الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثّامن
الفتن
معنى الفتنة
أصل الفتنة الابتلاء، مأْخوذ من فَتَنَ الفضَّة والذَّهب إِذا أَذابهما بالنَّار ليميز الرديء من الجيِّدِ. والفَتْنُ: الإِحْراقُ، ومن هذا قوله تعالى:{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)} [الذّاريات]، ثمّ استعملت في كلِّ ابتلاء كما قال تعالى في أصحاب الأخدود:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)} [البروج].
وهناك نصوص على ألوان وصنوف من الفتن، قال تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (28)} [الأنفال]، وقال تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)} [الأنبياء]، وقال تعالى:{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً (20)} [الفرقان]. وهناك فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ الّتي تُكَفِّرُ إثمها الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وسيأتي الحديث عنها، والبحث في هذا يتّسع. وعامّة الفتن مردّها إلى نوعين: فتنة الشَّهوات، وفتنة الشّبهات، وقد جمعهما قوله تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