المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الأنموذج الثاني والتعليق عليه] - إسلامية لا وهابية

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌[المقدمة]

- ‌[تمهيد]

- ‌[حال نجد قبل دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب]

- ‌[المقصود بنجد]

- ‌[حال نجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين]

- ‌[حال نجد في عهد الدولة الأموية]

- ‌[حال نجد في عهد الدولة العباسية]

- ‌[حال نجد في عهد الأتراك]

- ‌[السمات العامة بنجد إبان ظهور الدعوة]

- ‌[حال العالم الإسلامي أثناء قيام الدعوة]

- ‌[ظهور دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب]

- ‌[إمام الدعوة وأميرها الدعوة ودولتها]

- ‌[الإمام المجدد والدعوة]

- ‌[نشأته وشمائله]

- ‌[ركائز الدعوة]

- ‌[مميزات سيرة الإمام ودعوته]

- ‌[الأمير المؤسس والدولة]

- ‌[أسرته]

- ‌[صفاته وشمائله]

- ‌[مميزات سيرته ودولته]

- ‌[الفصل الأول في حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى الوهابية وبواعثها ما ينفي المزاعم]

- ‌[المبحث الأول حقيقة الحركة الإصلاحية والدولة السعودية الأولى]

- ‌[هي الإسلام على منهج السلف الصالح]

- ‌[تسميتها بالوهابية وبيان الحق في ذلك]

- ‌[الوهابية وأحداث سبتمبر بأمريكا]

- ‌[حقيقة الدعوة كما شهد بها المنصفون]

- ‌[المبحث الثاني بواعث قيام الدعوة وأهدافها الكبرى]

- ‌[تحقيق التوحيد]

- ‌[تنقية مصادر التلقي]

- ‌[نشر السنن وإظهارها ونبذ البدع]

- ‌[القيام بواجبات الدين]

- ‌[تحكيم شرع الله]

- ‌[نشر العلم ومحاربة الجهل]

- ‌[تحقيق الجماعة ونبذ الفرقة]

- ‌[تحقيق الأمن والسلطان]

- ‌[رفع التخلف والبطالة]

- ‌[المبحث الثالث حال نجد وما حولها يقتضي ضرورة قيام الدعوة]

- ‌[المبحث الرابع التكامل في منهج الدعوة والدولة]

- ‌[الفصل الثاني في منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في الدين ما يرد الاتهامات]

- ‌[المبحث الأول وقفة مع الاتهامات والمنهج]

- ‌[المبحث الثاني معالم المنهج عند الإمام وأتباعه وأنهم على منهج السلف الصالح]

- ‌[المبحث الثالث عرض نماذج عن منهجهم في الدين وسلوكهم طريق السلف الصالح وفيه]

- ‌[الأنموذج الأول بيان الإمام لعقيدته ورده على مفتريات الخصوم]

- ‌[الأنموذج الثاني بيان أئمة الدعوة وحكامها من بعده لعقيدتهم والتزامهم بنهج السلف]

- ‌[المبحث الرابع منهجهم في التلقي مصادر الدين ومنهج الاستدلال هو منهج أهل السنة]

- ‌[توقيرهم للعلماء واحترامهم لهم]

- ‌[المبحث الخامس منهجهم في العقيدة تفصيلًا واقتفاؤهم لعقيدة السلف الصالح]

- ‌[التزامهم منهج الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة]

- ‌[قولهم في الإيمان]

- ‌[عقيدتهم في أسماء الله تعالى وصفاته]

- ‌[دفع فرية التجسيم عنهم]

- ‌[عقيدتهم في القرآن]

- ‌[عقيدتهم في الملائكة والكتب والرسل]

- ‌[عقيدتهم في رسول الله وحقوقه وخصائصه]

- ‌[رد مفتريات الخصوم في أن الإمام وأتباعه ينتقصون من حق النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[دفع فرية التلويح بدعوى النبوة عن الإمام محمد بن عبد الوهاب]

- ‌[عقيدتهم في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[عقيدتهم في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[عقيدتهم في الصحابة]

- ‌[عقيدتهم في الشفاعة عمومًا]

- ‌[عقيدتهم في اليوم الآخر والجنة والنار والرؤية]

- ‌[عقيدتهم في الرؤية]

- ‌[عقيدتهم في القدر]

- ‌[عقيدتهم في الأولياء وكراماتهم]

- ‌[عقيدتهم في أئمة المسلمين والسمع والطاعة]

- ‌[موقفهم من عموم المسلمين]

- ‌[عقيدتهم في مرتكبي الكبيرة]

- ‌[عقيدتهم في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

- ‌[قولهم في الاجتهاد والتقليد]

- ‌[موقفهم من البدع وأهلها]

- ‌[الفصل الثالث أهم المزاعم والاتهامات التي أثارها الخصوم ضد الدعوة وإمامها]

- ‌[المبحث الأول تمهيد]

- ‌[حقيقة الصراع بين الدعوة وخصومها]

- ‌[عدم التكافؤ المادي بين الدعوة وخصومها]

- ‌[حقيقة المفتريات والاتهامات ضد الدعوة]

- ‌[المبحث الثاني أبرز المفتريات والتهم التي رميت بها الدعوة إجمالاً]

- ‌[وصفهم بالوهابية]

- ‌[رميهم بالتجسيم]

- ‌[بهتانهم بالتنقص من حق النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[اتهامهم بالتشدد]

- ‌[اتهامهم بالتكفير والقتال]

- ‌[دعوى معارضة علماء المسلمين لهم]

- ‌[دعوى مخالفة أكثرية المسلمين وأنهم مذهب خامس]

- ‌[دعوى تحريم التبرك والتوسل والشفاعة مطلقا]

- ‌[المبحث الثالث لماذا هذه المفتريات والاتهامات]

- ‌[الحسد والخوف على السلطان والمصالح]

- ‌[اختلاف المناهج والمشارب]

- ‌[كشف العوار]

- ‌[دعوة إلى الإنصاف والموضوعية]

- ‌[وقفة تأمل ومراجعة]

- ‌[المبحث الرابع نماذج من المفتريات والاتهامات]

- ‌[الأنموذج الأول والتعليق عليه]

- ‌[جواب الإمام وابنه عبد الله على هذه المفتريات ونحوها]

- ‌[الأنموذج الثاني والتعليق عليه]

- ‌[وقفة حول هذه المفتريات والاتهامات]

- ‌[المبحث الخامس القضايا الكبرى التي أثيرت حول الدعوة ومناقشتها]

- ‌[أولا قضية التوحيد والسنة والشرك والبدعة وما يتفرع عنها وفيها]

- ‌[أنها القضية الكبرى]

- ‌[جهود الإمام في بيان هذه الحقيقة ورد الاتهامات]

- ‌[سير أتباعه على هذا المنهاج]

- ‌[الشفاعة والتوسُل والتبرك ودعوى منعها]

- ‌[هدم القباب والأبنية على القبور والمشاهد والمزارات ودعوى بغض الأولياء]

