الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعدك عني إن سلكت طريقة
…
تودي إلى رشد فليس بصابر
فإن شئت أن أرضي عليك فلا تكن
…
على غير منهاج الصلاح بسائر
عسى الدهر يوماً أن يلم شتاته
…
وتقطع أسباب النوى والتهاجر
وذلك موكول إلى رحم راحم
…
ومنة منان وقدرة قادر
ولله تدبير وللدهر رجعة
…
وللعسر تيسير بحكم المقادر
وما غلقت أبواب أمر على امرءٍ
…
فصابر إلا فتحت في الأواخر
تحية مشتاق وتسليم والد
…
إلى غايب بين الجوانح حاضر
وقال مضمناً
ولما أن تراءت من بعيد
…
خيامكم لعين المستهام
تأجج وجده ونما جواه
…
وذاب القلب من وجد الغرام
وأعظم ما يكون الشوق يوماً
…
إذا دنت الخيام من الخيام
وقال على طريقة أهل الحال
لعمري لقد ضل الدليل عن القصد
…
وما لاح لي برق يدل على نجد
فبتّ بليل لا ينام ومهجة
…
تقلب في نار من الهم والوجد
وقلت عسى أن أهتدي لسبيلها
…
بنفحة طيب من عرار ومن رند
فلما أتيت الدير أبصرت راهباً
…
به ثمل من خمرة الحب والود
فقلت له أين الطريق إلى الحمى
…
وهل خبر من جيرة العلم الفرد
فقال وقد أعلى من القلب زفرة
…
وفاضت سيول الدمع منه على الخد
لعلك يا مسكين ترجو وصالهم
…
وهيهات لو أبلغت نفسك بالكد
إذا زمرة العشاق في مجلس الهوى
…
نشاوى غرام من كهول ومن مرد
ألم تر إنّا من مدامة شوقهم
…
سكارى ولم نبلغ إلى ذلك الحد
فكم ذهبت من مهجة في طريقهم
…
وما وصلت إلا إلى غاية البعد
فقلت أأدنوا قال من كل محنة
…
فقلت أأرجو قال شيئاً من الصد
ألم ترنا صرعى بدهشة حبهم
…
نقلب فوق الترب خداً إلى خد
فكم طامع في حبهم مات غصة
…
وقد كان يرضى بالمحال من الوعد
ابنه
السيد عبد الله بن محمد البحراني
أديب قام مقام والده وسد. ولا عجب للشبل أن يخلف الأسد. فهو نفحة ذلك الطيب وأريجه. ونهر ذلك البحر وخليجه. المنشد لسان محتده. وهل ينبت الخطي إلا وشيجه. أثمر أغصان أقلامه اليانعة بثمرات البيان. وضم هوامل الكلام لقمة النهج وغنى وراءها الحاديان. فنثره الورد ولكن في رياض النفوس لا الغروس. ونظمه العقود لكن في ترابب الطروس لا العروس. وهو أحد من خدم الوالد ومدحه. وأورى زند فكره لشكره وقدحه. ولم يزل في فيض فضله وسعته. بين خفض العيش ودعته. حتى صدرت منه هفوة بعد هفوه. كدرت منه مورد اقباله وصفوه. فلما علم سقوط منزلته لديه وعرف. ودع حضرته السامية وانصرف. ومن فوائد قصايده قوله مادحاً له دام مجده
ما ترت ليلة المزار الازارا
…
هند إلا لتهتك الأستارا
أطرقتنا ولاة حين طروق
…
حبذا زاير إذا النجم غارا
رق بعد الصدود عطفاً برق
…
ورعى حرمة العهود فزارا
غير ما موعد ألم ولما
…
ترتقب للمنام منه ازديارا
قابلتنا بطلعة قد أرتنا
…
الشمس ليلاً فأوهمتنا النهارا
طفلة تخلب العقول بطرف
…
وبدل تستعبد الأحرارا
دمة لو تصورت لمجوس
…
تخذوها الاها وعافوا النارا
ناهد تسلب النفوس بطرف
…
غنج زاده الفتور احورارا
