الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير
خاتمة أئمة العربيه: وقائد أزمة صعابها الأبيه. ومن له فيها المزية العظمى. والمحل الرفيع الأسمى. مع تعلق بسائر الفنون. وتحقق صدق به الظنون. ورتبة في الأدب معروفه. وهمة إلى تأثيل الفضل مصروفه. رأيته غير مرة بالمسجد الحرام في حلقة درسه. وهو يجني الأسماع من روض فضله ثمار غرسه. وقد أصغت الأسماع إليه. وجثت الطلبة على الركب بين يديه. وبلغنا أنه توفى هو وأخوه وولداه سنة ثمان وسبعين وألف. ومن الشعر اللباب المتخير. والزلال الذي يأمن طعمه ولا يتغير. فمن قوله من اجازة
كم من علوم أردناها فما بعدت
…
عنا وحزنا معاليها على سند
ففاتنا صفوها بالترك إذ ضعفت
…
أجسامنا بذهاب الجلد والجلد
وهذه سنة الله التي عهدت
…
في الأقدمين وما زالت مدى الأمد
وقد رأيت بحمد الله طائفة
…
قاموا بأعبائه من كل مجتهد
وحصلوا منه حظاً وافراً فأدم
…
الهنا فيهم الامداد بالمدد
وقطع ما عافهم من كل عائقة
…
وأنفع بهم كل ذي قرب ومبتعد
وقوله
جاذبتها طرف الحديث مفاكهاً
…
فأبت سوى التهديد والتعنيف
ورجوت منها الوصل لمحة ناظر
…
لأفوز بالتكريم والتشريف
فكأنها التنوين رام اضافة
…
للصرف أو لازالة التعريف
وقوله
يا رب ما أمرضت من مسلم
…
فنجه من ثقل العائد
فإنه اعظم مما به
…
ولم يفد رمز من الجامد
وقوله
مناصب العز بأيدي الرعاع
…
من ذكرها ينقصم الظهر
يا زمناً نكس أعلامه
…
ملاذ من تمتحن الصبر
أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير
أديب بارع. وشاعر له في مناهل الأدب مشارع. نظم فأجاد. وأرزم سحاب نظمه فجاد. فعلت رتبته في القريض وسمت. وأفترت ثغور محاسنه وابتسمت. كل ذلك عن غير تكلف نحو وعروض. بل عن قريحة تذلل له جوامح الكلام وتروض. فجاء نظمه السهل الممتنع. ونزهة الناظر المستمع. وها أنا أثبت منه ما تصطبحه مداماً. وتديره كؤساً بين الندامى. فمنه قوله يمدح السيد أحمد بن مسعود
علقاً أظنك بالظباء الرود
…
أو والهاً بهوى الظباء الغيد
أسبلن أمثلة الغداف غدائراً
…
سوداً تطول على الليالي السود
وسفون عما لو لطمن بمثله
…
خد الظلام لما بدا بالبيد
بيض يرنحهنّ ريحان الصبا
…
تيهاً كخوط البانة الاملود
عذر العذول على الهوى فيها وقد
…
عنت لنا بين اللوى وزرود
فطفقت أنشده على تأنيبه
…
أرأيت أي سوالف وخدود
تربت يد اللوام كم الظت حشا
…
دنف بألهوب من التفنيد
أو ما دروا أن الجمال حبائل
…
ما أن يصاد بهنّ غير الصيد
ولرب مخطفة الحشا بهنانة ال
…
متنين مفعمة الازار خرود
ترنو فتحسب أم خشف ثارها ال
…
قناص عن خضل الكلا مخضود
لله أحداق الحسان وفعلها
…
في قلب كل متيم معمود
الحفتني البرحاء لكن امروءٌ
…
وزرى بركن في الملوك شديد
بسميدع من آل أحمد ماجد
…
لا بالكهام بدا ولا العربيد
وجواد مصعبة إذا سيل الندى
…
أولى وجاد بطارف وتليد
طابت أرومته بأصل ثابت
…
عرقاً وفرع مثمر بالجود
متسنم العلياء لا بالنكس عن
…