- ‌[ثانيا مسألة التكفير والتشدد والقتال وما يلحق بها]

- ‌[حقائق لا بد من ذكرها]

- ‌[مسألة التشدد وحقيقتها]

- ‌[بطلان دعوى أن الدعوة الوهابية مصدر العنف]

- ‌[وقفة مع شبهة]

- ‌[موقف الإمام وأتباعه من دعوى التكفير وقتال المسلمين]

- ‌[التزام الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لقواعد التكفير المعتبرة]

- ‌[دعوى إتلاف الكتب]

- ‌[رد دعوى أنهم يكفرون بالذنوب كشرب الدخان]

- ‌[رد دعوى أنهم يكفرون من لم يوافقهم]

- ‌[رد دعوى التشدد]

- ‌[مسألة القتال]

- ‌[المبحث السادس قضايا أخرى]

- ‌[دعوى أنهم خوارج وأن سيماهم التحليق]

- ‌[دعوى أن منشأ الدعوة نجد هي قرن الشيطان]

- ‌[لمزهم أنهم من بلاد مسيلمة الكذاب]

- ‌[فرية منع الحج ونهْب خزائن الحجرة النبوية وانتهاك حرمة المقدسات]

- ‌[دعوى التضييق على أهل الحرمين في أرزاقهم]

- ‌[دعوى أن دعوة الإمام مذهب خامس]

- ‌[دعوى الخروج على الخلافة]

- ‌[الفصل الرابع شهادات الناس للدعوة قديما وحديثا]

- ‌[المبحث الأول وقفة مع الشهادات]

- ‌[المبحث الثاني سرد لأسماء بعض الشهود من العلماء والمفكرين والباحثين العرب المسلمين وغير المسلمين]

- ‌[المبحث الثالث نماذج من شهادات المسلمين من العرب وغيرهم]

- ‌[المبحث الرابع نماذج من شهادات غير المسلمين]

- ‌[المبحث الخامس استطلاع آراء نخبة من طلاب العلم والخريجين من شتى بلاد العالم]

- ‌[الفصل الخامس في آثار الدعوة ما يرد على الخصوم]

- ‌[المبحث الأول كلمة حول آثار الدعوة الإصلاحية وثمارها إجمالا]

- ‌[المبحث الثاني أبرز الآثار المباركة والثمار الطيبة للدعوة تفصيلا]

- ‌[تحقيق العبودية لله تعالى وحده]

- ‌[نشر السنن ومحاربة البدع]

- ‌[التزام نهج السلف الصالح وإظهاره]

- ‌[تحرير مصادر الدين]

- ‌[تحرير منهج الاستدلال]

- ‌[نشر العلم ومحاربة الجهل]

- ‌[الإسهام في النهضة العلمية الحديثة]

- ‌[إظهار شعائر الدين والفضائل وحمايتها]

- ‌[إقامة دولة مسلمة ومجتمع مسلم]

- ‌[تحقيق الجماعة الشرعية والطاعة]

- ‌[تثبيت الأمن]

- ‌[تحرير العقول والقلوب والنفوس]

- ‌[تحكيم شرع الله حتى كان الدين كله لله]

- ‌[إقامة الحجة على الناس]

- ‌[إلغاء مظاهر الجاهلية وأعمالها]

- ‌[المبحث الثالث استعراض بعض النقول والشهادات عن آثار الدعوة]

- ‌[الفصل السادس المملكة العربية السعودية كيان قائم ينفي الاتهامات]

- ‌[المبحث الأول المملكة ودعوى الوهابية]

- ‌[المبحث الثاني منهج الملك عبد العزيز يرد الاتهامات والمزاعم]

- ‌[المبحث الثالث نظام المملكة إسلامي شامل لا يرتبط بمذهب]

- ‌[المبحث الرابع التزامات المملكة الدولية تنفي المزاعم]

- ‌[المبحث الخامس يعيبون أحكام الإسلام ثم ينسبونها للمملكة وللوهابية]

- ‌[المملكة والعمل بشرع الله وحدوده]

- ‌[قطع يد السارق]

- ‌[قتل المفسدين]

- ‌[قتل المرتد]

- ‌[منع دخول غير المسلمين إلى مكة والمدينة]

- ‌[قضايا المرأة وحقوقها في المملكة العربية السعودية]

- ‌[المبحث السادس المملكة تحارب الفساد في الأرض]

- ‌[المبحث السابع المملكة العربية السعودية وأحداث 11 سبتمبر في أمريكا]

- ‌[الخاتمة]

- ‌[ملحق عن نتائج الاستبانة حول الدعوة]

الفصل: ‌[الأنموذج الثاني والتعليق عليه]

[الأنموذج الثاني والتعليق عليه]

الأنموذج الثاني: المفتريات التي ساقها صاحب (خلاصة الكلام) والتعليق عليه: وهي تمثل خلاصة الشبهات والتهم والمفتريات على الدعوة وإمامها من قبل خصوم الدعوة خارج نجد (1) .

يقول صاحب (خلاصة الكلام) في حوادث سنة (1205هـ) وقد كتبها بعد وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب بقرن (2)«وفي هذه السنة كان ابتداء الحرب والقتال بين مولانا الشريف غالب وطائفة الوهابية التابعين لمحمد بن عبد الوهاب في عقيدته التي كفَّر بها المسلمين» (3) .

وينبغي قبل ذكر المحاربة والقتال ذكر ابتداء أمرهم وحقيقة حالهم فإن فتنتهم من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب العقول (4) وكان ابتداء ظهور محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين واشتهر أمره بعد الخمسين، فأظهر العقيدة الزائغة (5) بنجد وقُراها.

فقام بنصرته وإظهار عقيدته محمد بن سعود أمير الدرعية بلاد مسيلمة الكذاب (6) فحمل أهلها على متابعة محمد بن عبد الوهاب فيما يقول فتابعه أهلها، وسيأتي ذكر شيء من

(1) كل المفتريات والمزاعم التي ذكرها المؤلف هنا عن الإمام محمد بن عبد الوهاب والدعوة وأتباعها تم تفنيدها وبيان زيفها من خلال هذا الكتاب سابقًا أو لاحقا، فليراجع فهرس الموضوعات للاطلاع على مواطن الرد تفصيلًا والتي غالبها من قبل الإمام نفسه وعلماء الدعوة والمنصفين والحمد لله.

(2)

خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام - لأحمد زيني دحلان ط1، ص (227 - 238) .

(3)

هذا من التلبيس والبهتان فإن الشيخ لم يكفر المسلمين، لكنه بيَّن ما قام الدليل على أنه كفر، وقد بيَّن الشيخ وعلماء الدعوة هذه المسألة بيانًا كافيًا.

تفصيل ذلك في مسألة التكفير في المبحث التالي.

(4)

نعم عقول أهل الأهواء والبدع والافتراق، أما أهل السنة فقد فرحوا وسعدوا بها.

