الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا لم تكن مشتكي حزنه
…
فليس له في الورى مشكى
وقوله أيضاً
أيا قمراً قد بت في ليل هجره
…
أراقب أسراب الكواكب حيرانا
جعلتك في عيني لتخفى عن الورى
…
وما كنت أدري أن في العين انسانا
ذكرت بهذا قول الرمادي شاعر الأندلس
من حاكم بيني وبين عذولي
…
الشجو شجوي والعويل عويلي
في أي جارحة أصون معذبي
…
سلمت من التعذيب والتشكيل
إن قلت في بصري فثم مدامعي
…
أو قلت في قلبي فثم غليلي
لكن جعلت له المسامع موضعاً
…
وحجبتها عن عذل كل عذول
ولما سمع أبو الطيب المتنبي البيت الثاني من هذه الأبيات وكان معاصره قال يصونه في استه وكان الرمادي لما سمع قول المتنبي
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل
…
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
قال أظنه ضرط والجزاء من جنس العمل رجع ومن شعره قوله أيضاً
سألتك يا روحي بحقك لا تطل
…
مغيبك عن صب إليك مشوق
إذا غبت عنه ساعة صار أعينا
…
يلاحظ يا مولاي كل طريق
وقال أيضاً
وبمهجتي من لو تبدى وجهه
…
فضح الشموس المشرقات جبينه
وإذا رنا متماثلاً في عالج
…
سجدت له غزلانه وغصونه
وقال أيضاً
تحقق أني فيه أصبحت مغرماً
…
ولكنه لم يدر ما سبب الحب
تعشقت منه حالة لست قادراً
…
على وصفها إذ لم يذقها سوى قلبي
وقال وقد أقسم من يهواه. أن لا يحل مكاناً حواه.
يا مقسماً بالمثاني أن يجيء مكاني
…
كفر يمينك حتماً فأنت وسط جناني
متى تباعدت عني وأنت في القلب دان
…
متى تغيبت عني وأنت عين عياني
والله ما كنت وحدي
…
إلا رأيتك ثاني
وقال أيضاً
لست مولاي أبتغي منك وصلاً
…
لا ولا أبتغي اقتراب حماكا
إنما منيتي وغاية قصدي
…
وسروري من الزمان رضاك
وقال في المعنى
كلهم يطلبون وصلاً وقرباً
…
ومرادي من الزمان رضاكا
كل ما في الوجود غيرك وهم
…
أبعد الله كل شيء سواكا
وقال أيضاً
أترى ترق لحالتي
…
يا من تغافل عن شؤوني
هلا رحمت مدامعاً
…
سالت عيوناً من عيوني
وقال أيضاً
ظمئت من الزمان فصار وردي
…
كورد الشاربين من السراب
ولم تترك لي الأيام صبراً
…
سوى قدر المودة في الصحاب
وقال أيضاً
وما الجزع لولا أنتم فيه برهة
…
وما أهله لولا يكون لكم ذكر
وما ساكنون الحي إلا لأجلكم
…
لهم عندنا شوق وفي قلبنا قدر
وهو ينظر إلى قول الأول
أحبابنا ما الجزع ما المنحني
…
ما رامة ما الشعب لولاكم
ما قام هذا الكون إلا بكم
…
وما الجود المحض إلاّكم
وله أيضاً
أرى الجسم مني يضمحل وإنما
…
محبتكم تقوي عليّ وتثبت
ولم يبق من غرس السلو بقية
…
ولكن غصون الود في القلب ينبت
وله أيضاً
شغلت بحبيه عن الخلق جملة
…
سوى من به شاهدت بعض صفاته
وعما قليل يعدم الناس كلهم
…
لديّ فلا أصبو إلى غير ذاته
وله من قصيده
تخيل لي نفسي على البعد سلوة
…
وذلك في التحقيق سلوان سلواني
وكيف سلوي عن هواك بغيره
…
وما شمت انساناً سواك بإنساني
وله من أخرى
ما زلت أطلبه في كل ناحية
…
فينظر الناس مني فعل حيران
وأورد له صاحب الريحانة شعراً غير هذا لم نثبت منه شيئاً وفاء بالشرط
الشيخ عبد الرحمن العادي
مفتي الحنفية بدمشق المحمية
علامة الزمان. وشقيق النعمان. الناشر على العلم والعمل. والمحرز أدوات الكمال عن كمل. العمدة الرفيع العماد. المتميز على أقرانه تميز الروى على الثماد. فاضل له في الفضل فواضل واياد. وفقيه أفكاره شدت للنعمان ما يشده شعر زياد. إلى أدب ظهرت آياته وبهرت. ونشرت راياته بالمحاسن واشتهرت. فإذ عن له كل ناثر وناظم. وأعظم قدره الأكابر والأعاظم. إن قال فالبلاغة منوطة بمقالة. أو كتب فالبراعة موثقة بعقاله. وكرم هو ضرة الغمام. وايادهى الأطواق والناس الحمام. وخلق من لباب المكارم مخلوق. وشيم يستغنى بطيبها عن كل طيب وخلوق. وأشعاره درر لم يحتو على مثلها صدف. وغرر لم ينحل بمثلها صدف. فمن نظمه ونثره ما كتبه إلى الشيخ أحمد المقري وهو بمصر.
