الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعمرك لم أهو الدخان ولم أمل
…
إليه لا لفي نشوة وتطربا
ولكنني أخفى به عن مجالسي
…
دخان فؤاد بالغرام تلهبا
شيخنا
العلامة محمد بن علي بن محمود
بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي
البحر الفطمطم الزخار. والبدر المشرق في سخاء المجد بسناء الافتخار. الهمام البعيد الهمة. المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة. اللابس من مطارق الكمال أظرف حلة. والحال من منازل الجلال في أشرف حلة. فضل تفلفل في شعاب العلم زلاله. وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله. ومحل رقى من أوج الشرف أبعد مراقيه. وحل من شخص المعالي بين جوانحه وتراقيه. شاد مدارس العلوم بعد دروسا. وسقى بصيب فضله حدائق غروسها. وانعش جذودها من عثارها. وأخذ من أحزاب الجهل بثارها. ففوائده في سماء الافادة أقمار ونجوم. وشهب لشياطين الأنس والجن رجوم. إن نطق صفد المعاني عن أمم. وأسمعت كلماته من به صمم. وإن كتب. كبت الحساد عن كثب. فجاء بما شاء على الافتراح. وترك أكباد أعدائه دامية الجراح. ومتى احتبى مفيداً في صدر ناديه. وجثت بين يديه طلاب فوائده وأياديه. رأيت داماء العلم تقذف درر المعارف غواربه. وقمر الفضل أشرقت بضياء عوارفه مشارقه ومغارقه. فيملأ الأسماع دراً فاخراً. ويبهر الأبصار والبصائر محاسناً ومفاخراً. وأما الأدب فعليه مداره. وإليه ايراده واصداره. ينشر منه ما هو أذكى من النشر في خلال النواسم. بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم. وما الدر النظيم إلا ما انتظم من جواهر كلامه. ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به سواحر أقلامه. وأقسم أني لم اسمع بعد شعر مهيار والرضى. أحسن من شعره المشرق الوضي. إن ذكرت الرقة فهو سوق رقيقها. أو الجزالة فهو سفح عقيقها. أو الانسجام فهو غيثه الصيب. أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب. سا وثبت منه ما يقوم بنية هذه الدعوى. وتهوى إليه أفئدة أولي الألباب وتهوى. وإن صدف عن هذا المذهب ذاهب. فللناس فيما يعشقون مذاهب. وها أنا أعتذر إليه. من الايجاز في الثناء عليه. فما سطرته لمحة مما له أقفو. ويا عجباً مني أحاول وصفه. وقد فنيت فيه القراطيس والصحف. وله علي من الحقوق الواجب شكرها. ما يكل شباً يراعتي ذكرها. وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء الي. وأنضيت إلى موائد فوائده بعملات رحالي. واشتغلت عليه فاشتغل بي. وكاد دأبه تهذيب أدبي. ووهبني من فضله ما لا يضيع. وحنا علي حنو الظئر على الرضيع. ففرش لي حجر علومه. والقمني ثدي معلومه. حتى شحذ من طبعي مرهفاً. ويرى من نبعي مثقفاً. فما يسفح به قلمي إنما هو من فيض بحاره وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره
ومن منائح مولانا مدائحه
…
لأن من زنده قدحي وايرائي
هذا ولو جعلت انبوبة القلم سادسة خمسي. وأفرغت في بياض الأرقام سواد نفسي. ورمت القيام له بأداء شكره. لا استهدفت لملام التقصير ونكره فأنا أتوسل إلى رب الثواب والجزا. أن يجعل نصيبه من رضوانه أو في الأنصبا والأجزا. وأما خبر ظهوره من الشام وخروجه. وتنقله في البلاد تنقل القمر في بروجه. فإنه هاجر إلى الديار العجمية بعد ابدار هلاله. وانسجام وسمي فضله وانهلاله. فأقام برهة من الدهر. محمود السيرة والسريرة في السر والجهر. عاكفاً على بث العلم ونشره. مؤرجاً الأرجاء بطيبه ونشره. ولما تلت الألسن سور أوصافه واجتلت الأسماع صور أقسامه بالفضل واتصافه. استدعاه أعظم وزراء مولانا السلطان إلى حضرته. وأحله من كنفه في بهجة العيش ونضوته. ثم رغب الوالد في انحيازه إلى جنابه. فاتصل به اتصال المحبوب بعد اجتنابه. فأقبل عليه اقبال الرامق الودود. وأظله بسرادق جاهه الممدود. فانتظم في سلك ندمائه. وطلع عطارداً في سمائه نجوم. حتى قصد الحج فحج. وقضى من مناسكه العج والثج. فأقام بمكة سنتين ثم عاد. فاستقبله ثانياً بالاسعاف. والاسعاد. وكنت قد رأيته حال عوده ببندر المخا. ثم رأيته بحضره الوالد وبينهما من المودة ما يربى على الاخا. فأمرنا بالاشتغال عليه. والاكتساب مما لديه. فقرأت عليه الفقه والنحو والبيان والحساب وتخرجت عليه في النظم والنثر وفنون الآداب. وما زال يشنف أذاني بفوائده. ويملا أرداني بفوائده. حتى حسدنا عليه الدهر الحسود وجرى على سحيته في تبديل الأيام البيض بالليالي السود. فقضى الله علينا بفراقه. لأمور أوجبت نكس الأمل بعد افراقه وهو اليوم. يتحلى بفضل تشد إليه الرحال. ويتجلى بأدب يروي به الامحال. وينيف برتبة يقصر عنها كل متطاول.
وترجع أيدي الناس دون منالها
…
وأين الثريا من يد المتناول
هذا وحين أثبت من نظمه الذي تتعلق به البلاغة وتتمسك. ويتضوع به كافور الطروس ويتمسك. وتحسد حسن انتشاقه الثغور. وتغار له نجوم السماء فتغور. فمنه قوله في الغزل.