(5)

كيف توصف عقيدته بالزيغ وهي نفسها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح جملة وتفصيلًا. ونعوذ بالله من الزيغ.

(6)

لا يليق بمن ينتسب للعلم أن يعيِّر مسلمًا بذنب غيره، فمسيلمة كذاب دجال ولا يضر ذلك البلد التي خرج فيها هو وأتباعه وإلا فيقال مكة بلد أبي جهل والمدينة بلد ابن أبي سلول، واليمن بلد الأسود الكذاب. وعمان بلد لقيط الأزدي.

ص: 179

عقيدته التي حمل الناس عليها (1) وما زال يطيعه على هذا الأمر كثير من أحياء العرب حي بعد حي حتى قوي أمره فخافته البادية. وكان يقول لهم إنما أدعوكم إلى التوحيد، وترك الشرك بالله، فكانوا يمشون معه حيثما مشى، ويأتمرون له بما شاء حتى اتسع له الملك (2) . وكانوا في مبدأ أمورهم قبل اتساع ملكهم وتطاير شرورهم راموا حج البيت الحرام وكان ذلك في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد فأرسلوا يستأذنونه في الحج (3) . وأرسلوا قبل ذلك ثلاثين من علمائهم ظنًا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الكذب والمين (4) وطلبوا الإذن في الحج ولو بمقرر يدفعونه (5) .

وكان أهل الحرمين يسمعون (6) بظهورهم في الشرق وفساد عقائدهم ولم يعرفوا حقيقة ذلك، فأمر مولانا الشريف مسعود أن يناظر علماء الحرمين العلماء الذين أرسلوا فناظروهم (7) فوجدوهم ضحكة ومسخرة كحمر مستنفرة فرت من قسورة، ونظروا إلى

(1) لم يحمل الأمير محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب الناس على الدين والحق بالإكراه (لا إكراه في الدين) إنما حملوهم على العمل بشرع الله تعالى، وإقامة الدين في الحياة، من إقامة الفرائض والحدود والعدل كما أمر الله تعالى وكما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلف الأمة، وإلا لقيل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح حملوا الناس على الدين بالإكراه، حين قاتلوا العرب والفرس والروم، ليكون الدين لله.

(2)

وهذا حق، وفضل ومنقبة.

(3)

وهذا من حقوقهم كسائر المسلمين.

(4)

هذا من التلبيس وقلب الحقائق، كعادة أهل الأهواء، فإن الشيخ وأتباعه يدعون إلى إصلاح عقائد المسلمين، فكانت دعوتهم إلى توحيد الله تعالى بالعبادة وإلى السنة وترك الشركيات والبدع فكيف يسمي هذا إفسادًا وكذبًا ومينًا.

(5)

وهذا إقرار منه بفساد سادته وظلمهم وعدوانهم، وأنهم هم البادءون في إعلان العداوة لدعوة التوحيد وأهلها. وإلا لماذا يلجئون المسلمين إلى دفع مقررٍ (كالجزية) ليؤذن لهم في الحج؟! ومع ذلك لما يأذنوا لهم بحقهم المشروع وهو أداء ركن الإسلام، فأين عقول القوم وأشياعهم؟! .

(6)

فممن سمعوا؟ وماذا سمعوا؟ لقد سمعوا من خصم لدود، ولقد سمعوا - كما هو هنا - كلامًا أكثره من الكذب والبهتان والتلبيس والأوهام والأساطير التي لم تثبت عن التحقيق.

(7)

لم أجد لهذه المناظرة خبَرًا يبينها إلا مجرد إشارات عابرة ولا ندري من هؤلاء؟ ولعلهم من طلاب العلم، أو من الأعراب المتأثرين إن صحت الرواية.

ص: 180

عقائدهم فإذا هي مشتملة على كثير من المكفرات (1) فبعد أن أقاموا عليهم البرهان والدليل أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الأول والآخر وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال (2) ووضعهم في السلاسل والأغلال فسجن منهم جانبًا وفرَّ الباقون ووصلوا إلى الدرعية وأخبروا بما شاهدوا فعتى أمرهم واستكبر، ونأى عن هذا المقصد وتأخر حتى مضت دولة الشريف مسعود وأقيم بعده أخوه الشريف مساعد بن سعيد فأرسلوا في مدته يستأذنون في الحج فأبى وامتنع من الإذن لهم فضعفت عن الوصول مطامعهم فلما مضت دولة الشريف مساعد وتقلد الأمر أخوه الشريف أحمد بن سعيد أرسل أمير الدرعية جماعة من علمائه كما أرسل في المدة السابقة.

فلما اختبرهم علماء مكة وجدوهم لا يتدينون إلا بدين الزنادقة (3) فأبى أن يقر لهم في حمى البيت الحرام قرار ولم يأذن لهم في الحج بعد أن ثبت عند العلماء أنهم كفار كما ثبت في دولة الشريف مسعود (4) .

فلما أن ولي الشريف سرور أرسلوا أيضًا يستأذنونه في زيارة البيت المعمور فأجابهم: بأنكم إن أردتم الوصول آخذ منكم في كل سنة وعام صرمة مثل ما نأخذها من

(1) لم يذكر شيئًا من هذه المكفرات ولعلها هدم القباب ونبذ البدع والشركيات وفي كلامه هنا ما يدل على ذلك.

(2)

تأمل أخي القارئ وصف عالم مكة في زمانه لمخالفيه من المسلمين بـ (الملاحدة الأنذال) ثم هل هذه نتيجة سليمة لمن يناظرهم علماء الحرمين، أن تكون نتيجة المناظرة وختامها السجن والسلاسل والأغلال؟

(3)

من الذي اختبرهم؟ أما دينهم فهو مشهور معروف معلن في كتبهم وفتاواهم وأعمالهم وأقوالهم وواقعهم الذين يعيشونه في كيان ودولة ومجتمع إلى يومنا هذا، وهو دين الإسلام ومنهاج السنة، والعمل بشرع الله. أفيكون هذا دين الزنادقة؟!

(4)

لقد حكم بكفرهم، وأن منعهم من الحج لأنهم كفار. وهذا يقلب على أهل البدع سحرهم ودعواهم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يكفرون الناس وذلك ما لم يثبت إنما ثبت خلافه.

انظر: تفصيل ذلك في مسألة التكفير في المبحث التالي.

وبرهان ذلك أن الدولة السعودية حاملة لواء الدعوة حينما تمكنت من الحجاز في المرحلة الأولى والأخيرة وإلى الآن لم تمنع المسلمين حتى المخالفين للسنة من الحج والزيارة بل مكنتهم وسهلت لهم كل السبل ووفرت لهم الأمن لكنها قامت بواجبها شرعًا من إزالة مظاهر البدع والشركيات والمنكرات وكل ما لا يليق بالمقدسات. وهذا ما جعل بعض أهل البدع يمتنعون عن الحج ولم تمنعهم الدولة السعودية كما يزعمون.

