المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌خطبة المؤلف

- ‌الوالد الأمير نظام الدينأحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم

- ‌السيد أحمد بن مسعودبن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

- ‌السيد عماد الدين بن بركاتبن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

- ‌السيد محمد يحيىبن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

- ‌الامام عبد القادر محيي الدينبن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

- ‌الإمام زين العابدينبن عبد القادر الطبري الحسني المكي

- ‌الفضل بن عبد الله الطبريخلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

- ‌الشيخ حنيف الدينبن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

- ‌السيد عمر بن السيد عبد الرحيمالبصير الحسيني الشافعي المكي

- ‌القاضي جمال الدين بن محمدبن حسن وراز المكي

- ‌الشيخ عبد الملكبن الشيخ جمال الدين العصامى

- ‌الشيخ محمد بن أحمد المنوفيهو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

- ‌ابنهالقاضي عبد الجواد المنوفي

- ‌القاضي تاج الدين بن أحمدبن إبراهيم المالكي المكي

- ‌الشيخ محمد بن الشيخ أحمدحكيم الملك رحمه الله تعالى

- ‌الملا علي بن الملا قاسمبن نعمة الله الشيرازي المكي

- ‌ابنهشهاب الدين أحمد بن الملا علي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزميالشافعي المكي

- ‌الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

- ‌الشيخ أحمد بن محمد عليالجوهري المكي

- ‌شهاب الدين أحمد بن الفضلبن محمد باكثير المكي

- ‌الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

- ‌الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

- ‌أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير

- ‌القاضي محمد بن الخليلالإحسائي المكي

- ‌الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

- ‌الشيخ أحمد بن عبد اللهبن عبد الرؤف المكي

- ‌عفيف الدين عبد الله بن حسينبن جاشل الثقفي

- ‌أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

- ‌إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

- ‌السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

- ‌ابنهالسيد محمد بن حسنبن شدقم الحسيني

- ‌السيد حسين بن عليبن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌السيد محمد بن عبد الله الموسويالمشهور بكبريت المدني

- ‌الخطيب أحمد بن عبد الله البريالحنفي المدني

- ‌الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

- ‌الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

- ‌أخوهالخطيب عبد الله بن الخطيب الياس

- ‌أخوهالشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

- ‌الأديب أبو حميدة المدني

- ‌الشيخ فتح الله بن النحاسنزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ درويش مصطفىبن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ محمد بن مبارك باكراعالحضرمي محتداً المدني مولداً

- ‌السيد نور الدين عليابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسن زين الدين الشهيدالشامي العاملي

- ‌سبط الشيخ زين بن الشيخ محمدبن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

- ‌الشيخ نجيب الدين عليبن محمد بن مكي الشامي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن عليبن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

- ‌شيخناالعلامة محمد بن علي بن محمودبن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن علي الحرالأديب الشامي العاملي

- ‌السيد أحمد الصفديالدمشقي‌‌ الشامي

- ‌ الشامي

- ‌الشيخ حسن بن محمد البوريني

- ‌الشيخ عبد الرحمن العاديمفتي الحنفية بدمشق المحمية

- ‌المولى أحمد بن شاهين الشامي

- ‌الشيخ خضر بن عطاء اللهالموصلي الشامي

- ‌أبو الطيب بدر الدينبن رضى الدين الغري العامري الشامي

- ‌حسين جلبيبن الجزري الشامي

- ‌الأديب عبد اللطيف بن شمس الدينمحمد المنقاري

- ‌الأديب محمد الجوهريالشامي

- ‌الشيخ محمد بن سعيد الكاشنيالدمشقي الصوفي

- ‌أبو الفتح محمد بن حمدبن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

- ‌الشيخ محمد خضير الدمشقي

- ‌الشيخ فتح الله بن محمودبن بدر الدين البيلوني الحلبي

- ‌الشيخ مصطفى الفرفوري

- ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

- ‌السيد محمد بن موسىالجوادي الحسني

- ‌فمنهمالشيخ أبو المواهبمحمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

