الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجب أن ننظر إلى أن الإعانة، إذا كانت إعانة مباشرة في المعصية، فهذا هو الذي يعنيه قوله تعالى:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
أما لو جاءك مرابي تعرفه مرابياً أي: ماله حرام، وهذه مسألة الحقيقة مهمة ولها فروع كثيرة، يريد أن يشتري منك كتاباً، تبيعه أم لا؟
مداخلة: أبيعه.
الشيخ: لكن هذا المال المشتري به الكتاب مال ربوي، فقولك: أبيعه، هو جواب صحيح.
لكن لما ندرس هذا الجواب الصحيح، لا بد أن ندرس وجهة نظرنا حينئذٍ في ماله المكتسب.
نحن نقول: هو آثم في طريقة كسبه لماله المحرم، لكنك أنت لست عاصياً في بيعك للكتاب؛ لأنك في هذا البيع لا تساعده على منكره، بل لعلك تُخَفِّف عنه، أو تحاول أن تصرفه عنه.
(الهدى والنور /273/ 02: 11: 00)
لو قيل أننا لو أوقفنا التعامل مع البنوك ستتوقف الحياة
مداخلة: لو سمحت .. نعود قليلاً للمال، على أساس أنه من الوقت الحاضر من الآن، حتى يهيئ لنا الله المجتمع الصالح الذي حكيت عنه أنت، الذي يأتي ويغير النظام المالي في الوقت الحاضر، في هذه الفترة التي قد تطول في الوقت الحاضر؛ لأنه ليس هناك أي بوادر لها.
ماذا نفعل نحن، ونحن نعرف أنه الآن مثلاً كل الذي في البلد الموجودات من الخارج: الملابس وكل شيء يعني نستوردها من الخارج، ولا يمكن للتاجر أن يستورد أيَّ شيء إلا عن طريق اعتماد في البنك، مستحيل يعني.
فإذا اعتمدنا رأيك الآن وحاولت أنه ما بديش الشغلة لأنه البنك، في الحياة ستتوقف، وعجلة الإنتاج ستتوقف، وبالتالي سنرجع إلى التخلف مرة أخرى، فما رأيك؟
الشيخ: كلامك فيه مناقشة من عدة جوانب، ولنأخذ آخر كلمة سمعتها منك سنرجع إلى التَخَلُّف، ما هو التَخَلُّف الذي تعنيه؟
مداخلة: التَخَلّف أنه الآن مثلاً نتقوقع على نفسنا الآن، وننفصل عن العالم الذي حولنا.
الشيخ: وهذا واجبنا.
مداخلة: بالعكس، نحن حملة الرسالة ويجب أن نُبَلِّغها للعالم كله، فلا بد أن نستغل كل الوسائل.
مداخلة: بالاستيراد والتصدير؟ ! !
الشيخ: يعني أنت تريد أن تُصَدِّر دعوتنا بطريقة مشروعة يا أستاذ، أو بطريقة غير مشروعة؟
مداخلة: مشروعة طبعاً.
الشيخ: طيب، بسب نحن نقول إن هذه الوسائل غير مشروعة، وسؤالك لريثما يتيسر لنا تحقيق المجتمع الإسلامي وإيجاد البنوك البديلة عن هذه البنوك، ما هو العمل، وإلا توقفنا وتخلفنا، تخلفنا عن من؟ عن الكفار.
هنيئاً لنا، وذلك ما نبغي.
مداخلة: عفواً، أنا أحكي لك بتخصصي، الحديد، هل الحديد مثلاً، المجتمع بحاجة له، هل نستطيع أن نستغني عن الحديد مثلاً يعني، عن استيراده مثلاً؟
الشيخ: خذ وأعط معي.
في زمن الرسول عليه السلام، من كان المتقدمين ومن كان المتخلفين من الأمم: فارس والروم والعرب؟
مداخلة: الفرس والروم متقدمين والعرب متخلفين.
الشيخ: ومن نجح بعد ذلك؟
مداخلة: العرب.