ص: 181

الأعاجم وآخذ منكم زيادة على ذلك مائة من الخيل الجياد فعظم عليهم تسليم هذا المقدار وأن يكونوا مثل العجم فامتنعوا من الحج في مدته (1) كلها فلما توفي وتولى سيدنا الشريف غالب أرسلوا أيضًا يستأذنون في الحج فمنعهم وتهددهم بالركوب عليهم وجعل ذلك القول، فعلًا فجهز عليهم جيشًا في سنة ألف ومائتين وخمسة (2) واتصلت بينهم المحاربات والغزوات إلى أن انقضى تنفيذ مراد الله فيما أراد وسيأتي شرح تلك الغزوات والمحاربات بعد توضيح ما كانوا عليه من العقائد الزائغة التي كان تأسيسها من محمد بن عبد الوهاب (3) .

وقد عاش من العمل سنين حتى كاد أن يعد من المنظرين فإن ولادته كانت سنة ألف ومائة وخمس عشرة، ووفاته سنة ألف ومائتين وسبعة وأرخ بعضهم وفاته بقوله:«بها هلاك الخبيث» (4) فعمره اثنتان وتسعون سنة وخلف أولادًا أخبث (5) منه قاموا بنشر دعوته بعده وأولاده هم عبد الله وحسن وحسين وعلي وكان عبد الله الأكبر فقام بالدعوة بعد أبيه، وخلف سليمان، وعبد الرحمن، وكان سليمان متعصبًا تعصبًا شديدًا في أمرهم قتله إبراهيم باشا سنة ثلاث وثلاثين، وعبد الرحمن قبض عليه وأرسله إلى مصر فعاش مدة ثم مات بمصر، وأما حسن بن محمد بن عبد الوهاب، فخلف عبد الرحمن وولي قضاء مكة في بعض السنين التي كانوا يحكمون فيها بمكة، وعُمِّر عبد الرحمن هذا حتى قارب المائة ومات قريبًا وخلَّف عبد اللطيف وأما حسين بن محمد بن عبد الوهاب فخلَّف أولادًا كثيرين وكذا علي بن محمد بن عبد الوهاب خلف

(1) وما تعليق الشيخ دحلان وأشياعه على ذلك، في أخذهم الجزية على أهل السنة!؟ .

(2)

ولماذا جهز لهم جيشًا لما استأذنوه في الحج وتهددهم؟ وهذا اعتراف بأنهم - خصوم الدعوة - هم البادءون بالقتال، كما سيأتي بيانه في مسألة القتال في المبحث التالي.

(3)

أخي القارئ أدعوك إلى النظر في عقائد الإمام ابن عبد الوهاب وأتباعه، ثم عقائد هذا المدعي وأشياعه أيهما الأحق بوصف الزيغ؟

(4)

لم يجد برهانًا علي هذا الوصف الشنيع إلا الطلاسم والدجل، والحمد لله الذي أعمى بصره وبصيرته عن الحقيقة وهي أن الإمام إنما توفي سنة 1206 جزمًا وليس 1207، ثم إن هذه المخارق الحسابية لا تثبت الحق ولا يرد بها الباطل، إنما طريق ذلك الكتاب والسنة ولما عجزوا عن رد الدليل الشرعي لجأوا إلى الطلاسم.

(5)

تأمل هذا التعبير فالله حسبنا ونعم الوكيل.

ص: 182

أولادًا كثيرين ولم يزل نسلهم باقيًا إلى الآن بالدرعية يسمونهم أولاد الشيخ.

وكان القائم بنصرة محمد بن عبد الوهاب ونشر عقيدته محمد بن سعود، ولما مات قام بعده بالأمر ولده عبد العزيز ثم ولده سعود.

وكان محمد بن عبد الوهاب في ابتداء أمره من طلبة العلم وكان يتردد على مكة والمدينة وأخذ عن كثير من علماء مكة والمدينة وممن أخذ عنه من علماء المدينة الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح مختصر بافضل في مذهب الشافعي، وأخذ أيضًا عن الشيخ محمد حياة السندي من أكابر علماء الحنفية بالمدينة.

وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من أشياخه الذين أخذ عنهم يتفرسون فيه الإلحاد والضلال ويقولون: سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وما أخطأت فراستهم فيه (1) .

وكذا والده عبد الوهاب فإنه كان من العلماء الصالحين فكان يتفرس فيه الإلحاد ويذمه كثيرًا ويحذر الناس منه (2) .

وكذا أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب فإنه أنكر عليه ما أحدثه من البدع والضلال والعقائد الزائغة وألف كتابًا في الرد عليه (3) .

وكان في أول أمره مولعًا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبًا كمسيلمة الكذاب وسجاح، والأسود العنسي، وطليحة الأسدي (4) وأضرابهم فكان يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوى لأظهرها (5) .

(1) هذا كله من البهتان، بل الحاصل من شيوخه الإعجاب به والتنويه عن مواهبه ونجابته وصلاحه. وسيرته وحياته شاهده على هذا.

(2)

هذا كله من البهتان فكان أبوه يتفرس فيه النبوغ والنجابة، وكان شديد العناية به لذلك.

(3)

أخوه سليمان استقر أمره على نصر الدعوة ومؤازرة أخيه.

(4)

هذه فرية مكشوفة والواقع يكذبها.

(5)

وهذه أكبر من أختها فما الذي يدريه أو غيره ما يضمره الشيخ وهو أمر لا يعلمه إلا عَلَاّم الغيوب سبحانه.

ص: 183

وكان يسمى جماعته من أهل بلده الأنصار، ويسمى من اتبعه من الخارج المهاجرين (1) .

وإذا تبعه أحد وكان قد حج حجة الإسلام يقول له حج ثانيًا فإن حجتك الأولى فعلتها وأنت مشرك، فلا تقبل ولا تسقط عنك الفرض.

وإذا أراد أحد أن يدخل في دينه يقول له بعد الإتيان بالشهادتين: اشهد على نفسك أنك كنت كافرًا واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين واشهد على فلان وفلان، ويسمى له جماعة من أكابر العلماء الماضين أنهم كانوا كفار، فإن شهدوا قبلهم وإلا أمر بقتلهم (2) .

وكان يصرح بتكفير الأمة من منذ ستمائة سنة، وكان يكفر كل من لا يتبعه وإن كان من اتقى المتقين فيسميهم مشركين ويستحل دماءهم وأموالهم ويثبت الإيمان لمن اتبعه وإن كان من أفسق الفاسقين (3) .

وكان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول: إن طارش وهو في لغة أهل الشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم إلى آخرين بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم حامل كتب مرسلة معه أي غاية أمره أنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره من أمر لأناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف (4) .

