الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا التقسيط هو من باب أكل مال الناس بالباطل، وداخل في عموم قوله عليه السلام:«من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا» .
مداخلة: تفسير الحديث؟
الشيخ: الشنطة هذه فاضية وجديدة، ثمنها كاش عشرة دنانير بالتقسيط اثنا عشر، فإذا أنت اشتريت مني الشنطة بالتقسيط فأنا لما آخذ عشرة أكون أخذت حقي، وإذا أخذت زائد اثنين أكون أكلت الربا، «من باع بيعتين» كاش بعشرة وتقسيط باثنا عشر، «فله أوكسهما» أي: أنقصهما، ما الأنقص هنا؟ العشرة، أو الزائد الربا.
(الهدى والنور / 142/ 21: 51: 00)
حكم المرابحة مع البنك
مداخلة: بالنسبة للبنك الإسلامي بيقولوا: المعاملة معه إنه الواحد يأخذ منهم مثلاً بضاعة، وبيأخذ عليها أرباح، ما بيأحذ شيئًا اسمه فوائد، مثلاً: أنا بدي أشتري السيارة هذه من واحد.
الشيخ: معروف المثال ما تتعب حالك فيه؛ لأنه من كثرة ما حكوا فيه اهترى.
يا أخي هذا يسموه ربح، بيسموه مرابحة، هذا من باب الاحتيال على حُرُمات الله عز وجل.
السيارة اللي ثمنها مثلاً خمسة آلاف، هم بيحسبوها عليك ستة آلاف، ليش؟ هل الألف السادسة يُسَمّوها أنها ربح، من أين جاء الربح، الربح للتاجر، التاجر هو اللِّي يربح، أما هو أدخل نفسه وسيط، من شأن أنت ما تدفع، بيدفع البنك عنك خمسة آلاف، وبيأخذ منك ست آلاف، هو لا باع ولا اشترى، شو معنى نسميها ربح؟ بل هذه هي الربا بعينها.
وبعدين لا تنس الربا اليوم وأينما رُحت حتى في دروس المشائخ، ما بتسمع بهذه المناسبة لفظة الربا، إنما بتسمع لفظة الفائدة، إن حكوا بيقولوا: فائدة حرام، أنا بقول: فائدة حرام، أي تاجر بيبيع ويشتري مش من شأن يستفيد؟
مداخلة: طبعاً.
الشيخ: طيب، الفائدة حرام؟ لا. لكن هم بيقصدوا بكلمة الفائدة ربا، ليش بيسموا الربا فائدة؟ هيك الجو الربوي أوحى إليهم الشيطان أنه بلاش تستعملوا كلمة الربا؛ لأنه هذه كلمة مُخيفة، وبعدين كلمة بتعبيرهم كلمة رجعية، كلمة دينية تعصب، هذا الزمان ما بيناسبنا إنه نجي نقول: هذا حرام وهذا ربا وهذا. لا، قولوا: هذه فائدة، البنك بيأخذ فائدة، البنك بيأخذ ربا، المشائخ لما بيقرروا القضية بيفوتهم التَّنبيه
…
إياكم أن تستعملوا كلمة الفائدة مقام الربا، لسببين اثنين:
السبب الأول: أن الله سماها الربا ما سماها فائدة.
السبب الثاني: أن الفائدة ليس محرمة في الإسلام، ولذلك هم يستعملوا الكلمة هذه من شان تضليل الناس إنه هذه ليس محرمة فائدة هذه، منين بده يعيش البنك الرئيس والمرؤوس و .. و .. إلى آخره من الفوائد.
هذه محرمات أشد التحريم، كما قال عليه الصلاة والسلام:(درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله من ست وثلاثين زنية).
فأكل الربا من الكبائر، والله عز وجل لعن اليهود في أكلهم الربا وأكلهم السحت المحرم، لا إله إلا الله.
مداخلة: يا شيخنا! مثلاً واحد كافر، وعنده محل تجاري ومُعَرّض أنه ينهار شغله، وإذا ما أخذ مصاري مثلاً من واحد أخذ منه مصاري دين، أو أي مكان راح ينهد المحل هذا، وراح يصير بالشارع، ولازمه مصاري مثلاً كذا، والبنوك بنقول عنها بتأخذ ربا، إذا اضطر وأخذ من البنك، فما حكم هذا الاستخدام؟ ما فيش لها أي فتوى.
