المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أفعال المقاربة - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ٣

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌باب أفعال المقاربة

‌باب أفعال المقاربة

سمي الباب ببعض ما يقع فيه، وهي جعل، وطفق بكسر الفاء وفتحها والكسر لغة القرآن، وقالوا: طبق بالباء المكسورة بدلاً من الفاء، وأخذ، وعلق، وأنشأ، وهب، وهلهل، وكاد، وكرب، وأوشك، وأولى، وعسى، خلافًا لأحمد بن يحيى؛ إذ زعم أنها حرف لا فعل، ونسب ذلك إلى ابن السراج، واخلولق، وزاد ابن مالك (حرى) ويحتاج ذلك إلى استثبات، وذكره أبو سهل الهروي في كتاب (أسفار الفصيح) منونًا اسمًا، وقال ولا يثنى، ولا يجمع، وزاد ثعلب (قام)، وزاد أبو إسحاق البهاري: قارب، وكارب، وقرب، وأحال، وأقبل، وأظل، وأشفى، وشارف، وقرب، ودنا، وآثر، وقام، وقعد، وذهب، وازدلف، ودلف، وأشرف، وأزلف، وتهيأ، وأسف، وزاد غيره طار، وانبرى، وألم، ونشب، [وذكر ابن هشام اللخمي فيها: ابتدأ، ونشب، وعبا]، ومما هو للشروع في الفعل الستة الأول، وقال ثعلب: يقال: قام

ص: 1222

يفعل كذا إذا أخذ فيه، ولمقاربة الفعل الخمسة بعدها، ولرجائه عسى، واخلولق قال ابن مالك: وحرى: والمشهور أن (كرب) للمقاربة، وقيل للشروع، وقد ترد (عسى) للإشفاق، وذلك قليل، وقد اجتماع مجيئها للرجاء، والإشفاق في قوله تعالى:{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم} وقال خطاب: عسى بعيدة عن المقاربة، ومعناها الترجي للفعل، واستدناء وقوعه، وقال قوم: معنى عسى الإشفاق والطمع انتهى.

ويلازمهن لفظ المضي، إلا (كاد) فسمع مضارعها كقوله تعالى:{يكاد زيتها يضيء} وسمع نفي خبرها قال:

...

...

...

...

طال حتى كاد صبح لا ينير

ولا يبعد جواز ذلك في غيرها مما لا يدخل عليه (أن)، وأوشك فسمع يوشك، وأنكر الأصمعي: أوشك، وقد نقله الخليل، وغيره، وهو مسموع في كلامهم، ونذر اسم فاعل منهما قالوا: كائد، وموشك، وروى

ص: 1223

عبد القاهر: عسى يعسى فهو عاس، وهو غريب

والمشهور أن هذه الأفعال من أخوات «كان» ، تدخل على المبتدأ والخبر، لكن خبرها لا يكون إلا مضارعًا، وذهب الكوفيون إلى أن الفعل بدل من الاسم بدل المصدر، وكأنهم بنوا هذا على أن هذه الأفعال ليست ناقصة، فالمعنى عندهم قرب قيام زيد، وكرب خروج عمرو، ثم قدمت الاسم، وأخرت المصدر فقلت: قرب زيد قيامه، ثم جعلته بالفعل، وهي تامة، وهو مذهب أبي بكر خطاب، وتقديره: عسى زيد القيام، وذهب بعضهم إلى أن موضع الفعل نصب بإسقاط حرف الجر؛ إذ يسقط كثيرًا مع (أن)، فمعنى عسى زيد أن يقوم: عسى زيد القيام، ومعنها اخلولق، وكرب يفعل: تهيأ للفعل، وذهب بعضهم على أن قولهم: عسى أن يقوم زيد من باب الإعمال، وفي البسيط منها لتهيئة مجيء الأمر: اخلولقت الأرض أن تنبت، والسماء أن تمطر، ولذلك تدخل اللام فتقول: اخلولقت لأن تمطر، وقد جعل بعضهم اخلولق وأخلق من النواقص، وليست كذلك؛ إذ ما بعد اخلولق مفعول لأجل دخول اللام، وهي بالنظر إلى معناها تامة، وأخلق معناه تهيأ الشيء لأن يكون انتهى.

والقول الأول هو الصحيح، ولا تدخل (أن) على خبر هلهل، وما قبلها، وتدخل على خبر أولى، وحرى، واخلولق، فأما «عسى» فجمهور البصريين:

ص: 1224

على أن حذف «أن» من خبرها لا يكون إلا في الضرورة، وقاله الفارسي، وأجاز حذفها في التذكرة في الكلام، وهو ظاهر قول سيبويه، قال سيبويه:«من العرب من يقول: عسى يفعل» .