ومنها أنه كان يقول: نظرت في قصة الحديبية فوجدت بها كذا وكذا كذبه، إلى غير ذلك مما يشبه هذا حتى أن أتباعه كانوا يفعلون ذلك أيضا، ويقولون مثل قوله، بل يقولون أقبح مما يقوله، ويخبرونه بذلك فيظهر الرضا، وربما أنهم تكلموا بذلك بحضرته فيرضى به حتى أن

(1) لا أعرف هذا وإن حدث هذا تيمنًا بحال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فهو مما لا ينكر في نظري.

(2)

كل هذه المفتريات نفاها الشيخ الإمام عن نفسه. انظر: رسالته السابقة في رده على ابن سحيم وكذلك رسالة ابنه عبد الله السابقة وفي مواضع كثيرة من هذا المؤلف يراجع فهرس الموضوعات.

(3)

كل هذه المفتريات نفاها الشيخ الإمام عن نفسه. انظر: رسالته السابقة في رده على ابن سحيم وكذلك رسالة ابنه عبد الله السابقة وفي مواضع كثيرة من هذا المؤلف يراجع فهرس الموضوعات.

(4)

كل ما ذكره في هذه المفتريات في حق النبي صلى الله عليه وسلم من البهتان، فقد بذل الإمام كل حياته في نصرة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإظهارها والدعوة إليها والذود عنها. وقد ناقشت هذه الفرية مستقلة وستأتي إن شاء الله.

ص: 184

بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا، وإنما هو طارش مضى (1) .

قال بعض العلماء: إن ذلك كفر في المذاهب الأربعة بل هو كفر عند جميع أهل الإسلام (2) .

ومن ذلك أنه كان يكره الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويتأذى بسماعها وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة، وعن الجهر بها على المنابر ويؤذي من يفعل ذلك ويعاقبه أشد العقاب، حتى أنه قتل رجلًا أعمى كان مؤذنًا صالحًا ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المنارة بعد الأذان فلم ينته وأتى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقتله فقتل (3) .

ثم قال: إن الربابة في بيت الخاطئة يعني الزانية أقل إثمًا ممن ينادي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنائر، ويلبس على أصحابه وأتباعه بأن ذلك كله محافظة على التوحيد فما أقطع قوله، وما أشنع فعله (4) .

وأحرق دلائل الخيرات وغيرها من كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويتستر بقوله: إن ذلك بدعة وأنه يريد المحافظة على التوحيد (5) .

وكان يمنع أتباعه من مطالعة كثير من كتب الفقه والتفسير والحديث وأحرق كثير منها (6) .

وأذن لكل من تبعه أن يفسر القرآن بحسب فهمه حتى همج الهمج من أتباعه، فكان

(1) هذا من الكذب الظاهر.

(2)

نعم استنقاص النبي صلى الله عليه وسلم كفر والإمام بريء من ذلك، وقد قامت الدعوة على تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته ونشرها، وقد تم تفنيد هذه الفرية سابقًا ولاحقًا في أكثر من موضع في هذا المؤلَّف.

(3)

هذا من البهتان ولا يثبت منه شيء كما أسلفت.

(4)

هذه من البهتان والتلبيس وقد أجاب على هذه المفتريات في رسائله وفندها.

(5)

قد نفى الشيخ الإمام هذه الفرية. مع أن كتاب دلائل الخيرات من كتب البدع والتخليط، فيه الحق وكثير من الباطل. انظر: رسالته السابقة وغيرهما.

(6)

قد نفى الشيخ الإمام هذه الفرية، انظر: رسالته السابقة وغيرها.

ص: 185

كل واحد منهم يفعل ذلك ولو كان لا يحفظ شيئًا من القرآن حتى صار الذي لا يقرأ منهم يقول لمن يقرأ: اقرأ لي شيئًا من القرآن وأنا أفسره لك فإذا قرأ له شيئًا يفسره وأمرهم أن يعملوا بما فهموه منه، وجعل ذلك مقدمًا على كتب العلم ونصوص العلماء (1) .

وتمسك في تكفير الناس بآيات نزلت في المشركين فحملها على الموحدين وقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين (2) وفي رواية أخرى عن ابن عمر عند غير البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه» ، فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب ومن تبعه (3) ومما يدعيه محمد بن عبد الوهاب أنه أتى بدين جديد كما يظهر من أقواله وأفعاله وأحواله (4) ولهذا لم يقبل من دين نبينا صلى الله عليه وسلم إلا القرآن (5) مع أنه إنما قبله ظاهرًا فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره فينكشفوا عليه بدليل أنه هو وأتباعه إنما يئولونه بحسب ما يوافق أهواءهم لا بحسب ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأئمة التفسير فإنه لا يقول بذلك كما أنه لا يقول بما عدا

(1) هذا من البهتان، وإن فعل ذلك بعض الجاهلين فالإمام محمد بن عبد الوهاب لا يقر منه مثل هذا بل ينهى عنه.

(2)

رواه البخاري (12 فتح) معلقًا باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، وقال الحافظ ابن حجر:«وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار من طريق بكير بن الأشج، ثم قال وسنده صحيح» .

(3)

هذا من الكذب والبهتان فالشيخ وأتباعه بريئون من مذهب الخوارج وأصولهم هي أصول السلف الصالح أهل السنة والجماعة. انظر: تفاصيل ذلك في المبحث التالي والذي يليه.

(4)

بل أقواله وأفعاله وأحواله تؤكد أنه أحيا ما اندرس من سنن الهدى، وحارب البدع والمحدثات وسار على منهاج النبوة وسبيل السلف الصالح.

(5)

هذا من الكذب الصريح فإن الإمام يعمل بالقرآن والسنة ويدعو إلى ذلك وكتبه ورسائله شاهدة بذلك، والمؤلف هنا إما أنه لم يطلع عليها أو أنه يتعمد الكذب، وكل ذلك غير لائق بمن يدعي العلم بل غير لائق بمسلم ولا بعاقل يحترم نفسه.

ص: 186

القرآن من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ولا بما استنبطه الأئمة من القرآن والحديث ولا يأخذ بالإجماع ولا القياس الصحيح (1) .

وكان يدعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه كذبًا وتسترًا وزورا، والإمام أحمد بريء منه، ولذلك انتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للرد عليه، وألفوا في الرد عليه رسائل كثيرة حتى أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ألف رسالة في الرد عليه وأعجب من ذلك أنه كان يكتب إلى عماله الذين هم من أجهل الجاهلين اجتهدوا بحسب فهمكم ونظركم، واحكموا بما ترونه مناسبًا لهذا الدين ولا تلتفتوا لهذه الكتب فإن فيها الحق والباطل (2) .

وقتل كثيرًا من العلماء والصالحين وعوام المسلمين لكونهم لم يوافقوه على ما ابتدعه (3) وكان يقسم الزكاة على ما يأمره به شيطانه وهواه (4) .

وكان أصحابه لا ينتحلون مذهبًا من المذاهب بل يجتهدون كما كان يأمرهم ويتسترون ظاهرًا بمذهب الإمام أحمد رضي الله عنه ويلبسون بذلك على العامة (5) وكان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة ويقول: إن ذلك بدعة وإنكم تطلبون أجرًا على الصلاة (6) .

