المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌خطبة المؤلف

- ‌الوالد الأمير نظام الدينأحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم

- ‌السيد أحمد بن مسعودبن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

- ‌السيد عماد الدين بن بركاتبن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

- ‌السيد محمد يحيىبن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

- ‌الامام عبد القادر محيي الدينبن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

- ‌الإمام زين العابدينبن عبد القادر الطبري الحسني المكي

- ‌الفضل بن عبد الله الطبريخلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

- ‌الشيخ حنيف الدينبن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

- ‌السيد عمر بن السيد عبد الرحيمالبصير الحسيني الشافعي المكي

- ‌القاضي جمال الدين بن محمدبن حسن وراز المكي

- ‌الشيخ عبد الملكبن الشيخ جمال الدين العصامى

- ‌الشيخ محمد بن أحمد المنوفيهو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

- ‌ابنهالقاضي عبد الجواد المنوفي

- ‌القاضي تاج الدين بن أحمدبن إبراهيم المالكي المكي

- ‌الشيخ محمد بن الشيخ أحمدحكيم الملك رحمه الله تعالى

- ‌الملا علي بن الملا قاسمبن نعمة الله الشيرازي المكي

- ‌ابنهشهاب الدين أحمد بن الملا علي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزميالشافعي المكي

- ‌الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

- ‌الشيخ أحمد بن محمد عليالجوهري المكي

- ‌شهاب الدين أحمد بن الفضلبن محمد باكثير المكي

- ‌الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

- ‌الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

- ‌أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير

- ‌القاضي محمد بن الخليلالإحسائي المكي

- ‌الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

- ‌الشيخ أحمد بن عبد اللهبن عبد الرؤف المكي

- ‌عفيف الدين عبد الله بن حسينبن جاشل الثقفي

- ‌أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

- ‌إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

- ‌السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

- ‌ابنهالسيد محمد بن حسنبن شدقم الحسيني

- ‌السيد حسين بن عليبن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌السيد محمد بن عبد الله الموسويالمشهور بكبريت المدني

- ‌الخطيب أحمد بن عبد الله البريالحنفي المدني

- ‌الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

- ‌الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

- ‌أخوهالخطيب عبد الله بن الخطيب الياس

- ‌أخوهالشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

- ‌الأديب أبو حميدة المدني

- ‌الشيخ فتح الله بن النحاسنزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ درويش مصطفىبن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ محمد بن مبارك باكراعالحضرمي محتداً المدني مولداً

- ‌السيد نور الدين عليابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسن زين الدين الشهيدالشامي العاملي

- ‌سبط الشيخ زين بن الشيخ محمدبن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

- ‌الشيخ نجيب الدين عليبن محمد بن مكي الشامي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن عليبن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

- ‌شيخناالعلامة محمد بن علي بن محمودبن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن علي الحرالأديب الشامي العاملي

- ‌السيد أحمد الصفديالدمشقي‌‌ الشامي

- ‌ الشامي

- ‌الشيخ حسن بن محمد البوريني

- ‌الشيخ عبد الرحمن العاديمفتي الحنفية بدمشق المحمية

- ‌المولى أحمد بن شاهين الشامي

- ‌الشيخ خضر بن عطاء اللهالموصلي الشامي

- ‌أبو الطيب بدر الدينبن رضى الدين الغري العامري الشامي

- ‌حسين جلبيبن الجزري الشامي

- ‌الأديب عبد اللطيف بن شمس الدينمحمد المنقاري

- ‌الأديب محمد الجوهريالشامي

- ‌الشيخ محمد بن سعيد الكاشنيالدمشقي الصوفي

- ‌أبو الفتح محمد بن حمدبن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

- ‌الشيخ محمد خضير الدمشقي

- ‌الشيخ فتح الله بن محمودبن بدر الدين البيلوني الحلبي

- ‌الشيخ مصطفى الفرفوري

- ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

- ‌السيد محمد بن موسىالجوادي الحسني

- ‌فمنهمالشيخ أبو المواهبمحمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

