الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجل بنى تجارة من قرض ربوي وربح من وراء القرض مبالغ كبيرة فكيف يتوب من ذلك
؟
مداخلة: يسأل أحد الإخوة أنه أخذ قرضاً من البنك الربوي.
الشيخ: أخ لنا تاب الحمد لله، لكن هذا المجتمع الإسلامي، كم وكم من ناس مُصَلِّين وصائمين ويمكن يقوموا الليل ويصوموا النهار وإلى آخره، وهم يتعاملون معاملات ما أقول لك ربوية فقط؟ معاملات مُحَرَّمة.
هذا تاجر ما يسأل .. يبيع أشياء تُعين على المنكر وإلا لا؟ يشتري أشياء يعرفها مسروقة منهوبة لا يهمه.
المهم جمع المال، ومسلم ويصلي ويصوم ويمكن حريص أن يصلي بالصف الأول إلى آخره، هذا هو المجتمع الإسلامي بهؤلاء بِدّها تقوم الدولة المسلمة، هيهات هيهات ما توعدون.
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].
الشيخ: نعم. إيه، هذا مو سوى؟
مداخلة: أخذ قرضًا من البنك بمقدار خمسة وعشرين ألف درهم، وعلى هذه النقود عليها ربا.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
مداخلة: سواء قَلَّ أو كَثُر.
وهذه الخمسة وعشرين ألف تاجر فيها، وأصبحت الآن يعني: آلاف مؤلفة.
الشيخ: ملايين.
مداخلة: آلاف مؤلفة.
الشيخ: إيه.
مداخلة: فتاب من ذلك، فماذا عليه؟ لأنه يعني: استفتى بعض الناس الذين لا علم لهم بالكتاب والسنة فقال له: عليك أن تخرج الخمسة وعشرين ألف هذه، علماً بأنه سدَّد خمسة وعشرين ألف للبنك من راتبه يعني: راتبه الشهري سَدَّدها للبنك مع الفوائد.
مداخلة: مع الربا.
مداخلة: مع الربا نعم. مع الربا. نعم. مع الربا.
فهنا أتاه بعض الناس أنه يخرج الخمسة وعشرين ألف من ماله الذي جمعه من هذه التجارة اللِّي خمسة وعشرين ألف ويخرج الخمسة وعشرين ألف هذه مع الفوائد .. الربا كذلك، ويتوب إلى الله توبةً نصوحًا، هل هذا الكلام صحيح؟
الشيخ: صحيح إلى حَدٍّ ما؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: يعني: هذا لا بد منه.
مداخلة: توبة. نعم.
الشيخ: يعني: الشيئين هؤلاء لا بد منهم، لكن أنا في اعتقادي لا يكفي، لماذا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: لأن الحاصل من الخمسة والعشرين ألف، ما بُني على فاسد فهو فاسد.
مداخلة: يعني: كلام .. الفتوى صحيحة؟
الشيخ: الفتوى بأمره بالتوبة وإخراج خمسة وعشرين هذا لا بد منه، ما أقول الفتوى صحيحة.
أقول الفتوى ناقصة، وبَيَّنت السبب؛ لأن هذه الخمسة وعشرين ألف اللِّي هو مال مُحَرّم قام عليه كما قلت ألوف إن لم نقل ملايين.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ما بُني على فاسد فهو فاسد.
فأنا أقول: إن هذا الإنسان بالإضافة إلى ما قيل له من الأمرين السابقين ذكراً.
مداخلة: نعم.
الشيخ: يجب أن يستمر في الإكثار من التصدق بهذا المال المجموع عنده، بحيث أنه يشعر أن نفسه تَزَكّت من أوضار الربا السابقة.
مثال، هذا مثال ماء نجس وقع فيه نجس وتَنَجّس، كيف تطهيره؟ بالمكاثرة، مكاثرة الماء النجس بالماء الطاهر، حتى يغلب على الظن أن هذا الماء خرج عن كونه نجساً، وليس إلى طاهر فقط، بل ..
مداخلة: مطهر.
الشيخ: وطهور مطهر.
مداخلة: لمن يعطي هذا المال؟
الشيخ: هذا المال الحاصل ..
مداخلة: من الحرام.
الشيخ: المربوح
مداخلة: من الحرام.
الشيخ: من الحرام.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا يمكن أن يُعْطَى للفقراء والمساكين؛ لأنه ليس هو عين الربا.
مداخلة: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً»
الشيخ: ليس هو عين الربا.
مداخلة: نعم.
الشيخ: خذ.
مداخلة: أيوه.
الشيخ: اسمع مني، وبعدين إذا كان عندك ملاحظة تُبْدِيها.
مداخلة: جزاك الله خيرًا!
الشيخ: لو أن رجلاً أودع عشرين ألفًا وأخذ خمسة وعشرين أي خمسة ربا، هذا لا يجوز يعطيها الفقراء والمساكين.
مداخلة: نعم.
الشيخ: آه، لكن مسألتنا غير هذه، الخمسة هؤلاء اللِّي هي ربا، هؤلاء لازم يصرفهم في المرافق العامة، نقول نحن: وليس لأفراد مُعَيَّنين من الفقراء أو المساكين أو المحتاجين.
مداخلة: أن لا يُعطيها مسلم.
الشيخ: أي نعم.
أما المسألة التي نحكي فيها نحن، فهذه غير هذه.
ما فيه مانع أن يظل إذا استمر بالتَصَدُّق من هذا المال اللي اكتسبه من الخمسة وعشرين ألف اللي هو عين الربا، هذا ما عندي والله أعلم.
مداخلة: هل عليه زكاة؟
الشيخ: طبعاً، عليه زكاة من باب أولى.
(الهدى والنور / 355/ 48: 47: 00)