أنت يا شغل المحب الواجد
…
قبلة الداعي ووجه القاصد
فتّ آرام الفلا حسناً فما
…
قابلت إلا بطرف جامد
شان قلبينا إذا صح الهوى
…
يا حياتي شان قلب واحد
أكثر الواشون فينا قولهم
…
ما علينا من مقال الحاسد
لست أصغي لأراجيف العدى
…
من يغالي في المتاع الكاسد
وقال أيضاً
رب ساق غمزته فتغابى
…
ثم أومي بناظر لا يطاق
قال لي والخمار يرعد كفيه
…
وروحي على يديه تراق
أنت لا شك هالك بجفوني
…
قلت زدني فإنها درياق
فانتضبى الكاس من يدي وأهوى
…
نحو فيه بالكاس وهي دهاق
قال لي هاكها شراباً طهوراً
…
خلصتها من خبثها الارياق
وقال
أحيى هواه وهواه قاتلي
…
ما أربح الشامي لو أودى به
وحشى قلب ضل عند ريمة
…
فظل يغلي البيد في طلابه
عجلان ما أضنى عليه قلبه
…
لو أنه في كفه دحى به
وقال
قف بالمنازل حيث أوقفك الهوى
…
وكل البكاء إلى الحمام العنيف
إني غسلت من العيون أناملي
…
ونفضت من أثر البكاء كفوفي
وقفت بي والجناء بين طلولهم
…
لولا مكان الريب طال وقوفي
ارتاد في عرصاتهن كأنني
…
طيف ألمّ بناظر مطروف
فصممت حتى لا يجبن مسائلي
…
وعمين حتى لا يرين عكوفي
وقال
لا يتهمني العاذلون على البكا
…
كم عبرة موهتها ببناني
يا من يفندني على ابنة وائل
…
عني إليك فغير شانك شاني
آليت لافتق العذول مسامعي
…
يوماً ولا خاط الكرى أجفاني
قالت عثيمة قد كبرت عن الصبي
…
ما للكبير وصبوة الشبان
ما الشيب إلا كالقذاة لناظري
…
فقليله وكثيره سيان
أخيال عتمة أنت الطف بالحشا
…
منها واعلق في صميم جناني
سلبت أساليب الصبابة من يدي
…
صبري وأغرت ناجزي ببناني
وقال
دارياها لعلها أن تداري
…
واحملاها على طباع العذارا
واجلواها وفي الكؤوس بقايا
…
قبل أن ترشف الصبا الاسرارا
عللاني ولو بكاس هتار
…
ما أقلت يداي كأساً هتارا
إن قدحي من الهموم المعلى
…
فاملئا لي من الكؤوس الكبارا
حلف الهم أن سينهض عنا
…
فأذقنا في مكانه الاسرارا
هاتها والزمان طلق المحيا
…
وأديم الصبي يروق نجارا
فكأني به وقد جرد الشيب
…
على مفرق الشباب غرارا
واسقنيها سقيت في ظل كرم
…
قد جلاها عريشه إن هارا
لا تسمني عن السلاف اططباراً
…
لا وعينيك لا أطيق اصطباراً
إن ليل الضرير يوم نواها
…
وحياة الملوك عيش السكارا
أجلساني على يمين نديم
…
ألبسته على الشمال سوارا
كلما عبّ في الزجاجة نحنى
…
شغل الحلى أهله أن يعارا
قد خلعت العذار فيه ولولا
…
عارضاه لما خلعت العذارا
هو من قده يرنح صعداً
…
ومن جفن عينه بتارا
زارني والدجى ينم عليه
…
والدياجي لا تكتم الأقمارا
فوفى لي ولات حين وفاء
…
في خفوت الكرى وصد جهارا
في ليال كأنهم رياض
…
اطلعت من كمائم أزهارا
بين زهر تخالهن أقاحا
…
ونجوم تخالها نوّارا
فكان الظلام نفع مثار
…
وكان النجوم ركب حيارى
وليال ولا كزلف غزال
…
بت أرعاه والنجوم غيارا
أتبكي أسا ويبكي دلالاً
…
بجفون بكت بكاء السكارى
في ربوع كأنهن قلوب
…
أودعتها جفونه أسرارا
وترى كما عطفت الحنايا
…
في قباب كما عطفت السوارا
فإذ بنادر الثغور مياها
…
وأخلنا ورد الخدود بهارا
بالتزام يعطف الأسرارا
…
وعناق يفكك الازرارا
وجماش لولا عيونا للواحي
…
وعفاف الهوى لحل الازارا
يا ليالي السرور طولي فإنا
…
قد شربنا الشموس والأقمارا
وارتشفنا من الكؤوس رضابا
…
واحتسينا من الثغور عقارا
خندرياً لولا حياء أبيها
…
خطفت من عيوننا الأبصارا
من بنات المجوس تطلع في جن
…
بيّ ناراً وخده جلنارا
أكل الدهر حرمها فاستحالت
…
في الواني للطفها أنوارا
يا لقوم أسيرهم لا يفادي
…
لعيون قتيلها لا يوارى
فاترات لو لم يكن نشاوى
…
ما تشكت جفونهن الخمارا
ووجوه تخالهن بدوراً
…
في خدود تخالهن سرارا
كل قد من الغصون معار
…
هز ردفاً من النقا مستعارا
نزلوا من لوى الفؤاد طلولاً
…
لا لوى الرمل والطلول القفارا
وعليهم من النجوم عيون
…
مزقت عن خرائد أستارا
في ضمير الدجى تروح وتغدو
…
والدياجي تظننا أسرارا
كم تناعست للرقيب عسانا
…
حين يضفو ننادم الأوتارا
حيث يردي من الزمان قشيب
…
غصبت صبغه جفون العذارا
فاجتلتني الأيام خلع رواه
…
فكأني خلعت ثوباً معارا
كأن عودي على الزمان صليباً
…
فأعادوه بعدهم موارا
كم تحك الخطوب فيه جلوداً
…
وتسن النوى به أظفارا
وقال
وكنت إذا نزعت إلى هنات
…
جريت مع الصبا طلق الرياح
فقلدني المشيب على عذاري
…
لجاماً كف راسي عن جماحي
وقلت لعاذلي ايه فإني
…
وهبت اليوم سمعي للواحي
هو القدر المتاح على الغواني
…
فقل ما شئت في القدر المتاح
وما حسن العيون بلا بياض
…
وما ليل التمام بلا صباح
وما ضيف أتاك بلا احتشام
…
وأنت من الرحيل على جناح
وقال
أرأيت ما صنعت يد التفريق
…
أعلمت من قتلت بسعي النوق
رحل الخليط وما قضيت حقوقهم
…
بمنى النفوس وما قضين حقوقي
علقوا بأذيال الرياح ووكلوا
…
للبين كل معرّج بفريق
وغدوت أصرف ناجذي على النوى
…
وأغص من غيظ الوشاة بريقي
هجروا وما صبغ الشباب عوارضي
…
عجلان ما علق المشيب بزيقي
فكأنني والشيب أقرب غاية
…
يوم الفراق كرعت من راووق
لا رق بعدهم لخيال لناظري
…
إن حن قلبي بعدهم لرحيق
لعب الفراق بنا فشرد من يدي
…
ريحانتي صديقتي وصديقي