- ‌ومنهم ابن أخيهالشيخ أحمد بن زين العابدين‌‌البكري

- ‌البكري

- ‌ومنهم أخو المذكور قبلهلشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين

- ‌الشيخ تاج العارفين بن محمدبن أمين الدين

- ‌الشيخ جمال الدين المصري

- ‌الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي

- ‌الشيخ محمد بن أحمد الحثاديالمصري

- ‌بدر الدين حسينالشهير بباشا زاده

- ‌شهاب الدين أحمد الخفاجيالمصري صاحب الريحانة

- ‌السيد محمد وفابن زين العابدين الحسيني المصري

- ‌الشيخ داود الأنطاكيالحكيم المشهور بالبصير

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الهادي

- ‌السيد حسين بن المطهر اليمني

- ‌السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدلالحسيني

- ‌السيد زيد بن علي بن إبراهيمالحجاف

- ‌السيد محمد بن أحمدبن الامام حاكم بندر المخا سابقاً

- ‌السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف

- ‌السيد محمد بن عبد القادرالمقاطعجي اليمني

- ‌الشيخ عبد الصمد بن عبد اللهباكثير

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن المهديالعقبي اليمني

- ‌الشيخ علي بن حسن المرزوقياليمني

- ‌شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسياليمني

- ‌بدر الدين محمد بن سليمانأبو فاضل المرهبي اليمني

- ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

- ‌الميرزا بن الميرزا إبراهيمالهمداني

- ‌الحكيم أبو الحسن بن إبراهيمالطبيب الشيرازي

- ‌الملا فرج الله الشوشتري

- ‌بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل

- ‌السيد أبو محمد حسين بن حسنبن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

- ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

- ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

- ‌السيد ناصر بن سليمانالقاروني البحراني

- ‌السيد عبد الرضا بن عبد الصمدالولي البحراني

- ‌أخوهلسيد أحمد بن عبد الصمد‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌السيد علوي بن إسماعيل

- ‌السيد عبد الله بن السيد حسين‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌الشيخ داوود بن أبي شافين

- ‌أبو البحر جعفر بن محمد حسنبن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

- ‌السيد أبو الغنايم محمد الحلي

- ‌السيد حسين بن كمال الدينبن الأبرز الحسيني الحلي

- ‌الشيخ عبد علي بن ناصربن رحمه الحوزي

- ‌الشيخ جمال الدين محمدبن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

- ‌جمال الدين محمد بن عوادالحلي الشهير بالهيكلي

- ‌الشيخ عيسى بن حسينبن شجاع النجفي

- ‌وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

- ‌أبو العباس أحمد المنصور باللهبن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب

- ‌السيد أحمد الحسني المغربي

- ‌السيد علي المغربيالمعروف بالأخضري

- ‌أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

- ‌الشي أحمد بن محمدالشهير بالمقري المغرب المالكي

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد الشاميالمغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