تحصيل غايتها ولا الرعديد
لو حاول العيوق نيلاً لم يعق
…
عنه ولم يك نيله ببعيد
أو لو يحاول ألف عنقاً مغرب
…
صيدت بجد مؤيد صنديد
قال اقشعر العام غيث مسبل
…
وإن اكفهر السام ليث مودى
خلق ارق من السلاف ومهجة
…
أقسى على الحدثان من جلمود
بلغت بنو الحسنين شاواً لم ينل
…
من قبلهم لمسوّد ومسود
حلماء إن غضبوا كان نفوسهم
…
بشرور بين تحف اوب الجودي
ومواهب تترى وسيب لم يزل
…
ينساب بين جحافل وجنود
من كل طلق الوجه يسطع نوره
…
بسنا النبوة عن أب وجدود
وقوله وكتب بها إليه أيضاً يصف أمة له سوداء مداعباً
أبت صروف القضا المحتوم والقدر
…
إلا اشابة صفو العيش بالكدر
وإن من نكد الأيام إن قربت
…
دار الحبيب ولكن شط عن نظري
بي من سطا البين ما لو بالجبال غدت
…
عهنا وبالسبعة الأفلاك لم تدر
نوى الأحبة والشوق الشديد ولي
…
جوى تجدده مهما انقضى فكري
وزادني الدهر هماً لا يعادله
…
همّ بسمراء الهتني عن السمر
زنجيه من بنات الزنج تحسبها
…
حظى تجسم جثماناً من البشر
كأن قامتها ليلي ومنخرها
…
ذيلي فيا لك من طول ومن قصر
لها يد ألفت خطف الكسار ولو
…
باتت تحوّط بالهندية البتر
تسطو على القرص سطوى غير ذي جبن
…
لو أنه بين ناب الليث والظفر
كم غادرتني من جوع ومن مغب
…
حزناً أعض بنان النادم الحصر
ورب يوم غدا موسى يجرعني
…
كاساته فيه حتى عيل مصطبري
أروضها تارة عتباً وأزجرها
…
طوراً فلم يجد تانيبي ومزدجري
وربما أفحمتني القول قائلة
…
وليس كل مقال بالجواب حري
تخشى الردى وبنود المجد خافقة
…
على ابن مسعود فرع الفرع من مضر
ليث القساطل جواز الجحافل مخ
…
طام الذوابل أمن الخائف الحذر
وكتب إليه السيد المذكور هذه الأبيات يسأله اجازتها وهي لا توجد في ديوانه
لما دنا توديع اروى السهول
…
توعر الصبر وعز الوصول
قامت على ساق هياج النوى
…
فطلت الأرواح بين الطلول
معركة لم يعط فيها سوى
…
أحداق آرام تصيد الفحول
يهدين إن أسفرن صباً وإن
…
أغدفن أضللن صحاح العقول
فرّ نسيس الصبر فيها فما
…
بال نسيسي قاتلاً لا يزول
فيا عيوناً أطلقت أدمعي
…
وصيرت قلبي الشجى في كبول
لا قذيت من طارف لو غدت
…
لمهجتي عند رناها دخول
فلو تلاشت منك عللتها
…
لعل بعد الهجر حالاً تحول
فكم أورّى منك عن كاشح
…
ولم أزد ليلاً لكيلاً يقول
فاسمح بطيف أن تجد أو فخذ
…
روحاً على اظلال نجد عجول
إن قبلت سلمي لها لم أقل
…
يا ليت لي عند سليمي قبول
فراجعه بقوله نظماً ونثراً. يا مولانا المقتعد صهو المجد. الخافقة عليه الوية السعد. الممتطى كاهل السرايه. المالك أزمة الدرايه. غرة جبهة الزمان. شامة وجنة البيان. وردتني منك أجلك الله ولا برحت مفعم حياض البر. يانع ثمر الشكر. شعر
قواف إذا ما جزن في مسمع امرىءٍ
…
فعلن به فعل السلاف المعتق
تسأل اجازتها من ذي باع قعد به القصر. وفكر اصداته الهموم والفكر. فقلت مع علمي أن الصمت أصلح. والعذر أوضح. بل رأيت امتثال الأمر أولى. لا سيما وأنت الآمر وأمرك الأعلى.
