الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورويناه في كتاب ابن السني عن أبي المُلَيْح عن أبيه، وأبوه صحابي اسمه أُسامة على الصحيح المشهور، وقيل فيه أقوال أُخَر، وكِلا الروايتين صحيحة متصلة، فإن الرجل المجهول في رواية أبي داود صحابي، والصحابة رضي الله عنهم كلُّهم عدولٌ لا تضرُّ الجَهَالةُ بأعيانهم.
وأما قوله تَعَس، فقيل معناه: هلك، وقيل سقط، وقيل عثر، وقيل لزمه الشرّ، وهو بكسر العين وفتحها، والفتح أشهر، ولم يذكر الجوهري في " صحاحه " غيره.
(بابُ بيانِ أنه يُستحبُّ لكبير البلد إذا مات الوالي أن يخطب الناس ويعظُهم ويأمُرهم بالصبرِ والثباتِ على ما كانوا عليه)
931 -
روينا في الحديث الصحيح المشهور في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم وقوله رضي الله عنه: " مَنْ كان يعبدُ محمّداً، فإنَّ محمّداً قد ماتَ، ومَنْ كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللَّه حيٌّ لا يموت "(1) .
932 -
وروينا في " الصحيحين " عن جرير بن عبد الله أنه يوم ماتَ المغيرةُ بن شعبة وكان أميراً على البصرة والكوفة قام جريرٌ فحمِد الله تعالى وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء الله (2) وحدَه لا شريكَ له، والوقارَ والسكينةَ حتى يأتيَكم أميرٌ فإنما يأتيكم الآن.
(بابُ دُعاءِ الإِنسانِ لمن صَنَعَ معروفاً إليه أو إلى النَّاسِ كلِّهم أو بعضِهم، والثناءِ عليه وتحريضه على ذلك)
933 -
روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الخلاءَ، فوضعتُ له وَضوءاً، فلما خرج قال: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فأُخبر.
قال: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ " زاد البخاري " فَقِّهْهُ في الدِّينِ " (3) .
934 -
وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي قتادة رضي الله عنه في حديثه الطويل العظيم المشتمل على معجزاتٍ متعدّداتٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فبينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسيرُ حتى ابهارّ الليل وأنا إلى جنبه، فنَعَس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فمالَ عن راحلته، فأتيتُه فدعَّمتُه من غير أن أُوقظَه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى تهوَّر الليلُ مال عن راحلته،
(1) رواه البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي عنهما.
(2)
أي: الزموا تقوى الله تعالى.
(3)
رواه أحمد والطبراني بلفظ: " اللهم فَقِّهْهُ في الدِّينِ وعلمه التأويل " وهو حديث صحيح.
(*)
فدعَّمتُه من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى إذا كان من آخر السَّحَر مالَ ميلة هي أشدّ من الميلتين الأُولَيَيْن حتى كاد ينجفلُ، فأتيتُه فدعَّمته، فرفعَ رأسَه فقال: مَنْ هَذَا؟ قلتُ: أبو قتادة، قال: مَتَى كان هَذَا مَسِيركَ مِنِّي؟ قلتُ: ما زال هذا مسيري منذ الليلة، قال: حَفِظَكَ الله بِما حَفِظْتَ بِهِ نَبِيّهُ
…
" وذكر الحديث.
قلت: ابهارَّ، بوصل الهمزة وإسكان الباء الموحدة وتشديد الراء، ومعناه: انتصف، وقوله تهوّرَ: أي ذهب معظمه، وانجفل، بالجيم: سقط، ودعَّمته: أسندته.
935 -
وروينا في كتاب الترمذي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ صُنِعَ إِلَيْه مَعْرُوفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ: جزاك الله خيرا، فَقَدْ أبْلَغَ في الثناء " قال الترمذي: حديث حسن صحيح (1) .
936 -
وروينا في سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السني عن عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه قال: " استقرضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم منِّيَ أربعين ألفاً، فجاءَه مال فدفعَه إليَّ وقال: بارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الحَمْدُ والأداءُ "(2) .
937 -
وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: " كان في الجاهلية بيتٌ لخثعمَ يُقال له الكعبة اليمانية، ويُقال له ذو الخَلَصة (3) ؟ ، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : هَلْ أنْتَ مُرِيحِي (4) مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟ فنفرتُ إليه في مائة وخمسين فارساً من أحمسَ فكسَّرْنَا وقتلنَا مَن وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه، فدعا لنا ولأحمس ".
وفي رواية: " فبرَّك رسُول الله صلى الله عليه وسلم على خيلِ أحمسَ ورجالها خمسَ مرّات ".
938 -
وروينا في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنهما أن "
(1) عبارة الترمذي في النسخ المطبوعة: هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمداً - يعني البخاري - فلم يعرفه، ورواه النسائي في " عمل اليوم والليلة " وابن حبّان في صحيحه، وهو حديث حسن بشواهده تعليقا على كلمة " مريحي ": وهو حديث حسن.
وهو خطأ، والصواب) قوله: مريحي، هو بضم الميم وكسر الراء وسكون الياء وكسر الحاء بعدها ياء، اسم فاعل من أراح، هكذا رواه البخاري في مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفي المغازي: ألا تريحني، وفي الجهاد: هل تريحني، بلفظ المضارع فيهما، وسبب هذا المقال منه صلى الله عليه وسلم كراهته أن يعبد غير الله تعالى.
(2)
وهو حديث حسن.
(3)
هو بيت كان فيه صمن لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم يدعي: الخلصة، فهدم.
(4)
وهو حديث حسن.
(*)