الفصل: ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

وبعدك عني إن سلكت طريقة

تودي إلى رشد فليس بصابر

فإن شئت أن أرضي عليك فلا تكن

على غير منهاج الصلاح بسائر

عسى الدهر يوماً أن يلم شتاته

وتقطع أسباب النوى والتهاجر

وذلك موكول إلى رحم راحم

ومنة منان وقدرة قادر

ولله تدبير وللدهر رجعة

وللعسر تيسير بحكم المقادر

وما غلقت أبواب أمر على امرءٍ

فصابر إلا فتحت في الأواخر

تحية مشتاق وتسليم والد

إلى غايب بين الجوانح حاضر

وقال مضمناً

ولما أن تراءت من بعيد

خيامكم لعين المستهام

تأجج وجده ونما جواه

وذاب القلب من وجد الغرام

وأعظم ما يكون الشوق يوماً

إذا دنت الخيام من الخيام

وقال على طريقة أهل الحال

لعمري لقد ضل الدليل عن القصد

وما لاح لي برق يدل على نجد

فبتّ بليل لا ينام ومهجة

تقلب في نار من الهم والوجد

وقلت عسى أن أهتدي لسبيلها

بنفحة طيب من عرار ومن رند

فلما أتيت الدير أبصرت راهباً

به ثمل من خمرة الحب والود

فقلت له أين الطريق إلى الحمى

وهل خبر من جيرة العلم الفرد

فقال وقد أعلى من القلب زفرة

وفاضت سيول الدمع منه على الخد

لعلك يا مسكين ترجو وصالهم

وهيهات لو أبلغت نفسك بالكد

إذا زمرة العشاق في مجلس الهوى

نشاوى غرام من كهول ومن مرد

ألم تر إنّا من مدامة شوقهم

سكارى ولم نبلغ إلى ذلك الحد

فكم ذهبت من مهجة في طريقهم

وما وصلت إلا إلى غاية البعد

فقلت أأدنوا قال من كل محنة

فقلت أأرجو قال شيئاً من الصد

ألم ترنا صرعى بدهشة حبهم

نقلب فوق الترب خداً إلى خد

فكم طامع في حبهم مات غصة

وقد كان يرضى بالمحال من الوعد

‌ابنه

السيد عبد الله بن محمد البحراني

أديب قام مقام والده وسد. ولا عجب للشبل أن يخلف الأسد. فهو نفحة ذلك الطيب وأريجه. ونهر ذلك البحر وخليجه. المنشد لسان محتده. وهل ينبت الخطي إلا وشيجه. أثمر أغصان أقلامه اليانعة بثمرات البيان. وضم هوامل الكلام لقمة النهج وغنى وراءها الحاديان. فنثره الورد ولكن في رياض النفوس لا الغروس. ونظمه العقود لكن في ترابب الطروس لا العروس. وهو أحد من خدم الوالد ومدحه. وأورى زند فكره لشكره وقدحه. ولم يزل في فيض فضله وسعته. بين خفض العيش ودعته. حتى صدرت منه هفوة بعد هفوه. كدرت منه مورد اقباله وصفوه. فلما علم سقوط منزلته لديه وعرف. ودع حضرته السامية وانصرف. ومن فوائد قصايده قوله مادحاً له دام مجده

