المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌خطبة المؤلف

- ‌الوالد الأمير نظام الدينأحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم

- ‌السيد أحمد بن مسعودبن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

- ‌السيد عماد الدين بن بركاتبن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

- ‌السيد محمد يحيىبن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

- ‌الامام عبد القادر محيي الدينبن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

- ‌الإمام زين العابدينبن عبد القادر الطبري الحسني المكي

- ‌الفضل بن عبد الله الطبريخلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

- ‌الشيخ حنيف الدينبن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

- ‌السيد عمر بن السيد عبد الرحيمالبصير الحسيني الشافعي المكي

- ‌القاضي جمال الدين بن محمدبن حسن وراز المكي

- ‌الشيخ عبد الملكبن الشيخ جمال الدين العصامى

- ‌الشيخ محمد بن أحمد المنوفيهو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

- ‌ابنهالقاضي عبد الجواد المنوفي

- ‌القاضي تاج الدين بن أحمدبن إبراهيم المالكي المكي

- ‌الشيخ محمد بن الشيخ أحمدحكيم الملك رحمه الله تعالى

- ‌الملا علي بن الملا قاسمبن نعمة الله الشيرازي المكي

- ‌ابنهشهاب الدين أحمد بن الملا علي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزميالشافعي المكي

- ‌الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

- ‌الشيخ أحمد بن محمد عليالجوهري المكي

- ‌شهاب الدين أحمد بن الفضلبن محمد باكثير المكي

- ‌الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

- ‌الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

- ‌أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير

- ‌القاضي محمد بن الخليلالإحسائي المكي

- ‌الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

- ‌الشيخ أحمد بن عبد اللهبن عبد الرؤف المكي

- ‌عفيف الدين عبد الله بن حسينبن جاشل الثقفي

- ‌أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

- ‌إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

- ‌السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

- ‌ابنهالسيد محمد بن حسنبن شدقم الحسيني

- ‌السيد حسين بن عليبن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌السيد محمد بن عبد الله الموسويالمشهور بكبريت المدني

- ‌الخطيب أحمد بن عبد الله البريالحنفي المدني

- ‌الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

- ‌الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

- ‌أخوهالخطيب عبد الله بن الخطيب الياس

- ‌أخوهالشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

- ‌الأديب أبو حميدة المدني

- ‌الشيخ فتح الله بن النحاسنزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ درويش مصطفىبن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ محمد بن مبارك باكراعالحضرمي محتداً المدني مولداً

- ‌السيد نور الدين عليابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسن زين الدين الشهيدالشامي العاملي

- ‌سبط الشيخ زين بن الشيخ محمدبن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

- ‌الشيخ نجيب الدين عليبن محمد بن مكي الشامي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن عليبن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

- ‌شيخناالعلامة محمد بن علي بن محمودبن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن علي الحرالأديب الشامي العاملي

- ‌السيد أحمد الصفديالدمشقي‌‌ الشامي

- ‌ الشامي

- ‌الشيخ حسن بن محمد البوريني

- ‌الشيخ عبد الرحمن العاديمفتي الحنفية بدمشق المحمية

- ‌المولى أحمد بن شاهين الشامي

- ‌الشيخ خضر بن عطاء اللهالموصلي الشامي

- ‌أبو الطيب بدر الدينبن رضى الدين الغري العامري الشامي

- ‌حسين جلبيبن الجزري الشامي

- ‌الأديب عبد اللطيف بن شمس الدينمحمد المنقاري

- ‌الأديب محمد الجوهريالشامي

- ‌الشيخ محمد بن سعيد الكاشنيالدمشقي الصوفي

- ‌أبو الفتح محمد بن حمدبن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

- ‌الشيخ محمد خضير الدمشقي

- ‌الشيخ فتح الله بن محمودبن بدر الدين البيلوني الحلبي

- ‌الشيخ مصطفى الفرفوري

- ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

- ‌السيد محمد بن موسىالجوادي الحسني

- ‌فمنهمالشيخ أبو المواهبمحمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

