الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث العشرون: التوضيح شرح حديث نزول المسيح
عن أبى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]
*تخريج الحديث:
أخرجه البخاري (3448) بَابُ: نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام.
ومسلم (155) بَابُ: نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَاكِمًا بِشَرِيعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
نقول أولاً: مقدمة بين يدى حديث الباب:
لا شك أن قصة المسيح عيسى عليه السلام من أعظم القصص الوارد ذكرها في كتاب الله تعالى، وصدق الله - تعالى- حين أجمل هذه القصة فى قوله عزوجل (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ..)، فلقد كان عيسى عليه السلام آية في حمله ومهده ورفعه، ونزوله آخر الزمان.
بل قد صار الإيمان به وبما جرى في قصته من الأيات والمعجزات أحد أصول الإيمان في دين الإسلام.
فعن عُبَادَةَ بن الصامت رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»
(1)
ومن خلال هذا الحديث تتجلى وسطية هذه الأمة كما وصفها الله -تعالى - في كتابه؛ فقوله صلى الله عليه وسلم (وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
…
)
قوله صلى الله عليه وسلم (وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ....)
رد على النصارى، وفي قوله صلى الله عليه وسلم:" ورسوله ":
رد على اليهود.
وهكذا تكون شهادة الحق لعيسى عليه السلام بين المغالاة والمجافاة،
بين غلو النصاري الذين ألَّهوه من دون الله، وبين جفو اليهود الذين كذَّبوه، وزعموا أنهم صلبوه.
(2)
**وبين هذا وذلك جاءت وسطية أمة الإسلام، أمة الإسلام التي هى أولى
(1)
متفق عليه.
(2)
واليهود يتفقون مع النصارى في أن المسيح عليه السلام مات مصلوباً.
وإنما موضع الاختلاف بينهما في زعم اليهود أن المسيح كفر بالله؛ لهذا حملوا عليه وطالبوا بدمه وزعموا أنه مات مصلوباً.
والموت على الصليب يستلزم اللعنة عندهم، فقد ورد في سفر التثنية (21/ 22)"وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنها في ذلك اليوم. لأن المعلَّق ملعون من الله". أما النصارى: فهم يعتقدون كذلك أن المسيح مات مصلوبا إلا أنهم يعللون ذلك بأنه:
صلب فداءاً للبشر لتخليصهم من خطيئة أبيهم آدم عليه السلام، وهي أكله من الشجرة التي نهي عنها، فانتقلت تلك الخطيئة إلى أبنائه، وأغضبت الله عليهم أيضاً، فكان لابد من وسيط يتحمل هذا الإثم ويرضى بأن يموت على الصليب، وهذا الوسيط المخلص في زعمهم لابد أن يكون ذا وضع متميز خال من الإثم والخطأ، ولا يكون هذا إلا ابن الله - الذي هو الله في زعمهم - ثم لابد أن يكتسب الخطيئة عن طريق الجسد.
فهذا ما جعله يتجسد في صورة عيسى، ويخرج من بطن مريم ثم يموت على الصليب فداءاً للبشر، فيرضى الله بذلك عن بني آدم وترتفع عنهم تلك الخطيئة، لأنهم يزعمون أن الله جل وعلا منذ وقع آدم في الخطيئة، وهو غضبان على بني آدم بسبب الخطيئة، فأنزل ابنه ليكون الوسيط والفداء الذي يقع عليه العدل؛ فيعذب على الصليب حتى الموت فيكون موته فداءاً لبني آدم فيمكن بعد ذلك رحمة بني آدم لأن العقاب قد حل بالوسيط المخلص، فكان بهذا المسيح هو الذي جمع بين عدل الله ورحمته وفتح باب رحمة الله لخلقه مرة أخرى.
وانظر دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية (ص/304)
بكل نبي كذَّبه قومه.
وقد تجلَّت هذه الوسطية في نبي الله عيسى عليه السلام، وذلك كما ورد في حديث الباب، وذلك بالاعتقاد ببشرية عيسى عليه السلام، مع الإيمان برسالته إلى بني اسرائيل.
** وما ورد في حديث عبادة بن الصامت -رضى الله عنه- السابق من الاعتقاد في عيسى عليه السلام قد نص عليه كتاب الله تعالى.
قال تعالى (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)(التحريم/12)
فَأَرْسَلْ الله -تعالى- إِلَيْهَا رُوحَه - جبريل عليه السلام فنفخ في جيب درعها، فنزلت النفخة حتى ولجت فرجها، فصارت حاملاً من ساعتها.
