المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌خطبة المؤلف

- ‌الوالد الأمير نظام الدينأحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم

- ‌السيد أحمد بن مسعودبن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

- ‌السيد عماد الدين بن بركاتبن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

- ‌السيد محمد يحيىبن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

- ‌الامام عبد القادر محيي الدينبن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

- ‌الإمام زين العابدينبن عبد القادر الطبري الحسني المكي

- ‌الفضل بن عبد الله الطبريخلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

- ‌الشيخ حنيف الدينبن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

- ‌السيد عمر بن السيد عبد الرحيمالبصير الحسيني الشافعي المكي

- ‌القاضي جمال الدين بن محمدبن حسن وراز المكي

- ‌الشيخ عبد الملكبن الشيخ جمال الدين العصامى

- ‌الشيخ محمد بن أحمد المنوفيهو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

- ‌ابنهالقاضي عبد الجواد المنوفي

- ‌القاضي تاج الدين بن أحمدبن إبراهيم المالكي المكي

- ‌الشيخ محمد بن الشيخ أحمدحكيم الملك رحمه الله تعالى

- ‌الملا علي بن الملا قاسمبن نعمة الله الشيرازي المكي

- ‌ابنهشهاب الدين أحمد بن الملا علي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزميالشافعي المكي

- ‌الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

- ‌الشيخ أحمد بن محمد عليالجوهري المكي

- ‌شهاب الدين أحمد بن الفضلبن محمد باكثير المكي

- ‌الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

- ‌الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

- ‌أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير

- ‌القاضي محمد بن الخليلالإحسائي المكي

- ‌الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

- ‌الشيخ أحمد بن عبد اللهبن عبد الرؤف المكي

- ‌عفيف الدين عبد الله بن حسينبن جاشل الثقفي

- ‌أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

- ‌إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

- ‌السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

- ‌ابنهالسيد محمد بن حسنبن شدقم الحسيني

- ‌السيد حسين بن عليبن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌السيد محمد بن عبد الله الموسويالمشهور بكبريت المدني

- ‌الخطيب أحمد بن عبد الله البريالحنفي المدني

- ‌الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

- ‌الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

- ‌أخوهالخطيب عبد الله بن الخطيب الياس

- ‌أخوهالشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

- ‌الأديب أبو حميدة المدني

- ‌الشيخ فتح الله بن النحاسنزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ درويش مصطفىبن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ محمد بن مبارك باكراعالحضرمي محتداً المدني مولداً

- ‌السيد نور الدين عليابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسن زين الدين الشهيدالشامي العاملي

- ‌سبط الشيخ زين بن الشيخ محمدبن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

- ‌الشيخ نجيب الدين عليبن محمد بن مكي الشامي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن عليبن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

- ‌شيخناالعلامة محمد بن علي بن محمودبن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن علي الحرالأديب الشامي العاملي

- ‌السيد أحمد الصفديالدمشقي‌‌ الشامي

- ‌ الشامي

- ‌الشيخ حسن بن محمد البوريني

- ‌الشيخ عبد الرحمن العاديمفتي الحنفية بدمشق المحمية

- ‌المولى أحمد بن شاهين الشامي

- ‌الشيخ خضر بن عطاء اللهالموصلي الشامي

- ‌أبو الطيب بدر الدينبن رضى الدين الغري العامري الشامي

- ‌حسين جلبيبن الجزري الشامي

- ‌الأديب عبد اللطيف بن شمس الدينمحمد المنقاري

- ‌الأديب محمد الجوهريالشامي

- ‌الشيخ محمد بن سعيد الكاشنيالدمشقي الصوفي

- ‌أبو الفتح محمد بن حمدبن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

- ‌الشيخ محمد خضير الدمشقي

- ‌الشيخ فتح الله بن محمودبن بدر الدين البيلوني الحلبي

- ‌الشيخ مصطفى الفرفوري

- ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

- ‌السيد محمد بن موسىالجوادي الحسني

- ‌فمنهمالشيخ أبو المواهبمحمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