- ‌ومنهم ابن أخيهالشيخ أحمد بن زين العابدين‌‌البكري

- ‌البكري

- ‌ومنهم أخو المذكور قبلهلشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين

- ‌الشيخ تاج العارفين بن محمدبن أمين الدين

- ‌الشيخ جمال الدين المصري

- ‌الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي

- ‌الشيخ محمد بن أحمد الحثاديالمصري

- ‌بدر الدين حسينالشهير بباشا زاده

- ‌شهاب الدين أحمد الخفاجيالمصري صاحب الريحانة

- ‌السيد محمد وفابن زين العابدين الحسيني المصري

- ‌الشيخ داود الأنطاكيالحكيم المشهور بالبصير

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الهادي

- ‌السيد حسين بن المطهر اليمني

- ‌السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدلالحسيني

- ‌السيد زيد بن علي بن إبراهيمالحجاف

- ‌السيد محمد بن أحمدبن الامام حاكم بندر المخا سابقاً

- ‌السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف

- ‌السيد محمد بن عبد القادرالمقاطعجي اليمني

- ‌الشيخ عبد الصمد بن عبد اللهباكثير

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن المهديالعقبي اليمني

- ‌الشيخ علي بن حسن المرزوقياليمني

- ‌شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسياليمني

- ‌بدر الدين محمد بن سليمانأبو فاضل المرهبي اليمني

- ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

- ‌الميرزا بن الميرزا إبراهيمالهمداني

- ‌الحكيم أبو الحسن بن إبراهيمالطبيب الشيرازي

- ‌الملا فرج الله الشوشتري

- ‌بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل

- ‌السيد أبو محمد حسين بن حسنبن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

- ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

- ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

- ‌السيد ناصر بن سليمانالقاروني البحراني

- ‌السيد عبد الرضا بن عبد الصمدالولي البحراني

- ‌أخوهلسيد أحمد بن عبد الصمد‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌السيد علوي بن إسماعيل

- ‌السيد عبد الله بن السيد حسين‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌الشيخ داوود بن أبي شافين

- ‌أبو البحر جعفر بن محمد حسنبن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

- ‌السيد أبو الغنايم محمد الحلي

- ‌السيد حسين بن كمال الدينبن الأبرز الحسيني الحلي

- ‌الشيخ عبد علي بن ناصربن رحمه الحوزي

- ‌الشيخ جمال الدين محمدبن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

- ‌جمال الدين محمد بن عوادالحلي الشهير بالهيكلي

- ‌الشيخ عيسى بن حسينبن شجاع النجفي

- ‌وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

- ‌أبو العباس أحمد المنصور باللهبن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب

- ‌السيد أحمد الحسني المغربي

- ‌السيد علي المغربيالمعروف بالأخضري

- ‌أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

- ‌الشي أحمد بن محمدالشهير بالمقري المغرب المالكي

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد الشاميالمغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