الشيخ: من عندى مالك أيّ فتوى .. لأنه قولك الضرورة، بنقول إحنا ما فيه ضرورة لارتكاب الحرام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«يا أيها الناس إن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يقول: يا رب! يا رب! -يعني: يدعو- مأكله حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام فَأنى يستجاب لذلك» .
وبيقول عليه السلام في بعض أحاديث أخرى: «إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب فإن ما عند الله لا ينال بالحرام» .
الناس اليوم اعتادوا على الكسب للمال بأيِّ طريق كان، ما بيسألوا حلال حرام، المهم هات، الغاية تُبَرِّر الوسيلة عندهم.
وقد أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة التي نلمسها اليوم لمس اليد، حينما قال:«يأتي زمان على أمتي، لا يبالي المرء أمن حلال أكل أم من حرام» .
فالناس ليس لهم طريقة لحل مشاكلهم الاقتصادية، إلا على الطريقة الأوروبية الكافرة بالضبط.
بينما لو كان هناك مسلمين حقاً، وكان الرابطة الإيمانية تربط بعضهم ببعضٍ صدقاً، ما كان هناك مشكلة يضطر المسلم أن يقول: للضرورة حتى ما ينهار محله، بده يضطر يستقرض من البنك، ثم يا ليت بيكون نتيجة استقراضه إنه ينتعش، في كثير من الأحيان {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] كل ماله الذي أخذ بالربا تتراكم عليه الربا، وبالتالي بينهار محله تماماً.
بينما الطريقة الإسلامية بسيطة جداً، وهو ما يسمى عند العلماء بالمضاربة، إنسان عنده نشاط، عنده عمل، بيقدر يتاجر، لكن ما عنده سيولة، بيقدر يتفق مع رجل غني عنده سيولة، لكن ما عنده قدرة للعمل لسبب أو آخر، فبيأخذ منه عملة مضاربة، مش بالربا كما يفعل بعض الناس، يأخذ منه مثلاً كمية على أساس أنه كل شهر يعطيه شيئًا مقطوع كذا هذا هو الربا بذاته، لكن خذ يا فلان، هذه ألف دينار،
هذه خمسة آلاف دينار، روح اشتغل بعملك تاجر ضارب، اللِّي هو شغلك، ثم اللِّي بتروِّحه مناصفة، مثالثة مرابعة حسب ما يتفقون عليه، خسر صاحب المال ماله، خسر المضارب تعبه جهده، هذه معاملة شرعية ومعقولة جداً.
لكن الناس أولاً ما عاد يثقوا ببعضهم البعض، ولذلك بيشتغلوا بالطريقة المُحَرّمة البنك، والبنك بيغللّوا بالأغلال، يعني: مصاص دماء، كم وكم من ناس صار لهم بيوت اضطروا يبيعوها بأبخس الأثمان، بطريقة اللّي يسموه بنك أيش الإسكان.
الشيخ: نعم؟
مداخلة: الطواريق الحضري.
الشيخ: الطواريق.
أبو ليلى: شيخنا! من فضل الله علينا، ثم من فضلك كذلك علينا، إنه لما كنت أنت قبل حوالى ست سنوات تقريباً أو يزيد على ذلك بمعاملة مع التجار، وأنا لا أخفى عليك تجارتي كباقي التجار الباقين.
الشيخ: كل التجار هكذا
مداخلة: أي نعم، كنت مبتلى يا شيخنا بالدِّين حتى يعني: ما كنت آخذ من البنوك اللي هي الجاري مدين، كان حسابي جاري، ما كنت أتورط مع، لكن كان طريقة البنك ومعاملة التجار للبنوك أمثالي هي تعطينا نفس طويل، إنا نأخذ من هؤلاء التجار للأجل وهذه تُسَجّل بالحساب، فكنا متورطين في الدين ومثلاً بعشرين بخمسة وعشرين ألف دينار، أحياناً يكون عندنا بضاعة يا شيخنا ما فيها هذه القيمة.
الشيخ: الله أكبر.
مداخلة: نعم، ومن فضل الله علينا، وتوجيهاتك يا شيخنا، وبعد ما توقفت عن معاملتي مع البنوك وسحبت .. يعني: الأموال المادية اللي موجودة في البنوك،