- ‌ومنهم ابن أخيهالشيخ أحمد بن زين العابدين‌‌البكري

- ‌البكري

- ‌ومنهم أخو المذكور قبلهلشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين

- ‌الشيخ تاج العارفين بن محمدبن أمين الدين

- ‌الشيخ جمال الدين المصري

- ‌الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي

- ‌الشيخ محمد بن أحمد الحثاديالمصري

- ‌بدر الدين حسينالشهير بباشا زاده

- ‌شهاب الدين أحمد الخفاجيالمصري صاحب الريحانة

- ‌السيد محمد وفابن زين العابدين الحسيني المصري

- ‌الشيخ داود الأنطاكيالحكيم المشهور بالبصير

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الهادي

- ‌السيد حسين بن المطهر اليمني

- ‌السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدلالحسيني

- ‌السيد زيد بن علي بن إبراهيمالحجاف

- ‌السيد محمد بن أحمدبن الامام حاكم بندر المخا سابقاً

- ‌السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف

- ‌السيد محمد بن عبد القادرالمقاطعجي اليمني

- ‌الشيخ عبد الصمد بن عبد اللهباكثير

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن المهديالعقبي اليمني

- ‌الشيخ علي بن حسن المرزوقياليمني

- ‌شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسياليمني

- ‌بدر الدين محمد بن سليمانأبو فاضل المرهبي اليمني

- ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

- ‌الميرزا بن الميرزا إبراهيمالهمداني

- ‌الحكيم أبو الحسن بن إبراهيمالطبيب الشيرازي

- ‌الملا فرج الله الشوشتري

- ‌بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل

- ‌السيد أبو محمد حسين بن حسنبن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

- ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

- ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

- ‌السيد ناصر بن سليمانالقاروني البحراني

- ‌السيد عبد الرضا بن عبد الصمدالولي البحراني

- ‌أخوهلسيد أحمد بن عبد الصمد‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌السيد علوي بن إسماعيل

- ‌السيد عبد الله بن السيد حسين‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌الشيخ داوود بن أبي شافين

- ‌أبو البحر جعفر بن محمد حسنبن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

- ‌السيد أبو الغنايم محمد الحلي

- ‌السيد حسين بن كمال الدينبن الأبرز الحسيني الحلي

- ‌الشيخ عبد علي بن ناصربن رحمه الحوزي

- ‌الشيخ جمال الدين محمدبن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

- ‌جمال الدين محمد بن عوادالحلي الشهير بالهيكلي

- ‌الشيخ عيسى بن حسينبن شجاع النجفي

- ‌وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

- ‌أبو العباس أحمد المنصور باللهبن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب

- ‌السيد أحمد الحسني المغربي

- ‌السيد علي المغربيالمعروف بالأخضري

- ‌أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

- ‌الشي أحمد بن محمدالشهير بالمقري المغرب المالكي

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد الشاميالمغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