الفصل: ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

وأدلج في ليل من النقع مظلم

كواكبه فيه الظبا واللهازم

له كل يوم غارة ينتجي بها

أساطين من باس العدا ودعائم

فتنفعل الاشيا له قبل كونها

ويهزم من بعد إذا قيل قادم

فأراؤه تردي أعاديه لا القنا

وصولته تغتالهم لا الصوارم

وذا حال من يعنا الاله بشانه

يعاد القضا في أمره وهو نائم

ويسعده برجيس فيما يرومه

ويمسى بهرام عليه يصادم

أبو الحسن الراقي من المجد منصباً

نسيف الخوافي دونه والقوادم

وأكرم من ترجى المطايا لبابه

وترسم في البيدا ثناه الرواسم

ترحل شهر الصوم عنا فأعلنت

عليك المبادي بالثنا والخواتم

ولو كان معني الصوم شرعاً موافقاً

له لغة ما قيل أنك صائم

لأنك لا تفنك بالخير آمراً

وكفك فيها للنوال مزاحم

لقد جردت منك السماحة مرهفاً

تجذبه للعس عنا غلاصم

وبحر نوال كلما غب زاخراً

رأيت بحار الأرض وهي كظائم

إذا لم أشم في المحل برق غمامه

فإني لبرق العرف منك لشائم

وإن لاح وجه الأرض في الجذب عابساً

فإن ثغور الجود منك بواسم

وهاك ثناء أبرزته قريحتي

كما أبرزت زهر الرياض الكمائم

وما كل شعر يشبه الدر نظمه

فما الدر إلا ما أنا فيك ناظم

بقيت بقاء الشمس في أفق العلا

يرجيك مظلم ويخشاك ظالم

ولا زلت مخدوماً لك الفلك الذي

عليه مدار الأمر والسعد خادم

فلا تحرم الأقدار ما أنت رازق

ولا ترزق الأقدار ما أنت حارم

‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالح

المهتدي الهندي اليمني

هندي الأصل عربي اللسان. اتكأته البلاغة على رفرفها الخضر وعبقريها الحسان. أعرب بمقاله وما أعجم. وأقدم بصارم قاله وما أحجم. فلو أدرك عصره صاحب اللواء الكندي. لقال خذوا حذركم قد سل صارمه الهندي. دخل والده اليمن فمن الله عليه بالاسلام. وقادته العناية الأزلية إلى دار السلام. ونشأ ولده هذا بالقطر اليماني. فبلغ من غلة العرب أقصى الأماني. والمرء من حيث نما. لا من حيث انتمى. وقديماً ما قال الرستمي. يفتخر وينتمي

إذا نسبوني كنت من آل رستم

ولكن لساني من لؤي بن غالب

ولم يزل يصدح ويمدح. ويقدح ويكدح. حتى عب عبابه. وخلص من القشر لبابه. وشعره مجمع بين الرقة والجزاله. فهو عرين أسد وكناس غزالة. وقفت له على قصائد مدح بها ملوك اليمن. وسادات الزمن. أطنب فيها وأسهب. وأورى زناد بلاغته فيها وألهب. فمنها قوله مادحاً امام اليمن إسمعيل المتوكل على الله وهي قوله