لله ليلتنا وقد علقت يدي
…
منه بعطف كالقناة رشيق
عاطيته حلب العصير وصدنا
…
عن وجه حاجتنا يد التفريق
ما كان أسرع ما دحته وإنما
…
دهش السقاة به عن الترويق
أيقظته والليل ينفض صبغه
…
والسكر يخلط شائقاً بمشوق
والنوم يعبث بالجفون وكلما
…
رقت النسيم قست قلوب النوق
والبرق يعثر بالرحال وللصبا
…
وقفات مصغ للحديث رفيق
باتت تحرش والقنا متبرم
…
بينا لغصون وقده الممشوق
فأجابني والسكر يعجم صوته
…
والكاس تضحك للثنايا الروق
لولا الرقيب هرقت مضمضة الكرى
…
وغصصت صافية الدنان بريقي
ثم انثنيت وزلفه بيد الصبا
…
وشميمه في جيبي المشقوق
وقال
يا أخا البدر رونقاً وسناء
…
وشقيق المها وترب الغزاله
ساعد الجد يوم بعتك روحي
…
لا وعينيك لست أبغي اقاله
يا عليل الجفون عللت قلبي
…
زاد جفنك علة وذباله
ما لعيني كلما عنّ ذكرا
…
ك تداعت جفونها الهطاله
جن طرفي مذ غاب عنه محيا
…
ك جنوني فلا تسل ما جرى له
كنت قبل الهوى ضنيناً بقلبي
…
خدعتني لحاظك الختاله
لك قدّ القنا وثغر الأقاحي
…
وجفون المها وجيد الغزاله
من تناسى بالرقمتين ودادي
…
فبعيني غصونه المياله
رب ليل قصرته بغرير
…
حل من عقد زلفه فأطاله
من عذيري في حب طفل لعوب
…
عودوه سفك الدما فحلاله
كلما صد عن سواي دلالاً
…
صدعني تبرماً وملاله
لست أنسى يوم الفراق وقد أدر
…
ك من شملنا النوى آماله
غصب البين من يدي كل غصن
…
سرق الغصن لينه واعتداله
فرّ نشوان من يدي يتكفي
…
ثقل الورد غصنه فأماله
لم تدع لوعة الجوى في حشاه
…
من حصاة الفؤاد غير ذباله
يا لواة الديون نفثة مصدور
…
إذا بت أنفاسه أوصاله
إن ذوب الجفون في اثر الفادين
…
أولى لناظري أولى له
فليلمني العذول ما شاء إني
…
لست لي في هوى الحسان ولاله
وقال
سرى والليل ممدود الرقاق
…
وساعي الفجر يحجل في وثاق
خيال من عثيمة أو لبيني
…
أو الشماء أخت بني البراق
يطوف في الشأم وهي عراق
…
وما بعد الشأم من العراق
أقول لها وقد خطرت رياح
…
من الزوراء في حلل رقاق
وقد برد السوار على يديها
…
فأحميت القلائد بالعناق
وأعجلنا النوى حتى لكدنا
…
نودع بعضنا قبل التلاق
ولم يك غير موقعنا ونادى
…
منادي الحي حي على الفراق
أبيني في نظير لا ضنين
…
بنائله ولا ترف الحقاق
يرى شبحاً بلا ظل ونفساً
…
يرددها التنفس في التراق
بنات الشوق تفحص في فؤادي
…
وطفل الدمع يعبث بالمآقي
وأنت جعلتني حرز الأعادي
…
ولو أحببت ما أكلوا عراقي
تلوكني الخطوب على هزالي
…
ويحلو لي لها طعم الزعاق
ولو عقل الزمان دري بأني
…
على من رامني مرّ المذاق
ولم تترك صروف الدهر مني
…
ومن عضبي الحراز سوى رماق
أما والراقصات على الآل
…
ومن حملوا على الكوم العتاق
لقد أضللت في ليل التصابي
…
فؤاداً غير مشدود الوثاق
ألا يا صاحبي نحواي سيراً
…
فقد قعد الهوى بي عن رفاقي
قفا عني باقرية الفتاقي
…
فواقاً أو أقل من الفواق
سقى الله العراق وساكنيه
…
وجاد مراتع الشدن بالطلاق
إلى أهل العراق يحن قلبي
…
فوا شوقي إلى أهل العراق
وقال
يا خليلي دعاني والهوى
…
إنني عبد الهوى لو تعلمان
عرجاً نقضى لبانات الهوى
…
في ربوع أقفرت منذ زمان
مرتع أولع عيني بالبكا
…
أمر العين به ثم نهاني
وقصارى الخل وجد وبكا
…
فأبكياني قبل أن لا تبكياني
يا عربياً منحناهم أضلعي
…
وغضاهم نار شوق في جناني
سودواً ما بين عيني والفضا
…
ومحوا عنها سواد الديدبان
إن قلباً أنتم سكانه
…
ضاع مني بين شعب والقنان
وقال
أتراك تهفو للبروق اللمع
…
وتظن رامة كل دار بلقع
لولا تذكر من ذكرن برامة
…
ما حن قلبي للوي والأجرع
ريم باجريت العراق تركته
…
قلق الوساد قرير عين المضجع
في السر من سعد وسعد هامة
…
رعناكم تصدغ ولم تتضعضع
وقال منها
قالت وقد طار المشيب بابها
…
أنشبت في خلق الغراب الأبقع
وتلفتت والسحر راءد طرفها
…
نحو الديار بمقلة لم تخشع
ولكم بعثت إلى الديار بمقلة
…
رجعت تعثر في ذيول الأدمع
عرفت رسوم الدار بالمتربع
…
فبكت ولولا الدار لم تشعشع
أملت لو يتلوم الحادي وما
…
أملت إلا أن أقول وتسمع
وقال
ايه بذكر معاهد وأناس
…
طابت بذكر حديثهم أنفاسي
اذكرتني حيث الاحبة جيرة
…
حالي بهم حال وكاسي كاسي
هلا وقفت على منازلهم معي
…
وبكيت ناساً بالهم من ناس
قالت عثيمة والخطوب تنوشني
…
والشيب يضحك من بكاء الآسى
شابت شواتك والزمان مراهق
…
والشيب يا شامي تاج الراس
وقال
أجدك شايعت الحنين المرجعا
…
وغازلت غزلاناً على الخيف رتعا
وطالعت أقماراً على وجرة النقا
…
وقد كنت أنهي العين أن تتطلعا
ولم أر مثل الغيد أعصى على الهوى
…
ولا مثل قلبي للصبابة أطوعا
ومن شيمي والصبر مني شيمة
…
متى أرم اطلالاً بعيني تدمعا
وقور على باس الهوى ورجائه
…
فما اتحسى الهم إلا تجرعا
خليلي ما لي كلما هب بارق
…
تكاد حصاة القلب أن تتصدعا
طوى الهجر أسباب المودة بيننا
…
فلم يبق في قوس التصبر منزعا
إلى الله كم أغضبى الجفون على القذى
…
وأطوى على القلب الضلوع توجعا
ألا حبذا الطيف الذي قصر الدجى
…
وإن كان لا يلقاك إلا مودعا
ألم كحسو الطير صادف منهلاً
…
فأزعجه داعي الصباح فأسرعا
وناضلته باللحظ حتى إذا رمى
…
بسطت له حبل الهوى فتورعا
