الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مداخلة: الزمن له ثمن.
الشيخ: الزمن له ثمن، الله المستعان.
(الهدى والنور / 495/ 30: 46: 00)
التعامل مع البنك الإسلامي
مداخلة: ما حكم التعامل مع البنك الإسلامي بالطريقة التي تعرفونها؟
الشيخ: لا يجوز مثل هذا السؤال المطلق والإجابة عليه، وبخاصة أنك قلت: مثلما تعرف، فهل أنا أعرف دخائل البنك الإسلامي بتفاصيلها؟ لا.
فإذاً: الصواب: أن تُحَدِّد السؤال: ما هي المعاملة التي أنت تسأل عنها، سواء كانت لها علاقة بالبنك المسمى: بالبنك الإسلامي أو مسمى بالبنك البريطاني، ليس مهم الأسماء، المهم المسميات.
فإذاً: ما هي المعاملة التي تسأل عنها؟
مداخلة: أقصد إذا أراد شخص أن يأخذ قرضًا من البنك الإسلامي؛ ليقوم ببناء بيت، يقوم البنك بشراء المواد على أن يسددها الشخص بمبلغ يزيد ويسمونه ربحاً، هذا الذي أقصد.
الشيخ: نعم، بعد أن أوضحت سؤالك، فسيتضح لك بالتالي جوابي: وهو أن هذه المعاملة لا ينفرد بها بنك يسمى بالبنك الإسلامي حتى البنوك التي لا تتسمى بهذا الاسم، بل قد تتبرأ منه، قد تتعامل بنفس هذه المعاملة.
فسواءً كانت تصدر من البنك الإسلامي أو غيره فهي معاملة ربوية لا يجوز؛ لأنهم أولاً: يسمونها بغير اسمها، قرضاً حسنًا! ليس هذا بالقرض الحسن.
القرض الحسن: أن يشتري لك بضاعة الدار بعشرة آلاف دينار مثلاً ويأخذها منك عشرة آلاف دينار.
وهنا حقيقة لا بد أن أُذَكِّركم بها، لكنها حقيقة شرعية وهي حقيقة رائعة جميلة جداً، إلا أكثر الناس لا يعلمون: الذي يُقْرض المسلم عشرة آلاف دينار قرضاً حسناً حقيقة، ويستلم منه هذا القرض الحسن بعد حلول الأجل.
هو في الحقيقة، وهنا النكتة وأرجو أن تنتبهوا لها: هو يستلم عشرة آلاف زائد خمسة آلاف، لكن الخمسة آلاف هذه مضمونة، مضمونة عند رب العالمين ليس في البنك.
وتوضيح هذا الكلام: أنه جاء في الأحاديث الصحيحة: «قرض درهمين مثل صدقة درهم» فأنت إذا أقرضت مسلماً مائتي دينار كأنما أخرجت من جيبك صدقة لوجه الله مائة دينار.
فإذاً: هذا الذي أقرضك عشرة آلاف لله وسَلَّمتها له، سُجِّل له عند الله خمسة آلاف قرضًا حسن فعلاً، يعني: أجر هذا القرض الحسن.
هذا الناس عنه الآن غافلون كل الغفلة، والربح الحقيقي هو هذا.
لعلكم تعرفون قصة ذلك الصحابي الذي أظن أوقف حديقة له، وقال له الرسول عليه السلام، بيرحاء، أي الحديقة، ماذا قال له؟ «ربح البيع» ؛ لأنه أوقفه لله بدون قرش، هذا هو الربح الحقيقي.
فالتاجر المسلم اليوم صحيح يربح أموالاً طائلة من الناحية المادية، لكنه أولاً: يخسر بارتكابه المحرمات وثانياً: يخسر بخسارته الأجور التي كانت ستتضاعف له فيما لو أقرض المسلمين قرضاً حسناً.
لو جاء شار يريد أن يشتري سيارة ثمنها مثلاً عشرة آلاف نقداً، ولكن بالتقسيط عشرة آلاف زائد خمسمائة .. ألف .. على حسب ما يتفقوا على ذلك.
فلو أنه باعها عشرة آلاف بالتقسيط، ماذا ربح هذا الرجل عند الله؟ خمسة آلاف بالإضافة هو ربح الربح الشرعي ربح النقد .. ما خسر ربح، لكن ربح ربحاً عظيماً جداً هو الربح الحقيقي الذي جاء الإشارة إليه في حديث بيرحاء، حيث قال عليه السلام لمن تصدق به:«ربح البيع .. ربح البيع» .
إذاً: لا يجوز التعامل مع البنك الإسلامي في هذه الصورة.
مداخلة: عن نفس الموضوع.
الشيخ: نفس الموضوع؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: لو أن البنك استلم يعني: نفس الحالة المذكورة، لو أنه اشترى هذه المواد وأصبحت ملكاً له، ثم أخذ يبيعها بأرباح، هل هذا يعني يخرجه من كونه حرامًا؟ يعني: امتلكها وأصبحت له ..
الشيخ: بالتعبير العسكري في بعض الدول العربية: مكانك راوح، وعبارة أخرى: دوبزي، أو: دورة ولفتة؛ لأنه سيأتيك الآن السؤال التوضيحي:
لو هذا البنك اشترى هذه البضاعة، قلنا مثلاً: بثمانية آلاف، لو جاءه شخص وقال له: يعني هذه البضاعة كاش نقداً، يبيعها بأقل من عشرة آلاف أم لا؟ يبيعها ..
مداخلة: بأكثر، طبعاً إذا أمتلكها يُريد أن يبيعها بأكثر.
الشيخ: ما أجبتني، هو اشتراها بثمانية آلاف، ويريد أن يبيعها بعشرة آلاف، على الطريقة التي ذكرتها.
مداخلة: نعم بعد أن امتلكها.
الشيخ: نعم، هذه الطريقة التي أنت ذكرتها، يريد أن يبيعها بالدّين بالتقسيط ..
مداخلة: لا، أنا لا أقصد التقسيط، يدفع عادي يعني.
الشيخ: لا، هذا كلام خطأ، هذا سؤال غير وارد، التجار يشتغلوا بهذا، لا ينفرد البنك بهذه المعاملة.
مداخلة: أنا هذا الذي قصدت يعني: لو أنه انفرد بهذه المعاملة التي ذكرتها.