نعم ما لريات الحجول ذمام

وما لعهود الغانيات دوام

أغر إلى م البرق عندك خلب

وحتام سحب الوصل منك جهام

تقلص ظل من وفائك سابغ

ظليل وعاد الري وهو أوام

تخذت القلى والصد والبعد حسبة

مللت ولا أن الملال سلام

وتلك لعمري في الحسان سجية

وللشيح في المامهن لزام

ولكنه في حقه ممدح

وحلال أما في الرجال حرام

قصارى جمال الغيد وجد ولوعة

لها بين أثناء الحشا ضرام

تعصيت حتى ما لمضناك حصة

من الوصل إلا من رناك سهام

حسبت بأن الحسن باق ورما

غدا نبعه يا غر وهو تمام

وكل شباب بالمشيب مروع

وإن لم يرعك الشيب راع حمام

ألم تعلمي أن المحاسن دولة

يزول إذا زالت جوى وغرام

ولو دامت الدولات كانوا لغيرهم

رعايا ولكن ما لهن دوام

ص: 276

إذا ازددت بعداً أو أظلت تجنياً

رحلت وجسمي لم يذبه سقام

وما فضل رب السيف إن فتكت به

جفون كليلات المضاء كهام

أينصبن لي من هدبهن جآلة

وهل صيد في فخ الغزال همام

ولي همة لا توطئها صبابة

وحزم فتى بالخسف ليس يسام

وعزمة ندب لا يذل فؤاده

وجانب حر لن تراه يضام

هيامي في نهد أقب مطهم

إذا القوم في نهد المليحة هاموا

ولم يك عندي غير كتب نفيسة

تروق وإلا ذابل وحسام

ولي قلم كالصل أما لعابه

فسم وأما نفثه فمدام

وإن رامني الدهر الخؤون بحادث

فلي من أمير المؤمنين عصام

امام الهدى اسمعيل أفضل قائم

به لاح بدر الحق وهو تمام

امام عظيم السر أما نهاره

فصوم وأما ليله فقيام

رياض الأماني في حماه نضيرة

وسحب الندى من راحتيه سجام

وفي سرحه حوض لمرواه منزع

نمير يمير الناس منه غمام

وكم ملكت حرا جوادي هباته

ببيض أيادي حولهن ركام

وطوق أعناق الملوك فكلهم

له بأغاريد الثناء حمام

أخو الصدقات الدائمات صلاتها

مساع وأيد في النوال جسام

وذو الخلوات اللاء يصعد أمرها

عليها لأملاك السماء زحام

تحمد سر المصطفى بسريرة

وسيرة عدل لا تكاد ترام

وصح به الدين الحنيفي مهجة

وأتمك منه غارب وسنام

تدفق بحر العلم في طي صدره

أوادي لج درهن تؤام

هو الجادة العظمى إلى الله فاعتمد

عليه ويمم فالامام امام

لقد قام بالحق المبين بدعوة

قياماً له شرع النبي قيام

اماماً خطيباً ليس إلا مشطباً

ومنبره يوم الكريهة هام

ولاح بأفق الرشد شمساً منيرة

به انجاب جنح الغي وهو ظلام

وجر ذيول الخيل وهي عوابس

وقام زمام الجيش وهو لهام

وقد غبر السبع السموات نقعه

فظلت سماء الأرض وهي قتام

وزينها منه نجوم أسنة

مجرتها بيض لهن ضرام

ووسع أكناف الهدى بصوارم

لهن بأحشاء الضلال كلام

إليك أمير المؤمنين قد انبرت

وللمدح فيها روضة وكمام

أتتك بطرس خف حملاً وربما

تصدع منه يذبل وشمام

وفي قلبها من فرط بعدك لوعة

وللعتب فيها شرهة وغرام

وقد أرسلت أمثال عقل وحكمة

وأمثالها في الخافقين عقام

مصدقة في ذكر مجدك أنها

لعمر أبي فيما تقول حذام

وكم سامها ملك سواك ورامها

وهيهات أكفاء المديح كرام

فهلا قضى منك الفخار برعيها

عليك صلاة جمة وسلام

وها مقل الآمال نحوك شخص

قد استيقظت دهراً وليس تنام

ولي همة عن قصد غيرك في الورى

ترفع منها جانب ومقام

فعطفاً أمير المؤمنين ورقة

فإنك للغر الكرام ختام

وله أيضاً يمدح أمير المؤمنين المهدي لدين الله السيد أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسمي.

