الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها حين فَرَغَ القَومُ:"يا أمَّ المؤمنين، ما أبْعَدَ هذا المسير مِنَ العَهْدِ الَّذي عُهِدَ إليك! قالت: أَبُو اليَقْظَان؟ قَال: نعم، قالت: والله إنَّكَ مَا عَلِمْتُ قوَّالٌ بالحقِّ، قال: الحمْدُ لله الَّذي قَضَى لي على لِسَانِكِ"
(1)
.
مسير عائشة رضي الله عنها كان قدراً
أخرج ابن أبي شيبة في مصنّفه بإسناد حسن عنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ مَسِيرِهَا، فَقَالَتْ:" كَانَ قَدَرًا "
(2)
.
فإذا علمت ذلك تبيّن لك عُذْرَ عائشة رضي الله عنها في خروجها، فقد كان قدراً مِنَ الله تعالى، وقدر الله تعالى كائن لا محالة، والاعتراض عليه حرام.
وقد لهج قوم بالاعتراض على خروج عائشة رضي الله عنها قروناً مِن الزَّمن، وفي ذلك قدْح في الحِكْمَة؛ لأنَّه اعتراض على قدر الله، وأوَّل مَن اعترض على حكمة الله تعالى إبليس حين قال:{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)} [الأعراف].
وقد أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن مضاء خروجها مضاء القدر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِنِسَائِهِ: " لَيْتَ شِعْرِي، أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الْأَدْبَبِ
(3)
، تَخْرُجُ فَيَنْبَحُهَا كِلَابُ حَوْأَبٍ، يُقْتَلُ عَنْ يَمِينِهَا وَعَنْ يَسَارِهَا قَتْلَى كَثِيرٌ، ثُمَّ تَنْجُو
(1)
الطَّبريّ "تاريخ الأمم والملوك"(ج 3/ص 548). وصحَّحه الحافظ في " الفتح "(ح 13/ص 49)، وقال: أَخْرَجَه الطَّبَرِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن أَبِي يَزِيدَ المدِينِيِّ.
(2)
ابن أبي شيبة "مصنّف ابن أبي شيبة"(ج 15/ص 281/رقم 19665)، وإسناده حسن. وذكره نعيم بن حمّاد في كتاب " الفتن"(ج 1/ص 82) والواسطي في "تاريخ واسط"(ص 71).
(3)
كَثِيرُ الوَبرِ، وَقِيلَ: كثيرُ وَبَرِ الوجهِ.