الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم "
(1)
.
وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا
(2)
مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ
(3)
، قَالَتْ: فَلَمَّا كَبِرَتْ، جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ، يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ"
(4)
.
حجرتها رضي الله عنها
-
أسكن المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها في حجرة ملاصقة للمسجد النَّبويِّ، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد بنى حجرات لأمّهات المؤمنين بعد بناء المسجد، وقد جاء ذكر تلك الحجرات في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)} [الحجرات]، وفي الصَّحيح، قال صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ ـ يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ ـ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ"
(5)
.
وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يمدّ رأسه إلى عائشة رضي الله عنها مِن المسجد ويُدْنِيه منها، فتغسله وتسرّحه، تقول عائشة رضي الله عنها: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ
(1)
البخاري "صحيح البخاري"(م 2/ج 3/ص 165) كتاب الشّهادات.
(2)
المسلاخ: الجلد، ومعناه أن أكون أنا هي، كَأَنَّهَا تَمنَّت أَنْ تكونَ في مثْل هدْيها وطريقتها.
(3)
قوّة نفس وصلابة في الدّين.
(4)
مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي"(م 5/ج 10/ص 48) كتاب النّكاح.
(5)
البخاريّ "صحيح البخاري"(م 4/ج 8/ص 90) كتاب الفتن.
مُجَاوِرٌ
(1)
فِي المَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ"
(2)
. وعند مسلم عنها رضي الله عنها: "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ المَسْجِدِ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ"
(3)
.
وقد اسْتُهِلَّتِ السَّمَاءُ ذات ليلة والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معتكف، فَأَمْطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ المَسْجِدِ، وكان من جريد النَّخل، فلمَّا أقيمت صلاةُ الصُّبح سَجَدَ صلى الله عليه وسلم في الطِّين والماء، فلمَّا فرغ من صلاته رأى بعض الصَّحابة أثَرَ الطِّينِ فِي أَرْنَبَتِهِ وَجَبْهَتِهِ، قَال أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ:"مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدِ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً"
(4)
.
ولعلَّ بناء الحجرات كان على نعت بِنَاء المسجد مِن لبن وجريد النَّخل، وفي "الأدب المفرد" بسند صحيح عن دَاوُد بن قَيْس، قَالَ:" رَأَيْتُ الْحُجُرَاتِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ"
(5)
.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ بسند صحيح: " أَنَّهُ رَأَى حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَرِيدٍ مَسْتُورَةً بِمُسُوحِ الشَّعْرِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ بَيْتِ عَائِشَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ بَابُهُ مِنْ وِجْهَةِ الشَّامِ. فَقُلْتُ: مِصْرَاعاً كَانَ أَوْ مِصْرَاعَيْنِ؟ قَالَ: كَانَ بَابًا وَاحِداً. قُلْتُ: مِنْ أَيِّ
(1)
أي معتكف.
(2)
البخاريّ "صحيح البخاري"(م 1/ج 2/ص 256) كتاب الاعتكاف.
(3)
مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي"(م 2/ج 3/ص 209) كتاب الحيض.
(4)
مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي"(م 4/ج 8/ص 60) كتاب الصّيام.
(5)
البخاري "صحيح الأدب المفرد"(ص 173/رقم 451).