وأما «كاد» ، و «كرب» ، و «أوشك» ، فزعم ابن مالك أنه يجوز أن تدخل في خبرهن، وألا تدخل، ودخولها في خبر «كاد» ، و «كرب» عند أصحابنا من باب الضرورة، ولا يقع في الكلام، وزعم الزجاجي أن «قارب» ، مما الأجود فيه أن تستعمل بأن، وقيل: ليست من أفعال هذا الباب، إذ

ص: 1225

تتعدى إلى مفعول تقول: قارب زيد القيام، وذكر سيبويه اقتران الفعل بأن في قولهم: دنوت أن تفعل، وأما «ألم» فجاء في الحديث «لولا أنه شيء قضاه الله لألم أن يذهب بصره» ، وأما «أوشك» ، فالأعرف اقتران خبرها بأن، وندر دخول الباء على «أن» نحو:

أعاذل توشكين بأن تريني

...

....

ويجيء خبر كاد وعسى اسمين منصوبين نحو:

فأبت إلى فهم وما كدت آيبًا

...

... ....

ونحو:

ص: 1226

لا تلحني إني عسيت صائما

وجعل السين مكان أن في خبر عسى قال:

عسى طيئ من طيئ بعد هذه

ستطفئ غلات الكلى والجوانح

ولم توضع سوف مكان (أن)، ومجيء خبر جعل مقرونًا بأن في قول كثير عزة:

وأشعرتها نفثًا رقيقًا فلو ترى

قد جعلت أن ترعى النفث بالها

ومجيئه جملة اسمية نحو قوله:

وقد جعلت قلوص بني سهيل

من الأكوار مرتعها قريب

ص: 1227

قال ابن مالك: وفعلية مصدرة (بإذا)، أو كلما قال: كقول ابن عباس: «فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا» ، ولم يمثل مجيئها مصدرة بكلما قال: وندر إسنادها إلى ضمير الشأن، ولم يمثله، ويمكن أن يمثل بما حكاه أبو عمر الزاهد عن ثعلب قال كلام العرب: عسى زيد قائم، فتجعل «زيدًا» مبتدأ، وقائمًا خبره، ومن العرب من يجعلها في معنى كان فيقول: عسى زيد قائمًا فيجوز في قول من قال: عسى زيد قائم، أن يكون عسى أسندت لضمير الشأن، وقد أجاز ذلك الأخفش في قوله تعالى:«من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق» . وظهر من قول ثعلب، ومن العرب من يقول: عسى زيد قائمًا أن ذلك لغة، ولا يحفظ البصريون رفع الاسمين بعد عسى، والتصريح بالخبر منصوبًا إلا في ضرورة، أو فيما جاء في المثل من قولهم:«عسى الغوير أبؤسا» ، وقد أولوه، وأما قول الكميت:

ص: 1228

قالوا أساء بنو كرز فقلت لهم

عسى الغوير بإبآس وإغوار

فإنه زاد الباء في «بإبآس» ، وما كان من هذه الأفعال لا يستعمل ما بعد مرفوعها (بأن)، لا خلاف في أنه داخل على المبتدأ والخبر وما قرن بها، فمذهب الجمهور أنه من باب كان أيضًا [«عسى الغوير أبؤسا» مثل لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر، وضع «أبؤسا» موضع الخبر مع أن خبر عسى لا يكون اسمًا لا يقال: عسى زيد منطلقًا؛ لأن في المثل يأتي ما لا يأتي في غيره كذا في الصحاح] وصححه ابن عصفور، ومذهب الكوفيين أنه بدل اشتمال مما قبله، واختاره ابن مالك، ومذهب المبرد، وظاهر كلام الزجاجي أنه مفعول به، ونسبه ابن مالك إلى سيبويه.

ولا يتقدم ما بعد المرفوع على هذه الأفعال لا يقال: أفعل طفقت، ولا أن يقوم عسى زيد، وهذا باتفاق، وهكذا الفعل.

