الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[البلد]، وقال تعالى:{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} [الإنسان].
ومن معالم الهدى أن تَأْتِي إِلَى النَّاسِ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُؤْتُوهُ إِلَيْكَ، وَأن تدع النَّاس ممَّا كَرِهْتَ لِنَفْسِكَ، ففي حديث الفتنة الَّتي يرقّق بَعْضُهَا بَعْضاً، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ"
(1)
.
وقفات وبعثات الفتنة
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:"إنَّ للفتنة وقفات وبعثات
(2)
، فإن استطعْتَ أنْ تموتَ في وقفاتِها فافْعَلْ"
(3)
.
مثل الفتنة
كان يقال: مثل الفِتْنَة كَمثل الدِّرْهَم الزِّيف يَأْخُذهُ الأَعْمَى وَيَرَاهُ البَصِير. وضربوا مثلاً للفتنة بثلاثة نفر اصْطَحَبُوا فِي سَفَرٍ، فَسَارُوا لَيْلاً فَاجْتَمَعُوا إلى مَفْرِقِ ثَلَاثَةٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَمْنَةً فَأَخَذَ يَمْنَةً فَضَلَّ الطَّرِيقَ، وَقَالَ الآخَرُ: يَسْرَةً فَأَخَذَ يَسْرَةً
(1)
مسلم " صحيح مسلم بشرح النّوويّ "(م 6/ج 12/ص 233) كتاب الإمارة.
(2)
وقفاتها إغماد السّيف، وبعثاتها سلّه وإشهاره.
(3)
ابن أبي شيبة "مصنّف ابن أبي شيبة"(ج 8/ص 593)، وابن حمّاد "الفتن"(ج 1/ص 75).