لولا أمدّ يدي حتى أنال بها
…
زهر النجوم إذا ما كنت لي عضدا
أهلاً وإن لم يدن منها وصول
…
شمائلاً أهدت فعال الشمول
بها ومما لاع قلبي أسى
…
تلعاب أحداق المها بالعقول
صدت مدى حتى نهاها النهى
…
عن صدها زارت فحال النحول
ثم سرت والقلب في أسرها
…
ومهجتي حرّا ودمعي همول
فبت لا باتت بها ليلة
…
كأنّ في جنبيّ منها نصول
ابرّد بالدمع غليل الجوى
…
أوّه متى يروّي المحال المحول
يا غادة الحيين هلا وفا
…
لموعد إن كان يوفى المطول
لا عطفة منك على مغرم
…
ترجى ولا صدك حال يحول
متى وتسويف وجد الهوى
…
يجد بي الالهاب أثر الحمول
أغرّك الصبر الجميل الذي
…
عهدتها أربع صبري طلول
لا نال منك الوجد ما نال من
…
قلبي ولا لح عليك العذول
فبى ولا شكوى هوىً لو هوى
…
أعلام رضوى أوشكت أن تزول
وقال مادحاً السيد حمود بن عبد الله بن حسن حين تزوج ابنة الشريف زيد بن محسن سلطان مكة المشرفة سنة سبع وستين وألف
قد قام سعد السعود منتدباً
…
يخطب في محفل من الأدب
يهز عطفيه بالهنا مرحاً
…
يملي علينا شقاشق الخطب
قال حمود الندى امتطى قمم المج
…
د ونى ببنت خير أب
أورثه الله كل مكرمة
…
قد انطوت في سوالف الحقب
بالمسعدين القضا وصارمه العض
…
ب وسلسال منطق درب
وبالمذاكي العتاق موطئها
…
بمحكم الرأي مركز الشهب
قلت ولنعم الفتى امتدحت ولا
…
كسيدي في الملوك والرتب
قال أزيد بن محسن ملك البطح
…
اء سامي النجار والحسب
الطاعن القرن كل نافذة
…
تكبر في نفسها عن القطب
تفتخر الطعنة الغموس به
…
كفخر أعداه عنه بالهرب
ورب يوم قد اكفهر به النق
…
ع وقام العجاج في لجب
قيل طلق الجبين مبتسم الثغ
…
ر يريك الأنوار في الحجب
يستوقف المقربات ثم ولا
…
يشلها عن مواقف العطب
يوردها كل موقف حرج
…
بالخدّم البيض والقنا الأشب
شنشنة الموصى محتدها الأو
…
ل فاستملها من الكتب
قال فممدوحي ابن فاطمة
…
وابن أبي طالب ومطلب
وابن الذبيحين وابن من شرفت
…
به ملوك للعجم والعرب
قلت نعم نعم من فخرت به
…
كلا المليكين واحد النسب
تراضعا المجد والعلى فغدا
…
كلاهما أوحدين في الحسب
قال لقد حزت في مداعبة الج
…
د أولى بها من اللعب
قلت اصطلحنا فكل ممتدح
…
غيرهما في الأنام لم يصب
نالا من المجد كل مكتسب
…
كما أرادوا أو غير مكتسب
مناصبها ساقها القدير لهم
…
توقف طلابها على الهضب
قديمة وهي من شمائلهم
…
خطارة في غلائل قشب
لا برحا آمنين في دعة
…
محفوظة من طوارق النوب
قد عقد السعد والهنا لهما
…
رايات بر خفاقة العذب
وقال على مصطلح أرباب الحال وهي قصيدة غريبة
ربما عاكف على الخندريس
…
رافل في ملابس التلبيس
جهبذ يملأ الدفاتر علماً
…
لم ينل بالتقرير والتدريس
أيما خطة أردت تجده
…
قهرمان المعقول والمحسوس
يعلم السابقين من عهد طسم
…
ويفيد الطلاب عصر جديس
علم لم يكن على راسه نا
…
ر ولكن كالنور في الحندوس
ماشياً عمره على نهج الصد
…
ق على ما به من التدليس
دعة مرة وأونة قس
…
وطوراً يمليك عن ابليس
وعلم بطب علة بقرا
…
طويهزو بجد جالينوس
أرمه حيث شئت تلق أخا النج
…
دة من آدم ومن ادريس
لعب الحب منه بالجبل الرا
…
سي وبالضيغم الهموس العبوس
من هوى ربة الحجال ومن قد
…
لعبت من دلالها بالنفوس
والتي خيمت على كل قلب
…
ورمت كل مهجة برسيس
وأبت أن ترى بعين محب
…
قط إلا في صورة ولبوس
لاح من نورها الأغر سناء
…
فتراءي في ناره للمجوس
قد بدت للكليم ناراً ولكن
…
لا بحصر ففاز بالتقديس
وغدا المانويّ منها على را
…
ي صحيح لكن بلا تأسيس
والنصارى ظلت على صور ش
…
تى فضلت برايها المعكوس
قيدوا مطلق الجمال فباتوا
…
في قيود الشماس والقسيس
كسف من قيدت تقيد والاط
…
لاق قيد والقيد غير مقبس
شأنها من محبها فتها الاكب
…
اد من راس ومن مرؤس
رب قلب قد تاه فيها فلم يد
…