* قال ابن كثير:
أَمرَاللَّهُ -تعالَى- جبريل أَنْ يَنْفُخَ بِفِيه فِي جَيْب درعهَا، فَنَزَلَت النَّفْخَةُ فَولَجَت في فَرْجها، فَكَانَ مِنْهُ الْحَمْلُ بعِيسى عليه السلام.
(1)
* قال تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)(النساء/171)
…
وقوله تعالى (وكلمته ألقاها إلى مريم)
فعيسى كلمة الله، وقد سُمِّيَ عيسى عليه السلام كلمة الله لوجوده ولخلقه بكلمة من الله، من غير أب، قال تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(آل عمران/59) فبقوله تعالى {كُن} خُلق عيسى عليه السلام. فـ (كن) هي كلمة الله عز وجل، وهي الكلمة التي ألقاها إلى مريم، وكلمة الله ليست مخلوقة، وعيسى عليه السلام مخلوق.
* قال شاذ بن يحيي في قول الله: {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} قال: ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى.
(2)
.
(1)
تفسير القرآن العظيم (8/ 173)
(2)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (6310)
*قال الإمام أحمد:
الكلمة التي ألقاها الله - تعالى- إلى مريم عليها السلام حين قال له:
كن، فكان عيسى: بكن، وليس عيسى هو الكُنُّ، ولَكِنْ بالكُنِّ كَانَ، فالكُنُّ من الله قول، وليس الكن مخلوقًا. وكذبت النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى، وذلك أن الجهمية قالوا:
عيسى روح الله وكلمته، لأن الكلمة مخلوقة، وقالت النصارى: عيسى روح الله من ذات الله. وكلمته من ذات الله. كما يقال:
إن هذه الخرقة من هذا الثوب، وقلنا نحن: إن عيسى بالكلمة كان، وليس عيسى هو الكلمة.
(1)
* تنبيه:
ما ذكره الإمام أحمد في قوله (وقالت النصارى: عيسى روح الله من ذات الله. وكلمته من ذات الله....) فهذا هو معتقد القوم في المسيح عليه السلام، إذ يقول الإنجيل "في البدء كان الكلمة
…
وكان الكلمة الله" (يوحنا 1: 1). ويكمل الإنجيل موضحا أنَّ كلمة الله هذا قد تجسَّد في إنسان، بقوله:
"والكلمة صار جسداً"(يوحنا 1: 14).
أي أن كلمة الله قد حل في جسد المسيح وتجلَّى فيه،، لذلك هم يقولون:
"لا نؤمن بجسد تأَّله، إنما نؤمن بإله تجسَّد".
(2)
(1)
الرد على الجهمية والزنادقة (1/ 126)
وقال الدارمي في "رده على المريسي الجهمي العنيد"(674/ 2 - 685) فيقال لهذا المعارض: فإذا قال: "كن" كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته، لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله " كن " غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق.
(2)
ومما ورد في هذا المعنى من تخاريف القوم، ما رود في إنجيب يوحنا (ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ إِلَى الأَرْضِ، يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ، وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ)(1 يوحنا 5: 20) وورد في "إنجيل لوقا"(1: 34 - 35):
" ((فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء، لا أعرف رجلاً؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك؛ لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله".)
ويجدر ملاحظة أن لفظة (كلمة) التي ذكرت في الإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر فيقول (في البدء كان الكلمة) وليس (كانت الكلمة) وأيضاً في قوله: "والكلمة صار جسداً" وليس (الكلمة صارت جسدا). فلفظة "الكلمة " هنا إذاً تدل على أنها ليست مجرد كلمة عادية، لأن الكلمة العادية مؤنثة وليست مذكرا. وحيث أن لفظة الكلمة بالإنجيل هنا يشار إليها على أنها مذكر إذن فالمقصود بها هو أنها (الله نفسه) كما جاء في الإنجيل المقدس " وكان الكلمة الله" (يوحنا 1: 1)
*ومما جاء فيما يسمى "قانون الإيمان المسيحي" الذي صدرعن " مجمع " نيقية " الذي انعقد سنة 325 للميلاد:
«يسوع المسيح (عيسى عليه السلام (هو) ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسَّد من الروح القدس
…
»
[بعد ذلك توالت المجمعات الكنائسية التي أتت بالطامات، والذي تقرر: أن مريم العذراء ولدت إلهنا ربنا يسوع المسيح "الذي هو مع أبيه في الطبيعة الإهية ومع الناس في الطبيعة الإنسانية و شهدوا أن المسيح له طبيعتان، وأنه اتخذ اللاهوت والناسوت فيه أن المسيح إله و قضية الجوهر القديم و الابن و الآب و روح القدس ا. هـ تعالى الله عما يقول الضآلون علواً كبيراً.