الشيخ: لا، بِدّك تقول بنفس التقدم والتخلف، من الذي نجح المتقدم وإلا المتخلف.
مداخلة: المتخلف، لا، عفواً لم ينجح بتخلفه، وإنما بوجود رسالة أَدّت إلى نجاحه على
…
الشيخ: بارك الله فيك، نحن هذا هو الذي نريده، هذا هو الذي نريده، وهذا هو واقعنا الآن، نحن متخلفون عن الدولتين الذي يقولوا اليوم العظميين الشرقية والغربية متخلفين، لكن نحن متخلفون ديناً أم مدنية؟ مدنية.
ماذا يضرنا هذا التخلف المدني، ما دام كان مثله في الزمن الأول باعتراف الجميع وأنت معنا، ما ضَرّهم هذا التخلف حينما تمسكوا بدينهم.
إذاً: التاريخ يُعيد نفسه، نحن لا يضرنا التخلف أبداً، إذا ما نحن تمسكنا بأحكام ديننا.
فهذا التمسك هو الذي يقدمنا، وهو الذي شرحت آنفاً، هو الذي يكون البديل لحل كل المشاكل التي قد تعترضنا وتحيط بنا [الدول الكبرى] اليوم، ومن تنحو منحاها من الدول ويسموها الدول الثمانية والقسم الآخر المتخلفة.
ودولتنا هنا من هذا القبيل، كيف تحاول أنها تستقل في أن تعيش بدون أن تستعين بما عند الدول الأخرى، وإنما تكتفي ذاتياً.
هذا معناه: أنه ممكن حينما تكون هناك دولة قوية في منهاجها، في نظامها في قانونها، تستطيع أن تستغني عن كثير مما أنت أشرت إليه آنفاً من الاستيرادات التي لا تكون من الضرورية.
الآن أنت ذكرت مثال الحديد، لماذا ذكرت مثال الحديد، وما ذكرت الأشياء الكمالية؟
مداخلة: لأنه مجال تخصصي.
الشيخ: كونه مجال تخصصك، كونك أنت متخصص في شيء، وكون آخر متخصص في الخشب، ليس هو الذي فيه البحث؛ لأن البحث واسع وله جوانب كثيرة جداً.
فالمفروض في هذا البحث أننا نتفق على كلمة سواء، أننا نستطيع أن نكتفي بالضروريات؛ لأني قلت أنا في كلامي السابق:{إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]، الضرورات تبيح المحظورات، لكن الضرورة تُقَدَّر بقدرها، فنحن قلنا الآن جدلاً: الحديد ضروري لا يمكن الاستغناء عنه، وكذلك الخشب ضروري لا يمكن الاستغناء عنه.
حينئذٍ نضطر أن نستجلب هذا الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لكن ما رأيك أنت الآن، الحرب الذي قامت في أفغانستان نحو عشر سنوات، كانوا يستعملوا حديد وخشب.
مداخلة: السلاح، طبعاً كله استيراد طبعاً.
الشيخ: ما جاوبتني.
مداخلة: عفواً، بغض النظر عن الحديد أو الخشب، السلاح استيراد ضروري.
الشيخ: هؤلاء الذين صاروا في العراء كم مليون، أين الحديد وأين الخشب؟
مداخلة: يا شيخ الضرورة تقاس مثلاً بحسب الحاجة لها، هم ليسوا بحاجة لخشب، هم بحاجة إلى سلاح، يستوردوه من الخارج.
الشيخ: لا، يا أخي، أنا لا أتكلم عن المجاهدين والمقاتلين، أتكلم عن المشردين الشعب الأفغاني المسلم، الذي أُخرجوا من ديارهم، وتفرقوا شذر مذر، هؤلاء عايشين تحت خيام ما ترد عنهم لا حر ولا قر، فهؤلاء ما هم سائلين الآن عن حديد وعن خشب وإلى آخره، هم يريدوا ينجوا بأرواحهم ويُطَلِّعوا الكافر المحتل من بلادهم الشيوعيين هؤلاء، حتى يعيدوا نظام الحكم والدولة الإسلامية وما شابه ذلك.