ر حسيساً ولم يمل للمسيس
ظل فيها في جحفل من سرور
…
وخميس يلقي الأسى بخميس
كلما أسفرت له عن نقاب
…
وفنى في فنائه المانوس
أشرقت من وراء ذاك لعيني
…
هـ بمعنى حسن الجمال النفيس
فطوى كشحه على غصص الوج
…
د تقى بين طامع ويؤس
ذكرت بمطلع هذه القصيدة وصدرها ما حكاه العلامة البهائي في كشكوله وهو أن تاجراً من تجار نيسابور أودع جارية عند أبي عثمان الحيري فوقع نظر الشيخ عليها فعشقها وشغف بها فكتب إلى شيخه أبي حفص الحداد بالحال فأجابه بالأمر بالسفر إلى الري لصحبة الشيخ يوسف فلما وصل الري وسأل الناس عن منزل الشيخ يوسف أكثروا من ملامته وقالوا كيف يسال تقي مثلك عن بيت فاسق شقي مثله فرجع إلى نيسابور وقص على شيخه القصة فأمره بالعود إلى الري وملاقاة الشيخ يوسف المذكور فسافر مرة ثانية إلى الري وسأل عن منزل الشيخ يوسف ولم يبال بذم الناس له وازدرائهم به فقيل له إنه في محلة الخمارة فأتى إليه وسلم عليه فرد عليه السلام وعظمه ورأى إلى جانبه غلاماً بارع الجمال وإلى جانبه الآخر زجاجة مملوأة من شيء كأنه الخمر بعينه فقال له الشيخ أبو عثمان ما هذا المنزل في هذه المحلة فقال إن ظالماً اشترى بيوت أصحابي وصيرها همارة ولم يحتج إلى بيتي فقال ما هذا الغلام وما هذا الخمر قال أما الغلام فولدي من صلبي وأما الزجاجة فخل فقال ولم توقع نفسك في مقام التهمة بين الناس فقال لئلا يعتقدوا فيّ ثقة أمين فيستودعوني جواريهم فابتلي بحبهن فبكى أبو عثمان بكاء شديداً وعلم قصد شيخه انتهى وبهذه الحكاية يظهر معنى صدر هذه القصيدة ويحصل الجمع بين ما في ظاهرها من المدح والقدح وإنما نبهت على ذلك لأني سئلت مرة عن معنى ذلك فخطر لي هذا الجواب والله الملهم للصواب. رجع ومن شعر الشيخ المذكور قوله وهو مختار من قصيدة له.
أتعذل في لمياء والعذر اليق
…
تعشقتها جهلاً وذو اللب يعشق
ولا العيش إلا ما الصبابة شطره
…
وصوت المثاني والسلاف المعتق
وجوبك أجواز الموامي مشمراً
…
إلى المجد يطويها عذافر معنق
وإن تتهاداك التنائق معلماً
…
تضلك أو تهديك بيداء سملق
وإن ترد الماء الذي شطره دم
…
فتسقى برأي ابن الحسين وترزق
وأسوغ ما بل اللهى بعد غيمة
…
وأروي من الماء الشراب المروّق
فدع لجج التعنيف وابك بذى اللوى
…
دياراً كأنها للتقادم مهرق
أحالت مغانيها السنون فأصبحت
…
قوى لهريق الودق والريح مخرق
وقفت بها والقلب بالوجد موثق
…
كفيت الردى والجفن بالدمع مطلق
أناشدها بينونة الحي عن جوى
…
بقلب إذا هب النسائم يخفق
شج تتصاباه الصبا وتلوعه ال
…
جنوب ويشحوه الحمام المطوّق
إلى الله أفعال الليالي بها وبي
…
لقد كنت منبهاً دائم الدهر أفرق
فسم سمة الصبر الجميل لعلها
…
تذيل فإن لم تغن فالصبر أخلق
فلو سلمت من حادث الدهر دمنة
…
تمطي على هام الدهور الخورنق
وقوله وهو قصيدة اخترت منها هذا المقدار وأصلحت بعض أبياتها
بذي العلمين من شرقيّ حاجر
…
توق أخا الغرام ظبا المحاجر
فكم برباه من صب عميد
…
لسائل دمعه الثجاج ناهر
به السود التي في السود منها
…
فعال السمر والبيض البواتر
فأي حشا يمر به خلياً
…
وقد رمقته هاتيك الجآذر
به البيض الرآبيب السوافى
…
وآساد بفدفده قساور
لعمرك ما سيوف الهند يوماً
…
بأمضى من بواترها الفواتر
عيون ما منحن السقم إلا
…
لقدّ القلب أو شق المرائر
مرضن وما مرضن سدىً ولكن
…
لسلب قلوب أرباب البصائر
بأمي ثم بي وأبي ربيب
…
غضيض الطرف مكحول النواظر
نحيل الخصر عبل الردف أحوى
…
أزج الحاجبين أغن نافر
يميل بمثل غصن البان لدن
…
ترنحه الصبا والغصن ثامر
ويسفر عن محيا لو رآه
…
صباحاً ذو الهداية ضل حائر
ويبسم عن شهيّ الظلم عذب
…
ترقرق فيه سلسال الجواهر
جفا جفني الكرى مذ بان عني
…
فجفني مذ نأى ساه وساهر
ومنه قوله أيضاً.