ذات خد جنى لنا الورد غصناً
…
وشتيت جلا علينا العقارا
وفم مثل خاتم من عقيق
…
عمر الدر في نواحيه دارا
ولحاظ تصمي القلوب وخصر
…
زاده باسط الجمال اختصارا
وإذا ما ترنح القد منها
…
قلت قد هز ذابلاً خطارا
غادة لذّ لي بها هتك ستري
…
في طريق الهوى وخلعي العذارا
وعجيب ممن توغل أمراً
…
في الهوى أن يروم منه استتارا
أيسر الهوى وشان دموع
…
الصب بالصب تظهر الاستارا
والذي عقله غدا بيد الغيد
…
أسيراً لا يستبد اختيارا
كيف أرجو من الخطوب خلاصاً
…
بعد ما انشبت بي الأظفارا
أرهفت إذ عدت علي نصالاً
…
ليس ينبو فرندها وشفارا
قصدت أن تسومني الخسف ظلماً
…
والسري الابيّ يا بي الصغارا
ما درت أنني رفعت مقاماً
…
بحمى أحمد وزدت اعتبارا
وهو أسمى في رتبة المجد من أن
…
يدرك الضيم لمحة منه جارا
سيد ساد في البرية نبلاً
…
وزكى عنصراً وطاب نجارا
ماجد نال رتبة في المعالي
…
لم ينلها من قبل كسرى ودارا
أريحيّ إذا أراح لنيل
…
أرسلت سحب راحته الأمطارا
وهي طويلة جداً فلنقتصر منها على هذا القدر وقال يمدحه ويصف جوداً حمله عليه
لأي آلائكم أشكر
…
وأي نعمائكم أذكر
وأي صنيع لكم يحتوي
…
أقله من حمدي إلا كثر
وأي اكرامكم انتمى
…
به إلى العلياء أو أفخر
وأي أعلام جميل به
…
أعلام مدحي لكم تنشر
إني على حد أياديكم
…
العظام لا أقوى ولا أقدر
أربت على عد الحصى فهي لا
…
تحصى لمن حد ولا تحصر
أوليتم المملوك منكم يداً
…
لم يولها الفضل ولا جعفر
بيضاء طوبي عن مدى فضلها
…
طايل شكري أبداً يقصر
وكم وكم من صلة عايد
…
إليّ منها لطفكم بيدر
من بعضها الجابل في حلبة
…
الثناء مني الأجود الأشقر
أحجل يعبوب له غرة
…
تهزأ بالصبح إذا يسفر
طلق يمين فيه باليمن قد
…
تطابق المخبر والمنظر
مطهم أقود رحب المطا
…
فعم طويل باعه طمر
مقلد نهد سليم الشظا
…
مؤدب ما راعه محضر
أطوع للفارس من نعله
…
عاداته بالسبق لا تنكر
طرف يراه الطرف في ركضه
…
خاطف يرق لم يكد يبصر
يغادر الريح إذا ما جرى
…
حسرى بأذيال السفا تعثر
جواد خيل جاد فيه لنا
…
خير جواد في الورى يذكر
السيد الندب النبيه الذي
…
ألقى له اقليده المفخر
العالم الحبر الذي لم تزل
…
مجالس العلم به تحبر
الفاضل الصدر النقاب الذي
…
يكاد غما لم يكن يجبر
أزهر في الاشراق أخلاقه
…
يغار منها القمر الأزهر
أشم في الفضل أحاديثه
…
يسندها للأصغر الأكبر
أغر طلاع الثنايا فتى
…
عن شأوه كل فتى مقصر
سميدع أطمح أنظاره
…
إلى سوى العلياء لا تنظر
نديّ راح راح يجتاحها
…
عند العروض العارض الممطر
بحر خضم في الندى قازف
…
تغرق في تياره الأبحر
مملك في السلم يزهى به
…
السرير والكرسي والمنبر
وفي مشار النقع يزهي به الا
…
شهب والأبيض والأسمر
غضنفر يروي المواضي إذا
…
شب من الحرب اللظي المسعر
من ذكره في كل اكرومة
…
يطرب ما لا يطرب المزهر
من لفظه ودّ ومن علمه
…
بحر ومن أعرافه عنبر
إن نظام الدين شمس به
…
أضاءت الأكوان والأعصر
