الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقديم فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد حسن عبد الغفار - حفظه الله
-
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]
إن خير الحديث، كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد.. مما لا شك فيه، أن أهمية العقيدة للأمة الإسلامية لا يدانيها أهمية؛ فإن العقيدة أهميتها للقلب في سلامته وأستواءه، وهذا هو مدار القبول عند الله عز وجل
فإن الله عز وجل لا يقبل من العبد صرفًا ولا عدلًا، إلا إذا وافي ربه تبارك وتعالى بقلب سليم، قال تعالى:{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء: 88، 89] وقال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ
رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)} [الصافات: 83، 84] والقلب السليم، لا يكون إلا بالاعتقاد السليم.
ومن المستقرء في السنة الجارية، بين البشر أن الانحراف العقدي يؤثر سلبًا في الاعتقاد والعبادة، وعملًا وسلوكًا.
وقد تفضَّل الأخ الكريم، أيمن إسماعيل في هذا الكتاب القيم، بذكر جملة من الأحاديث في أبواب الاعتقاد، جمعًا وتخريجًا وشرحًا، مع النظر في الملمح العقدي المهم الذي يستوي به القلب.
وقد وقفت له في هذه الأحاديث على قاعدة قد جعلها نصب عينيه، وهذه القاعدة في الأصل هي قاعدة سلفية أصيلة، وهي أن الاعتقاد لا بد أن يتلو الاستدلال، ولذلك ما انحرف من انحرف من أهل البدع والضلالات إلا لما خالفوا هذا الأصل، فصاروا يعتقدون، ثم يستدلون، ولذا فقد عمدوا إلى أدلة الشرع؛ تحريفًا، وتبديلًا، وتقديمًا وتأخيرًا؛ لتوافق ما اعتقدوه، وصار من حرفتهم لي عنق الأدلة لتصير وفق أهوائهم.
وختاما: نشكر أخانا الفاضل، على ما بذل من وسعه؛ في تقريب عقيدة السلف. ونسأل الله عز وجل أن يبارك جهده، وأن يجعل عمله خالصًا لوجه تعالي.
فما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
كما نسأله تعالى أن ينفع به الأمة الإسلامية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
* * *