قسمت صفايا الود بيني وبينه
…
سواءٌ ولكني حفظت وضيعا
وحزت نياط القلب أسباب نية
…
فلله قلبي ما أرق وأجزعا
وقال
لمن العيس جفّلا كالنعام
…
يرتجمن خلفة الآرام
يرتقصن الخطا ارتقاص بنات الش
…
وق تحت الحشا على الآكام
ووراء السجوف كل أناة الخ
…
طو حيّ الحياء ميت الكلام
كدمي العاج في المحاريب أو كال
…
زهر غب القطار في الأكام
قد تقنعن بالشغوف كما
…
قنع بدر الدجى بذيل الغمام
ما عهدنا الظباء ترفل في الوشى
…
ولا الوحش في البرى والخداء
قسم الحسن بين قاصرة الطر
…
ف وأخرى مقصورة في الخيام
منها
كل هيفاء حيث تعتقد الحب
…
سريع الخطا بطي القيام
كلما أقصدت فؤاد كميّ
…
بسمت لي عن مثل حب الغمام
رفعت طرفها إليّ وقالت
…
بأبي ما أرق قلب الشامي
طالعت صاحبي ومالت إلى الس
…
رب بطرف ولا كطرفي دامي
وسبتني وما أبحت حماها
…
بقوام واها له من قوام
وعيون أعاذنا الله منها
…
لعبت بالعقول لعب المدام
ورسيل يطيل ناشئة اللي
…
ل وناهيكما بليل التمام
ورمتني وللمنية أسبا
…
ب فلله ما أخف الرامي
حدثتني وفي الحديث شفاي
…
ما لعينيك يحملان سقامي
فلتطل لوعتي عليك ووجدي
…
إن قلبي يصح بالاسقام
يا نديمي بالجواي كلاني
…
لهنات حسرت عنها لثامي
اعفياني من هجعة تملاء الع
…
ين غروراً بطارق في المنام
زارني والهوى يخيل للعين
…
سعاداً والليل مرخى الزمام
فوفى لي بكل ما تشتهي النفس
…
وولى والركب صرعى غرام
زارني في ذر الشأم وداري
…
بالمنقى ودارها بالرجام
طاف والليل مطبق بعراه
…
يستقيل الكرى من الالمام
قلت للطارق الذي صدع الجو
…
وشابت له فروع الظلام
كبرت يا ظلوم همة عين
…
طمعت أن تراك في الأحلام
وقال
باجتلاء المدام في الأقداح
…
وبمرآة وجهك الوضاح
لا تذرني على مرارة عيشي
…
أكل واش ولا فريسة لاح
صاح كلني إلى المدام ودعني
…
والليالي تجول جول القداح
لا تخف جور حادثات الليالي
…
نحن في ذمة الظبي والرماح
طوى أيدي الحطوب رهن المنايا
…
تتخطى بها إلى سفاح
قلدتني من المشيب لجاماً
…
كف راسي شكيمه عن جماح
صاح إن الزمان أقصر عمراً
…
من بكاء بدمنة ونواح
رق عنا ملاحف الجو فاسمح
…
برقيق من ظبعك المرتاح
يا مليك الملاح إن زماناً
…
أن فيه زمان روح وراح
طاب وقت المدام فاشرب عساه
…
يا صباحي يطيب وقت الصباح
واسقنيها سقيت في فلق الفجر
…
على نغمة الطيور الفصاح
منها
خلعت ثوبها على التفاح
…
وترامت على خدود الملاح
كل ريحانة أرق من السرا
…
ح جلالي شقيقة الأرواح
وردة فوق خده وقروحاً
…
بين جنبي داميات الجراح
حبذا ميعة الشباب وعيش
…
قد قطعناه في ظلال الرماح
زارني زورة الخيال وولى
…
في كرى النوم مزعجاً بالصباح
لست أقوى على الجفون المراضي
…
ويح نفسي من المراض الصحاح
سامح الله من دمي وجنتيه
…
وعفا عن بنانه الوضاح
لا تؤاخذ جفونه بفؤادي
…
يا إلهي كلاهما غير صاح
وقال
ما أنس لا أنسي خيالاً سرى
…
يسترشد الشوق إلى مضجعي
حسبت بدر التم قد زارني
…
فبت لا أقفو سوى المطلع
أسأل عنه الشوق لو يرعوي
…
وأنشد البين به لويعى
آليت والدار لها حرمة
…
لا أسأل الدار وصبري معى
كان دمى حجراً على حاجر
…
فلم اباحته مهى الأجرع
علالة كان وقوفي بها
…
أبغي شفاء القلب من الموجع
وقال
يا نسيم الصبا ويا عذب الر
…
يحان هبي عليّ وانتفضى
خبريني عن اللوا خبراً
…
إن ذكر الديار من غرضى
لأقضي من اللوى وطراً
…
ليس يدري الوشاة كيف قضى
ما لبرق تجاه كاظمة
…
هب من نحوهم ولم يمض
وبدور طلعن من اضم
…
لم تضى في العيقق أين تضى
لست أرضي بصاحب بدلاً
…
فاسألا من صحبت كيف رضى
صدقوا ليس عنهم عوض
…
وجميع الورى لهم عوضى
وقالوا
راضتك أصعب ما يكون قياداً
…
وسلتك أهلع ما يكون فؤادا
لانت حصاتك في يدي متعطرس
…
أحنى عليك مع الهوى أوكادا
آلت عليك وفي اليتها الهوى
…
إذ لا تمزح طيفها إن عادا
مرت تلاعب ظلها وتكاد من
…
فرط النشاة تلاعب الأردا
طارت بلبك حيث طار بها الهوى
…
ورقاء قطع نوحها الأكبادا
غنتك أحوج ما تكون إلى البكا
…
هل تحسنين لواجد اسعادا
ما أنصف الطيف الذي جلب ال
…
هوى عراك عزّاً بالغرام فرادا
غن الذي روى الجفون من الكرى
…
أهدى إليك مع الخيال سهادا
ما راب عينك من تلوّن لمة
…
لبست على فقد الشباب حدادا
كذب العذول والعذرا صعب مركباً
…
لأناس إن نقص العذول وزادا
ومهون للوجد عندي قال لي
…
والعيس تقدح للفراق زنادا
أفنيت دمعك في البكاء وما حدوا
…
عيساً ولا شدوا لهم اقتادا
لا يكذبن لقد رأيت مطيهم
…
بالأمس تنقض في الفلا أجسادا
خفض عليك من الملام فإنني
…
عودت قلبي حبهم فاعتادا
وقال
شرق على حكم النوى أو غرب
…
ما أنت أول ناشب في مخلب
في كل يوم أنت نهب محاسن
…
أو ذاهب في أثر برق خلب
متألف في الجو بين مشرق
…
غص الفضاء به وبين مغرب
يبكي ويضحك والرياض بواسم
…
ضحك المشيب على عذار الأشيب
أزعمت أن الذل ضربة لازب
…
فنشبت في مخلاب باز أشهب
لعبت بلبك كيف شاءلها الهوى
…
مقل متى جد النواظر تلعب
زعمت عثيمة قد قلبك قد صبا
…
من لي بقلب مثل قلبك قلب
قد كنت آمل أن تموت صبابتي
…
حتى نظرت إليك يا ابنة يعرب
فطربت ما لم تطربي ورغبت ما
…
لم ترغبي وذهبت ما لم تذهبي