- ‌ومنهم ابن أخيهالشيخ أحمد بن زين العابدين‌‌البكري

- ‌البكري

- ‌ومنهم أخو المذكور قبلهلشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين

- ‌الشيخ تاج العارفين بن محمدبن أمين الدين

- ‌الشيخ جمال الدين المصري

- ‌الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي

- ‌الشيخ محمد بن أحمد الحثاديالمصري

- ‌بدر الدين حسينالشهير بباشا زاده

- ‌شهاب الدين أحمد الخفاجيالمصري صاحب الريحانة

- ‌السيد محمد وفابن زين العابدين الحسيني المصري

- ‌الشيخ داود الأنطاكيالحكيم المشهور بالبصير

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الهادي

- ‌السيد حسين بن المطهر اليمني

- ‌السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدلالحسيني

- ‌السيد زيد بن علي بن إبراهيمالحجاف

- ‌السيد محمد بن أحمدبن الامام حاكم بندر المخا سابقاً

- ‌السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف

- ‌السيد محمد بن عبد القادرالمقاطعجي اليمني

- ‌الشيخ عبد الصمد بن عبد اللهباكثير

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن المهديالعقبي اليمني

- ‌الشيخ علي بن حسن المرزوقياليمني

- ‌شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسياليمني

- ‌بدر الدين محمد بن سليمانأبو فاضل المرهبي اليمني

- ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

- ‌الميرزا بن الميرزا إبراهيمالهمداني

- ‌الحكيم أبو الحسن بن إبراهيمالطبيب الشيرازي

- ‌الملا فرج الله الشوشتري

- ‌بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل

- ‌السيد أبو محمد حسين بن حسنبن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

- ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

- ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

- ‌السيد ناصر بن سليمانالقاروني البحراني

- ‌السيد عبد الرضا بن عبد الصمدالولي البحراني

- ‌أخوهلسيد أحمد بن عبد الصمد‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌السيد علوي بن إسماعيل

- ‌السيد عبد الله بن السيد حسين‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌الشيخ داوود بن أبي شافين

- ‌أبو البحر جعفر بن محمد حسنبن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

- ‌السيد أبو الغنايم محمد الحلي

- ‌السيد حسين بن كمال الدينبن الأبرز الحسيني الحلي

- ‌الشيخ عبد علي بن ناصربن رحمه الحوزي

- ‌الشيخ جمال الدين محمدبن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

- ‌جمال الدين محمد بن عوادالحلي الشهير بالهيكلي

- ‌الشيخ عيسى بن حسينبن شجاع النجفي

- ‌وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

- ‌أبو العباس أحمد المنصور باللهبن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب

- ‌السيد أحمد الحسني المغربي

- ‌السيد علي المغربيالمعروف بالأخضري

- ‌أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

- ‌الشي أحمد بن محمدالشهير بالمقري المغرب المالكي

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد الشاميالمغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