** نقول:
وأصل هذا المعتقد في النصرانية إنما ينبني على زعمهم الباطل أن الله برحمة منه جسَّد كلمته في صورة بشرية، وهو ابنه المسيح المخلص،، ليكون فداءً للخطيئة الأولى،،، وورد في انجيل يوحنا عن المسيح انه قال قال " لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم "(يو 12: 47) وانظر محاضرات في النصرانية (ص/136)
* نقول:
إن أفضل تشبيه لهذه العقيدة الباطلة، ما سطره صاحب كتاب (براهين تحتاج إلى تأمل في ألوهية المسيح)، حيث شبّه الأمر بقصة ملك تمرد عليه شعبه، فأرسل إليهم رسلا يدعونهم إلى الخير فقتلوهم، فقرر الملك أن يبعث ابنه الوحيد ليضربوه ويقتلوه ويهينوه؛ كفارة عن معاصيهم، فمن صدق ذلك فهو عنده الكريم المغفور له، مهما ارتكب من آثام وموبقات وجرائم.
*وقد كانت حيثيات هذا القرار:
أن الملك عادل، ومن عدله يقتص من المجرمين المخربين المفسدين في مملكته، ولكنه حباً لهم، وحتى لا يُهلك كل من في المملكة، رضي بأن يقتص من ابنه الوحيد البريء، الذي يعدل القصاص منه كل جرائم شعبه، وأمر بأن يعذب ثم يصلب!!!!
فلو قيل لعاقل تجنن وقل هذياً، لما قال بمثل هذا.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
كلام الله قد يراد به الكلام الذي هو الصفة، كقوله تعالى:{وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} ، وقوله:{يريدون أن يبدلوا كلام الله} .
ويراد به ما فُعل بالكلمة، كالمسيح الذي قال له (كن) فكان، فخلقه من غير أب على غير الوجه المعتاد المعروف في الآدميين، فصار مخلوقاً بمجرد الكلمة دون جمهور الآدميين، كما خلق آدم وحواء أيضاً على غير الوجه المعتاد، فصار عيسى عليه السلام مخلوقاً بمجرد الكلمة دون سائر الآدميين. ا. هـ
(1)
(1)
درء تعارض العقل والنقل (7/ 263)
أما قوله تعالى «وروح منه» :
·والمعنى:
أن روح عيسى-عليه السلام مبتدَأة من الله تعالى، وأن الله خلقها، كما قال الله عما خُلق في السماوات والأرض قال) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) [الجاثية: 13]
فكل ذلك من الله تعالى، هو الذي ابتدأ خلقه وأوجده، وأعطاه ووهبه.
فلقد خُلق عيسى عليه السلام من أثر نفخة جبريل عليه السلام في جيب درع مريم-عليها السلام بأمر الله إياه بذلك، فنسب إلى أنه روح من الله، فنسبت روح عيسى عليه السلام-إلى الله -تعالى-لأنها وصلت إلى مريم عليها السلام في آية من آيات الله، فقد حملت بعيسى من غير أب، فبهذا امتاز عن بقية الأرواح.
في حين أن النصارى يزعمون أن تأويل قوله " روح منه " على معنى التبعيض.
* قال ابن كثير:
قوله تعالى «وروح منه» :
أي من خلقه ومن عنده، وليست "من" للتبعيض، كما تقوله النصارى
بل هي لابتداء الغاية، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله، في قوله:{هذه ناقة الله} [هود: 64] وفي قوله: {وطهر بيتي للطائفين} [الحج: 26]
(1)
…
ثم نتنزل معكم:
أن قوله تعالى (وروحٌ مِنه)
من المتشابه الذي يحتمل قولنا وقولكم، فحال أهل العلم عند المتشابه أن يحملوا المتشابه على المُحكم.
فالمُحكم هو قوله تعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ
(1)
تفسير القرآن العظيم (2/ 479) قول ابن كثير (وليست "من" للتبعيض، كما تقوله النصارى..) فهو يشير
رحمه الله-إلى زعم النصارى أن عيسى من الله، وأنه المولود من الآب قبل كل الدهور، مستدلين على ذلك أن قوله ""رورح منه " أي جزء منه.
وقد ذكر الآلوسي أن طبيبا نصرانيا حاذقا للرشيد قد ناظرعلي بن الحسين الواقدي المروزي ذات يوم فقال له: إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى عليه السلام جزء منه تعالى، وتلا هذه الآية، فقرأ الواقدي قوله تعالى
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)) [الجاثية: 13] فقال:
إذن يلزم أن يكون جميع الأشياء جزءا منه، سبحانه وتعالى علوا كبيراً. فانقطع النصراني وأسلم، وفرح الرشيد فرحاً شديداً.
وانظر روح المعاني في تفسيرالقرآن العظيم والسبع المثاني (3/ 200)