الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصبري راحل عما قليل
…
لشدة لوعتي ولظى اشتياق
وفرط الوجد أصبح بي خليعاً
…
ولما ينو في الدنيا فراقي
وتعبث ناره في الروح حيناً
…
فيوشك أن تبلغها التراقي
وأظماني النوى وأراق دمعي
…
فلا أروى ولا دمعي يراق
وقيدني على حال شديد
…
فما حرز الرقى منه بواق
أبى الله المهيمن أن تراني
…
عيون الخلق محلول الوثاق
أبيت مدى الزمان لنار وجدي
…
على جمر يزيد به احتراقي
وما عيش لمرء في بحر غمّ
…
يضاهي كربه كرب السياق
يود من الزمان صفاء يوم
…
يلوذ بظله مما يلاقي
سقتني نائبات الدهر كأساً
…
مريراً من أباريق الفراق
ولم يخطر ببالي قبل هذا
…
لفرط الجهل إن الدهر ساقي
وفاض الكاس بعد البين حتى
…
لعمري قد جرت منه سواقي
فليس لداء ما ألقى دواء
…
يؤمك نفعه إلا التلاقي
وقوله
أبهضني حمل النصب
…
ونالني فرط التعب
إذ مرّ حالات النوى
…
عليّ دهري قد كتب
لا تعجبوا من سقمي
…
إن حياتي لعجب
عاندني الدهر فما
…
يود لي إلا العطب
وما بقاء المرء في
…
بحر هموم وكرب
لله أشكو زمناً
…
في طرفي الخير نصب
فلست أغدو طالباً
…
إلا ويعييني الطلب
لو كنت أدري علة
…
توجب هذا أو سبب
كأنه يحسبني
…
في سلك أصحاب الأدب
أخطأت يا دهر فلا
…
بلغت في الدنيا أرب
كم تالف العذر ولا
…
تخاف سوء المنقلب
غادرتني مطرحاً
…
بين الرزايا والنوب
من بعد ما ألبستني
…
ثوب عناء ووصب
في غربة صماء إن
…
دعوت فيها لم أُجب
وحاكم الوجد على
…
جميل صبري قد غلب
ومؤلم الشوق له
…
قلبي المعنى قد وجب
ففي فؤادي حرقة
…
منها الحشا قد التهب
وكل أحبابي قد
…
أودعتهم وسط الترب
فلا يلمني لائم
…
إن سال دمعي وانسكب
واليوم نائي أجلي
…
من لوعتي قد اقترب
إذ بان عني وطني
…
وعيل صبري وانسلب
ولم يدع لي الدهر من
…
راحلتي سوى القتب
لم ترض يا دهري بما
…
صرفك عني قد نهب
لم يبق عندي فضة
…
انفقها ولا ذهب
واسترجع الصفو الذي
…
من قبل كان قد ذهب
تبت يداك مثل ما
…
تبت يدي أبي لهب
سبط الشيخ زين بن الشيخ محمد
بن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي
زين الأئمة. وفاضل الأمة. وملث غمام الفضل وكاشف الغمة. شرح الله صدره للعلوم شرحاً. وبنى له من رفيع الذكر في الدارين صرحاً. إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهل به ربعه فما أقوى. وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلاً. وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا. رأيته بمكة شرفها الله تعالى والفلاح يشرق محياه. وطيب الأعراق يفوح من نشر رياه. وما طالت مجاورته بها حتى وافاه الأجل. وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عز وجل. فتوفي سنة اثنين وستين وألف رحمه الله تعالى وله شعر خلب به العقول وسحر وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر فمنه ما كتب إلى الوالد من مكة المشرفة مادحاً له وذلك عام إحدى وستين وألف
شام برقاً لاح بالأبرق وهنا
…
فصبا شوقاً إلى الجزع وحنا