الفصل: ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

إذا كنت صدر القوم قل ما تريده

وإن كنت دوناً فاستمعهم وسلم

وإن كنت فيما بين ذلك رتبة

فكن واعياً للقول ثم تكلم

وقوله

لا تحقرن من الكرام صغيرهم

فأبن الكرام بكل حال يكرم

واعلن فرب صغير قوم في الورى

بكبير قوم آخرين وأعظم

وقوله

إذا ما احتجت في أمر لشخص

تكن في أسره بمقام ذلك

وإن تستغن عنه تكن أميراً

وما المملوك في أمر كمالك

وهذا من قول بعض السلف احتج إلى من شئت تكن أسيره. واستغن عمن شئت تكن نظيره. وأحسن إلى من شئت تكن أميره. ومن فوائده ما نقله عن عمه أبي الثنا محمد بن بدر الدين البيلوني انه قال له لا تباحث من هو أعلا منك رتبة لأنه ربما انجر الكلام إلى مسئلة معلومة عندك لم يطلع عليها الشيخ فتحمر وجهه ثم لا تكاد تفلح إن رأيت في نفسك شيئاً ولا من هو مثلك فإنه لا يسلم لك كما أنك لا تسلم له فيفسد عليك عقلك وتفسد عليه عقله والعاصر لا يناصر وعليك بن هو دونك فإنه يستفيد منك بغير انكار وتستفيد أنت بإفادته فقد روي عن ابن الحنفية رضي الله عنه من أحب أن يظهر الخطا في وجه مباحثه فقد أخطأ هو لرضاه بالخطا والله أعلم والبيلوني قال في الريحانة نسبة إلى بيلون وهو طين أصفر تسميه أهل مصر طفلاً انتهى وفي التذكرة طفل يسمى طين فيموليا والبيلون

‌الشيخ مصطفى الفرفوري

بقوله في الشريف مسعود بن ادريس لما تولى امارة مكة المشرفة في سنة تسع وثلاثين وألف. أميرنا السيد المفضال مسعود. من وصفه العدل والانصاف والجود.

توارث المجد عن ادريس والده

أكرم به والداً أحياه مولود

وله أيضاً

أبا خالد أحسنت لا زلت محسناً

رفيقاً بمن يأوي جوارك هاديا

ثنيت عنان الفلك عنك مودعاً

وداع امرء لا يرجع الدهر ثانيا

‌الشيخ عرس الدين الحمصي

الخليلي

أديب أحرز من الأدب طرقاً. وحوى منه جانباً مستظرفاً. فنظم شعراً وسطاً. وصال به متشاعراً وسطاً. وكان بغيضاً إلى الطباع. بعيداً عن الانطباع. وقد حاجاً إلى مكة المعظمة. وفي نفسه ما فيها من التكبر والعظمة. فلم يلتفت إليه من أهلها أحد ولم يكن له بها من المعارف ملتحد. فخيل له فكره المريض. أن يهجوهم بالكناية والتعريض. فمنى منهم بالداء العياء. والداهية الدهياء. حتى أضرع وخضع. وألقى سلاحه وأوضع. فكفوا الألسنة. وتلافوا السيئة بالحسنة. ثم انتقل إلى المدينة المنورة فولى بها خطيباً. واستنشق من عرف ذلك الجوار الشريف طيباً. ولم يزل بها حتى بلغ عمره المدى. فألبسه المنون رداء الردى. وكان أول ما نظمه في أهل مكة قوله

جيران مكة جيران الاله لذا

لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا

لولا الطبيعة عافتهم لكان لهم

اسراء روح بسر السرّ قد ظفرا

ثم قال فيهم أيضاً

علما مكة جاوزوا إلا فلاكا

عزاً وحق لهم لعمرك ذاكا

لولا الرئاسة في رؤس نفوسهم

كانوا وحقك كلهم أملاكا

فكان أول من انتدب لجوابه القاضي تاج الدين المالكي فقال مجيباً له عن البيتين الأولين

