الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعْلَم أنَّ فضل عائشة رضي الله عنها في آخر الإسلام، ونقلها ونشرها للعلم، وروايتها وتوثيقها للسُّنَّة، لم تشركها فيه خديجة، فحسبها فضلاً أنَّها عَقَلَتْ منه صلى الله عليه وسلم ما لَمْ تَعْقِلْ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ، وَرَوَتْ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَرْوِ مِثْلُهَا كثير مِنَ الرِّجَالِ.
وقد فضلت عائشة رضي الله عنها على سائر النِّساء بمزيد محبَّته صلى الله عليه وسلم لها، قال صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ
(1)
عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ"
(2)
.
فالحديث فيه دلالة على زيادة محبّة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعائشة على سائر أمّهات المؤمنين؛ فتشبيه فضل عائشة بفضل الثَّريد كناية عن مزيد محبَّته لها، فكما أنَّ الثَّريد أحبّ الأطعمة إلى نفوس العرب، كذلك عائشة رضي الله عنها أحبّ نسائه إليه صلى الله عليه وسلم.
أحب الناس إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها
-
أخرج الشّيخان مِن رواية عَمْرو بْن العَاص أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَه عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاسِلِ، قَالَ: "فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ،
قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عُمَرُ، فَعَدَّ رِجَالًا"
(3)
.
ويظهر أنَّ السّؤال كان عن أهله دون سائر النِّساء من فاطمة رضي الله عنها وغيرها، فقد جاء مقيَّداً من حديث أَنَسٍ الّذي أخرجه ابن حبّان بسند صحيح، قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، قِيلَ لَهُ: لَيْسَ عن
(1)
الخبز واللَّحم.
(2)
البخاري "صحيح البخاري"(م 2/ج 4/ص 130) كتاب أحاديث الأنبياء.
(3)
البخاريّ "صحيح البخاريّ"(م 3/ج 5/ص 113) كتاب المغازي، ومسلم "صحيح مسلم بشرح النّوويّ"(م 8/ج 15/ص 153) كتاب فضائل الصّحابة.