الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- رضي الله عنهما حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَأْمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَهْلَكَ
(1)
وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا"
(2)
.
موقف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
-
وأمَّا عليّ رضي الله عنه فأشار على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل الجارية بَرِيرَةَ تصدقه، وقد كان متيقِّناً أنَّ بَرِيرَةَ متحقِّقة من براءَتها، ولذلك أحاله عليها، تقول عائشة:" وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، لَمْ يُضَيِّقْ الله عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَل الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ"
(3)
.
أمَّا من ذهب إلى أنَّ عليّاً رضي الله عنه قد أشار عليه ابتداءً بفراقها، بدليل قوله:"وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ" ففيه بعد؛ لأنَّ الكلام يفهم من سباقه ولحاقه، فلم يجزم عليّ رضي الله عنه بفراقها؛ ذلك أنَّه عقَّب كلامه بقوله:"وَإِنْ تَسْأَل الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ" فيكون فوَّض الأمر إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحمله على النَّظر في كلام الجارية بَرِيرَة ليسْكُنَ خاطِرُه.
وعلي رضي الله عنه أتقى لله تعالى مِنْ أنْ يَعْرِض لأمِّ المؤمنين بأيّ سوء.
(1)
أهلَكَ: بالنَّصب على الإغراء أي الزم أهلك، وهذا يذكِّر بقول الله تعالى حكاية عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قال لزيد رضي الله عنه:{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ (37)} [الأحزاب]. ولبعضهم بالرَّفع (أهلُك) أي هُم أهلك.
(2)
البخاري "صحيح البخاري"(م 3/ج 6/ص 7) كتاب التَّفسير.
(3)
المرجع السَّابق.