إلى أهل مصر أهدي السلام
…
مبتدئاً بالمقري الهمام
من ضاع نشر العلم من عرفه
…
ومن يضع منه الوفا للذمام
أهدى تحية التحية. إلى حضرته العلية. وذاته ذات الفضائل السنية الأحمديه التي من صحبها لم يزل موصولاً بطرائف الصلاة. وبطوائل الأوحدية. الجامعة التي منها عليها شواهد.
وليس على الله بمستنكر
…
أن يجمع العالم في واحد
فيا من جذب قلوب أهل عصره إلى مصره. وأعجز عن وصف فضله كل بليغ ولو وصل إلى النثرة بنثره. أو إلى الشعرى بشعره. ومن زرع حب حبه في القلوب فاسبق أعلى سوقه. وكاد كل قلب يذوب بعد بعده من حر شوقه. وظهرت شمس فضله من الجانب الغربي فبهرت بالشروق. وأصبح كل صب وهو إلى بهجتها مشوق. زار الشام ثم ما سلم حتى ودع. بعد أن فرع بروضتها أفنان الفنون فأبدع. وأسهم لكل من أهلها نصيباً من وداده فكان أوفرهم سهماً هذا المحب الذي رفع بصحبته سمك عماده. وعلق لمحبته شفاف فؤاده. فإنه دنا من قلبه فتدلى. وفاز من حبه بالسهم المعلى. أدام الله لنا البقا. وأحسن لنا بك الملتقى. ومن علينا بنعمة قرب اللقا. هذا وقد وصل من ذلك الخل الوفي. كتاب كريم وهو اللطف الخفي. بل هو من عزيز مصر القميص اليوسفي جاء به البشير مشتملاً على عقود الجواهر. بل على النجوم الزواهر. بل الآيات البواهر تكاد تقطر البلاغة من حواشيه. ويشهد بالوصول إلى طرقها الأعلى لموشيه. فليت شعري بأي لسان. أثنى على فصوله الحسان. العالية الشان. الغالية الأثمان. التي هي أنفس من قلائد العقيان. وأبدع من مقامات بديع الزمان. فطفقت أرتع من معانيها في أمتع رياض. وأقطع بان في منشئها اعتياضاً لهذا العصر عن عياض.
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
…
عقود مدح فلا أرضى لها كلمي
إلى غير ذلك ومن نظمه ما كتبه إلى الشيخ المذكور أيضاً
شمس هدي أطلعها المغرب
…
وطار عنقاء بها مغرب
فأشرقت في الشام أنوارها
…
وليتها في الدهر لا تغرب
شهاب علم ثاقب فضله
…
ينظم عقداً منه لا يثقب
فرع علوم بالهدى مثمر
…
وروض فضل بالندى مشغب
قد ارتدى ثوب علي وامتطى
…
غارب مجد قرها المركب
درس غريب كل يوم له
…
يملي ولكن حفظه أغرب
محاضرات مسكر لفظها
…
بكاس سمع راحها تشرب
رياض آداب سقاها الحيا
…
ففاح مسكاً نشرها الأطيب
فضائل عمت وطمت فقد
…
قصر فيها كل من يطنب
قلوبنا قد جذبت نحوه
…
والحب من عاداته يجذب
إن بعدت عن غربه شرقنا
…
فالفضل فينا نسب أقرب
كم طلبت تشريفه شامنا
…
بشرى لها فليهنها المطلب
قد سبقت لي معه صحبة
…
في حرم يؤمن من يرهب
أخوة في الله من زمزم
…
وضاعها طاب به المغرب
أنهلني ثم وداداً فلى
…
بالشام منه علل أعذب
ضاء دجى العلم به للورى
…
ما ضاء في جنح الدجا كوكب
فراجعه الشيخ بقوله
ما تبر راح كاسها مذهب
…
ما للنهى عن حسنها مذهب
يستدفع الاكدار من صفوها
…
وتنهب الأفراح إذ تنهب
تسعى بها هيفاء من ثغرها
…
وفرعها لأنوار والغيهب