الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذا يجزئ في حقِّ من سَبَقَتْ عَدَالتُهُ، والصَّحابة كلّهم عدول لا يحتاج أحدهم بعد تعديل الله لهم المطَّلع على بواطنهم وسرائرهم إلى تعديل أحد من الخلق له.
قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها: "وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ: يَا زَيْنَبُ، مَاذَا عَلِمْتِ، أَوْ رَأَيْتِ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْراً، قَالَتْ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمَهَا اللهُ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا؛ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ"
(1)
.
ويفهم مِن الرِّواية أنَّ الورع منع زينب رضي الله عنها من الوقوع في عائشة رضي الله عنها كما منع بقيَّة أمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن، وإنَّما اختصَّت زينب رضي الله عنها بالذِّكر لأنَّها كانت تضاهي وتعادل عائشة رضي الله عنها بالحظوة وعلوِّ المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
موقف أسامة بن زيد رضي الله عنه
-
ولمَّا طَالَ مكْثُ نزول الوحي، دعا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عليّاً وأسامة رضي الله عنهما يستشيرهما في فِرَاقِ عائشة رضي الله عنها، وخصَّهما بالمشورة ـ فيما يتعلَّق بأهله ـ لمزيد اطِّلاعهما على أحواله، وعظيم محبَّته صلى الله عليه وسلم لهما وقربهما منه، فإنَّ عليّاً تربَّى في كَنَفِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد بن الحارثة، هو الحِبُّ ابن الحِبِّ، مولى رسُول الله صلى الله عليه وسلم، أمُّه أمُّ أيمن حاضنة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
فأمَّا أسامة رضي الله عنه فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراءَة لأهله، وأنَّه لا يعلم إلّا خيراً، تقول عائشة رضي الله عنها: "فَدَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
(1)
البخاري "صحيح البخاري"(م 3/ج 6/ص 9) كتاب التَّفسير.