ألآل ما أرى أم حبيب
…
أم أقاح لا ولكن شنب
وحرمت وهي حلال قد جرى
…
في خلال الطلع منها الضرب
ما درى بارق ذياك اللمى
…
إن لي قلباً به يلتهب
دع لما قد نقل الراوي لنا
…
عن لماه ما روته الكتب
آه ما أعذبه من مبسم
…
وهو لو جاد به لي أعذب
ليت لو أن منالاً منه لي
…
غير أن البرق منه خلب
جؤذر يرنو بعيني أغيد
…
من مها الرمل أغنّ أغلب
ومحيا كلف الحسن به
…
فغدا ينشد أين المذهب
هز عطفيه فلم يدر النقا
…
اقنا ما هزه أم قضب
رق فاستعبد أرباب الهوى
…
فله في كل قلب ملعب
يا لها من نعمة في ضمنها
…
مهلك هان وعز المطلب
وذكرت بهذه الأبيات أبياتاً لي خمرية على الوزن والروي وهي
لمعت ليلاً فقالوا لهب
…
وصفت لوناً فقالوا ذهب
وإذا ما اندفقت من دنها
…
في الدجى قالوا طراز مذهب
قهوة رقت فلولا كاسها
…
لم يشاهد جرمها من يشرب
وتراها في يد الساهي بها
…
كوكباً يسعى بها لي كوكب
ألبستها الكاس طوقاً ذهباً
…
وحباها باللآلي الحبب
عجبوا من نورها إذ أشرقت
…
وشذاها من سناها أعجب
بنت كرم كرمت أوصافها
…
أي بنت قام عنها العنب
ومن شعره أيضاً يهجو بعض أهل عصره
جرذيل التيه خنزير العجم
…
وأطال الكم جهلاً وصدم
وأقام الصدر زعماً أنه
…
يستر الجوع محال ما زعم
ورمي المنديل من منكبه
…
ينقل الخطوة وزناً محتكم
كغراب السوء يمشي مرحاً
…
معجباً وهو أخو الشؤم الأذم
ويروق العين منه منظر
…
قد حشاه الجوع والفقر الأصم
يغسل الثوب وفي أكتافه
…
وسخ العرض وآلات التهم
يا أخا العجب عجيب ما أرى
…
هذه النفحة من أثمان كم
اترك العجب فما أنت سوى
…
رجل أما لضحك أو نعم
واذكرن أيام ندعوك إلى
…
سفر العالم ضوضاء القرم
يوم إذ تصفع تغد ومنشداً
…
إن صبر المرء للصفع كرم
وقوله في الشريف أحمد بن عبد المطلب وكان يكثر من الاحرام بالعمرة مع سفكه الدماء في أيام ولايته.
تستحل الدماء وتحرم بالعم
…
رة دعها وعن دما الخلق أمسك
ما رأينا والله أعجب أمراً
…
منك أف لقاتل متنسك
وقال في زيات بديع الجمال وقد أجاد في التورية ما شاء.
أفديه زباتاً رنا وانثنى
…
كالبدر كالشاذن كالسمهري
أحسن ما يبصر بدر الدجى
…
يلعب بالميزان والمشتري
وقال في مليحين ينبز أحدهما بابن المهمل والآخر بابن المسيب.