جيران مكة غرس الدين أينع في

قلوبهم باسقا يهدي الهدى ثمرا

سقوه من أنهر الاخلاص صافيها

فاخضل يطلع من أكمامه زهرا

ومن يكن روض غرس الدين مهجته

أسرى وفاز بسر السر حين سرى

به قد اتحدوا إذ كان بينهم

تواصل معنوي من الست جرى

فحيث دارت كؤوس الاتحاد على

الأرواح ما اعتبروا الأشباح والصورا

فلما بلغته هذه الأبيات كتب إلى القاضي تاج الدين

يا شهم مكة يا تاج الرؤوس بها

يا سهم بك قد بكت من عذرا

يا حبر علم يزيد الطالبين بها

يا بحر فهم به يستخرج الدررا

يا رب حذق غدا رب البيان له

عبداً وألقى عصى التسليم مقتفرا

يا ألمعياً أضاءت من لوامعه

مشارق الذهن بالذوق الذي بهرا

ص: 230

يا لوذعياً بلاعي يمازجه

أعيا وأفحم من قد قال أو شعرا

يا رب ظرف ولطف كسّرا خطا

أغصان غراسي على بعد وما شعرا

هل ترفين الذي أخلقت من حالي

أو تقبلن الذي يأتيك معتذرا

فأجابه القاضي بقوله

كللت إكليل تاجي بالثنا درراً

لما بعثت بعقد المدح معتذرا

مضمخاً طيب شكر عرف نفحته

كروض غرسك حيته الصبا سحرا

غرس من المبد الفياض قد سقيت

أعراقه فنما يهدي الهدى ثمرا

غرس روى حين روّى الفضل منبته

للسمع نواره عن طيبه خبرا

هدى إلى ما هو الأحرى بنا وبه

إذا اقتفينا طريق القوم والأثرا

فحرفة الفقر إن لم يوف لابسها

بشرطها نبذته كاسباً بعرا

عود البدء فمم الاعتذار ولم

تقر إن قلت بكت الذي عذرا

وقلت في حق من جازي وعرض لم

يشعر وأغصان غرسي مخطياً كسرا

قد حصحص الحق فاعلم إنما كسرت

أغصان غرس الذي أخطا وما شعرا

إني عذرت وقد عرضت معترضاً

لعرض قوم ثناهم لم يزل عطرا

أقرر بذنبك ثم اطلب تجاوزهم

عنه فجحدك ذنب غير ما غبرا

قضى بأن جرت الأقلام منك بما

جرى به القلم المحتوم حين جرى

كبا الجواد ومن يعثر يقل كرماً

فنسأل الله غفراناً لمن عثرا

فأعاد عليه الجواد ثانياً

استغفر الله من وهم لنا سترا

لعل يرفع من البابنا كدرا

يا تاج ديني والدنيا بأجمعها

يا بن السراة السراة السادة الكبرى

طولت ما قصرت عنه اساتذة الا

نشا وسادة أهل العلم والشعرا

ركبت كالبرق اسراعاً براق ذكا

وبت ترقي بفهم افهم النظرا

حتى وصلت إلى قاب البيان ولم

يزغ فؤادك عما نال بل بهرا

وثم أوحى إلى القلب السليم أجل

جبريل ذوقك ما أوحاه مستترا

آياته كلها للكل معجزة

بالفعل لا صرفة عاقت لمن شعرا

كللت اكليل تاجي بالثنا درراً

فصار شمساً على راس العلى ظهرا

وقد بعثت بعقد المدح معتذراً

إليك لكن ما ألفيت من عذرا

له ضياء تجلى من فرائده

كضوء تاجك أبداه البها قمرا

تاج ولا تاج كسرى في أكاسره

كلا ولا قيصر في قصره نظرا

تاج على راس للكل محتوياً

على المحيط ولكن يخطف البصرا

هدى الهداة إلى عين اليقين ومن

سواه أهدى إلى أتباعه أثرا

بدا لعود فما عودي بمنعطف

عمن تجاريه في المضمار حين جرى

وخرقة الفقر وفاها شرائطها

إذ صبر الوهم منبوذاً بظهر عرا

أولت قولي فظلت اليوم تعتبني

فنفسك أعتب ولا تعتب لمن شعرا

قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه

إلا فتى مزق الأشباح والصورا

إذ لست ممن يكون الدهر معترضاً

لعرض قوم ثناهم لم يزل عطرا

وجعلك الذنب لي ذنب لكم أبداً

إن قلت بالدور أو سلسلت لي خبرا

فاجمع أو أقصر ولا تفرح بها أبداً