وفي النهاية: الظاهر أن القياس لا يمنع من تقديم خبر كاد عليها؛ لأن فعل متصرف، ولكن لم أره متقدمًا، ولم يعثر على نص في التقديم ولا عدمه، ولو قيل: لا يتقدم تشبيهًا بخبر عسى لكان قولاً، وتوسطه بين الفعل ومرفوعه، والفعل غير

ص: 1229

مقرون «بأن» جائز نحو: طفق يصليان الزيدان؛ فإن كان مقرونًا (بأن)، ففيه خلاف، أجاز ذلك المبرد، والسيرافي، والفارسي، وصححه ابن عصفور، ومنهم من منع ذلك وإليه ذهب الأستاذ أبو علي، وزعم أنه لا يجوز في عسى أن يذهب زيد، إلا أن يكون زيد فاعلاً بيذهب، ومن أجاز توسيطه، يجيز هذا الوجه، وتسد أن وصلتها مسد المبتدأ والخبر، وتظهره ثمرة الخلاف في التثنية والجمع، فعلى الجواز تقول: عسى أن يقوما أخواك، وعلى المنع تقول: عسى أن يقوم أخواك، وفي البسيط: ظاهر كلام سيبويه أنها هاهنا تامة لا خبر لها، وفاعلها ما بعدها على تقدير المصدر، ومعناها دنا، وقرب، ولا يجوز صريح المصدر انتهى.

وزعم بعضهم في هذا التركيب أن الخبر محذوف، والتقدير: قارب قيام زيد الوقوع، وهذا تفسير معنى، ومن ذهب إلى أن «أن والفعل» في «عسى زيد أن يقوم» ، في موضوع مفعول أجاز ذلك في التقديم نحو: عسى أن يقوم زيد، قال أبو بكر خطاب: أن يقوم فاعل بعسى هذا قول النحويين، وقد كان عندي قياسًا، أن يكون مفعوله توسط بين الفعل وفاعله، كما تقول: يريد أن يضربك زيد المعنى: يريد زيد أن يضربك، وجاز أن يتوسط مفعول عسى، كما توسط خبر «ليس» في قولنا: ليس قائمًا زيد، وهذا قول حسن في القياس غير أنه رأى رأيناه، ولم يقل به أحد غيرنا، واتباعنا لأئمة النحويين أحق وأجمل انتهى.

وقد يحذف الفعل إن علم نحو قوله: «من تأنى أصاب أو كاد» ولا يخلو

ص: 1230

الاسم من الاختصاص غالبًا، والأصل أن يكون معرفة أو مقاربها، وجاء نكرة محضة في نحو قوله:

عسى فرج يأتي به الله إنه

...

...

وتسند أوشك، وعسى على (أن والفعل) نحو قوله تعالى:«وعسى أن تكرهوا شيئًا» وأوشك أن يقوم، وفي «اخلولق» خلاف أجاز بعضهم: اخلولق أن تفوز، وقال ابن هشام: لا يجوز اخلولق أن تمطر السماء، وإذا كان بعدهن أن والفعل اكتفت به، ولم تحتج إلى خبره، وقيل في: عسى أن يخرج زيد إنه على الإعمال، وإذا تقدم على عسى اسم، فقيل: لا يضمر فيها ضميره، ولا تكون إذ ذاك إلا مسندة إلى أن والفعل فتقول: زيد عسى أن يخرج، والزيدان عسى أن يخرجا، والزيدون عسى أن يخرجوا، وهند عسى أن تخرج، والهندان عسى أن يخرجا والهندات عسى أن يخرجن، ولا يضمر في عسى ضمير ما قبلها، والصحيح أن ذلك فيه لغتان إحداهما هذه، واللغة الأخرى

ص: 1231

مطابقة الضمير في عسى لما قبله فتقول: الزيدان عسيا أن يخرجا، والزيدون عسوا أن يخرجوا، وهند عست أن تخرج، والهندان عستا أن تخرجا، والهندات عسين أن يخرجن، وكذا إن تقدم ضمير متكلم، أو مخاطب، أضمر في عسى ما يناسب ذلك، وذكر في الترشيح: اللغتين، وقال دريود: ترك الإضمار أجود في هذا كله، إلا أن يكون ما قبله (ما)، أو (قد)، أو (هل)، فلا بد من الإضمار تقول: ما عسيتما أن تقولا، وما عسيتم أن تقولوا، قال تعالى:«فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض» انتهى.

وإذا أسندت «عسى» إلى ضمير مرفوع لمتكلم، أو حاضر، أو نون إناث، جاز فتح السين وكسرها، والفتح أشهر، والكسر لغة أهل الحجاز، وقال المازني: إذا كان فاعلها غير ضمير متكلم، أو مخاطب لم يكن إلا فعل بفتح العين، وقال الفارسي: الأكثر فتح السين يعني في عسيتم، قال: فإن أسند إلى الظاهر، فقياس عسيتم أن يقال: عسى زيد؛ فإن قبل فهو القياس، وإن لم يقبل، فسائغ أن يؤخذ باللغتين تستعمل إحداهما في موضع الأخرى انتهى.