الفصل: ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله

الحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

علم العلم ومناره. ومقتبس الفضل ومستناره. فرع دوحة الشرف الناضر. المقر بسمو قدره كل مناضل ومناظر. أضآت أنوار مجده مأثراً ومناقباً. كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً. أما العلم فهو يجره الذي طما وزخر. وأما الأدب فهو صدره الذي سما به وفخر. أن نثر فالنثر منه في خجل. أو نظم فالثريا من استلابه عقدها في وجل. طالما استنزل الدراري بقلمه. واستخرج الدر من البحار بكلمه. فاطلعها في سماء بيانه. ونظمها في سلك عقيانه. وناهيك بمن تهابه النجوم في سمائها. وتخشاه اللآلي في دائها. وكان قد دخل الديار الهندية فاجتمع بالوالد ومدحه بمدائح نقضت عن غزل الحارث بن خالد فعرف له حقه. وقابله من الاكرام بما استوجبه واستحقه. وذكره عند مولانا السلطان بما قدم لديه. وفداً من المواهب الجليلة بين يديه. ولما قضى آماله من مطالبها ارتحل إلى الديار العجميه. وقطن بها فلقى بها تحية وسلام. وتنقل في المراتب حتى ولى مشيخة الاسلام. وهو اليوم نازل بأصبهان. ورافع من قدر الأدب ماهان. ومن نثره ما كتبه إلي من ديار العجم سنة سبعين وألف وأنهى أبهى سلام شدت بنغمات السرور أطياره. وبدت على صفحات الدهر أنواره. وأصلح دعاء تعاضدت شرائط إجابته. وترادفت وسائط إصابته. وسمت مصاعد قبوله. ونمت فوائد فروعه وأصوله. وأنفس ثناء ثنيت بالوفاء وسائده ومسائده. وبنيت علي الولاء قواعده ومقاعده وخالص اخلاص حديث خلوصه قديم. وحظ خصوصه مستقيم. يخدم به المجلس العالي. ببدر المعالي. والمحفل السامي. بالفرع النامي. سيدنا الأمجد. ومخدومنا الأنجد. شمس سماء المحامد والفضائل. وغرة سماء الأماجد والأفاضل. ديباجة صفحتي الشرف والفتوه. ونتيجة مقدمتي الولاية والنبوه. صاحب ذبول العز الشامخ. صاحب أصول المحتد الباذخ. مريع الكرم والجود. مرتع الآمال والمقصود. الذي نيطت أعمدة فضائل أحسابه الفائقه. بسلاسل أنسابه السامقه. وأصبحت كعوب أعراقه في الكرم متناسقه. وشعوب أخلاقه في الهمم متوافقه. لا زالت زوايا أشكاله عن أشكال الحصر والحد خارجه. وقضايا أحواله لنتائج السعد والجد ناتجه. ولا برح تهذيب أخلاقه كافياً في استبصار كل فقيه. ودلائل اعجاز سلسلة أعراقه الذهبية شافية في ايضاح مطول نعته النبيه. وبعد فإن المخلص المشتاق وإن حجبته ضروب الخطوب المتكانفه. وصنوف الصروف المتكاثفه. عن الاستنارة بتلك الغرة البهيه. والطلعة السنيه. لكن مناطق النطق بالثناء على اللسان مشدوده. وعقائد الولاء في الجنان معقوده. وأيدي الدعاء في المظان ممدوده. بدوام توفيقكم لاستجلاء عرائس العلوم الفائقه. واستقصاء الفنون اللائقه. سائلاً منه سبحانه أن يرفع لكم المراتب الفاخره. ويجمع المطالب في الدنيا والآخره. ويجري بأيدي عنايته أقلام أقضيته وأقداره. بنظمنا في سلك جلاس ذلك المجلس الأنيس وحضاره. هذا وإن عطفت عواطف اشفاقكم. على بلة غلة مخلصكم ومشتاقكم. برشحة من رشحات أقلامكم. في صفحة من صفحات أرقامكم. فذلك من كرم أخلاقكم لا زلتم بدولة في دائرة الارتفاع دائره. ونعمة في آفاق الاتساع سائره. ما خطبت على منابر السطور خطباء الأقلام. بالحمد والثناء والدعاء والسلام. ومن شعره قوله مادحاً الوالد وهي من فرائد القصائد