ما ترت ليلة المزار الازارا

هند إلا لتهتك الأستارا

أطرقتنا ولاة حين طروق

حبذا زاير إذا النجم غارا

رق بعد الصدود عطفاً برق

ورعى حرمة العهود فزارا

غير ما موعد ألم ولما

ترتقب للمنام منه ازديارا

قابلتنا بطلعة قد أرتنا

الشمس ليلاً فأوهمتنا النهارا

طفلة تخلب العقول بطرف

وبدل تستعبد الأحرارا

دمة لو تصورت لمجوس

تخذوها الاها وعافوا النارا

ناهد تسلب النفوس بطرف

غنج زاده الفتور احورارا

ذات خد جنى لنا الورد غصناً

وشتيت جلا علينا العقارا

وفم مثل خاتم من عقيق

عمر الدر في نواحيه دارا

ولحاظ تصمي القلوب وخصر

زاده باسط الجمال اختصارا

وإذا ما ترنح القد منها

قلت قد هز ذابلاً خطارا

غادة لذّ لي بها هتك ستري

في طريق الهوى وخلعي العذارا

وعجيب ممن توغل أمراً

في الهوى أن يروم منه استتارا

ص: 297

أيسر الهوى وشان دموع

الصب بالصب تظهر الاستارا

والذي عقله غدا بيد الغيد

أسيراً لا يستبد اختيارا

كيف أرجو من الخطوب خلاصاً

بعد ما انشبت بي الأظفارا

أرهفت إذ عدت علي نصالاً

ليس ينبو فرندها وشفارا

قصدت أن تسومني الخسف ظلماً

والسري الابيّ يا بي الصغارا

ما درت أنني رفعت مقاماً

بحمى أحمد وزدت اعتبارا

وهو أسمى في رتبة المجد من أن

يدرك الضيم لمحة منه جارا

سيد ساد في البرية نبلاً

وزكى عنصراً وطاب نجارا

ماجد نال رتبة في المعالي

لم ينلها من قبل كسرى ودارا

أريحيّ إذا أراح لنيل

أرسلت سحب راحته الأمطارا

وهي طويلة جداً فلنقتصر منها على هذا القدر وقال يمدحه ويصف جوداً حمله عليه

لأي آلائكم أشكر

وأي نعمائكم أذكر

وأي صنيع لكم يحتوي

أقله من حمدي إلا كثر

وأي اكرامكم انتمى

به إلى العلياء أو أفخر

وأي أعلام جميل به

أعلام مدحي لكم تنشر

إني على حد أياديكم

العظام لا أقوى ولا أقدر

أربت على عد الحصى فهي لا

تحصى لمن حد ولا تحصر

أوليتم المملوك منكم يداً

لم يولها الفضل ولا جعفر

بيضاء طوبي عن مدى فضلها

طايل شكري أبداً يقصر

وكم وكم من صلة عايد

إليّ منها لطفكم بيدر

من بعضها الجابل في حلبة

الثناء مني الأجود الأشقر

أحجل يعبوب له غرة

تهزأ بالصبح إذا يسفر

طلق يمين فيه باليمن قد

تطابق المخبر والمنظر

مطهم أقود رحب المطا

فعم طويل باعه طمر

مقلد نهد سليم الشظا

مؤدب ما راعه محضر

أطوع للفارس من نعله

عاداته بالسبق لا تنكر

طرف يراه الطرف في ركضه

خاطف يرق لم يكد يبصر

يغادر الريح إذا ما جرى

حسرى بأذيال السفا تعثر

جواد خيل جاد فيه لنا

خير جواد في الورى يذكر

السيد الندب النبيه الذي

ألقى له اقليده المفخر

العالم الحبر الذي لم تزل

مجالس العلم به تحبر

الفاضل الصدر النقاب الذي

يكاد غما لم يكن يجبر

أزهر في الاشراق أخلاقه

يغار منها القمر الأزهر

أشم في الفضل أحاديثه

يسندها للأصغر الأكبر

أغر طلاع الثنايا فتى

عن شأوه كل فتى مقصر

سميدع أطمح أنظاره

إلى سوى العلياء لا تنظر

نديّ راح راح يجتاحها

عند العروض العارض الممطر

بحر خضم في الندى قازف