ولقد دلفت إليهم في فتية
…
ركبوا من الأخطار أصعب مركب
جعلوا العيون على القلوب طليعة
…
ورموا القفار بكل حرف دغلب
ترمي الفجاج وقلبها متصوب
…
في البيد اثر البارق المتصوب
هوجاء ما نفضت بداً من سبسب
…
إلا وقد غمست يداً في سبسب
تسري وقلب البرق يخفق غيرة
…
منها وعين الشمس لم تتنقب
تطفو وترسب في السراب كأنها
…
فلك يشق عباب بحر زعزب
تغلى بنا في البيد ناصية الفلا
…
حتى دفعت إلى عقيلة ربرب
وأتتك تخلط نفسه بلذاتها
…
والحسن يظهرها ظهور الكوكب
كفريدة في غبغب أو شادن
…
في ربرب أو فارس في موكب
تمشي فتعثر في فضول ردائها
…
بحياء بكر لا بنشطة ثيب
وقال
يا ضماني على الغصون الملد
…
أين شرطى على الربيع ووعدي
طال عمر النوى لطول الليالي
…
ونسيت الهوى لبعد العهد
يا نديمي وأين منى نديمي
…
لحدود مبرقعات بورد
ومدام كأنما اعتصروها
…
من جنى الورد أو خدود المرد
هي قبل المزاج في لون خد
…
يك وبعد المزاج في لون خدي
في ضمير الوفى نروح ونغدو
…
عن وداد لم نقذه بتكدّ
يا لها خطة تسوء الأعادي
…
وتسر الهوى بأخذ وردّ
مجلس غاب حاسدوه فبات اله
…
مّ عند العدى وخلي عندي
وغزال ولا كطيف خيال
…
بت أرعاه والكواكب تحدي
سل خيط الكرى من العين وانصا
…
ع يماشي المها بظل السعد
بعثت طيفها إلي وأخرى الش
…
وق في قلبها وأولاه عندي
يوم قالت لتربها ليت شعري
…
كيف حال الشامي يا مي بعدي
إن بي فوق ما به من هواه
…
غير أني أخفى هواه يبدي
ما درت إنني وإن طال وجدي
…
في هواها نسيج وحدي وحدي
وقال من أخرى
هاتها هاتها سبية حول
…
قد توانت ولات حين توان
كسقيط الندى على وجنات الو
…
رد أو كالدموع في الأجفان
في يدي شادن رقيق الحواشي
…
فوق خديه وردة كالدهان
هي في خده سبيك نضار
…
وبفيه عصارة العقيان
ومنها
نسخت سحر بابل مقلتاه
…
فتنبى في فترة الأجفان
في ربوع كأنهن جنان
…
عطفت حورها على الولدان
ورياض كأنهن سماء
…
أطلعت أنجماً من الاقحوان
بين ورق كأنهن قيان
…
ركبت في حلوقهن مثاني
وغصون كأنهن نشاوى
…
يترقصن عن خدود الغواني
وأقاح كأنهن ثغور
…
يتبسمن في وجوه ألحان
ونسيم الصبا يصح ويعتل
…
على برده وحر جناني
كلما غنت البلابل فيها
…
رقص الدمع بالبكا أجفاني
عطفتني على الرياض قدود
…
خلعت لينها على الأغصان
يتلقاني الأقاح ببشر
…
وغصون النقا على حران
قل لعتب وما أظن نوالاً
…
عند عتب لواجد سيان
أين قلبي لا أين إلا طلولاً
…
أذهبتها الرياح منذ زمان
أذكرتني معاهداً وربوعاً
…
كاد يدمي لذكرهن بناني
حيث غصني من الشباب رطيب
…
وعيون المها إليّ رواني
اطرد النوم عن جفون نشاوى
…
بحديث أرق من جثماني
وقوافي لو ساعد الجد نيطت
…
موضع الدر من رقاب الغواني
سائرات بيوتهن على الألسن
…
سير الأمثال في البلدان
قصد كالفرند في صفحات الده
…
ر أو كالشنوف في الآذان
عاصيات على الطباع ذلول
…
يتغنى بهن في الركبان
ساقطت والنوى يطل علينا
…
من عيون المها حصى المرجان
وقال
اعفياني من وقفة في الديار
…
تمتري درة الجفون الغزار
ما انتفاعي بنظرة تطرف الع
…
ين بتلك الطلول والآثار
ما ترى البارق الذي صدع الج
…
وسناه على رسوم الديار
خطفات كأنهن خيول
…
تجرح العين بالسيوف الهواري
اذكرتني مباسماً وثغوراً
…
حاليات تغص بالأنوار
وكؤوساً كأنما حنكوها
…
في صباها بريقة الخمار
خلعت بيننا العذار ووافت
…
في قميص مفكك الأزرار
لو رآها العذول صم صداه
…
قال مالي وللعجوز النوار
لا تروعا بكر الزمان بقتل
…
إن ذوب اللجين غش النضار
في سنا الشمس ما علمت غناء
…
عن ضياء النجوم والأقمار
طال عمر الدجى عليّ وعهدي
…
بالليالي قصيرة الأعمار
ما احتسيت المدام إلا وغصت
…
لهوات الدجى بضوء النهار
حبذا طلعة الربيع وأهلا
…
بمجالي عرائيس الأزهار
وزمان البهار لو عاد فيه
…
غيسان الشباب عود البهار
ومبيت إذا بناني مسبى
…
في ظلال العريش والنوار
كم تفياتها فحنت علينا
…
حنة الأمهات والأطيار
مرحباً بالمشيب لولا زمان
…
غض مني وحط من مقداري
لو وفى لي الصبا ولو عمر حين
…
يا زماني أخذت منك بثاري
وقال من أخرى
أرقت لبارق في جوراسي
…
جرضت لصوب عارضه بريقي
هدته النايبات وأي ضيف
…
هدت يوم الفراق إلى فروقي
رفعت له بجنح الليل ناري
…
فخاض الليل يعسف في الطريق
ودرت ولو بضر الهام إني
…
رعيت له ولو بعض الحقوق
وقال
أين من أودعوا هواهم بقلبي
…
وصلوا نارهم على كل هضب
منها
كلما فوقوا إلى الركب سهماً
…
طاش عن صاحبي وحل بجنبي
يشتكى ما اشتكيت من لوعة البي
…
ن كلانا دامي الحشا والقلب
وقال
ما التصابي على من شاب من باس
…
أما ترى جلوة الصهباء في الكاس
الناس بالناس والدنيا بأجمعها
…
في درة تعطف الساقي على الحاسي
يئست واليأس إحدى الراحتين وكم
…
جلوت عني صدى الأطماع بالياس
ومنها
في كل غانية من أختها بدل
…
إن لم تكن بنت راس فابنة الكراس
أودعت عقلي إلى الساقي فبدده
…
في كسر جفنيه أو في ميلة الكاس
لا أوحش الله من غضبان أوحشني
…
ما كان أبطاه عن بري وايناسي
سلمت يوم النوى منه وأسلمني
…
إلى عدوين نمام ووسواس
ذكرته وهو لاهٍ في محاسنه
…
عهود لا ذاكر عهدي ولا ناس