أرى علماً ما زال يخفق بالنصر

به فوق أوج السعد تلعو يد الفخر

مضى العمر لا دنيا بلغت بها المنى

ولا عمل أرجو به الفوز في الحشر

ولا كسب علم في القيامة نافع

ولا ظفرت كفى بمغن من الوفر

فأصبحت بعد الدرس في الهند تاجراً

وإن لم أفز منها بفائدة البحر

طويت دواوين الفضائل والتقى

وصرت إلى طي الأماني والنشر

وسودت بالأوزار بيض صحائفي

وبيضت سود الشعر في طلب الصفر

وبعت نفيس العمر والدين صفقة

فيا ليت شعري ما الذي بهما أشرى

إذا جننى الليل البهيم تفجرت

عليّ عيون الهم فيها إلى الفجر

تفرقت الأهواء منى فبعضها

بشير ازدراء العلم والبعض في الفكر

ص: 293

وبالبصرة الفيحاء بعض وبعضها

القويّ ببيت الله والركن والحجر

فما لي إلى الهند التي مذ دخلتها

محت رسم طاعاتي سيول من الوزر

ولو أن جبرائيل رام سكونها

لا عجزه فيها البقاء على الطهر

لئن صيد أصحاب الحجى بشباكها

فقد تأخذ العقل المقادير بالقهر

وقد يذهب العقل المطامع ثم لا

يعود وقد عادت لميس إلى العتر

هذا تلميح إلى المثل المشهور وهو قولهم عادت إلى عترها لميس أي رجعت إلى أصلها والعتر بكسر العين المهمله وسكون المثناة من فوق الأصل يضرب لمن رجع إلى خلق كان قد تركه وليس هو المثل بعينه حتى يعترض بأن الأمثال لا تغير. راجع