وأمر القائم بدينه عبد العزيز بن سعود أن يخاطب المشرق والمغرب برسالة يدعوهم إلى التوحيد وأنهم عنده مشركون شركًا أكبر يستبيح به الدم والمال (7) فكان ضابط الحق عنده

(1) كل هذه مزاعم باطلة تردها أحوال الإمام وكتبه ورسائله وهي موجودة وشاهدة بخلاف ما افتراه المؤلف وقد بينت هذه المسألة في أكثر من موضع في هذا الكتاب.

(2)

هذا من الكذب على الشيخ الإمام وقد نفى هذه المفتريات كما أسلفت.

(3)

هذا كذلك من الكذب ولا يثبت بأي طريق من طرق الإثبات والواقع يشهد بخلافه.

(4)

بل كان يصرف الزكاة في مصارفها الشرعية.

(5)

هذه كذبة مكشوفة فالناس كلهم يسمونهم الحنابلة، واتباعهم للإمام أحمد في ما وافق الدليل معلوم ظاهر في أقوالهم وأعمالهم ومصنفاتهم وفتاواهم.

(6)

هذا تلبيس فالإمام كغيره من علماء السلف يقرون الدعاء المشروع بعد الصلاة وغيرها وينكرون الأذكار المبتدعة وهو ما ينهى عنه وأتباعه.

(7)

رسالة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود موجودة مطبوعة ليس فيها ما ذكره هنا من إطلاق الشرك الأكبر على الأعيان ولا عامة أهل المشرق والمغرب لما يزعم المؤلف.

ص: 187

ما وافق هواه وإن خالف النصوص الشرعية وإجماع الأئمة، وضابط الباطل عنده ما لم يوافق هواه وإن كان على نص جلي أجمعت عليه الأمة (1) .

وكان يقول في كثير من أقوال الأئمة الأربعة ليست بشيء (2) وتارة يتستر ويقول إن الأئمة على حق، ويقدح في أتباعهم من العلماء الذين ألفوا في المذاهب الأربعة وحرروها، يقول إنهم ضلوا وأضلوا (3) .

وتارة يقول إن الشريعة واحدة فما لهؤلاء جعلوها مذاهب أربعة هذا كتاب الله وسنة رسوله لا نعمل إلا بهما، ولا نقتدي بقول مصري وشامي وهندي، يعني بذلك أكابر علماء الحنابلة وغيرهم ممن لهم تأليف في الرد عليه واحتجوا في الرد عليه بنصوص الإمام أحمد رضي الله عنه (4) .

وكان يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة ومن توسل بالنبي فقد كفر (5) وكان أخوه الشيخ سليمان ينكر عليه إنكارًا شديدًا في كل ما يفعله أو يأمر به، ولم يتبعه في شيء مما ابتدعه، وقال له أخوه سليمان يوما: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب فقال: خمسة، فقال: بل أنت جعلتها ستة السادس من لم يتبعك فليس بمسلم هذا ركن سادس عندك للإسلام (6) .

وقال رجل آخر يومًا لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال له: لم

(1) علم الشيخ الإمام وعمله وكتبه ورسائله تشهد بأن ضابط الحق عنده: ما وافق الدين من القرآن والسنة وآثار السلف الصالح.

(2)

هذا كذب نفاه الإمام نفسه، انظر رسالته السابقة والنقول اللاحقة.

(3)

هذا كذب نفاه الإمام نفسه، انظر رسالته السابقة والنقول اللاحقة.

(4)

هذا كذب نفاه الإمام نفسه، انظر رسالته السابقة والنقول اللاحقة.

(5)

هلا أورد لنا خطبة واحدة تدل على زعمه، فإن خطب الشيخ يوجد منها الكثير مطبوعًا وليس فيها شيء من ذلك، ثم إن التوسل الشركي والبدعي ممنوع بمقتضى النصوص ومذهب السلف الصالح، وليس من عند الشيخ.

(6)

كان أخوه سليمان خالفه أول الأمر فلما استبان له الحق وافق الشيخ وأيَّده. وما ذكر مغالطات لا تلزم.

ص: 188

يبلغ من تبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن تبعك فبهت الذي كفر (1) .

ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته.

ثم قال ص (232) من خلاصة الكلام وما بعدها:

«ومن قبائحه الشنيعة أنه منع الناس من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم (2) فبعد منعه خرج أناس من الأحساء وزاروا النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه خبرهم فلما رجعوا مروا عليه في الدرعية فأمر بحلق لحاهم ثم أركبهم مقلوبين من الدرعية إلى الأحساء (3) .

وبلغه مرة أن جماعة من الذين لم يتابعوه من الآفاق البعيدة قصدوا الزيارة والحج وعبروا على الدرعية فسمعه بعضهم يقول لمن تبعه خلوا المشركين يسيرون طريق المدينة والمسلمين يعني جماعته يخلفون معنا (4) .

والحاصل أنه لبَّس على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم بإقامة الدين، وذلك مثل أمره للبوادي بإقامة الصلاة والجماعة ومنعهم من النهب، ومن بعض الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط، وكتأمين الطرق والدعوة إلى التوحيد، فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حاله وحال أتباعه (5) ويغفلون ويذهبون عن تكفيرهم الناس من منذ ستمائة سنة، وعن استباحتهم أموال الناس ودمائهم، وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بارتكابهم أنواع

(1) هذه حكاية لا تثبت ولو صحت لما دلت إلا على جهل قائلها؛ لأن الشيخ لا يحصر الإسلام والنجاة بأتباعه، بل باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك هو دينه وعقيدته، وأقواله تدل على ذلك.

(2)

الإمام كسائر أهل السنة يرون مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر قبور المسلمين الزيارة الشرعية لكن لا يرى شد الرحال إليها عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. .» ، والمسألة خلافية والراجح فيها عدم الجواز لأن السلف ما كانوا يفعلونه.

(3)

هذه من الأخبار التي لا تصح.

(4)

هذه من الأخبار التي لا تصح.

(5)

وهذا اعتراف بالحق الذي كانت عليه الدعوة وإمامها، واتهام الناس الذين اتبعوا الحق بالغباوة لا يحتاج إلى تعليق.

ص: 189

التحقير له ولمن أحبه، وغير ذلك من قبائحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها» (1) .

ثم قال: «وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الخوارج في أحاديث كثيرة فكانت تلك الأحاديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم حيث كانت من الإخبار بالغيب» .

