الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بابُ النّهي عن السَّلام على الجالس لقضاء الحَاجَة)
قال أصحابنا: يُكره السلام عليه، فإن سلَّم لم يستحقَّ جواباً، لحديث ابن عمر والمهاجر المذكورين في الباب قبلَه.
(بابُ ما يقولُ إذَا خَرَجَ مِنْ الخَلَاء)
يقول: " غُفْرَانَكَ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أذْهَبَ عَنِّي الأذَى وَعافانِي ".
71 -
ثبت في الحديث الصحيح في " سنن أبي داود " و " الترمذي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " غُفْرَانَك " وروى النسائي وابن ماجه باقيه.
72 -
وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا خَرَجَ مِنْ الخلاء قال: " الحَمْدُ لِلَّه الَّذي أذَاقَنِي لَذَّتَهُ، وأبْقَى فِيَّ قُوَّتَهُ، وَدَفَعَ عَنِّي أَذَاهُ " رواه ابن السني والطبراني.
(بابُ ما يقولُ إذا أراد صَبَّ ماء الوضوءِ أو استقاءه)
يُستحبّ أن يقول " بسم اللَّه " كما قدَّمناه.
(بابُ ما يَقولُ على وضُوئه)
يُستحبّ أن يقول في أوّله: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ " وإن قالَ " بِسْمِ اللَّهِ " كفى.
قال أصحابنا: فإن ترك التسمية في أوّل الوضوء أتى بها في أثنائه، فإن تركها حتى فرغ فقد فات محلها فلا يأتي بها ووضوءه صحيح، سواء تركها عمداً أو سهواً، هذا مذهبنا
ومذهب جماهير العلماء، وجاء في التسمية أحاديث ضعيفة، ثبت عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال: لا أعلم في التسمية في الوضوء حديثاً ثابتاً.
73 -
فمن الأحاديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله عَلَيْهِ " رواه أبو داود وغيره.
وروينا من رواية سعيد بن زيد وأبي سعيد وعائشة وأنس بن مالك وسهل بن سعد رضي الله عنهم، رويناها كلها في " سنن البيهقي "، وغيره، وضعّفها كلها البيهقي وغيره (1) .
فصل:
قال المصنف رحمه الله: قال بعض أصحابنا، وهو الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي الزاهد: يستحب للمتوضئ أن يقولَ في ابتداء وضوئه بعد التسمية: أشهدُ أن لا
قال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب ": ولا شك أن الأحاديث التي وردت في التسمية وإن كان لا يسلم شئ منها عن مقال فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة، والله أعلم. اه.
وكذلك قال العز بن جماعة: أن له طرقاً تقويه. وذهب الجمهور العلماء إلى أنها سنة.
قال الحافظ المنذري: وقد ذهب = (*)
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه.
وهذا الذي قاله لا بأس به، إلا أَنَّهُ لا أصل له من جهة السنة، ولا نعلم أحداً من أصحابنا وغيرهم قال به، والله أعلم.
قال السيوطي في " تحفة الأبرار بنكت الأذكار ": قال الزركشي: قال ته شيخنا سليم الرازي، وقتلهما الصيمري، وقال الحافظ ابن حجر في أماليه: أخرج جعفر المستغفري - قال الحافظ: في كتاب الدعوات - من طريق سالم بن أبي الجعد عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ إدا تو ضا: بسم الله، ثم يقول لكل عضو: أشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدا عبدُهُ ورسوله، ثم قال إذَا فرغمن وضوئه: اللهم اجعلني من التوابين والمطهرين إلا فُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أيها شاء " هذا حدث غريب، وفيه تعقب على المنصف في قوله أن التشهد بعد التسمية لم يرد.
فصل:
ويقول: بعد الفراغ من الوضوء: " أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ،
سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلَاّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ".
74 -
روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَوَضَّأ فَقالَ: أشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَاّ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أيِّها شاءَ " رواه مسلم في " صحيحه "، ورواه الترمذي وزاد فيه " اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ ".
وروى: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِك " إلى آخره: النسائي في " اليوم والليلة " وغيرُه بإسناد ضعيف (1) .
75 -
وروينا في " سنن الدارقطني " عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ تَوَضَّأ ثُم قال: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وحدَه لا شريكَ له، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّم، غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَ الوُضُوءَيْن " إسناده ضعيف.
76 -
وروينا في مسند أحمد بن حنبل وسنن ابن ماجه وكتاب ابن السني من رواية أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ تَوَضَّأ فأحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مرات:
= الحسن، وإسحاق بن راهويه، وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء، حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء، وهو رواية عن الإمام أحمد.
(1)
ظاهر كلام المصنف يوهم أن زياده " سبحانك اللهم " في حديث عقبه عن عمر، كما في الذي قبله، وليس كذلك، بل هو حديث مستقل، عن أبي سعيد الخدري، وسنده مغاير لسند عقبة في جميع رواته. اه.
أقول: وقد اختُلِفَ في رفع المتن ووقفه، فرجح غيره الرفع، وهو موقوف صحيح لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع.
(*)