قصدي أن أقول: الأمة التي تعزم على الحياة آخر ما تُفَكِّر بقضية الحديد والخشب، تفكر بالسلاح، تفكر بأن تستقر في تصرفها، في نظامها، في قانونها، في بلدها، في دولتها، في .. إلى آخره.
المهم يا أخي في مشكلة مثلما قلت لك، والمشكلة تحتاج إلى شرح، المشكلة داخلة في القلب.
الرسول عليه السلام يقول -ولكن أين نحن وما يقوله الرسول-: «من أصبح منكم معافى في بدنه، آمناً في سربه، وعنده قوت يومه، فكأنما سيقت إليه الدنيا بحذافيرها» ، الذي يفكر هذا التفكير ويتربى، المشكلة عويصة؛ لأنه ليس عندنا تربية على هذه التوجيهات النبوية الكريمة.
هذا الذي يعيش على هذا الأساس من التوجيهات، يصير شعب غير شعبنا اليوم المرفه الذي لا يستطيع إلا أن يكون متنعم، ويتخذ كل الوسائل التقدمية.
أنا لا أقول إن هذا محرم في الإسلام، لكن أنا في حدود أنه ممكن الاستغناء عن كثير من الأمور، لكي لا نضطر أن نرتكب مخالفات إسلامية.
فالمثال الذي ذكرته أنت مثال بلا شك يختلف عن الاستيرادات الأخرى الكثيرة التي هي من الكماليات ويمكن الحياة بدونها
…
بسهوله جداً، فلو يَسّرنا من هناك لأجل هذه الضروريات مثل الحديد والخشب إلى آخره، هل قلَّت عمليات البنوك أو كثرت؟
مداخلة: قلت.
الشيخ: هذا هو، ولذلك عندما تَقِلّ هذه الناحية، ممكن حينئذٍ يَسْهُل علينا لوضع حلول ومعالجات إسلامية، بديلاً عن تلك المعالجات الموجودة في هذه البنوك التي تتعامل بالربا.
على كل حال، كما قلت في أول كلامي: لن يستطيع واحد أو عشرات مثلي أن يُقَدِّموا بديلاً عن هذه البنوك، مع كونها قائمة بمحض اختيار المقيمين لها، حيث لا يُحَرِّمون ولا يُحَلّلون، مع ذلك حتى وصلوا إلى هذه المرتبة من التنظيم، كم سنة أخذ هذا الأمر، سنين طويلة جداً.
فلما يكون هناك جماعة من المسلمين يتفقوا على التفكير في تحصيل البديل لوضع المخطط النظري ربما يحتاج إلى سنين، أما التنفيذ فقد يحتاج إلى أكثر وأكثر.
حينئذٍ الحل القناعة، أن لا نتوسع على حساب التعامل مع البنوك؛ لأننا مضطرين، ليس هناك ضرورة أبداً، الضرورة.
ومن هنا لا بد من التذكير بأمر مهم جداً يُخْطِئ فيه الناس، الضرورة لا تُحَلِّل الحرام وهي لَمّا تقع، الضرورة لا تُحَلِّل الحرام الذي لم يقع بعد، يعني: واحد يرتكب محرم حتى ما يقع في محظور، هذا ليس ضرورة، وإنما الضرورة فيما إذا وقع.
مثلاً: إنسان في الصحراء مشي ساعة وساعتين وثلاثة إلى آخره
…
نفذ الزاد وشيء معه، وصبر وصبر وصبر .. وإلى آخره، فيما بعد بدأ يشعر أن قواه ستنهار وربما يهلك من الجوع، فوجد ميتة أو وجد خنزيرة، اصطاده قتله أكله ميت إلى آخره، هنا يقال: الضرورات تبيح المحظورات، {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119].