ثم قال: «وفي قوله صلى الله عليه وسلم «سيماهم التحليق» تنصيص على هؤلاء القوم الخارجين من المشرق التابعين لمحمد بن عبد الوهاب فيما ابتدعه؛ لأنهم كان يأمرون من اتبعهم أن يحلق رأسه لا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم حتى يحلقوا رأسه (2) ولم يقع مثل ذلك قط من أحد من الفرق الضالة التي مضت قبلهم أن يلتزموا مثل ذلك فالحديث صريح فيهم وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول لا يحتاج التأليف في الرد على ابن عبد الوهاب بل يكفي في الرد عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «سيماهم التحليق» فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة، وكان محمد بن عبد الوهاب يأمر أيضًا بحلق رءوس النساء اللاتي يتبعنه فأقامت عليه الحجة مرة امرأة دخلت في دينه، وجددت إسلامها على زعمه، فأمر بحلق رأسها فقالت له: لم تأمر بحلق الرأس للرجال فلو أمرتهم بحلق اللحية لساغ لك أن تأمر بحلق رءوس النساء؛ لأن شعر الرأس للنساء بمنزلة اللحية للرجال فبهت الذي كفر، ولم يجد لها جوابًا لكنه إنما فعل ذلك ليصدق عليه وعلى من اتبعه قوله صلى الله عليه وسلم:«سيماهم التحليق» فإن المتبادر منه حلق الرأس (3) فقد صدق صلى الله عليه وسلم فيما قال.

وقوله صلى الله عليه وسلم حين أشار إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان جاء في رواية قرنا الشيطان بصيغة التثنية قال بعض العلماء: المراد من قرني الشيطان مسيلمة الكذاب ومحمد بن عبد الوهاب (4) .

(1) سبق بيان ذلك، وسيأتي تفصيله في المباحث التالية.

(2)

هذا من الكذب عليهم. انظر: المبحث السادس من هذا الفصل.

(3)

هذا كله من الكذب والبهتان عليهم. انظر: الهامش السابق.

(4)

من المعلوم أن المقصود بالمشرق وقرن الشيطان: العراق وكذا فسره أكثر أهل العلم.

وتفسير أحد قرني الشيطان بأنه محمد بن عبد الوهاب هذا من مفردات المؤلف التي امتاز بها فهنيئًا لأتباعه وأشياعه هذا الفتح. وكيف يكون إمام من أئمة السنة وعلم من أعلام الإسلام وهو محمد بن عبد الوهاب قرن الشيطان؟!

ص: 190

وجاء في بعض الروايات وبها يعني نجد الداء العضال. قال بعض الشراح: وهو الهلاك وفي بعض التواريخ بعد ذكر قتال بني حنيفة قال ويخرج في آخر الزمان في بلد مسيلمة رجل يغير دين الإسلام (1) .

وذكر العلامة السيد علوي بن أحمد بن حسن بن القطب سيدي عبد الله بن علوي الحداد في كتابه الذي ألفه في الرد على ابن عبد الوهاب المسمى جلاء الظلام في الرد على النجدي الذي أضل العوام من جملة الأحاديث التي ذكرها في الكتاب المذكور حديثًا مرويًا عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يخرج في ثاني عشر قرنًا في وادي بني حنيفة رجل كهيئة الثور لا يزال يلعق براطمه يكثر في زمانه الهرج والمرج. يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجرا، ويستحلون دماء المسلمين ويتخذونها بينهم مفخرًا وهي فتنة يعتز فيها الأرذلون والسفل تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه» ولهذا الحديث شواهده تقوي معناه وإن لم يعرف من خرجه (2) .

ثم قال السيد المذكور في الكتاب الذي مر ذكره وأصلح من ذلك أن هذا المغرور محمد بن عبد الوهاب من تميم فيحتمل أنه من عقب ذي الخويصرة التميمي (3) الذي جاء فيه

(1) أولا: المقصود نجد العراق، وثانيا: معلوم أن خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتنة من المشرق أو نجد لا يشمل كل الأحوال ولا كل الأزمان، والتاريخ والواقع يشهدان بذلك. وانظر: تفاصيل ذلك في المبحث السادس التالي. وثالثا: ليس هذا نصا في ذم الدعوة وإمامها وأتباعها بإطلاق.

ورابعا: كيف يليق بمن يحترم نفسه ويحترم العلم ويحترم القراء أن يكون مصدره بعض التواريخ؟! ثم يذكر خبرًا عن أمر غيبي وهو: الرجل الذي يزعم أنه يغيِّر دين الإسلام، ولم يكمل الكذبة التي يرويها وهي أن هذا الرجل هو محمد بن عبد الوهاب الداعية المصلح الذي نصر دين الإسلام وغيَّر بتوفيق الله دين أولئك الجهلة والمبتدعة إلى العلم والسنة.

(2)

في هذا المقطع عجائب ونكات بديعة أولها: أن مرجع المؤلف هنا أحد أقطاب البدع وأكابر خصوم السنة وأهلها، وثانيها: أن هذا الحديث الموضوع المكذوب الذي ذكره تجتمع فيه كل علامات الوضع والكذب، فإن كانوا - الناقل والمنقول عنه - يجهلون ذلك فهذه مصيبة، وإن كانوا يعلمون أن هذا الحديث من جملة الكذب فالمصيبة أعظم، لكني أعلن عزائي لأهل البدع في شيوخهم وأسأل الله أن يعوضهم خيرًا منهم ممن يرشدونهم للحق ويسلكون بهم طريق السنة.

(3)

هذا من العبث بعقول الناس. وإذا كانوا لا يجدون من المطاعن في الشيخ الإمام إلا هذه الأوهام والتناوش من مكان بعيد فقد اعترفوا بإفلاسهم والحمد لله.

ص: 191

حديث البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه» .

ثم قال: «قال السيد علوي الحداد لما وصلت الطائف لزيارة حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما اجتمعت بالعلامة الشيخ طاهر سنبل الحنفي ابن العلامة الشيخ محمد سنبل الشافعي فأخبرني أنه ألف كتابًا في الرد على هذه الطائفة سيما الانتصار للأولياء الأبرار، وقال لي: لعل الله ينفع به من لم تدخل بدعة النجدي في قلبه وأما من دخلت في قلبه فلا يرجى فلاحه (1) لحديث البخاري يمرقرن من الدين ثم لا يعودون فيه. قال السيد علوي الحداد: وأما ما نقل عن العلامة الحفظي ساكن الحجاز أنه استصوب بعض أفعال النجدي من جمعه البدو على الصلاة وترك النهب، وإزالة بعض الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط، ومن تأمينه الطرق ودعوته إلى التوحيد (2) فهو غلط حيث حسن للناس فعله ولم يطلع على ما ذكرناه من منكراته وتكفير الأمة من ستمائة سنة. وإحراقه الكتب الكثيرة (3) . وقتله لكثير من العلماء وخواص الناس وعوامهم واستباحته دماءهم وأموالهم (4) وإظهار التجسيم للباري – سبحانه وتعالى (5) .

وعقده الدروس لذلك، وتنقيصه للرسل عليهم الصلاة والسلام وللأولياء، ونبشه قبورهم، وأمر في الأحساء أن تجعل بعض قبور الأولياء محلًا لقضاء الحاجة (6) .