دع العز وقم بالله مجتهداً

وابشر فعقد الهنا باليمن قد نضدا

وأمدد يداً منك للرضوان بيعتها

إن الخلافة قد مدت إليك يدا

ص: 277

أن يمض بعد محاق بدرها فلقد

طلعت في أفق الاسلام شمس هدا

أن يغمدوا في قراب الرمس مرهفها

فإن مرهفك الهندي ما غمدا

هزت إليك بنود طالما خفقت

على اللواء لواه بالثنا عقدا

فانهض بأعبائها العظماء نهضة من

يهد حدى مزايا مجده أحدا

قم واعتصم بعرى الجبار ملتفتاً

إلى راضه ودع من قام أو قعدا

أنت الذي رمز الجفر الخفي لنا

من الحقيقة ما في سره جحدا

هل تجحد الشمس إن الشمس واضحة

هل يجحد البحر من للبحر قد وردا

لدعوة القائم المهدي قد وضحت

طرق الرشاد وعادت مهيفاً جددا

صدر الخلافة مثلوج ببيعته

من بعدما كاد يشكو البث والكمدا

فحل عنك بنيان الطريق وجز

بهدية الجادة العظمى تصب رشدا

عنت له رؤساء الدين وابتدرت

لما دعا غدا الاجماع منعقدا

بنو أبيه بنو العم الذين سعوا

إلى مراضيه معدودون في السعدا

فيا بني القاسم انتالوا إليه إذا

ما رمتموا أن تطولوا في الأنام يدا

واجمعوا أمركم كي يستديم ولا

تفرقوا فتثيروا حسداً وعدا

وسارعوه ولبوا نحو دعوته

فالله للقائم المهدي قد عضدا

العالم العامل القوام في غلس

والشهب تسهو وطرف النجم قد رفدا

هل مثل ماضيه ما بين الصفوف إذا

ما صلت البيض والخطي قد سجدا

هل مثله وبنو العرفان قد بهتوا

والمشكلات ترد الأذكيا بلدا

هل السحابة تحكى صوب أنمله

إذا همى بنوال يفرق البلدا

ألم يكن بأسه المخشي دونكم

كم راع في الروع عن يعفوركم اسدا

بأس يهاب بأرجاء العراق وفي

موارد النيل والأكناف من صفدا

لولا قوائم بيض من صوارمه

لم يرفعوا للسموات العلى عمدا

ولا محياه لم يرفع لكم قمر

على الورى في مراقي العز قد صعدا

هو المعد لدفع النائبات بكم

إذا الملمات فتت منكم العضدا

هو الوفي لما يرجاه من أدب

جوداً وكم خولتنا راحتاه يدا

بر رحيم بحال المؤمنين وكم

يحنو عليكم حنو الوالد الولدا

تيقظوا واعرفوا نهج الصواب به

فالناس ما بين أحساب وبين عدا

وفي الرسالة من قاضي القضاة لنا

أدلة ليس تخفى منكم أحدا

هذا الامام امام المسلمين معاً

هذا المشقق من أرماحكم أودا

خذها إليك أمير المؤمنين فما

يهدى لمثلك إلا الحلة الزردا

أنت المجد للدين الحنيف وما

رثت مبانيه لكن شدتها جددا

بك الخلافة قد عادت محاجرها

بخلا وكانت لعمري تشتكي الرمدا

مدت منابرها الأجياد حامدة

ألقابك الغر إذا هدت لك الجيدا

تكاد أعوادها يورقن مايسة

بذكر اسمك للعدل الذي وجدا

جاءت تجر ذيولاً من غلائلها

قد ألبست من نسيج المكرمات ردا

أحرزتها بصداق يستفيض له

في الأرض بحران لكن من ندا وجدا

لو أنها غازلتها عين ذي مرح

لغرها النوم واعتاضت به السهدا

حسمت بالباس خلطاً في جوانحها

قد كان ينبت بؤساً في الأنام ودا

لولاك كان ضرام الشر ملتهباً

لكن بالرأي إن وبخته خمدا

من أعظم الخطب إن أودى الخليفة

إسمعيل أفضل من زكى ومن عبدا

فقمت إذ كاد يعرو الاضطراب به

روعاً ففر قتار للهدا وهدا

ص: 278

ما كاد أن يدلهم الخطب معتكراً

حتى طلعت بوجه الرشد متقدا

وزدت طخيه ديجور المخاف فعن

حزن وسهل رعا سرحانه النقدا

يشد أزرك ذو العليا أبو حسن

ناهيك ناهيك منه فارساً نجدا

محمد المتقي المختار عنصره

من أحمد بحميد السعى قد حمدا

