الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن شئت تلقي البحر في تياره
…
فاسأله وانظر هزة الأعطاف
أو رمت تلقى البدر في اشراقه
…
فانظره بين كواكب الأضياف
يا ضيغماً يسطو بمخلب سيفه
…
الأحنى وناب سنانه الرعاف
إن كان أحمد وابلاً فلقداري
…
بك سيل ذاك الوابل الوكاف
لو مر كالسيل الآتي فأنت يا
…
بحر العطاء له الغدير الصافي
أو جاء بالداء العضال فراقه
…
فلأنت منه لنا الدواء الشافي
أعليّ دع للصبر في طرق الأسى
…
أثراً يغور إذا قفاه القافي
أعياك للصبر الجميل وإنني
…
ليذوب من جزع عليه شغافي
إن كان هب عليك عاصف حادث
…
منه ففي برديك طود العافي
أنت الذي قد أرهفت آراؤه
…
أيدي التجار أيما ارهاف
وزهت به أوصافه حتى غدت
…
كالزهر بين حدايق الأوصاف
لا زال بيتك بيت حج للورى
…
وفناؤه الوافي فناء ظواف
جمال الدين محمد بن عواد
الحلي الشهير بالهيكلي
شاعر متقعر في الكلام. يقرع السمع من حواشي ألفاظه ما يربى على قواعد الملام. دخل الديار الهندية فمدح عظمائها بمدايح. نال بجوائزها المنى والمنايح. فمنها قوله في صدر قصيدة مدح بها أحد وزرا مولانا السلطان ولعلها أمثل شعره
مهفهفة نجلاء عطبولة عطل
…
خدلجة السافين هركولة الكفل
حكى جيدها إذا عرضت ريم رامة
…
وألحاظها في الرمي تحكى بني ثعل
سقتني كميتاً خندريساً معتقاً
…
وباتت تداوي القلب بالقل والنهل
ومن مديحه
مليك حكى بالجود معنى وحاتماً
…
وناف بما تهوى يداه على الأول
سخيّ نخي أروعيّ غضنفر
…
تقي نقي ذو يراع وذو أسل
فلولاه كان المجد تعفو رسومه
…
ولولاه كان الوفد في الهند كالمهل
غدا مثلاً بين الملوك عطاؤه
…
وبين الملا طرا وفي السهل والجبل
رحيب فناءٍ لم يخب قط أمل
…
بساحته حاشاه من خيبة الأمل
شجاع أخو لا واء قرم شمردل
…
هزوب لهامات العدى أصيد نكل
النكل بالتحريك الرجل القوي المجرب المبدي المعيد وكذا الفرس ومنه أن الله يحب النكل على النكل
يسقى نجيعاً سيفه كلما صدى
…
وليس سوى هام العداة له خلل
وإن حميت نار الوطيس وزمجر
…
الخميس وأضحى للمواضي به زجل
سطا فوق طرف كالظليم وقلبه
…
جريءٌ بعزم قاطع غير ذي فشل
وجندل منهم كل اشوس أصيد
…
وأبطل مغرى كل قرن لهم بطل
سريت من الفيحاء فوق عرندس
…
قطعت به النبخاء والوهد والقلل
لا حظى بعز بعد ذل بربعه
…
ولا أختشي إن جار دهري أو عدل
ولما جرى مجرى الخشاش أجبته
…
أيا جملي لا تخش باساً وجيهل
فحبّ سريعاً في الهواجر راقصاً
…
وكم مهمه في دلجة الليل قد عسل
إلى أن نزلنا في حماه وربعه
…
أجل حمي فيه أخو أمل نزل
ففاضت علينا من عطاياه أنعم
…
حمى غيثها بالبتر لا القطر إذ همل
فيا مالكاً جيد الأنام بجوده
…
ويا مخجل الأجواد إن جاد أو بذل
مضى جود معن عند جودك وانقضى
…
وأنت الذي أضحى به يضرب المثل
لمدحك زف الهيكلي خريدة
…
مرصعة بالدر والحي لا عطل
كساها جلابيب البهاء قبولكم
…
وألبسها أفضالكم أفضل الحلل
فدم في سرور وارتفاع وعزة
…
وسعد واقبال إلى آخر الأزل
ولا زلت يا ابن الكرام معانقاً
…
لجيد العلى والمجد ما دامت الدول
الشيخ عيسى بن حسين
بن شجاع النجفي
أحد من عاني الشعر ونظم. وخضم فيه الكلام وقضم. له أشعار له يعن بتنقيحها وتهذيبها وكأنه لم يسمع بقول القائل.