ومنع الناس من قراءة دلائل الخيرات، ومن الرواتب، والأذكار ومن قراءة

(1) نعم إن من ذاق طعم الإيمان والعلم وحلاوة السنة فلا يتصور أن يعود إلى الجهل والبدعة. أما حديث البخاري فهو في الخوارج وليس في أتباع السلف الصالح.

(2)

الحمد لله الذي أنطقهم بالحق، ثم نكسوا على رءوسهم ووصفوا الحق بأنه غلط. أما ما سماه منكرات وتكفير الأمة فسبق البيان بأنه محض افتراء، وسيأتي مزيد بيان كذلك في المباحث التالية.

(3)

لم يذكر لنا واحدًا من هذه الكتب الكثيرة سوى دلائل الخيرات، وقد نفى الإمام ذلك كله كما أسلفت.

(4)

هذا لا يصح.

(5)

هذا من الكذب فإن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه على منهج السلف في إثبات الصفات لله تعالى كما جاءت في القرآن والسنة من غير تمثيل ولا تعطيل.

ولكن الجهمية والمعتزلة وأهل التأويل والتعطيل يسمون من أثبت الصفات كما جاءت بها النصوص مجسمًا ومشبهًا. وقد سلك المؤلف هنا سبيلهم.

(6)

هذه أكاذيب ومفتريات تردها الحقائق التي سبق ذكرها وسنذكرها لاحقًا كذلك.

ص: 192

مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنائر بعد الأذان (1) وقتل من فعل ذلك (2) وكان يعرِّض لبعض الغوغاء الطعام بدعوات النبوة ويُفهمهم ذلك من فحوى الكلام (3) ومنع الدعاء بعد الصلاة (4) .

وكان يقسم الزكاة على هواه (5) وكان يعتقد أن الإسلام منحصر فيه وفيمن تبعه وأن الخلق كلهم مشركون (6) .

وكان يصرح في مجالسه وخُطَبه بكفر المتوسل بالأنبياء والملائكة والأولياء (7) بل يزعم أن من قال لأحد: مولانا أو سيدنا فهو كافر (8) ويمنع من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله كغيره من الأموات (9) وينكر علم النحو واللغة والفقه والتدريس لهذه العلوم ويقول: إن ذلك كله بدعة (10) .

ثم قال السيد علوي الحداد: والحاصل أن المحقق عندنا من أقواله وأفعاله ما يُوجب خروجه عن القواعد الإسلامية لاستحلاله أمورًا مجمعًا على تحريمها معلومة من الدين بالضرورة بلا تأويل سائغ مع تنقيصه الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وتنقيصهم تعمدًا كفر بالإجماع عند الأئمة الأربعة (11) . اهـ.

(1) نعم الإمام فعل ذلك لأن هذه بدع، والواجب على العلماء والولاة وكل من يقدر على منع هذه المنكرات أن يفعل بالحكمة. وهذه مَنْقَبة للشيخ وليست مَسَبَّة.

(2)

أما قتل من فعل ذلك فهو كذب.

(3)

اتهام الإمام بدعوى النبوة فرية عظيمة سبق الكلام عنها في المبحث الخامس من الفصل الثاني.

(4)

سبق التعليق على هذه المفتريات في الهوامش السابقة.

(5)

سبق التعليق على هذه المفتريات في الهوامش السابقة.

(6)

سبق التعليق على هذه المفتريات في الهوامش السابقة

(7)

ليس على إطلاقه فإن الشيخ يقول كسائر السلف الصالح بكفر من دعا غير الله وصرف العبادة لغير الله، وإن سمى ذلك توسلاً. وكذلك ينكر التوسلات البدعية.

أما التوسل المشروع فهو عبادة وقربة يدعو إليها الشيخ، ويؤمن بها كسائر السلف الصالح.

(8)

هذا من الكذب، وسبق التعليق عليه.

(9)

هذا من الكذب، وسبق التعليق عليه.

(10)

هذا كذب فالإمام درس هذه العلوم وتمكن منها ودرَّسها ونشرها، وكان يأمر بتدريسها.

(11)

هذا من البهتان العظيم، فهلا ذكر لنا من أقوال الإمام وأفعاله شيئًا يُثبت هذه التُّهَم والمفتريات، بل الواقع والحاصل أن أقواله وأفعاله عكس ذلك تمامًا، وكذلك علماء الدعوة وأتباعها أهل السنة والجماعة بريئون مما افتراه عليهم المفترون.

ص: 193

ما زال كذلك يحبه قوم ويكرهه آخرون فآواه أهل الدرعية وظن بعض منهم أنه رسول لكافة البرية (1) فصنف لهم رسالة سماها "كشف الشبهات عن خالق الأرض والسماوات" كفَّر فيها جميع المسلمين وزعم أن الناس كفار منذ ستمائة سنة وحمل (2) الآيات التي نزلت في الكفار من قريش على أتقياء الأمة (3) وكان ممن تبعه وقبل منه كل ما يقول محمد بن سعود أمير الدرعية (4) واتخذه وسيلة لاتساع الملك وانقياد الأعراب (5) له فصار يدعوهم إلى الدين، وأثبت في قلوبهم أن جميع من هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق (6) ومن قتل مشركًا فله الجنة، فتابعوه وصارت نفوسهم بهذا الاعتقاد مطمئنة.

وكان محمد بن سعود يتمثل ما يأمره به، فإذا أمره بقتل إنسان أو أخذ ماله سارع إلى ذلك، فكان محمد بن عبد الوهاب معهم كالنبي في أمته لا يتركون شيئًا مما يقوله ولا يفعلون شيئًا إلا بأمره، ويعظمونه غاية التعظيم ويُجِلّونه غاية التجليل» (7) ثم ذكر صفة اتساع ملك الأمير محمد بن سعود، وكيف دانت له جزيرة العرب، ودخوله مكة بالصلح وخروجه منها سنة 1227هـ.

(1) هذه فرية عجيبة.

(2)

هذا من الكذب، وفندها الإمام في رسائله كما في رسالته السابقة.

(3)

هلَاّ ذكر لنا واحدًا من هؤلاء الأتقياء الذي يزعم أن الإمام كفرهم؟ ويله ما أكذبه.

(4)

وهذا مما يحمد لكل من الإمامين حين تعاضدا وتعاهدا على نشر الدين والعدل والأمن، وإقامة السنة وإماتة البدع.

(5)

هذا من التلبيس فإن الغاية التي سعى إليها كل منهما أن تقوم للدين دولة تنشره وتحميه، واتساع الملك وانقياد الأعراب إذا كان في سبيل تحقيق غاية الدين، ونصر الحق، وجمع الشمل، ونشر الأمن فهو مطلب مشروع. وهذا ما كان عليه كل من الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود وأحفادهما.

(6)

هذا من الكذب.

(7)

هذا ثناء ووصف صائب لكنه يثير غيرة المخالفين أهلِ البدع، ولذلك لم يدع كاتبه عادته من اللمز بدعوى النبوة والقتل.

ص: 194