لكن إنسان لم يصل إلى هذه المرتبة من الحاجة والإحساس بالجوع، نفترض من باب التوضيح، خرج من البلدة التي هي موطنه، بعد صلاة الفجر، ومشي في هذه الصحراء ست ساعات، نفذ الزاد ونفذ الطعام، صابه شيء ضاع المال ضاع
الطعام .. إلى آخره، وجاع، وصبر وصبر وصبر حتى الساعة الثانية عشر، يعني المغرب، حينئذٍ شعر بأنه إذا ما أكل يخشى أن يموت جوعاً.
نحن نقول تمتع بقوله تعالى: {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]، تقريباً هذا صبر اثنا عشر ساعة.
نأتي بصورة ثانية: نفذ الزاد الظُهر، لكن هو لم يحس بما حس به الآخر ووجد أكلة محرمة، قال: أنا آكل الآن خشية أن أجوع في أول الليل، هذا لا يجوز له أن يأكل؛ لأنه ما وقع في الضرورة، واضح الفرق بين المثالين؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: الآن حياتنا نحن هكذا ينطبق عليه المثال الثاني، وليس المثال الأول، نحن حتى لا نتخلف لازم نعمل كذا وكذا، يعني ارتكاب مخالفات شرعية، لا، هذا لا يُبَرَّر، هذا ليس بضرورة، إذا وقعنا حينئذٍ يجوز لنا أن نرتكب ما حَرَّم الله.
أنا أذكر حادثة وقعت لي أنا شخصياً أولاً؛ لأنه مثال لما قلنا أولاً، وكتاريخ.
أنا أول سفرة سافرتُها إلى البيت الحرام، سافرتها بطريق البر، وكانت مركوبتي السيارة اللِّي بيسموها هنا [بيك أب] تقريباً، سيارة شاحنة صغيرة، ومشت بنا هذه السيارة مسافة لا بأس بها، وبدأت تسخن ويتبخر الراديتر، وينقص الماء كل شوي، السائق في عنده تنكات ممتلئة ماء، كل شوية يعبيها بعدما يُبَرِّدها ويمشي فيها، كنا مع ركب، فضللنا الطريق.
مداخلة: أي سنة هذه؟
الشيخ: قديمة، يمكن قبل حوالي خمسة وثلاثين إلى أربعين سنة.
الشاهد: وقفت السيارة ولم يبق عندنا ولا ذرة ماء، للشرب ليس هناك ماء، ماذا فعلنا، فتحنا [الباب] الذي تحت الراديتر، صفينا الماء الباقي في الراديتر، ماء كأنه مثل الشاي،
…
، كأننا حاطين طبعاً حطة بيضاء، تحط الحطة هكذا على طرف الصحن، ونمصه مص، ماء لا يمكن، مع ذلك نفذ الماء.
أنا استلقيت هكذا على الأرض كأني بِدّي أُسلمها، وبدأت نخاري يتقاطر منه دم، شو بدنا نساوي عطشنا، لأول مرة في حياتي وما تكررت وأرجو ما تتكرر، لأول مرة أُفَكِّر أن أشرب بولي، يا ترى مجرد ما فكرت حل لي الشرب؟ حتى لا أموت يعني، لا.
لا يجوز أن أحتاط بارتكاب المحرم، لما يغلب على ظني إنه إذا ما شربت هذا النجس حينئذٍ تأتي الآية الكريمة:{إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119].
وهذه المسألة فيها دقة متناهية؛ لأن بعض الشباب المسلم، مسلم أولاً عاطفة والحمد لله هذا خير، لكنه ليس مُتَفَقّه في دينه.
إلى الآن يسألني الشباب: أنا صورتي في الجواز أو في الهوية الشخصية حِلِّيق، وربي هداني، وعَفّيت عن لحيتي، والآن إذا أردت أن أروح إلى المخابرات أخاف يظنوا في، أنه أنت كنت حِلِّيق، الآن مربي لحيتك، هل يجوز أحلق لحيتي؟
الجواب طبعاً على حسب ما سمعتهم آنفاً، لا يجوز؛ لأنك ستحلق لحيتك من أجل ما تقع، يمكن يا أخي أن لا تقع، ما يدريك أنت؟
فلا يجوز هنا يقال أن الضرورات تبيح المحظورات؛ لأنه ليس هناك ضرورة.