وددت إذ بعته روحي بلا ثمن
…
لو كنت أضرب أخماساً لأسداس
يا ويح من أنت يا لمياء بغيته
…
ما كان أغناه عن فكر ووسواس
قامت تغنى بشعري وهي حالية
…
به ألا حبذا المكسوّ والكاسي
تقول والسكر يطويها وينشرها
…
أي الشرابين أحلى في فم الكاس
يا حبذا أنت يا لمياء من سكن
…
وحبذا ساكن البطحاء من ناس
ما إن ذكرتك إلا طار بي طربي
…
وطاب ريح الصبا من طيب أنفاس
ولا ذكرت الصبا إلا واذكرني
…
ليالياً أرضعتني درة الكاس
وجيرة لعبت أيدي الزمان بهم
…
أنكرت من بعدهم نفسي وجلاسي
أيام اختال في ثوبي بلهنية
…
وميعة من شباب ناعم عاس
عار من العار حال بالصبا كاس
…
كأنني والصبا في برد أخماس
أنضيت فه مطايا الجهل والباس
…
عريت منه وما عرّيت أفراسي
في صبية كنجوم الليل أكياس
…
كان أيامهم أيام أعراس
أسمو إليهم سمو النوم للراس
…
أدب فيهم دبيب السكر في الحاسي
باتوا بميشاء صرعي لا حراك بهم
…
وإنما صرعتهم صدمة الكاس
يا عاذلي أنت أولى بي فخذ بيدي
…
فأنت أوقعتني فيهم على راس
ويا حمام اللوى هلا بكيت معي
…
على زمان تقضى أو على ناس
وقال
أرقت وصحبي بالفلاة هجود
…
وقد مدّ فرع للظلام وجيد
وأبعدت في المرمى فقال لي الهوى
…
رويدك يا شامي أين تريد
أهذا ولما يبعد العهد بيننا
…
بلى كل شيءٍ لا ينال بعيد
أراقوا دمي وما دمى بمحلل
…
إذا لم ترقه أعين وخدود
أأصبر عن ليل وليلى بذي الفضا
…
وصحبي بحزوي إنني لجليد
هي الظبية الأدماء والبانة التي
…
تميد مع الأغصان كيف تميد
منها
أناة كقرن الشمس أما ضياؤها
…
فدان وأما نيلها فبعيد
وقفنا ومنا ممسك بفؤاده
…
وآخر محلول العراء عميد
أليفان قد طارت بشمليها النوى
…
شريد وثاو بالعراق وحيد
أقول وأمر البين قد جد جده
…
وحالت هضاب بيننا ووهود
أما تتقين الله في متهالك
…
على الحب حتى ما يقال وعيد
طوى كشحه طي السجل على الجوى
…
وبات وشيطان الهموم مريد
إلى كم يدور الدهر بيني وبينكم
…
وتبدي الليالي كيدها وتعيد
فقد جعل الواشي وأنت اتبعته
…
من اليوم يسعى بيننا ويرود
يقول لقد أخلقت من جدة الصبى
…
على رسله أن الغرام جديد
وقال
كليني لهمّ لا ينام ونامي
…
فما الشام إن ضاقت عليّ بشام
وما بي سوى أمّ أروم وجيرة
…
عزاز علينا يا عثيم كرام
وقد كنت قبل البين جلداً على الأسى
…
تطالبني نفسي بكل مرام
لصوقاً بأكباد الحسان محبباً
…
إلى الغيد يحلو لي لهن كلامي
يقودونني قود الجنيب إلى الهوى
…
فما لي منبوذ إلى زمامي
وفي الركب مدلول اللحاظ على الحشا
…
يدافع عن أترابه ويحامي
لقد كنت أما للمنايا بلحظة
…
يكون المنايا في شفار حسام
يشايعه من آل كسرى ضراغم
…
براثنهم عند اللقاء دوامي
يروحون والتيجان فوق رؤسهم
…
الا رب تيجان زهين بهام
برزت لهم والحتف مني على شفا
…
أرى الموت خلفي تارة وأمامي
أوارب عن صحب وأعلم أنني
…
لأول مقتول لأول رام
فناضلته والركب بين مفوق
…
وآخر مجروح الجوانح دامي
أصابت وكانت لا تصيب سهامه
…
وطاشت وكانت لا تطيش سهامي
كذا الغيد يا عثماء أما هاجر
…
وأما ختول لا يفي بذمام
وقال
قم هاتها وضمير الليل منشرح
…
والبدر في لجة الظلماء يستبح
عجل بها وحجاب الليل منسدل
…
من قبل يدري بنافي وكره الصبح
واستضحك الدهر قد طال العبوس به
…
لا يضحك الدهر حتى يضحك القدح
فقام والسكر يعطو في مفاصله
…
يكاد يقطر في أعطافه المرح
يطوف والليل بالجوزاء منتطق
…
بها علينا رشا بالحسن متشح
في أسرة كنجوم الليل زاهرة
…
لا يستخفهم في محفل فرح
ورقية من عذول طار طائره
…
لا الجد يثنيه عن لومي ولا المزح
قاسمته قسمة ضيزى مواهبها
…
لي الهنا وله من دوني الترح
وذي دلال كان الله صوره
…
من جوهر الحسن لولا أنه شبح
أسوسه وهو غضبان وابسطه
…
والسكر يخفض من صوتي فينشرح
بتنا على غرة الواشي وغرته
…
اغتاظ منه بلا غيظ ونصطلح
جعلت عتبي إلى تقبيله سبباً
…
والسكر يفتح باباً ليس ينفتح
حتى إذا صيرته الراح طوع يدي
…
صدفت عن بعض ما يأتي به النسح
فما تبسم في وجه الصبا قدح
…
حتى تنفس من جيب الدجى وضح
ودعته وجبين الصبح منذلق
…
وللظلام لسان ليس يجترح
ولا يطيب الهوى يوماً لمغتبق
…
حتى يكون له في اليوم مصطبح
وقال
وفت شمائله فقلت نسيم
…
وزكت خلائقه فقلت شميم
قصر الكلام على الملام وإنما
…
للخط في وجناته تكليم
شرفت معاطفه بأمواه الصبا
…
وجرى عليه بضاضة ونعيم
قد كاد تشربه العيون بضاضة
…
لكن سيف لحاظه مسموم
وقال
إذا أبصرت شخصك قلت بدر
…
يلوح وأنت انسان العيون
جرى ماء الحياة بفيك حتى
…
أمنت عليك من ريب المنون
وقال
زارني والبرق يرمي بالشرر
…
وعيوني شاخصات في القمر
ذو دلال كلما مر حلا
…
آه ما أحلى هواه وأمر
بينما نحن على وفق الهوى
…
نتشاكي سل قلبي ونفر
وانثنى يعدو وأعدوا خلفه
…
وهو يرميني بأطراف النظر
ويك يا شامي لا تطمع على
…
ضعف عينيه بأحداق الخزر
وقال
رشفت صروف الدهر ماء نضارتي
…
عجلان ما أدمى الفؤاد وما رمى
إن الذي صبغ الحياء بياضه
…
لم يدر كيف غرقت من خجلي دما
إن الذي فارقتموه ولم يمت
…
يا عز كان أعز منك وأظلما
وقال
آه يا غصن النقا ما أميلك
…
جل يا غصن النقا من عدلك
قد قضى لي بتباريح الجوى
…