تغرق في تياره الأبحر

مملك في السلم يزهى به

السرير والكرسي والمنبر

وفي مشار النقع يزهي به الا

شهب والأبيض والأسمر

غضنفر يروي المواضي إذا

شب من الحرب اللظي المسعر

من ذكره في كل اكرومة

يطرب ما لا يطرب المزهر

من لفظه ودّ ومن علمه

بحر ومن أعرافه عنبر

إن نظام الدين شمس به

أضاءت الأكوان والأعصر

بلغه الله من سؤل ما

يظهره الدوما وما يظهر

وزاده من زائد العمر ما

طالت به الأعوام والأشهر

يا أيتها المولى الذي فضله

عن حد أوهام الورى يكبر

لا غرو إن أطلق في فض

لك الأكبر من مملوكك الأصغر

ص: 298

فشكركم فرض على مخلص

في برد نعمائكم يخطر

وقال يمدحه أيضاً

أغار في تيهه وأنجد

فصوب الفكر بي واصعد

وجد في مطلب التجني

فجد حبل الوداد بالصد

أتيت أشكو إليه وجدي

فصد كبراً وصعر الخد

سما به عجبه فأضحى

يضن عند السلام بالرد

ظبي بديع الجمال أحوى

أغن حلو الدلال أغيد

مهفهف تخضع العوالي

إذا تثنى ورنح القد

مجازب ردفه لخصر

ورق فخفنا عليه من قد

ذو مبسم بالرضا حال

من حوله اللؤلؤ المنضد

كم بات يروي لنا قديم ال

حديث نقلاً عن المبرد

فنال منا المدام مم

اقد لم تنله مدام صرخد

بدر تغار النجوم منه

إذا سنا وجهه توقد

نضا على المستهام عضباً

من جفنه اذرنا وجرد

متى يقل ها له مثيراً

على معنى به فقد قد

أحل قتل الأنام عمداً

ولا قصاصاً يرى ولا حد

لا رسم لفظ يبين معنى

جماله مجملاً ولا حد

ما هلّ يوماً لعاشقيه

إلا وخروا لديه سجد

كل عميد به عميد

وكل مولى له معبد

أطلق حبي له فأمسى

قلبي به واجباً مقيد

هويته عامداً لمعنى

منه أتى بالجمال مفرد

ولست أبغي به بديلاً

وإن تجافى قلب وإن صد

ما زلت شوقاً إليه أصبو

وعهد ودي له يجدد

كما صبا للندى ارتياحاً

سيدنا ابن النبي أحمد

أرفع من ترفع المعالي

طراً إلى مجده وتسند

وخير من بالندى إليه

أعنق مسترقد واسأد

أشجع منه أمست ظبآه

لها رقاب الأسود معمد

سما به مجده إلى أن

انشاء نحو المساء يصعد

نماه في سودد وفضل

ورفعة أمجد لأمجد

كم جمعت للكرام شملاً

يد له مالها مبدد

وكم أقالت عثار قيل

أطاحه دهره وأقعد

زناده للسماح وار

إذا زناد الكرام أصلد

كم رد نحو الديار شخصاً

أشخصه فقره وأبعد

يجر ذيل الغني اختيالاً

بكشر نعماءه ويحمد

العالم العامل المسدد

الفاضل الكامل المؤيد

ما زال احسانه إلينا

تفضلاً وأصلاً مردد

أكثر حسادنا وأكمد

عائد معروفه المجدد

أصبحت من جوده وجيدي

بفضل آلائه مقلد

ضاعف لي لطفه مزيداً

فصار رقي له مجرد

لست له محصياً ثناءً

عمري ولو أنني مخلد

أبا عليّ فداك نفسي

وما حوته يداي من يد

أنت الذي لم نجد سواه

إذا رمانا الزمان مقصد

وهاكها يا أجل مولى

وسيداً بالعلى تفرد

عذراء راقت لها معان

ألفاظها فاقت الزبرجد

قلدها مدحكم عقوداً

يفخر منها بها المقلد

تهز رب الندا ارتياحاً

إذا اغتدت بالنداء تنشد

من مخلص ينتمي ولاء

ورامق بالدعاء قد مد

وابق بقاء الدهور ما إن

أضاء بدر ولاح فرقد