وقصر المنظر أو طول لنا السيرا

قضى الاله بأني لا أرى لكم

إلا صبوراً شكوراً ناقلاً أثرا

لله درك من بيت ختمت به

نظام مسك حوى في سلكه دررا

فيه الشهادة لي أن الجواد نعم

أنا الجواد بلا بخل لديّ يرا

فواجب أنكم تعفون لا كرماً

عن الكريم إذا في حيكم عثرا

ص: 231

لقول من جوهر الأرواح جوهره

ونوره نور الأشباح والصورا

فيما روينا أقيلوا عثرة الكرما

فنسأل الله غفراناً لمن غفرا

فكتب إليه القاضي مجيباً

يا ناطقاً ولسان الحق أنطقه

حسبي جواباً مقال منك قد بهرا

قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه

إلا فتى مزق الأشباح والصورا

در حيث دارت كؤوس الاتحاد تجد

ذاك الفتى ثم ذرنا نترك الهذرا

دعنا بحقك نطوي الكشح عنه فما

بنشره غير إنا نبخس الدررا

واخش الاله فقد عرضت ثانية

إذ قلت لست فاتل البيت معتبرا

فحسب جيران بيت الله ربهم

يردي الذي قال فيهم وافترى نكرا

لله أنت لقد وفيت شرط لبا

س الفقر بالقول والفعل الذي ظهرا

ومنعك الذنب ما لم يلف مستند

له مكابرة تلفى لدى النظرا

هذا إلى ما تلاه من منافضة

أضحت تلوح لدى من دقق النظرا

فأجابه الشيخ غرس الدين

يا ناطقاً واله الخلق أنطقه

حسبي صواباً جواب فيك قد كبرا

قد حصحص الحق لكن ليس يعرفه

إلا فتى قال شيئاً منك قد ظهرا

لولا الرياسة عاقتكم لكان لكم

سعي إلى غرسنا كي نجتني ثمرا

در حيث درت فإن الطبع عاقكم

عن العروج إلى شأو الذي قهرا

ولا أقول كما قلتم بلا سبب

رأيتم ثم ذرنا نترك الهذرا

ها قد خرجتم عن الاداب فاقتصروا

من قبل يقضي قضاء لا يرى هدرا

وأحمد المرتضى من نسل فاطمة

ترضى به قاضياً يقضى بما بصرا

أشار بهذا البيت إلى السيد أحمد بن مسعود فعند ذلك أقسم السيد أحمد على القاضي تاج الدين أن لا يجيبه ثم جمعهما في منزله وأصلح بينهما فأشار القاضي إلى الشيخ غرس الدين أن يمدح أهل مكة ليكون كفارة عما سلف فقال

علماء مكة جاوروا الأملاكا

الطائفين العاكفين هناكا

فتروحنوا من قربهم وتلطفوا

وبلطفهم استعبدوا النساكا

فانظر لتاج الدين تعلم صدق ما

نظم البدايع من الهدى أملاكا

أعنى الامام المالكي ومن له

نظم كدر زين الأسلاكا

لو كنت في بطحائها نادمته

أسلاك من أحببت بل أنساكا

وأجابه القاضي تاج الدين عن بيتيه الاخيرين المقدمي الذكر بقوله

يا قائلاً في أهل مكة أنهم

لولا الرياسة لاغتدوا أملاكا

في معرض التعريض قلت ولم تقل

في مدحهم هذا المقال أراكا

ورميت أهل الله بالداء الذي

أضحى دفيناً في صميم حشاكا

وعنيت أن الكبر يحجب ربه

عن كونه ملكاً فما أقصاكا

وقصدت ذمهم فأصبح شاهداً

بكمالهم فكفاهم وكفاكا

لم تدر أنك بالذي قد قلته

أخطأت فاقصر خطو رجل خطاكا

اني تضاهي من يفوقك محتداً

وعلى فلو طلت السماك سماكا

فاحفظ لهم حق الجوار ولا ترم

ادراك شأوهم فلست هتاكا

وأجابه عن البيتين الأولين السيد أحمد بن مسعود أيضاً فقال

غرست باللطف غرس الدين باسقة

جنيت من نعيها مستوبياً مقرا

به دفعت يقيناً في حجاحجة

يتلون من كتب آيات الهدى سورا

فاقن الهوادة واركن للهوادن إن

رمت التنصر للدين الذي بهرا

كم بين عيدانة الدين التي فرعت

وبين غرس راينا صابه ثمرا

وأجابه أيضاً الامام زين لعابدين الطبري بأبيات تقدم اثباتها في ترجمته وهي التي أولها