من قضى بالحب لي والحسن لك
أكل الحب فؤادي بعدما
…
لاك منى ما تمنى وعلك
هلك الشامي وجداً وأسى
…
ما يبالي يا حياتي لو هلك
قل لي فيك غراماً وجوى
…
قلل الله عذولاً قللك
حكم الله لفودي على
…
نسخة الشيب وتسويد الحلك
يا غراب البين لا كنت ولا
…
كان واش دب فيهم وسلك
أخذوا منا وأعطوا ما اشتهوا
…
ما كذا يحكم فينا من ملك
جرت في الحكم على أهل الهوى
…
لا تخف فالأمر لله ولك
ليت شعري أمليك في الورى
…
أنت يا إنسان عيني أم ملك
حكم الدهر علينا بالنوى
…
هكذا تفعل أدوار الفلك
أتراهم قد دروا أي دم
…
هرق الواشي على تلك الفلك
وقال
كل شمل وإن تجمع حيناً
…
سوف يمني بفرقة وشتات
لا ألوم النوى فرب اجتماع
…
كان أدنى إلى نوى وثبات
مثل ما زيدت السهام غلوّا
…
في صدور العدا بقرب الرماة
وقال من قصيدة
وقد جعلت نفسي تحن إلى الهوى
…
حلا فيه عيش من بثينة أو مرّا
وأرسلت قلبي نحو تيماء رائداً
…
لي الخفرات البيض والشدن العفرا
تعرّف منها كل لمياء خاذل
…
هي الريم لولا أن في طرفها فترا
من الطيبات الرود لو أن حسنها
…
يكلمها أبدت على حسنها كبرا
وآخران عرّفته الشوق راعني
…
بصد كأني قد أبنت له وترا
أناشد فيه البدر والبدر غاير
…
وأسئل عند الريم وهو به مغرى
فما ركب البيدا لو لم يمكن رشا
…
ولا صدع الديجور لو لم يمكن بدرا
لحاظ كأن السحر فيها علامة
…
تعلم هاروت الكهانة والسحرا
وقد هوى الغصن الرطيب كأنما
…
كسته تلابيب الصبا ورقاً نضرا
رتقت على الواشين فيه مسامعاً
…
طريق الردى منها إلى كبدي وعرا
أعاذلتي واللوم لؤم ألم ترى
…
كأن بها عن كل لائمة وقرا
بغيك الثرى ما أنت والنصح إنما
…
رأيت بعينيك الخيانة والغدرا
وما للصبا يا ويح نفسي من الصبا
…
تبيت تناجي طول ليلتها البدرا
تطارحه والقول حق وباطل
…
أحاديث لا تبقى لمستودع سرا
وتلقى على النمام فضل ردائها
…
فيعرف للأشواق في طيها نشرا
يعانقها خوف النوي ثم تنثني
…
تمزق من غيظ على قدك الازرا
ألما ترى بأن النقا كيف هذه
…
تميل بعطفيها حنواً إلى الأخرى
وكيف وشى غصن إلى غصن هوى
…
وأبدى فنوناً من خيانته تترى
فمن غصن بدني إلى غصن هوى
…
ومن رشا يوحى إلى رشاء ذكرا
هما عذلاني في الهوى غير أنني
…
عذرت الصبا لو تقبلين لها عذرا
هبيها فدتك النفس راحت تسره
…
إليه فقد أبدته وهي به سكرى
على أنها لو شايعت كثب النقا
…
وشيح الخزاما إنما حملت عطرا
وقال
أما الطلول فإنها خرس
…
تبدو لعينيك ثم تبتئس
يا مربعاً عبث البلاء به
…
عهدي بربعك وهي مكتنس
رقمت عليه يد الصبا صحفاً
…
تبدو لقارئها وتنطمس
وقف الهوى والدمع منطلق
…
في جوّه القلب محتبس
للطير جرس في معالمها
…
فكأنما يحلوقها جرس
والورق تخطب في منابرها
…
فوق الغصون كأنها حبس
فارشق حصاه فإنه شنب
…
والثم ثراه فإنه لعس
كم ليلة قضيتها خلساً
…
خوف العواذل والهوى خلس
قصرت عن الشكوى غياهبها
…
فكأنها من قصرها نفس
بتنا وشمل الليل مجتمع
…
ويد النوى في شملنا تطس
في فتية رقت شمائلهم
…
فكأنهم في أفقه شمس
بيض الوجوه وجوههم سرج
…
تحت الدجى ومدامهم قبس
مالوا إلى اللذات من أمم
…
حتى إذا ضحك الطلا عبسوا
والبدر يرفل في غلائله
…
بين النجوم وللدجى عرس
والماء بين مصفق طرباً
…
فيه وآخر منقش يجس
والا يك ضاحية وشاملة
…
والبان يستدعى ويلتمس
حتى إذا نطقت مزاهرنا
…
خرس العذول وما به خرس
غاب الرقيب ونام حاسدنا
…
فوشى علينا الطيب والنفس
وقال
مددت إلى الطبيب يدي فولى
…
يروّح راحتيه من الصلاء
فقلت أصابني عين فأهوى
…
إليّ وقال لي أثر الهواء
وقال مادحاً الوالد وقد أشرفه على شيء من شعره
لمدحة أحمد خلق الكلام
…
وفي تقريظه يحلو النظام
فتى ورث المعالي عن أبيه
…
ود أن لباسه الليث الهمام
تقصر عن مدائحه القوافي
…
ويقصر عن معانيه الكلام
ففي أثوابه ليث هصور
…
وفوق جبينه بدر تمام
مكارم لا يوازيهن رضوى
…
توارثهن آباء كرام
رويدك قد رقيت على البرايا
…
وفقت على الأنام وهم نيام
تحاضرك النجوم وهي وجوم
…
ويحضرك الملوك وهم قيام
فمن أدنى مراتبك المعالي
…
ومن أسنى مواهبك الذمام
تهاب ظباك غيلان المنايا
…
ويخشي بأسك الموت الزوام
ومن أمضى قضواضبك القوافي
…
ومن أبهى رسائلك الحسام
وأنت وأنت أفصح من أراه
…
حلا فيك الترسل والنظام
أتبر ما تشنف أم قريض
…
ودر ما تقلد أم كلام
هو السحر الحلال إذا ادعاه
…
سواك فإنها دعوى حرام
سمت بذرى علاك ذرى المعالي
…
وجاد بسيبك الغيث الركام
حججت إليك من بلد بعيد
…
وأنت حطيم من صلوا وصاموا
أحث إليك انضاء عجافاً
…
براهن التهجرّ والظلام
حملن إليك آمالاً ثقالاً
…
ومن يرجو نوالك لا يضام
وفي البيت العتيق حططت رحلي
…
فإن محلك البيت الحرام
فررت إلى جنابك من زمان
…
براني مثل ما تبرى السهام
ولو عقل الزمان درى بأني
…
غلام فتى له الدنيا غلام
فلا زالت بك الأيام تحلو
…
كأنك في فم الدنيا ابتسام
وقال أيضاً يمدحه من قصيدة
وإن في الشعرات البيض لو علموا
…
نوراً لعيني ونوراً على عودي
بيض وسود إذا ما استجمعا حسناً
…
حسن البياض على أحداقها السود
كم للزمان ولا أخشى بوائقه
…
من ضنة ولعين الملك من جود
عف الشبيبة ميمون النقيبة من
