الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم البنوك الإسلامية
الشيخ: .. إطلاق الكلام بالنسبة للبنك الإسلامي، فضلاً عن البنك الإسلامي، لأن المعاملات لا تساق مساقاً واحداً، ولا يُعْطى لها حكم واحد.
لكن أنا في الواقع مرة سئلت هذا السؤال، فأجبت بجواب موجز، فقلت:
البنك الإسلامي -لما قيل لي: ما رأيك فيه- قلت للسائل: ما رأيك في المجتمع الإسلامي؟ فسكت.
فالبنك الإسلامي نابع من هذا المجتمع، ماذا نقول عنه؟
هذه مشكلة، يعني مع الأسف صارت الأسماء لافتات للدعوة، لما تبحث عن الحقيقة بتلاقي فيه انحرافات سُترت باسم الإسلام.
وهذا مع الأسف .. أو ما أقول هذا بالضبط، مثله قد أخبر عنه الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث الثابتة عنه، من ذلك حين قال:«ليكونن في أمتي أقوام يشربون الخمر يُسَمُّونها بغير اسمها» .
وكأن هذا الحديث -حسب فقهي وفهمي له- لم يقله الرسول عليه السلام على سبيل التحديد، أي إن التسمية فقط تتعلق بالخمر.
وإنما صدر هذا الكلام من الرسول عليه السلام على سبيل التمثيل، يعني الإتيان بمثال مما سيقع في هذه الأمة، وإلا فالأشياء التي غُيِّرت أسماؤها وبقيت حقائقها كما هي كثيرة وكثيرة جداً، فمثلاً الملاهي المحرمة تسمى اليوم بالفنون الجميلة، في أجمل من هذا الاسم؟ فنون جميل، وهل أحد ينكر من المسلمين فنون جميلة، طبعاً لا! لكن دَقِّق النظر، تجد هناك من جملة الفنون الجميلة الرقص الإفرنجي الذي جعلوه للنساء، هذا من جملة فنون جميلة.
ثم كما يقال عربية: مالنا نذهب بكم بعيداً، سألتم عن البنك الإسلامي، وقلنا والبنوك الأخرى لا يُعْطَى لها حُكم مُطَّرِد حسن أو جميل، إنما كل مسألة يُعطى لها حكمها.
فالآن من الذي يُسَمِّي الزيادة الربوية المقطوع بحرمتها اليوم، من الذي يسميها ربا؟ كلهم يسموها فائدة، من ينكر الفائدة؟ لا أحد.
فهذه مثل تلك يسمونها بغير اسمها، لأنه عندما تُسَمِّيها ربا، والربا له مفهومه السيئ في أذهان المسلمين، قد تتقزز نفوسهم من هذه التسمية، وربما تنفر من تعاطي هذا الأمر المحرم.
لكن برذغها شوي ولو لفظاً واسما، وقُل عنها: فائدة؛ تهضمها النفس حينذاك.
وهذا في الواقع من أدب الإسلام الرفيع الذي غفل عنه جماهير الدعاة الإسلاميين فضلاً عن غيرهم.
أعني بذلك: أن الكثير من المسلمين، يعرفون أن الإسلام يُعْنَى بإصلاح القلوب.
لكن الإسلام أيضاً يُعْنَى بشيء آخر، يغفل عن هذا الشيء الآخر أكثر المسلمين اليوم، يعنى بإصلاح الألفاظ، وإصلاح المظاهر.
وليس فقط كما يقول كثير من الغافلين، يا أخي العبرة بما في القلب، حتى الذي لا يصلي .. لماذا يا أخي لا تصلي؟ يقول لك: العبرة بما في القلب! أنا أتعامل مع الناس لا أغشهم ولا أخونهم ولا
…
ولا
…
، وانظر إلى فلان يصلي ويصوم ويحج، وماذا يفعل؟
فالإسلام جاء أيضاً؛ لإصلاح المظاهر والألفاظ، وهذه النقطة التي غفل عنها كثير من الدعاة كما قلت آنفاً، فضلاً عن عامة المسلمين.
مثلاً: هذا من روائع الأحاديث النبوية، «لا يقولن أحدكم: خَبُثَت نفسي، ولكن لقست».