بلغه الله من سؤل ما
…
يظهره الدوما وما يظهر
وزاده من زائد العمر ما
…
طالت به الأعوام والأشهر
يا أيتها المولى الذي فضله
…
عن حد أوهام الورى يكبر
لا غرو إن أطلق في فض
…
لك الأكبر من مملوكك الأصغر
فشكركم فرض على مخلص
…
في برد نعمائكم يخطر
وقال يمدحه أيضاً
أغار في تيهه وأنجد
…
فصوب الفكر بي واصعد
وجد في مطلب التجني
…
فجد حبل الوداد بالصد
أتيت أشكو إليه وجدي
…
فصد كبراً وصعر الخد
سما به عجبه فأضحى
…
يضن عند السلام بالرد
ظبي بديع الجمال أحوى
…
أغن حلو الدلال أغيد
مهفهف تخضع العوالي
…
إذا تثنى ورنح القد
مجازب ردفه لخصر
…
ورق فخفنا عليه من قد
ذو مبسم بالرضا حال
…
من حوله اللؤلؤ المنضد
كم بات يروي لنا قديم ال
…
حديث نقلاً عن المبرد
فنال منا المدام مم
…
اقد لم تنله مدام صرخد
بدر تغار النجوم منه
…
إذا سنا وجهه توقد
نضا على المستهام عضباً
…
من جفنه اذرنا وجرد
متى يقل ها له مثيراً
…
على معنى به فقد قد
أحل قتل الأنام عمداً
…
ولا قصاصاً يرى ولا حد
لا رسم لفظ يبين معنى
…
جماله مجملاً ولا حد
ما هلّ يوماً لعاشقيه
…
إلا وخروا لديه سجد
كل عميد به عميد
…
وكل مولى له معبد
أطلق حبي له فأمسى
…
قلبي به واجباً مقيد
هويته عامداً لمعنى
…
منه أتى بالجمال مفرد
ولست أبغي به بديلاً
…
وإن تجافى قلب وإن صد
ما زلت شوقاً إليه أصبو
…
وعهد ودي له يجدد
كما صبا للندى ارتياحاً
…
سيدنا ابن النبي أحمد
أرفع من ترفع المعالي
…
طراً إلى مجده وتسند
وخير من بالندى إليه
…
أعنق مسترقد واسأد
أشجع منه أمست ظبآه
…
لها رقاب الأسود معمد
سما به مجده إلى أن
…
انشاء نحو المساء يصعد
نماه في سودد وفضل
…
ورفعة أمجد لأمجد
كم جمعت للكرام شملاً
…
يد له مالها مبدد
وكم أقالت عثار قيل
…
أطاحه دهره وأقعد
زناده للسماح وار
…
إذا زناد الكرام أصلد
كم رد نحو الديار شخصاً
…
أشخصه فقره وأبعد
يجر ذيل الغني اختيالاً
…
بكشر نعماءه ويحمد
العالم العامل المسدد
…
الفاضل الكامل المؤيد
ما زال احسانه إلينا
…
تفضلاً وأصلاً مردد
أكثر حسادنا وأكمد
…
عائد معروفه المجدد
أصبحت من جوده وجيدي
…
بفضل آلائه مقلد
ضاعف لي لطفه مزيداً
…
فصار رقي له مجرد
لست له محصياً ثناءً
…
عمري ولو أنني مخلد
أبا عليّ فداك نفسي
…
وما حوته يداي من يد
أنت الذي لم نجد سواه
…
إذا رمانا الزمان مقصد
وهاكها يا أجل مولى
…
وسيداً بالعلى تفرد
عذراء راقت لها معان
…
ألفاظها فاقت الزبرجد
قلدها مدحكم عقوداً
…
يفخر منها بها المقلد
تهز رب الندا ارتياحاً
…
إذا اغتدت بالنداء تنشد
من مخلص ينتمي ولاء
…
ورامق بالدعاء قد مد
وابق بقاء الدهور ما إن
…
أضاء بدر ولاح فرقد
وقال يعتذر إليه ويتنصل. ويتقرب إلى رضاه ويتوصل. ولم يتفق له انشادها إياه
أيا با يا أبا يحيى أيا با
…
فقابل بالتجاوز من انابا
ولا تبعد من الغفران رقاً
…
أقر بذنبه عمداً وتابا
نخالك داخلاً للصفح بيتاً
…