امام التقى مغرس التقوى بروضتها

ذات المحاسن غرس الدين قد ظهرا

وقال القاضي تاج الدين فيه موالياً وعزاه إلى بعض أصحابه وهو

ص: 232

يا أيها الشيخ غرس الدين قد عذبت

نفسك وبالتسمية بالفعل قد كذبت

جاوزت حدك وقبل الحصرمه زببت

ما أنت شيخ غرس حاش الله بل شيخ نبت

ومن شعر الشيخ غرس الدين المذكور قوله معارضاَ لامية العجم كما زعم

صيانتي في فراق الفرق والحيل

وحيلتي في حلى الجمع لا الحلل

لا مجد لي حيث فرق قائم أبداً

والمجد لي قاعد في الجمع بالازل

فيم الاقامة في أرض الطباع ولا

سكنى سكوني بها كلا ولا أملي

ناء عن القدس في ذا الحسن منفرد

كالضيف يدأب في الترحال والتنقل

فلا صديق صدوق في مصادقتي

أبثه حزني أو منتهى جذلي

طال اغترابي عن قدسي الأنيس إلى

أن حن كلي إليه من كوى كللي

وضج من لغب كوني وعج لما

ألقاه بوني ولج الكون في عذلي

أريد بسنطة جمع أستعين بها

على أداء حقوق الفرق لي قبلي

والفرق يعكس آمالي ويقنعني

من الحقائق بعد الجد بالجدل

وذي نشاط إذا رام النشيطة لا

يزال في ناشط كالفارس البطل

بادي النباهة في رعب وفي رعب

حلو الفكاهة مرّ الجد في احلل

طرقته في ظلام الليل معتجراً

سواده خوف ومض البيض أو لاسل

والقوم ما بين صاح بعد نشوته

من صرف وجدته أو شارب ثمل

فقلت أدعوك للحبلى لتجميني

من فرقة الفرق أو من رفقة عطل

فشام عيني وعين الفرق ساهرة

وتستحيل وصبغ الحلى لم يحل

فهل تعين على غي هممت به

والرشد يزجر أحياناً عن الرجل

أني أريد أحيي الحي من حرم

وقد حماه حماة من بني ذهل

يحمون بالحجب من نور ومن ظلم

كنه الحقيقة من ادراك منثحل

فالحب حيث نهى الاملاك رابضة

حول الحجاب لها غاب من الغول

نؤم ناشئة نشوى بهم زجل

بالذكر لا بمثاني الشعر والغزل

قد زاد طيب أحاديث الكرام بها

ما بالكرائم من رعبي ومن وجل

تبيت نار الهوى منهم على كبد

حري ونور الهوى منهم على المقل

يقتلن أكباد حب لا حراك بهم

ويقتلون نفوساً في رضى الأزل

يشفى اللديغ ولا يشقى بهم أبداً

يمهل الذكر نهلاً أو على علل

لعل المامه بالحي ثانية

تثني عناني عن الأغيار والعلل

ما راعني طعنة السمراء قد شغفت

برشقة من نبال السمر في الكحل

ولا ثناني الصفاح البيض وامضة

عن رؤية البيض في الأستار والكلل

ولا أغر بغزلان تغازلني

ولو غزاني غزاة الغز عن دغل

حب المعالي يثنى لب صاحبه

على العلى ويغر الغر بالدول

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً

من النفاق تفق بالملق والحيل

ودع غمار العلى للمقدمين على

ترك العلو وروض النفس بالأمل

رضى النبيل بخفض العيش مسكنة

والرفع عن رسيم العيس للنقل

فاجزم بها الفقر تنفي النقر ناصبة

معارضات نجوم الليل بالجدل

إن العلى حدثتني وهي صادقة

إن العلى على العلم والعمل

لو أن بالجهل والبلوي بلوغ منى

لكان أولى بها منا أبو جهل

أهبت بالحض لا بالحظ صاح على

تقوى الاله لأن الحظ ذو خطل

إن قام أو نام عني لا أنهنهه

ولا أرى نقص معتل ومعتزل

أعلل النفس بالاجال أرقبها

ما أوسع العيش لولا ضيقة الأجل

ص: 233