وقال يعتذر إليه ويتنصل. ويتقرب إلى رضاه ويتوصل. ولم يتفق له انشادها إياه

أيا با يا أبا يحيى أيا با

فقابل بالتجاوز من انابا

ولا تبعد من الغفران رقاً

أقر بذنبه عمداً وتابا

نخالك داخلاً للصفح بيتاً

وامك قارعاً للعفو بابا

ص: 299

تنصف من ذنوب مرقبات

عظام لا يطيق لها عذابا

وأمل من نداك جميل ستر

لجرم ليس يحصيه كتابا

ولم يك ما أتاه سلمت عمداً

ولكن سابق الخطأ الصوابا

وليس عن المقدر من مفر

إليه يرى أخو حزم ذهابا

ويحسن عفو مقتدر لجان

خصوصاً أن تنصل واستنابا

ومثلك من عفا عن حوب عبد

وإن جلت جنايته اكتسابا

ورب جريرة جرت لقتل

فعاد عقاب فاعلها ثوابا

وإني إن جنيت لديك ذنباً

فقد أعددت فضلك لي مثابا

فرفقاً يا أبا الاحسان رفقاً

فأنت أجل مدعواً أجابا

فقدني ما لقيت نوى وحبي

من الابعاد ما وافا عقابا

وأنت الناس أن تغضب علينا

رأينا الناس قاطبة غضابا

واقسم لو غضبت على جبال

لأضحت من مخافتها ترابا

ولو أوعدت ماء البحر زجراً

لامست من مهابته سرابا

ولو رمت استوا فعال دهر

لما استعن انعكاساً وانقلابا

أمنت مكايد الأيام لما

خدمت على الولاء لكم جنابا

وبت من الطوارق رب أمن

منيعاً لا مخاف ولا مهابا

وكيف أخاف سطوة أسد دهر

وما طرقت لعز حماك غابا

وكنت متى رميت بسهم أمر

وإن أبعدت في المرمي أصابا

ومن خدم الملوك غدا مطاعاً

ملبى نحو دعوته مجابا

وراح يجر للراحات ذيلاً

ويجتلب السعادات اجتلابا

وإني أيها المولى لرق

قديم في قديم الرق شابا

وما استنشي لغيرك عرف عرف

ولا لسوى أياديك استصابا

وقد جربته فخبرت منه

عقايل مخلص لن تسترابا

منها

قصدت إليك من بلد بعيد

وباعدت المنازل والرحابا

وجانبت الأقارب والأهالي

وخليت الأخلة والصحابا

وغادرت الأحبة من فراق

مواصلة بكاء وانتحابا

لاولي عن فواضلكم نصيباً

وأعطي من فواضلكم نصاباً

واجمع بين اثراءٍ وعز

وأسرع نحو مثواي انقلابا

وأسند من فضايلكم حديثاً

يخال حديثه المصغى شرابا

وأنشد مطرباً في كل ناد

قريض مديح عرفك مستطابا

وأقضى للعلى قبلي حقوقاً

لبست بمطلها عاراً وعابا

ولولا ما عهدت لكم قديماً

من البر الذي ملك الرقابا

لما واصلت بعد القطع هنداً

ولا قاطعت سلمى والربابا

ولا استعذبت من بحر أجاجاً

ولا استبررت من بر ببابا

ولا أثقلت لي في الهند ظهراً

يسرب لا أطيق به انسرابا

ولم أترك أباً شيخاً كبيراً

يسقي صاب هجريه مصابا

له بولايكم عهد وثيق

صميم لن يحل ولن يشابا

وما حظ ألاقي ببال عند

وإن أولاه مولاه اجتنابا

ولكن حادثات الدهر تجري

بقلب مراد أغلبنا غلابا

وتعكس مستقيم الرأي منا

وتجعل صدق تقوانا كذابا

وتولى الحر اعراضاً وهجراً

وتسلب حال من شرف اغتصابا

ولم تضل الأفاضل من قديم

تلقى من صوارمها ضرابا

وكنت لديك في قرب وعز

ومنزلة بها طلت الهضابا

ونعمة مترف لم أحص منها

قليلاً لو أطقت لها حسابا

ولم تنح الخصاصة لي بباب

ولا قضبت إلى ربعي ركابا

فلم يزل الزمان لسوء طبع

يحاول بزة الحال استلابا

