الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكون أجاز أَخْذَ ليلتي مِن يدي. وهذا ليس حيْفاً، لكن لمَّا كان الحَيْفُ والمَيْلُ بمعنى، أُقِيْمَ مَقَامَه.
أو أنَّها جاءت بكلمة (نعم) تصَدِّق نفسها، أي لمَّا قالت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ " قالت مصدِّقة نفسها: "نعم". أو أنَّ كلمة (نعم) من كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أحمد والنّسائي والطَّبراني كلمة (نعم) في سياق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ففي المسند "وَقَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ عَلَيْكِ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام "
(1)
الحديث.
ومن غيرتها، قَالَتْ:"افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ"
(2)
. أي لمَّا بحثت عنه في الظلمة ووجدته راكعاً أو ساجداً عجبت من أمر غيرتها.
فضل عائشة رضي الله عنها على سائر النّساء
اعلم أنَّ لخديجة وعائشة شَأْواً في الإسلام لا يُلْحَق أبداً، وأنَّهما مُقَدَّمات في الفضل على سائر أمَّهات المؤمنين، وأنَّ سبق خديجة رضي الله عنها وفضلها في أوَّل الإسلام من المؤازرة والنُّصرة لم تشركها فيه عائشة رضي الله عنها، وقد جاء صريحاً أنَّها خير نساء زمانها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ
(3)
"
(4)
.
(1)
أحمد "المسند"(ج 18/ص 71/رقم 25731) وإسناده صحيح.
(2)
مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي"(م 2/ج 4/ص 203) كتاب الصَّلاة.
(3)
أي أنَّ مريم أفضل نساء زمانها، كذلك خديجة رضي الله عنها.
(4)
البخاري "صحيح البخاري"(م 2/ج 4/ص 230) كتاب المناقب.