الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إتيان الملك النّبيّ صلى الله عليه وسلم بصورة عائشة رضي الله عنها قبل أن يتزوجها في سرقة من حرير
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعائشة: "رَأَيْتُكِ فِي المنَامِ يَجِيءُ بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ
(1)
مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله يُمْضِهِ"
(2)
.
صفة عائشة رضي الله عنها
-
كانت عائشة رضي الله عنها بيضاء، فلمّا دَخَلَ الْحَبَشَةُ المَسْجِدَ يَلْعَبُونَ، قَالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا حُمَيْرَاءُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟ "
(3)
. أي يا بيضاء، تصغير الحَمْرَاء وهو تصغير إكرام ورحمة. فالعرب كانت تقول لمن علا لونه البياض أحمر، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:" بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ "
(4)
.
وكانت إلى الطّول أقرب، فقد وصفت صفيَّة بالقِصَر، وقالت: " يَا رَسُولَ
الله، إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ ـ وَقَالَ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَعْنِي قَصِيرَةً ـ، فَقَالَ: لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ، لَوْ مُزِجَ بِهَا مَاءُ البَحْرِ مَزَجَتْ"
(5)
.
(1)
قِطْعَة من جيّد الحرير.
(2)
البخاريّ "صحيح البخاري"(م 3/ج 6/ص 131) كتاب النّكاح.
(3)
النّسائي "السّنن الكبرى"(ج 8/ص 181/رقم 8902) كتاب عشرة النّساء، وإسناده صحيح، وقال الحافظ في "الفتح" (م 2/ص 355) بعدما عزاه للنِّسائي: إسناده صحيح، وصحّحه الألباني في "الصحيحة"(ج 7/ص 817/رقم 3277).
(4)
أحمد "المسند"(ج 11/ص 397/رقم 14198) وإسناده صحيح.
(5)
أحمد "المسند"(ج 17/ص 626/رقم 25436) وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وكانت في حداثة سنِّها نحيفة خفيفة قليلة اللَّحم، وكانت النِّساء عامَّة في ذلك العصر خفافاً لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْم، حتَّى الّذين كانوا يحملون هودجها فارغاً يحسبونها فيه، روى البخاري عنها رضي الله عنها، قالت:
" وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ رَكِبْتُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا تَأْكُلُ الْعُلْقَةَ (القليل) مِنْ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِر القَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ"
(1)
.
ثمَّ لمّا كبرت بَدُنْتُ ورهقها اللَّحمُ، أخرج أحمد بسند صحيح عن هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ تَقَدَّمُوا: فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَذِهِ بِتِلْكَ"
(2)
.
وكانت عائشة رضي الله عنها وضيئة الوجه، وسيمة، حسنة؛ فمن وصيَّة عمر رضي الله عنه لابنته حفصة، في رواية عبيد الله بن عبد الله، قال لها:"وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكَ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عَائِشَةَ "
(3)
وفي رواية
(1)
البخاري "صحيح البخاري"(م 3/ج 6/ص 5) كتاب التّفسير.
(2)
أحمد "المسند"(ج 18/ص 177/رقم 26155).
(3)
البخاري "صحيح البخاري"(م 2/ج 3/ص 105) كتاب المظالم.