وحكى ابن الأعرابي: عسى، وفي الترشيح: في عسى لغتان: عسى بفتح العين مثل: مضى وعسى بكسرها مثل «رضى» ؛ فإن أضمرت فيه وثنيت، وجمعت، فعلى هاتين اللغتين: زيد عسى، وعسيا، وعسوا، وعست، وعسيت، وعستا، وعسين هذا في لغة من فتح، وعسى وعسيا، وعسوا، وعسيت، وعسيتا، وعسين، وإذا خاطبت فيمن فتح لقد عسيت، وعسيتما، وعسيتم،

ص: 1232

وعسيت، وعسيتن، وفيمن كسر لقد عسيت، وعسيتما، وعسيتم، ولقد عسيت، وعسيتما، وعسيتن انتهى.

وإذا اتصل بعسى ضمير رفع، فالمشهور أن يكون بصورة المرفوع، ومن العرب من يأتي به بصورة المنصوب فيقول: عساني، وعساك، وعساه، وفروعهن، ومذهب سيبويه: إقرار المخبر عنه، والخبر على حاليهما من الإسناد السابق، إلا أن العمل انعكس، فجاء الاسم منصوبًا، والخبر في موضع رفع حملاً على لعل، ومذهب المبرد، والفارسي عكس الإسناد، وجعل المخبر عنه خبرًا والخبر مخبرًا عنه، ومذهب أبي الحسن إقرارهما على حالهم من الإسناد؛ لكنه يجوز في الضمير، فيجعل مكان الضمير المرفوع ضمير منصوب، وهو في محل رفع نيابة عن المرفوع، والصحيح مذهب سيبويه، وزعم السيرافي أنها إذ ذاك حرف لأفعل، وربما اقتصر على ضمير النصب في قوله:

يا أبتا علك أو عساكا

وقوله:

...

...

...

... تنازعني لعلي أو عساني

ص: 1233

وفي البديع لمحمد بن مسعود الغزني: ولما أفرط في كثرة استعماله أخرجته من الفعلية إلى الحرفية حتى صار مثل لعل في اقتضاء الاسم والخبر كقولهم: عساه يخرج، وعساهما خارجان، وعساهم خارجون، وعساك، وعساكما، وعساكم أي لعله يخرج، ومن قال: عسى أنت قائم، وعسى أنتم تذهبنو، يريد جعله عسى أيضًا بمعنى لعل، لكنه لم يعملها فيهن انتهى.

وخبر هذه الأفعال يرفع ضمير الاسم قبله لا سببية، فلا يجوز طفق زيد، يتحدث أخوه، ولا أنشأ عمرو ينشد ابنه، ولا جعل زيد يضربه عمرو، ويجوز: جعل زيد يضرب مبينًا للمفعول، واستثنى بعض أصحابنا: عسى فذكر أن الفعل فيها يرفع السببي وأنشدوا:

وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده

...

...

بنصب جهده ورفعه، وقالوا: يجوز عسى زيد أن يرحمه الله، فهذا لم يتحمل ضمير زيد المرفوع، ولا رفع السببي، وقد جاء الفعل بعد كاد، وجعل رافعًا السببي، وأولوا ذلك، وإذا دخل النفي على «كاد» ، ويكاد دل على نفي

ص: 1234

[المقاربة كغيرها من الأفعال، ويلزم من نفي المقاربة نفي] خبرها خلافًا لقوم منهن ابن جني، والنحاس؛ فإنهم زعموا أن نفيها يدل على وقوع الخبر بعد بطء، ولقوم زعموا: أن الخبر مثبت، إذا نفيت ومنفي إذا وجبت، والصحيح الأول، ولا تزاد كاد خلافًا للأخفش، وندر اسم فاعل أوشك وكاد في قوله:

فإنك موشك أن لا تراها

...

....

وقوله:

...

...

يقينًا لرهن بالذي أنا كائد

واختلفوا في ألف (كاد) أأصلها واو، أو ياء، والظاهر أنها من ذوات الواو نحو: خفت تخاف، وقد سمع لها مصدر كاد كودًا ومكادًا، حكى الأصمعي أنه سمع من العرب من يقول: لا أفعل ذلك ولا كيدًا، وحكى «قطرب»

ص: 1235

كاد كيدًا وكيدودة، والظاهر أنها كاد غير هذه، ألا ترى أن سيبويه حكى: كدت بضم الكاف فوزنها فعلن ولا يكون هذا إلا من ذوات الواو، وحكى الجوهري مضارع طفق، وحكى الكسائي مضارع جعل حكى «إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه» ووقع في شعر زهير الأمر من أوشك في قوله:

...

...

... ....

منها وأوشك بما لم تخشه يقع

وأفعل التفضيل في قوله:

بأوشك منه أ، يساور قرنه

...

...

....

ص: 1236