مضت في حروب الدهر غاية قوتي

فأصبحت ذا ضعف عن الكر والفر

إلى م بأرض الهند أذهب لذتي

ونضرة عيشي في محاولة النضر

وقد قنعت نفسي بأوبة غائب

إلى أهله يوماً ولو بيد صفر

إذا لم تكن في الهند أصناف نعمة

ففي هجرٍ أحظى بصنف من التمر

على أن لي فيها حماة عهدتهم

بناة لمعالي بالمثقفة السمر

إذا ما أصاب الدهر أكناف عزهم

رأيت لهم غارات تغلب في بكر

ولي والد فيها إذا ما رأيته

رأيت به الخنسا تبكي على صخر

ولكني أنسيت في الهند ذكرهم

بإحسان من يسلى عن الوالد البر

إذا ذعرتني في الزمان صروفه

وجدت لديه الأمن من ذلك الذعر

وفي بيته في كل يوم وليلة

أرى العيد مقروناً إلى ليلة القدر

ولا يدرك المطري نهاية مدحه

ولو أنه قد مد من عمر النسر

وفي كل مضمار لدى كل غاية

من الشرف المنصان لي سابق يجري

إذا ما بدت في أول الصبح نقمة

ترى فرجاً قد جاء في آخر العصر

فقل لي أبيت اللعن أذعن مفضع

أأصبر أم أحتاج للأوجه الغر

إذا لا علت في المجد أقدام همتي

ولا كان شعري فيك من أنفس الشعر

وإن مشكل وافاك ثم سليته

غنيت بقس فيك عن نظر السفر

وإني لأرجو من جميلك عزمة

تبلغني الأوطان في مدة العمر

تقر عيوناً بالفراق سخينة

وتبرد أكباداً أحر من الجمر

وتؤنس أطفالاً صغاراً تركتهم

لفرقتهم ما زال دمعي كالقطر

وعيشي بهم قد كان حلواً وبعدهم

وجدت لذيذ العيش كالعلقم المر

إذا ما راوني مقبلاً فرأيتهم

تقول أيوم القر أم ليلة التفر

وما زلت مشتاقاً إليهم وعاجزاً

كما اشتاق مقصوص الجناح إلى الوكر

ولكنما حسبي وجودك سالماً

ولو أنني أصبحت في بلد قفر

فمن كان موصولاً بحبل ولائكم

فليس بمحتاج إلى صلة البر

وقال مراجعاً الوالد ومادحاً له وقد كتب إليه بأبيات يهنيه بقدوم ولده أولها

ليهنك أيها العلم العليم

لقا أنجل له وجه وسيم

فأجابه عنها بقوله

أسحر جاء أم در نظيم

فمنه قد تحيرت الفهوم

كان كواكب الجوزاء غارت

له فتناثرت منها النجوم

كلام يعجز الفصحاء نظماً

ويسحر من بلاغته الفهيم

يكاد لحسنه لفظاً ومعنى

يضيىء بنوره الليل البهيم

كان مصاقع البلغاء عادوا

وعاد لبدئه العصر القديم

بأبيات غدت للشعر روحاً

وبالأرواح تنتعش الجسوم

دقائق لو تمر على نسيم

لمرت لا يحسّ بها النسيم

ومثل السيل وافت بانسجام

بها يتحدر الطبع السليم

وأنت لواحد في الفضل فرد

ولكن لا يكون له قسيم

ص: 294

زعيم بالمفاخر والمعالي

ولكن عنده قس زعوم

له في كل مكرمة حديث

يصححه له مجد قديم

له بنت المكارم بنت عز

به ركن المطالب والحطيم

كان وفوده من كل قطر

تسير إليه خط مستقيم

هو البحر المحيط وأي بحر

سواه مرام ساحله عديم

أتاه العلم من يتبو وحيّ

ومنه قد تفجرت العلوم

له فهم كأن الوحي يلقى

إليه وعنده ملك كريم

له ثنيت وسادة كل علم

ليبلغ كل ساع ما يروم

وقد جمعت له من كل نوء

فضايل لا يحيط بها الرقوم

لاقدام الاكابر من قديم

إلى تقبيل الدين القويم

توافق في اسمه لفظ ومعنى

واعرب عن بناء الأصل خيم

له علمان من علم وحلم

بلامين هنا للخلق نيم

التامة بكسر النون النعمة راجع

هو المولى ولكن عند عبد

يسير كأنه الخل الحميم

فما ولد الزمان له ضريباً

كان لضربه ضرب عقيم

خفيض بالمفاخر والمعالي

ولكن جوده أبداً عميم

ولما أن دهت نوب الليالي

وفرق جمعنا الدهر الشؤوم

وجدنا من فواضله نظاماً

بدا فتفرقت عنا الهموم

وأصبحنا بنعمته بأمن

ولو أن الأنام لنا خصوم

ألا يا مخرس الفصحاء عفواً

فنظمي حول نثرك لا يحوم

ولكن المعالي والمباني

لمن قد رام مدحك تستقيم

وتزدوج اذدواجاً ثم تأتي

مقومة وليس لها مقيم

تروم بذكركم شرفاً عظيماً

لعمري ذلك الشرف العظيم

لئن جاريتم في نظم شعر

فقد تجري مع الشمس النجوم

وما مولى جرى إلا ويجري

وراء ركابه العبد الخدوم

وكيف أطيق حمل كثير فضل

وما بقليله شكري يقوم

وساحل شكركم أضحى بعيداً

لمن في بحر نعمتكم يعوم

ولكن جوهر الاخلاص صاف

وحبل الودّ أحكمه الحكيم

لكم مني بلاءٌ من وداد

مغارسه من القلب الصميم

فلا برحت من الله الأيادي

عليك كسعدك الباقي تدوم