وجرى ذكر أثيلات النقا
…
فشكى من لاعج الوجد وانا
دنف قد عاقه صرف الدرى
…
وخطوب الدهر عما يتمني
شفه الشوق إلى بان اللوى
…
فغدا منهمل الدمع معنى
أسلمته للردى أيدي الأسا
…
عندما أحسن بالأيام ظنا
طال ما أمّل المام الكرى
…
طمعاً في زورة الطيف وانّا
كلما جن الدجى حن إلى
…
زمن الوصل فأبدى ما أجنا
وإذا هب نسيم من ربا
…
حاجر أهدى له سقماً وحزنا
يا عريباً بالحمى لولاكم
…
ما صبي قلبي إلي ريع ومغنى
كان لي صبر فأوهاه النوى
…
بعدكم يا جيرة الحي وأفنى
قاتل الله النوى كم قرحت
…
كبداً من ألم الشوق وجفنا
كدرت مورد لذاتي وما
…
تركت لي من جميل الصبر ركنا
قطعت أفلاذ قلبي والحشا
…
وكستني من جليل السقم وهنا
فإلى كم أشتكي جور النوى
…
وأقاسي من هوى ليلي ولبني
قد صمى قلبي من سكر الهوى
…
بعما أزعجه السكر وعنى
ونهاني عن هوى الغيد النهى
…
وحباني الشيب إحساناً وحسنا
وتفرغت إلى مدح فتى
…
سنّة المعروف والافضال سنا
يجد الربح سوى نيل العلى
…
من مواىء المجد خسراناً وغبنا
سيد السادات والمولى الذي
…
أم إنعاماً وافضالاً ومنا
لم يزل في كل حين بابه
…
مأمنا من نوب الدهر وحصنا
غمرت سحب أياديه الورى
…
نعماً فهو للفظ الجود معنى
نسخ الغامر من أفضاله
…
حاتماً والفضل ذا الفضل ومعنا
ورث السودد عن آبائه
…
مثل ما قد ورثوا بطناً فبطنا
حل من أوج العلى مرتبة
…
صار منها النسر والعيوق أدنى
تهزء الأقلام في راحته
…
برماح الحظ لما تتثنى
جادنا من راحتيه سحب
…
تمطر العسجد لاماء ومزنا
يا عماد المجد يا من لم تزل
…
من معاليه ثمار الفضل تجنى
عضني الدهر بأنياب الأسى
…
تركتني في يد الأسواء رهنا
هائماً في لجة الفكر ولي
…
جسدٌ أنحله الشوق وأضنى
كلما لاح لعيني بارق
…
من نواحي الشام أضناني وعنا
تتلظى كبدي شوقاً إلى
…
صبية خلفت بالشام وافنى
ركبت آمالنا شوقاً إلى
…
ورد انعامك والافضال سقنا
بعد ما انحلت العيس السرى
…
وأبادت في فيافي البيد بدنا
وبأكنافك يا كهف الورى
…
من تصاريف صروف الدهر لذنا
وتهنى مجدك العالي بما
…
حازه بل كلما حاز تهنى
وابق يا مولى الموالي بالغاً
…
من مقامات العلى ما تتمنى
وقوله أيضاً
سئمت لفرط تنقلي البيداء
…
وشكت لعظم ترحلي الانضاء
ما أن أرى في الدهر غير مودع
…
خلاًّ وتوديع الخليل عناء
أبلى النوى جلدي وأوقد في الحشا
…
نيران وجد مالها اطفاء
فقدت لطول البين عيني ماءها
…
فبكاؤها بدل الدموع دماء
فارقت أوطاني وأهل مودتي
…
وحبائباً غيداً لهن وفاء
من كل مايسة القوام إذا بدت
…
لجمال بهجتها تفار ذكاء
ما أسفرت والليل مرخ ستره
…
ألا تهتك دونها الظلماء
ترمى القلوب بأسهم تصمى وما
…
لجراحهن سوى الوصال دواء
شمس يغار لها الشموس مضيئة
…
ولها قلوب العاشقين سماء
هيفاء تختلس العقول إذا رنت
…
فكأنما لحظاتها الصهباء
ومعاشر ما شان صدق ولائهم
…
نقض العهود ولا الوداد مراء
ما كنت أحسب قبل يوم فراقهم
…
أن سوف يقضي بعد ذاك بقاء
فسقى ثرى وادي دمشق وجادها
…
من هاطل المزن الملث حياء