الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [{يَحْكُمُونَ} ـهُ] قَدَّر المُفَسِّر الهاءَ لتكونَ عائدًا إلى الموصُولِ، أي: ساءَ الذي يحكُمونَهُ.
إذن: (الَّذِي) فاعلٌ، والمخصوصُ بالذَّم.
وقولُه: [حُكْمهُمْ هَذَا] اهـ.
هذا هو المخْصُوصُ، وكلُّ فِعْلٍ من الأفعالِ الجامِدةِ التي للذَّمِّ أو للمَدْحِ تحتاجُ إلى فاعلٍ وتحتاجُ إلى مَخصوصٍ، والمخصوصُ دَائمًا يُحذَفُ لدَلالةِ الفاعِلِ عليه، تقول:(نِعمَ دارُ المتَّقِين الجنَّةُ)، الفاعلُ قولِنا: دارُ، والجنَّةُ هي المخْصوصُ بالمدْحِ، والجنَّةُ: فيها وجهانِ للإعرابِ:
أحَدُهُمَا: أن تجعلها مُبتدأً مُؤخَّرًا، والجملَةُ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
والثاني: أن تجعلها خَبرًا لمبتَدَأ محذوفٍ، تَقْدِيره: هي الجنَّةُ.
أما قولَه: [نِعْمَ دارُ المتقينَ] فَهِي فِعلٌ وفاعِلٌ.
يقولُ المُفَسِّر رحمه الله: [بِئسَ ما يَحْكُمونَ حُكمهُم هَذَا]، ولا ريبَ أن ما حَكَموا بِه وظَنُّوهُ هو ظنُّ سَوءٍ لا يَلِيقُ باللَّه، فإنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ في آياتٍ كثيرَةٍ:{وَمَا هُم بِمُعْجِرينَ} [الزمر: 51]، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} [فاطر: 44]، فهؤلاءِ الذين استَمَرُّوا في عَمَلِ السَّيئاتِ، وظَنُّوا أن اللَّهَ تعالى لا يَقْدِرُ عليهِمْ ولا يَنتَقمُ منهم، أضَافُوا والعِياذُ باللَّهِ شَرًّا إلى شرِّهم.
من فوائد الآية الكريمة:
الفَائِدةُ الأُولَى: التَّهْديدُ والوَعيدُ لمنَ ظَنَّ أن اللَّهَ لا يَقدِرُ عليه بعَملٍ السيِّئاتِ، لقَولِهِ:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} .
الفَائِدةُ الثَّانِية: تَهديدُ عاملي السيِّئاتِ بأخذِ اللَّه لهم وأنَّهم لَنْ يُعْجِزُوا اللَّهَ.
الفَائِدةُ الثَّالِثة: تَحريمُ ظَنِّ السُّوءِ باللَّه تعالى لقولِهِ: {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} .
* * *