وصنوك الماجد البر الصحيح تقي

نجل الخليفة تلو الغاديات ندا

إليك أزمع من صنعا في فئة

من فتية العلم تبغي الحق والرشدا

ومن يرد أن يكون الحق متضحاً

ومن يساوي ببحر خضرم ثمدا

فدم وهز قناة للهنا ثنيت

فقد تثنى بك الاسلام وانفردا

وصل ونول تصحح للقلوب ولا

في الود وأجر على العهد الذي عهدا

وله أيضاً يحرضه على نجاز أمر الخلافة ليلة عيد الفطر سنة 1089

هل الرسل الأذبل وعراب

وهل غير بيض المرهفات كتاب

ولا خاطب إلا على منبر الطلا

غزارة فضل واضح وخطاب

صفيحة ماض لا صحيفة راقم

طلاها وهل يتلو السيوف قراب

أجبها أمير المؤمنين وافتها

فقد سألت والمشرفي جواب

ترى ما عسى الأقوام يبغون دون ما

دعوت إليه إن ذا لعجاب

هو الفضل إلا أن تقام شريعة

وتأمن سبل للهدى وشعاب

وهل غير فرقان النبي محمد

وسنته الغرا فأين ذهاب

ترى وجبت بالنص فيهم لقاسم

لفرط اشتياق عند ذاك يجاب

بلى دون ما ظنوه كل ثنوفة

سحالف لم يعسل بهن ذئاب

هو البر إلا أنهم وسعوا به

مسالك ما يرجون منه فخابوا

واطروا به اطراء عين مشرع

وما ليس يرضى الشرع فيه سباب

على أنه الحبر الخشوع تعبداً

أمن بعد محراب يكون حراب

لقد خدعوه واستلانوا قناته

ومال به غي بهم وشباب

وقد يخدع الحر الكريم سجية

إذا راوغته أسرة وصحاب

دعوت إلى الدنيا بما يظهرونه

إلى طلب الأخرى وذاك كذاب

وعند من يرجو رضى الله فتنة

تثار وهل إلا إليه إياب

فحقق ذوي التقميص يا قاسم العلى

فثم ذئاب فوقهن ثياب

أجلك قدراً أن تصيح لرايهم

فقد وقدت حرب وثار لهاب

لقد أحسنوا أمر التفرق فيكم

وجالوا بدهماء الثراء وجابوا

وشقوا عصى الاسلام والدين جامع

وأنتم على سر النبي صلاب

وقد رقش الأقوال منهم عصابة

ولله دين ما عليه حجاب

أعد نظراً في أمرهم متيقظاً

تجد قيعة فيها الخليج سراب

ويا أيها المهدي الامام أصح لها

فما بعدها للناصحين خطاب

واحرص على هذي الخلافة أنها

العروس وما غير الدماء خضاب

فيطالما حالت بحقن دمائهم

ولكن رؤوس أينعت ورقاب

تراموا على حب الرئاسة غرة

وثم مواب دونها وهضاب

مهالك يصخب بها الذئب نفسه

ولا طار فيها بالجناح غراب

به حاولوا نيل المزايا وأملوا

جوامع ما يبغونه وأصابوا

وقد ملكوا الدنيا لديك وأحرزوا

بطاعتك الأخرى وصح مثاب

دعوتهم نحو الهداية مشفقاً

عليهم وماء الود ليس يشاب

فظنوك سلما عند ذاك وما دروا

روابض أسد تتقى وتهاب

ألا فادعهم والمرهفات معاتباً

فما غيرها للمارقين عتاب

ص: 279

على السيف أسس ما بنيت فكلما

شددت على أس الوداد خراب

دعى المصطفى دهراً إليه فلم يجب

وقد لان منه جانب وخطاب

وقالوا له أما خوارق آية

فسحر وأما ما تلا فكذاب

فلما دعى والسيف صلت بكفه

به آمنوا واستسلموا وأنابوا

على السيف خيل الله سر رعيلها

وجهز جنود الله حيث تتاب

وسر ذوي الرايات أعلام حاشد

فهيهات أن ينسد دونك باب

وصل ببكير فتية الحرب إنهم

عرانين أسد ماجدون نجاب

امام الهدى أجرر ذيول جيوشها

همام له السيف المشطب ناب

أبا حسن ضغم الدسيقة من له

مضاء إلى ما يبتغي وغلاب

محمد الريبال صفوة أحمد

أبا طالب من لم ترعه صعاب

واعقد لواء النصر والطير عكف

كلاها ففيها في المكر عقاب

إذا قدحت شهب الفوارس في الظبا

جماراً وقد أورى الزناد ضراب

هنالك تلقى الحق أبلج وأضحا