وهذا يُذكرني بقصة وقعت وأنا في الشام قبل إحدى عشر سنة أو اثنا عشر سنة، كنا نلقي دروسًا هناك، وشباب من مختلف الأجناس والحزبيات، وو .. إلى آخره، بدأ شاب، بدأ يتردد علينا في الدرس، وبعد كم شهر شعرت أنه اتخذ لحية على طريقة بعض البلاد العربية [خير الذقون إشارة تكون] المهم شعرت أن هذا الشاب على عُجره وبُجره خير مما كان عليه أول ما بدأ يتردد علينا، يعني هذا وإن كان ليس سنياً، لكن خير من المبتلى بحلق اللحية على نظيف تماماً.
يوم من الأيام عندما خرجت من الدرس، عادةً لما يكون بعض الشباب عندهم أسئلة خاصة، لا يلقوها على الملأ، يغتنموا فرصة خروجي ويطلع معي، ويقول لي: يا أستاذ أُريد أن أستشيرك في أمر، قلت له: تفضل. تنحينا ناحية هكذا،
قال لي: أمي تتدخل عليّ وتترجاني أن أحلق لحيتي. وأنا أقول في نفسي يا ريت تكون لحية كاملة.
سألته: ليش؟ قال: لأن أبوه كانوا المخابرات ألقوا القبض عليه، فهو مسجون، فتقول الأم لولدها يكفينا أبوك الآن مسجون، هو مسجون؛ لأنه محامي وإسلامي، فتتدخل عليه كل مُدّة ومُدّة تحصل معه هذه المشكلة، وهو لا يعرف ماذا يفعل مع أمه، فما رأيك يا أستاذ؟ قلت له: والله لا تؤاخذني يا شيخ.
الآن أنا مضطر إلى مدرجي؛ لأن ركبتي هنا، فقال: بم تنصحني أحلقها أو لا؟ فقلت له: يا أخي أنا ما أقدر أقول لك احلقها أو لا تحلقها، أنا عندي حديث وأنا متشبع فيه تماماً، يُعَلِّمنا الشرع من الجهة، ويُعَلِّمنا السياسة مع الناس من جهة أخرى.
رجل جاء إلى أبي الدرداء، قال له: والدي يأمرني بتطليق زوجتي، فهل أُطَلِّقها؟ قال له: لا أقول طلقها، ولا أقول لا تطلقها، لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«الوالد أوسط أبواب الجنة» فإن شئت فطلق وإن شئت فأمسك، فحولها عليه؛ لأنه خاف يقول له: طلق، يمكن يكون خراب بيته، وإذا لم يطلق يكون فيها معصية الأب أيضاً.
فهنا الآن المبتلى لا بد أن يعمل معادلة مراجعة يعني، يختار الشر الأقل على الشر الأكثر، أما يعلقها برقبة الشيخ، لا.
فأنا قلت له بهذا الجواب: لا أقول لك احلق أو لا تحلق، لكن أُريد منك أن تقول لأمك ما يأتي: قل لها: يا أمي القضية ليست باللحية، أبي بدون لحية، وفي السجن قبلي، أبوه بدون لحية حِلِّيق، والمخابرات ألقت القبض عليه، فهل أفاده حلق اللحية، لم يُفْدِه حلق اللحية، فَفَهِّم أمك أن إعفاء اللحية تقوى لله، فالذي يتقي ربه ما يكون سبب لسجنه وعذابه، هذا أبوك الله حبسه؛ لأنه مسلم، وله حركات طبعاً باعتباره محامي، كلام ضد الدولة .. ضد كذا .. أما أنت ما زلت شابًا