وامك قارعاً للعفو بابا
تنصف من ذنوب مرقبات
…
عظام لا يطيق لها عذابا
وأمل من نداك جميل ستر
…
لجرم ليس يحصيه كتابا
ولم يك ما أتاه سلمت عمداً
…
ولكن سابق الخطأ الصوابا
وليس عن المقدر من مفر
…
إليه يرى أخو حزم ذهابا
ويحسن عفو مقتدر لجان
…
خصوصاً أن تنصل واستنابا
ومثلك من عفا عن حوب عبد
…
وإن جلت جنايته اكتسابا
ورب جريرة جرت لقتل
…
فعاد عقاب فاعلها ثوابا
وإني إن جنيت لديك ذنباً
…
فقد أعددت فضلك لي مثابا
فرفقاً يا أبا الاحسان رفقاً
…
فأنت أجل مدعواً أجابا
فقدني ما لقيت نوى وحبي
…
من الابعاد ما وافا عقابا
وأنت الناس أن تغضب علينا
…
رأينا الناس قاطبة غضابا
واقسم لو غضبت على جبال
…
لأضحت من مخافتها ترابا
ولو أوعدت ماء البحر زجراً
…
لامست من مهابته سرابا
ولو رمت استوا فعال دهر
…
لما استعن انعكاساً وانقلابا
أمنت مكايد الأيام لما
…
خدمت على الولاء لكم جنابا
وبت من الطوارق رب أمن
…
منيعاً لا مخاف ولا مهابا
وكيف أخاف سطوة أسد دهر
…
وما طرقت لعز حماك غابا
وكنت متى رميت بسهم أمر
…
وإن أبعدت في المرمي أصابا
ومن خدم الملوك غدا مطاعاً
…
ملبى نحو دعوته مجابا
وراح يجر للراحات ذيلاً
…
ويجتلب السعادات اجتلابا
وإني أيها المولى لرق
…
قديم في قديم الرق شابا
وما استنشي لغيرك عرف عرف
…
ولا لسوى أياديك استصابا
وقد جربته فخبرت منه
…
عقايل مخلص لن تسترابا
منها
قصدت إليك من بلد بعيد
…
وباعدت المنازل والرحابا
وجانبت الأقارب والأهالي
…
وخليت الأخلة والصحابا
وغادرت الأحبة من فراق
…
مواصلة بكاء وانتحابا
لاولي عن فواضلكم نصيباً
…
وأعطي من فواضلكم نصاباً
واجمع بين اثراءٍ وعز
…
وأسرع نحو مثواي انقلابا
وأسند من فضايلكم حديثاً
…
يخال حديثه المصغى شرابا
وأنشد مطرباً في كل ناد
…
قريض مديح عرفك مستطابا
وأقضى للعلى قبلي حقوقاً
…
لبست بمطلها عاراً وعابا
ولولا ما عهدت لكم قديماً
…
من البر الذي ملك الرقابا
لما واصلت بعد القطع هنداً
…
ولا قاطعت سلمى والربابا
ولا استعذبت من بحر أجاجاً
…
ولا استبررت من بر ببابا
ولا أثقلت لي في الهند ظهراً
…
يسرب لا أطيق به انسرابا
ولم أترك أباً شيخاً كبيراً
…
يسقي صاب هجريه مصابا
له بولايكم عهد وثيق
…
صميم لن يحل ولن يشابا
وما حظ ألاقي ببال عند
…
وإن أولاه مولاه اجتنابا
ولكن حادثات الدهر تجري
…
بقلب مراد أغلبنا غلابا
وتعكس مستقيم الرأي منا
…
وتجعل صدق تقوانا كذابا
وتولى الحر اعراضاً وهجراً
…
وتسلب حال من شرف اغتصابا
ولم تضل الأفاضل من قديم
…
تلقى من صوارمها ضرابا
وكنت لديك في قرب وعز
…
ومنزلة بها طلت الهضابا
ونعمة مترف لم أحص منها
…
قليلاً لو أطقت لها حسابا
ولم تنح الخصاصة لي بباب
…
ولا قضبت إلى ربعي ركابا
فلم يزل الزمان لسوء طبع
…
يحاول بزة الحال استلابا
ومنها
وخدمتكم لنا شرف وعز
…
ومرتبة بها العيش استطابا
ونفخر أن نكون جوار جار
…
لرقتكم لنرجي أو نهابا