ومنها

وخدمتكم لنا شرف وعز

ومرتبة بها العيش استطابا

ونفخر أن نكون جوار جار

لرقتكم لنرجي أو نهابا

ص: 300

وكم من سيد ندب تمنى

يكون لسرج عبدكم ركابا

وذي تاج يفاخر لو يداني

لارفع عيسكم نسباً قرابا

وأنت أجل من يدعي لجلي

وأزكى من زكى أصلاً وطابا

وهز إلى المكارم منه عطفاً

وثار لكسب منقبة وثابا

وسار جميله في كل قطر

وشاهد فضله من كان غابا

وليس لآل طه من مجير

سواك إذا سطا زمن ونابا

ويأخذ ثارهم من كل باغ

ويسكن من مروعهم اضطرابا

ومثلك من ينيل بلا سؤال

ويرغب في الثواب إذا أنابا

ويصطفد الحوامل والمتالي

وينتهب المسوّمة العرابا

ويبتدر الوفود بحسن قول

وجود يخجل القطر الربابا

وعز لو حوته الأرض أضحت

تباهي في معاليها السحابا

وتلك فضيلة لك من قديم

خصصت بها اصطفآءً وانتخابا

سلكت بها سبيل أب كريم

بدا بسماء كل علا شهابا

وجدد للمآثر شاد بيتاً

أجد لكل قصد مستجابا

وأنت الشمس منزلة وصيتا

وذو الأشبال قهرا واحترابا

ألا يا أغزر الفضلاء علماً

وأطهر كل ذي تقوى ثيابا

وارحب كل ذي عز جنابا

وأضرب كل من ضرب القبابا

أقلتي عثرة قد كدت أقضي

بها أسفاً وهبنيها مثابا

وهب لي زلة قد نغصتني

على وجل طعامي والشرابا

ولا تلزم ذنوب الدهر قنا

أناب إليك ملتجاه وآبا

وعد بالبر إحساناً لمن قد

تعود وصل عائدك احتسابا

وسرّ بعز قرب منك عبداً

يؤمل من جميلك أن يثابا

وأصلح فاسد الأحوال منه

وأبدله من الخفض انتصابا

وحز بجميل فضلك منه شكراً

يفوق المسك نشراً وانتسابا

وعبدك عاجز كلٌّ ضعيف

أسير سامه الزمن اغترابا

وخذها أيها المولى فتاة

نضت مقلة لسيدها النقابا

بنية ساعة من طبع رق

ترق إذا سمعت لها خطابا

بها الجوزاء قد علقت نطاقا

كذا الكف الخضيب صبا خضابا

ولو بلغت معاصرة جريراً

لهز العطف منه بها اعتجابا

صبت شوقاً لعز حضور مولى

وسارت وهي تنجذب انجذابا

وجدّ بها إلى لقياه وجد

أجدّ لنار صبوتها التهابا

تمادى الوقت فيها عن زفاف

فأبدت ضيقة العنس اكتئابا

وخافت أن يشيب لها قذال

ولم تسعد بحضرته كعابا

أتتك تجر مطرقها حياء

وتسيل فضل بردئها حجابا

لتنشق طيب أخلاق غوال

إليها كل غالية تصابى

وتسال منك للعاني فكاكاً

وتأمل منك للجاني مثابا

وتلتبس القبول له مآلا

وتقتبس الوصول له مآبا

فلا يرجع لها مولى سوالاً

فترجع مثل من أكدى وخابا

ودم لا زال جدك ذا سمو

وغيث نداك ينصبّ انصباب

ولا برحت ربوعك عامرات

تناخ به أمانينا خصابا

ولا فتئت جواري الوفد تجري

إليك لتستثيب وتستثابا

وقال يمدح الميرزا محمد طاهر كاتب الوقائع لسلطان العجم

أوجهك أم برق تالق أم بدر

ولفظك أم در تناثر أم سحر

وقدك أم غصن يرنحه الصبا

وردفك أم موج به قذف البحر

وفتانة العينين عذّرته الهوى

فمال لمعنى لا يهيم بها عذر

تبسم عن ثغر كان رضابه

إذا زين ماء المزن شيب به الخمر

بنفسي من زارتني ليلاً بهمة

يسايرها من صبح طلعتها فجر

فقالت سلام قلت أهلاً ومرحباً

بمن زار غياً بعدما نفد الصبر

ص: 301