الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل أودع ماله في البنك للضرورة فماذا يفعل بالفوائد الربوية
؟
السؤال: شخص وضع ماله في البنك للضرورة، وهنا فيها الفائدة وهي الربا، هل يجوز استخدامها في مادة، كشراء كتب وغيرها، أو أن يضعها في ممتلكات عامة مثلاً
…
كتلفون أو غير ذلك، أو أنه يتبرع فيها؟
الشيخ: قبل الجواب على السؤال، خايف يكون هذا السؤال بيسلم على الأسئلة السابقة، خايف يكون خطأً أيضاً، هل السؤال ليس فيه خطأ؟
مداخلة: إن شاء الله.
الشيخ: إن شاء الله.
حسناً! ما هي الضرورة التي حملت هذا الإنسان الذي يسأل هذا السؤال، بإيداع المال في البنك، وأخذ الربا عليه؟
مداخلة: خوفاً من أن يُسْرَق، أو هو ورث مالاً.
الشيخ: واحدة .. واحدة .. خوفاً من أن يُسْرق، هل هذه ضرورة؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا خطأ أفحش من الأخطاء السابقة؛ لأن الأخطاء السابقة كانت أخطاء لفظية، هذا خطأ لفظي وفعلي في آن واحد.
هذا الذي يودع ماله في البنك خوفاً من أن يسرق، هذا في ظني غير متق لله عز وجل، ثم قد يكون أحمق.
أما أنه غير متقي لله عز وجل، فهذه ليس فيها إشكال، أما قد يكون أحمق؛ لأنه يمكن لا يكون هو قارون زمانه، يعني عنده أموال أين يريد أن يضعها، بأيِّ
خزانة .. بأيِّ مكان، قد يكون درويش مثل حكايتنا عنده كم مائة دينار .. كم ألف .. إلى آخره، ويريد أن يضعه في البنك، هذه حماقة متناهية.
هؤلاء ألا يستطيع أن يُؤَمِّنهم بطريقة لا أحد يشعر بها إطلاقاً، حتى اللصوص الذين اتخذوا السرقة مهنة لهم.
هذا خطأ فاحش جداً أن الإنسان المسلم يرتكب ما حَرَّم الله بأدنى الحيل وأتفه الأسباب، يخاف أن يُسْرَق المال، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3].
يا إخواننا، والله أنا أتعجب من حال المسلمين اليوم، أقول عنهم مسلمين وإلاّ ليسوا مسلمين، مؤمنين بالله ورسوله وإلَاّ هم من الكافرين؟ !
هذه الآية ليست من الآيات أو الأحكام المهجورة، والتي لا يشترك بمعرفتها العامة والخاصة، هي تُتَّخذ لافتات تُزَيَّن بها البيوت، كثير من البيوت تدخل فيها، تجد آيةً في أفضل مكان بخط جميل:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3].
فالآية ليست مجهولة كجهل تلك المرأة التي سُئلتُ أمس عنها، سألني زوجها، قال لي: أنا تزوجت حديثاً، ويقول: هو سعودي وهي من هذه البلاد، يقول بعدما تزوجنا تبين أن المرأة تصلي الصبح والظهر بدون اغتسال من الجنابة، بس تتوضأ، وما بعد تغتسل وتصلي بقية الصلوات وهي طاهرة، استغربت أنا لأول مرة أسأل مثل هذا السؤال، امرأة مسلمة، وسألته كم عمرها، فأظن عمرها كان عشرين أو واحد وعشرين سنة.
أين عاشت هذه المرأة؛ ألا تعرف أن الطهارة من الجنابة شرط من شروط صحة الصلاة.
أقول: إن قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]، ليست في الشهرة عند المسلمين والمسلمات؛ ولذلك هذه المسكينة وقعت في هذه المخالفة، كشهرة آية:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} ؛ لأن هذه مُتَّخذ لها لافتة.
فأتساءل أنا في نفسي: هل هؤلاء المسلمين مؤمنين في هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} ، إذا هو اتقى الله ووضع هذا المال في مكان لا أحد يعرفه، وإذا كان بلغ النصاب كل سنة يُطَلِّع زكاته، يعتقد هو لأنه اتقى الله يُسَلّط عليه اللصوص؟ ! حاشا لله.
إذاً: أين العذر، فضلاً عن الضرورة، لهذا المسلم الذي يُوْدِع ماله في البنك، ليس هناك ضرورة، هذا خطأ.
مداخلة: إذا كان ورث مال وهو صغير .. ؟
الشيخ: وبعد ذلك أصبح كبيراً أو لا، نختصر الطريق.
مداخلة: هو صغير يعني.
الشيخ: صار كبير بعدين وإلا بقيَ صغير؟
مداخلة: بعدما كبر كان هناك فائدة.
الشيخ: يعني بِدّك تُطَبِّقها أنت، أنه
…
مداخلة: أنا لي مال مثلاً ورثته وكنت صغيرًا، الآن أصبحت راشداً، فهناك فائدة كيف أستخدمها؟
الشيخ: كلمة الفائدة انسخها من قاموسك.
مداخلة: كان معي ربا.
الشيخ: قل ربا.