وكم من سيد ندب تمنى
…
يكون لسرج عبدكم ركابا
وذي تاج يفاخر لو يداني
…
لارفع عيسكم نسباً قرابا
وأنت أجل من يدعي لجلي
…
وأزكى من زكى أصلاً وطابا
وهز إلى المكارم منه عطفاً
…
وثار لكسب منقبة وثابا
وسار جميله في كل قطر
…
وشاهد فضله من كان غابا
وليس لآل طه من مجير
…
سواك إذا سطا زمن ونابا
ويأخذ ثارهم من كل باغ
…
ويسكن من مروعهم اضطرابا
ومثلك من ينيل بلا سؤال
…
ويرغب في الثواب إذا أنابا
ويصطفد الحوامل والمتالي
…
وينتهب المسوّمة العرابا
ويبتدر الوفود بحسن قول
…
وجود يخجل القطر الربابا
وعز لو حوته الأرض أضحت
…
تباهي في معاليها السحابا
وتلك فضيلة لك من قديم
…
خصصت بها اصطفآءً وانتخابا
سلكت بها سبيل أب كريم
…
بدا بسماء كل علا شهابا
وجدد للمآثر شاد بيتاً
…
أجد لكل قصد مستجابا
وأنت الشمس منزلة وصيتا
…
وذو الأشبال قهرا واحترابا
ألا يا أغزر الفضلاء علماً
…
وأطهر كل ذي تقوى ثيابا
وارحب كل ذي عز جنابا
…
وأضرب كل من ضرب القبابا
أقلتي عثرة قد كدت أقضي
…
بها أسفاً وهبنيها مثابا
وهب لي زلة قد نغصتني
…
على وجل طعامي والشرابا
ولا تلزم ذنوب الدهر قنا
…
أناب إليك ملتجاه وآبا
وعد بالبر إحساناً لمن قد
…
تعود وصل عائدك احتسابا
وسرّ بعز قرب منك عبداً
…
يؤمل من جميلك أن يثابا
وأصلح فاسد الأحوال منه
…
وأبدله من الخفض انتصابا
وحز بجميل فضلك منه شكراً
…
يفوق المسك نشراً وانتسابا
وعبدك عاجز كلٌّ ضعيف
…
أسير سامه الزمن اغترابا
وخذها أيها المولى فتاة
…
نضت مقلة لسيدها النقابا
بنية ساعة من طبع رق
…
ترق إذا سمعت لها خطابا
بها الجوزاء قد علقت نطاقا
…
كذا الكف الخضيب صبا خضابا
ولو بلغت معاصرة جريراً
…
لهز العطف منه بها اعتجابا
صبت شوقاً لعز حضور مولى
…
وسارت وهي تنجذب انجذابا
وجدّ بها إلى لقياه وجد
…
أجدّ لنار صبوتها التهابا
تمادى الوقت فيها عن زفاف
…
فأبدت ضيقة العنس اكتئابا
وخافت أن يشيب لها قذال
…
ولم تسعد بحضرته كعابا
أتتك تجر مطرقها حياء
…
وتسيل فضل بردئها حجابا
لتنشق طيب أخلاق غوال
…
إليها كل غالية تصابى
وتسال منك للعاني فكاكاً
…
وتأمل منك للجاني مثابا
وتلتبس القبول له مآلا
…
وتقتبس الوصول له مآبا
فلا يرجع لها مولى سوالاً
…
فترجع مثل من أكدى وخابا
ودم لا زال جدك ذا سمو
…
وغيث نداك ينصبّ انصباب
ولا برحت ربوعك عامرات
…
تناخ به أمانينا خصابا
ولا فتئت جواري الوفد تجري
…
إليك لتستثيب وتستثابا
وقال يمدح الميرزا محمد طاهر كاتب الوقائع لسلطان العجم
أوجهك أم برق تالق أم بدر
…
ولفظك أم در تناثر أم سحر
وقدك أم غصن يرنحه الصبا
…
وردفك أم موج به قذف البحر
وفتانة العينين عذّرته الهوى
…
فمال لمعنى لا يهيم بها عذر
تبسم عن ثغر كان رضابه
…
إذا زين ماء المزن شيب به الخمر
بنفسي من زارتني ليلاً بهمة
…
يسايرها من صبح طلعتها فجر
فقالت سلام قلت أهلاً ومرحباً
…
بمن زار غياً بعدما نفد الصبر