…
صور الكثيبة مأمون المواعيد
أخلاق أحمد في تقوى أبي حسن
…
وحسن يوسف في ملك ابن داود
لا يحسن الشعر إلا في مدائحه
…
كالدر أحسن ما يبدو على الجيد
وأنشدني ويماً شيئاً من شعره فأنشده بديهة
ما نفثة السحر إلا شعرك السامي
…
يا من علا كل نثّار ونظام
لأنت أفصح من لاقيت من يمن
…
ومن شآم على الاطلاق يا شامي
فأجابني بقوله
رفعت يا ابن نظام الدين أعلامي
…
نوهت باسمي وإن كنت بالشامي
لم ألتفت في حماكم بين أقوامي
…
ألا رأيت الغني خلفي وقدامي
ثم كتب إلي هذه الأبيات
خبرتنا الحظوظ إن سوف يحيا
…
بعلّى ميت النوال ويحيى
فهما ما هما من المجد غصناً
…
دوحة قد زكت نماء وفيا
ما بدا لي أبوهما الندب إلا
…
ورأيت الغنا يلوح عليا
بهم يستقي الغمام ويمري
…
درة الجود لا بنوء الثريا
ما رجوت النوال إلا أشارت
…
راحتاً أحمد إليّ اليا
علمتني هبات أحمد كيف الجو
…
د حتى وهبت ما في يديا
عفت حتي المراة رغبت ألا
…
تبصر العين غير مراه حيا
حبذا أنتم ملوك إذا هبت
…
شمال وقام شوق الحميا
وقال
إني نظرت إلى شأو الملوك وقد
…
مدت لهم قصبات السبق فانعبثوا
فجئت أنت على مهل مجيلهم
…
وجاء غيرك لم يلمم له شعث
وقال
جرى أحمد نحو العلى وهو يافع
…
وجملة أرض الله شوط ابن أحمد
ففي كل يوم من يدي أحمد يد
…
فلا فارقت يوماً يداً أحمد يدي
وقال
لا تجزعي يا بانة الأجرعي
…
حوشيت من همي ومن ضيلعي
كان قلبي بين شقى عصا
…
في حب من شقوا عصا المجمع
حلوا من القلب بوادي الفضا
…
ونارهم في منحنى الأضلع
وقال
يا عذولي وما أظن عذولي
…
يطمع اليوم في ملامي وقذعي
هبك ثقلت بالملامة سمعي
…
اختشى اليوم أن تثقل طبعي
وقال من قصيدة
هماماً هما لم يبق شيء سواهما
…
تقربها العينان منذ ليال
قوارير يحلو الموت وهي مريرة
…
وغيد يمر الدهر وهي حوالي
أباها بنضو يقسم العين أنه
…
إذا ما بدا للعين طيف خيال
بقلب بالأيد وفي الحي غادة
…
تقلب في ثوبي صبا وحمال
وفى من وفى وانحل عن قلبك الهوا
…
فمن لي بقلب مثل قلبك سال
وقد كان ريعان الشباب الذي ذوا
…
يميني التي أسطوا بها وشمالي
ألا حبذا حي بمنعرج اللوى
…
لحى بزوراء العراق حلالي
بكيت وهل تجري الدموع بحقها
…
على مثل رسم دارس وموالي
هما استفزعا صبري ودمعي كليهما
…
فمن لي بخل لو شجيت بكالي
وقال
آه من دايين باد ودخيل
…
وخصيمين مشيب وعذول
بياض بالأصل
…
ما على من طال ليلي الطويل
عاجل القلب إليهم ناظري
…
ما أضر الحسن بالقلب العجول
نادمت منهم بناني ناجذي
…
واستشاط القلب في اثر الحمول
وبأكناف المصلى غادة
…
سنحت لي مسنح الظبي الخذول
عرضت شرط المفدى في مهى
…
يتعثرن بأطراف الذيول
قد عرفنا وقفة الركب دجى
…
في سنى الجو وأنفاس القبول
إذ شفيعي عند لمياء الصبا
…
ورسولي خلسة اللحظ الكليل
نظرت نحوي ورقراق السني
…
يخطف الأبصار عن طرف عليل
حكم الله لقلبينا على
…
قلق القرط ووسواس الحجول
زاد شوقي يا حمامات اللوى
…
عالمينا ببكاء وعويل
أنا أولى بنواح وبكا
…
لا بليتين بوجدي وغليلي
ليت شعري والأماني ضلة
…
هل صبا نجد إلى الغيد رسولي
يا صبا نجد ومن لي لو دعت
…
رجع قول أو أصاخت لسئول
أنت أدرى يا هناتي بالجوى
…
خبر يهم يالك الخير وقولي
لو رأى وجه سليمي عاذلي
…
لتفارقنا على وجه جميل
بشرت سلمى عذولي بالنوى
…
آه مما أودعت سمع العذول
وقال
حيث فاحيت بالمدام معاشراً
…
حضروا وما ألبابهم بحضور
في حيهم صرعى وما استهدوا وهم
…
نشوى وما مزجوا الهوى بخمور
وقال
غادرتموني للخطوب رديئة
…
تغدوا عليّ صروفها وترح
ما حركت قلبي الرياح إليكم
…
إلا كما يتحرك المذبوح
وقال من قصيدة
هل في القضية أن يشايعك العدي
…
في ليلة فاجيت فيها سهاها
هب أن للشامي فيها بالسهى
…
نسباً فأين هم وبدر دجاها
ليت التي بعثت إليّ خيالها
…
أذنت لعيني أن تذوق كراها
ومنها
طرقت تخطي رقبة الواشين بي
…
وعيونهم مطروفة بكراها
وأنا وموار اليدين نلوذ في
…
سخف الخيام كأننا طنباها
وله أيضاً
يا لهف نفسي على شباب
…
أفنيت في عصره جميعى
كان شفيعي إلى الغواني
…
فمن شفيعى إلى شفيعى
إن الدراري على نواها
…
أدنى من الغادة الشموع
وقال
أيا ريح الصبا إن جئت نجداً
…
فجدد بالظباء العين عهدا
لقد أرضعتني ثدي الأماني
…
وشبت وما بلغت به أشدا
وكم رقت على طوال ليلي
…
ذوائب ذلك الرشا المفدى
وما نجد وأين ظباء نجد
…
سقى الرحمان ماء الحسن نجدا
وقال
لله ما فعل المشيب
…
على فراقك في شبابي
أقذى عيون الغانيات
…
وفت في عضد الصحاب
ظلم كسفن مطالبي
…
وتقلن في وجه التصابي
غبّرن في وجه النديم
…
ورنقت صفو الشراب
الله لي من أبقع
…
صبغت حلوكته ثيابي
أقوى وأبلغ في القطي
…
عة من دعاء مستجاب
وافاك في برد الغراب
…
ينعى الصبا نعي الغراب
ألبسته ثوب الشباب
…
فكان أكذب من سراب
فإذا خضبت بياضه
…
ضحك المشيب على خضابي
ولنقتصر مما أردنا ايراده على هذا المقدار. فقد طال الاحتيار وطار. وليس فيه الأكل طيب مختار. ومن تجنب الاعتساف. وتجل من الانصاف بجميل الأوصاف علم صدق ما أدعيته فيه. وتحقق إني لم أوفد ولا أوفيه.
يفنى الكلام ولا يحيط بفضله
…
أيحيط ما يفنى بمالاً ينفد