضرني من الملائكة، وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرق الناجية أهل السنة والجماعة، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله..» (4) .
[عقيدتهم في رسول الله وحقوقه وخصائصه]
عقيدتهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقوقه وخصائصه: أهل السنة والجماعة - السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان - ومنهم الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه - هم أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم الذين يحبونه حق المحبة، ويوقرونه حق التوقير، فهم الذين اتبعوا سنته، والتزموا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم
(1) الدرر السنية (1.
(2)
الدرر السنية (1) .
(3)
سيأتي الحديث عن عقيدتهم في اليوم الآخر والقدر.
(4)
الدرر السنية (1) .
هو وأصحابه، وأخذوا بوصيته بالتزام السنة والجماعة، والحذر من الفرقة والبدع ومحدثات الأمور، ولا يزالون على الحق والسنة، ظاهرين بحمد الله وسعوا إلى نيل أسمى المطالب وهي محبة الله تعالى ورضاه التي لا تدرك إلا بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه كما أمر الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31][سورة آل عمران، آية (31) .] فالإمام محمد بن عبد الوهاب - وهو أحد أئمة السنة - وأتباعه وسائر أهل السنة اليوم - وقبل وبعد - إنما هم على أثر السلف الصالح، في تحقيق ما أمر الله به من الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته وتوقيره واتباع سنته والدعوة إليها وحماية حقوقه صلى الله عليه وسلم، وحقوق آله وصحابته وزوجاته أمهات المؤمنين والإيمان كشفاعته وحوضه.
وأنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق أجمعين، وخاتم النبيين والمرسلين.
وأن من توقيره وتعظيمه ألا يرفع إلى مقام الربوبية والألوهية ونحوها مما هو من خصائص الرب عز وجل.
فالذين اتهموا الإمام وأتباعه ويسمونهم (الوهابية) بأنهم ينتقصون من حق النبي صلى الله عليه وسلم أو يبغضونه، أو ينكرون شيئًا من فضائله أو حقوقه، ونحو ذلك من المزاعم.
إنما قالوا بهتانًا وزوراً، والناظر في حقيقة الأمر يعلم بداهة أنه ما يفتري ذلك إلا جاهل، أو مبتدع، أو مقلد على غير بصيرة، وحاسد ومغرض، أو صاحب هوى أضله هواه عن سبيل الحق، كما سيأتي بيانه في الفصل الثالث.
إن هذه المفتريات ونحوها كلها تخالف الحقيقة والواقع، والبرهان الساطع فقد أفصح الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة عن إيمانهم بسائر الحقوق المشروعة لرسوله صلى الله عليه وسلم دون تفريط في مقامه اللائق به صلى الله عليه وسلم ودون إفراط ولا إطراء امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله» (1) .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: «والرسل: عليهم البلاغ المبين؛ وقد بلَّغوا البلاغ المبين؛ وخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه كتابه مصدقًا لما بين يديه من الكتاب،
(1) البخاري رقم (3445) ، ومسلم (1691) ، وأخرجه أحمد في المسند برقم (154) ، ورقم (164)، وقال المحقق: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
ومهيمنًا عليه، فهو المهيمن على جميع الكتب، وقد بَيَّن أبين بلاغ وأتمه وأكمله، وكان أنصح الخلق لعباد الله، وكان بالمؤمنين رؤوفًا رحيما، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين، فأسعد الخلق، وأعظمهم نعيما وأعلاهم درجة: أعظمهم اتباعًا له، وموافقة علمًا وعملًا» (1) .
وقال الإمام عبد العزيز بن سعود بن محمد في رسالته إلى أحمد بن علي القاسمي:
«وأما قولك: إن أناسًا من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
فنقول: بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وأولادهم، والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه، وإطرائه، بل هو صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، فيما ثبت عنه في الصحيح، أنه قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» (3)(4) .
(1) الدرر السنية (2) .
(2)
وهم بهذا يقرون بمشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ما يزعمه خصومهم عنهم - لكنهم لا يرون مشروعية شد الرحال لذلك مستدلين بحديث: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» الحديث، رواه البخاري (1864) ، ومسلم (3384) ، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) .
(3)
الحديث سبق تخريجه.
(4)
الدرر السنية (1) .
وقال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر وهو من كبار علماء الدعوة: «ونحن - بحمد الله - من أعظم الناس إيجابًا لرعاية الرسول صلى الله عليه وسلم، تصديقًا له فيما أخبر، وطاعة له فيما أمر، واعتناء بمعرفة ما بعث به، واتباع ذلك دون ما خالفه، عملًا بقوله تعالى:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3][سورة الأعراف، آية: 3] وقوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155][سورة الأنعام، آية: 155] .
وقال الشيخ سليمان بن سحمان: «من سليمان بن سحمان، إلى عبد العزيز العلجي، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد بلغني أنك استدركت عليّ فيما تزعم، كلمات في أبيات، وذلك في قولي:
على السيد المعصوم والآل كلهم
…
وأصحابه مع تابعي نهجهم بعد
فزعمت: أنا ننكر، ونشدد على من قال: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا مذهبنا أهل "نجد" وهذا كذب، وافتراء علينا، ما أنكر ذلك منا أحد، ولا كان ذلك مذهبنا» .
إلى أن قال: «وأما نحن: فلا ننكر ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» (1) وقوله: «إن ابني هذا سيد» (2) وقوله للأنصار: «قوموا إلى سيدكم» (3) وقوله: « «من سيدكم يا بني سلمة» فقالوا له: الجد بن قيس، على أنا نبجله فينا، ثم قال صلى الله عليه وسلم:«بل سيدكم عمرو بن الجموح» » (4) إذا فهمت هذا، فمن أين لك أنا ننكر ذلك ونشدد فيه؟ ومن حدثك بهذا؟ أو نقل عنا؟ وفي أي كتاب وجدت ذلك؟ وقد كان لي عدة رسائل، ومناظيم، وكل ذلك قد ذكرته فيها» (5) .
(1) رواه مسلم (2278) ، وأبو داود (4673) ، وأحمد (2)(3) .
(2)
رواه البخاري رقم (7109) ، وأبو داود (4662) .
(3)
رواه البخاري رقم (3043) ، ورقم (3804) من حديث أبي سعيد الخدري.
(4)
رواه البخاري في الأدب المفرد ص (111) رقم (296) ، وأبو نعيم في الحلية (7) بمعناه من حديث جابر رضي الله عنه) .
(5)
الدرر السنية (3) .