ولا زالت صفاتك في البرايا

تضوع كأنها المسك الشميم

وقال مراجعاً له أيضاً عن أبيات كتبها إليه وهذه القصيدة غاية في الانسجام

أحمد من صعد كعب أحمد

وذروة المجد وهام السودد

بالعلم والفضل وطيب المحتد

وهمة تدوس فوق الفرقد

السيد الندب الجواد الأوحد

من لا يحاط وصفه بالعدد

همته مصروقة في مددي

ولم تفارق يده قط يدي

فمن جزيل فضله المجدّد

ولطفه بعبده محمد

بليلة بها الزمان مسعدي

قد أسفرت صبح يوم أحد

أهداؤه العنب الذي مذاقه

ألذ من وصل الحسان الخرد

أحلى من السكر في الطعم وإن

تستشهد الشهد بذاك يشهد

لو قلت لم تحو الجنان مثله

طعماً ولوناً وشذى لم تبعد

قد كاد لطفاً أن يذوب عندما

تلمحه العين كذوب البرد

من نال شيئاً منه في زمانه

كأنما نال حياة الأبد

كأنما الشمس إذا ما طلعت

قد لبست من لونه المورد

ترى إذا رأيته شمس الضحى

طالعة في كرة الزبرجد

قد جاءنا من دوحة المجد التي

ما برحت أثمارها كالعسجد

قد بسقت أفنانها وظلها

جلل كلاً منهم ومنجد

من سيد مكرم معظم

مبجّل مفضل ممجد

ذي همة ونجدة أخبرنا

كل الورى عن شرف في المحتد

ص: 295

لو شئت أن تظفر في الدهر بما

قارب مثل مثله لم تجد

بحر خضم لا ترى ساحله

بعلمه يقذف لا بالزبد

وواضع الفضل لمعنى مفرد

كأنه لغيره لم يقصد

قد كثر النظر ولكني أرى

نظماً بغير مدحه لم يحمد

قد أخذ الأخلاق عن أجداده

نقلاً صحيحاً بحديث مسند

فكلها حميدة محمودة

يسندها أحمد عن محمد

يسفر عن نجابة تهللت

بوجهه الأغر عند المولد

وكل شمل للعلى مفرق

جمعه بملله المبدد

لو صور العقل صفات قلبه

ولم تشبه شائبات الحسد

رأيت أرواح الكمالات غدت

سارية في ملك مجسد

كم منة في العلم قد ناظره

فعاد عند علمه كالمبتدى

لم أر في الدهر وهوباً مادحاً

أوسع فضلاً باللسان واليد

غير الذي قد حمدت أخلاقه

نظام دين الله حقاً يا أحمد

وكيف أحصي من ثناء سيد

لكل مجد في الورى مشيد

وافتخر الدهر بأن صار له

عبداً ولكن من أقل الأعبد

وكل ذي حاج تراه مدلجاً

يؤم بيت جوده المصمّد

قد جاد في الدهر بكل جي

د لكنه بعرضه لم يجد

ما زلت من ألطافه أعهد ما

ينسي غريب الدار ذكر المعهد

وكنت أخشى قبله الدهر فمذ

خدمته أمنت صرف الأبد

أصبح في الدهر لنا مؤيداً

كفى به والله من مؤيد

قيدني احسانه وما أرى

للحر كالاحسان من مقيد

لمخلصيه وعلي أعدائه

كالصارم المهند المجرد

صيرتني مجتهداً ولم أكن

في غير مدحي لك بالمجتهد

لكن تفاءلت بقول مرشد

والفوز مقرون بقول المرشد

وصرت في الشكر له مجتهداً

وصار من أنعامه مقلد

وفقه الله لكل مطلب

يرومه في دهره ومقصد

عفواً فقد قابلت دراً بحصى

وبحر نظم شعركم بالثمد

ولي لسان طال في مدحكم

إذ قصرت عن المجازاة يدي

واعلم بأني مذ وصلت حيكم

ما خطر الفراق لي في خلد

لكن أرى صعب أمور دونها

تستسهل الروح فراق الجد

لا برحت تترى عليكم نعم

عظيمة من الاله الصمد

ممتعاً بالعز والاقبال ما

حن إلى الوالد قلب الولد

وما سلي بفضلكم مغترب

عن بلد الأهل وأهل البلد

وكتب إليه أيضاً أو إن سفره إلى فارس

ما كنت أحسب إن الدهر يبعدني

عن سيد قربه في الدهر مطلوب

لكن جرى قلم التقدير من قدم

إن الفراق على الألفين مكتوب

وكتب إليه في المعنى أيضاً

ما كنت أحسب أن الدهر يحرمني

عن الحضور بذاك المجلس العالي

لكن جرى قلم التقدير من قدم

أن لا يدوم نعيم قط في حالي

وكتب إليه من فارس سنة سبعين وألف

لولا مضايق أحوال وقعت بها

لم تبق لي سيداً يوماً ولا لبدا

لما جرى بشكاة الدهر لي قلم

ولا جمعت عليه اصبعاً أبدا

والحر ما زالت الأقدار تقحمه

شدايد الدهر حتى يفقد الجلدا

ما زلت في موقف الاخلاص منت

صباً وفي مجاهدة الأعداء مجتهدا

وكنت عندك في قرب ومنزلة

فليت شعري ما بعد البعاد بدا

لا زال عمرك بالتأبيد متصلاً

وعضد عزك بالتأييد معتضدا

ومن شعره أيضاً ما كتبه إلى ولده الآتي ذكره

بليت بدهر بالأفاضل غادر

وأنت على علاته غير عاذر

قطعت حبال الوصل خوف خصاصة

ولم تك في الضراء عندي بصابر

ص: 296