وإذا عرضت الشعر غير مهذب
…
عدوه منك وساوساً تهذي بها
كان قد قصد الوالد بالديار الهندية. مستنشقاً روايح منايحه الندية. فوافق طالعه إن كان أول شاعر وفد على عتبة داره. وهي لم تحتوي على بعد على المصاقع والمداره. ورغبة الوالد في الأدب إذ ذا وافره وبدور مكارمه لسراة ليله سافره. فوقع عنده موقعاً جميلاً. وراح لطوله بقوله مستميلاً. وكانت بينهما في النظم مراسلات طويلة الذيل. ولكن أين تباشير الصبح من نواشي الليل. ولما حصل من أمله على مراده. وقضى أربه من انتجاع مراده. ثنى عنانه. للقصد إلى أوطانه. فركب البحر قاصداً وطنه عن يقين. فحال بينهما الموج فكان من المغرقين. ومن شعره قوله مراجعاً الوالد عن قصيدة كتبها إليه مطلعها
مطالع أنوار البدور الثواقب
…
شوارقها فلب من الحب ذائب
فراجعه بهذه القصيدة وهي أمير شعره الذي جمع فيها كل إحسانه على ما فيها.
بقلبي من عين سهام ثواقب
…
تسددها كحلاء والقوس حاجب
لنا حاجب من كل سهم نرده
…
وليس لسهم الحب والله حاجب
سقيم أجفان وكشح وموعد
…
أرى السقم يبري وهي فيه تغالب
إذا برزت فالناس فيها ثلاثة
…
طعين ومضروب وساه يراقب
ولم ير عسال سوى قد بانة
…
وليس لها إلا الجفون قواضب
وإن أسفرت ليلى جلى الليل وجهها
…
وخرت لها خوف الكسوف الكواكب
وإن طلعت يوماً فللشمس ضرة
…
عليها من الجعد الأثيث غباهب
ومن عجب للبدر والشمس مغرب
…
وليلى بها كل القلوب مغارب
إذا ما النوى زمت ركاب أحبتي
…
فللشوق في قلبي تحول ركائب
ولبي مسلوب وجسمي واهن
…
ودمعي مسكوب وقلبي واجب
وما العيش إلا والحبيب مواصل
…
وما الحتف إلا أن تصد الحبايب
لك الله من قلب أصايد سهمها
…
ومن كبد منها الظباء لواعب
ومن جسد قد أسقمته يد الهوى
…
ومع سقمه للحب فيه ملاعب
عليه لأنواع الخطوب تناوب
…
فإن فاته خطب عرته نوايب
تعودتها كالألف حتى لو أنني
…
تفقدتها حلت لفقدي مصايب
يريد به معنى قول المتنبيء
حلفت الوفا لو أعدت إلى الصبي
…
لفارقت شيبي موجع القلب باكياً
وأين موقع السيل. من مطلع سهيل
طويت على شكوى الزمان ضمايري
…
وأغضيت عنه باسماً وهو قالب
ولو أنني يوماً نبذت أقلها
…
لضاقت بها ذرعاً عليّ المعاتب
وإني على مر الزمان لصابر
…
وإن ساءني دهر فما أنا عاتب
وللصبر أحلى من شماتة حاسد
…
وقول خليل ملّ شكواك صاحب
ولم أخش ضنكاً من حياة لأنني
…
شروب وإن سدت عليّ المسارب
مبشر آمالي مسكن روعتي
…
بأني إلى البحر الزلال لذاهب
تطالبني في كل حين يمر بي
…
مديحك نفسي والفؤاد يجاذب
لأنك يا نجل الرسول هوى لها
…
كذا كل نفس في هواها تطالب
إلى أن قال عن آبائه
هم سادة الدنيا هم شيدوا العلى
…
بهم لا بها تعلوا العلى والمراتب
هم قادة الأخرى بهم قامت الدنا
…
بهم قد سقتنا الغاديات السحائب
هم العروة الوثقى هم كعبة الورى
…
نثاب ونعطي فيهم ونعاقب
فذلك فضل الله يؤتيه من يشا
…
ولله لا تحصى عليكم مواهب
لقد طبت فرعاً حيث طبت أرومه
…
نعم طيب حيث الأصول أطايب
وللورد ماء الورد فرع يزينه
…
ولليث شبل الليث مثل يقارب
عشقت العلى طفلاً ولم يك عاشق
…
سواك وشبه الشيء للشيء جاذب