وللشمس من نسج العجاج نقاب

فصل ببني العم الذين دعوتهم

بداعيك في دين الهدى وأجابوا

ولم تفد الدنيا خرائم عيسهم

ولكن طابوا مشرعاً فأطابوا

من الصفوة اسمعيل قدس سره

لهم جيبئة نحو التقى وذهاب

وحسبك عز المكرمات محمد

فتى ليس للدنيا لديه حساب

على أنه قاض بما يستحثه

إلى الدين منها لم يرعه مصاب

وصل بعلي منهم تلق سيداً

له نهج ملك في الفخار صواب

هو الخاطب المنطيق ذو القلم الذي

كمرهفة البتار ليس يعاب

ببائس يقد الصلد عند نفوذه

وجيش له موج الحتوف شراب

وعجم حسيناً تلق قدح كنانه

ينال بها مرمى العلى ويصاب

هو الأسد المقدام عند نزاله

ولكنه عند النوال عباب

سرى وهلال العيد يهدي لطرفه

من التبر سرجاً والسماك ركاب

جواد كان الشهب منها قلائد

عليه ومن جنح الظلام أهاب

ولا تنس منهم أحمداً بشهاده

فذلك طود شامخ وهضاب

هو المرهف الماضي الفرند وإنما

حواه من العلم الرسوخ قراب

ولله من آل الحسين بن قاسم

موارد في الدين الحنيف عذاب

وحسبك منهم أحمد بن محمد

له نسب في المكرمات قراب

له العسكر المجر المثير نقعه

سعيراً بقطر الغرب منه لهاب

يسابق عيد الفطر بالنحر ذابحاً

كباش العدى مذ ناوشوه ونابوا

أطاعتك أكناف الأقاليم عن يد

فما حجر في هنوم وتراب

وأرجو لأبناء المؤيد فتية

يكون لها نحو السداد مآب

ولا تنس يحيى بن الحسين فإنه

هو البدر إن قلنا سواه شهاب

وصل ببني القادات من آل قاسم

بسيف يروع الليث منه ذئاب

أجل وبنيك الشامخين سياده

لها فوق أفلاك النجوم قباب

وناهيك سيف الله منهم محمد

هزبر له بين الأسنة غاب

يحاذره المريخ باساً وسطوة

له نوب الدهر الخؤون تناب

وهل للحسين القسوري منابذ

وشم الصياصي من سطاه تراب

همام له كهف الخلافة غاية

وفي كل قطر من نداه سحاب

ورع بعلى ما قذفته من الذرى

ففيه لأفيال الجبال عقاب

يصرّف رمحاً للطعان كأنه

إذا ما رمى بوح الدلاص جناب

ص: 280

هو البارز طوراً والغضنفر تارة

تظل لديه الأسد وهي سقاب

إليك أمير المؤمنين معدة

لها بين مصر والصعيد ركاب

وقد نفعت من نبغ عزمك أسهماً

لهنّ بأثناء العراق رقاب

وما خصصت ترويعها بشهادة

فكم دار منها في الثغور لعاب

مزاياك هالتها لفرط ظهورها

وهل تحمل البحر الخضم رياب

فدم وأمر الأسياف تعمل بحكمها

فقد طاب أعذار وطاب عتاب

وله أيضاً حين دخل الامام المسجد فوقع قنديل من القناديل بمجرد دخوله فتشاءم الامام من ذلك فأنشده في ذلك الوقت

لا تعجبوا إذ غدا القنديل منكسراً

فما عليه أهيل الفضل من حرج

رأى الامام كشمس عند مطلعها

وعند شمس الضحى لاحظّ للسرج

القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق وايراد ما رق من لطائفهم وراق وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل العجم الأمير محمد باقر بن محمد الشهير بالداماد الحسني طراز العصابة. وجواز الفضل سهم الاصابة. الرافع بأحاسن الصفات أعلامه. فسيد وسند وعلم وعلامه. اكليل جبين الشرف وقلادة جيده. الناطقة السن الدهور بتعظيمه وتمجيده. باقر العلم وتحريره. الشاهد بفضله تقريره وتجريره. ووالله إن الزمان بمثله لعقيم. وإن مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم. وأنا بريء من المبالغة في هذا المقال. وبر قسمي يشهد به كل وامق وقال وشعر

وإذا خفيت على الغبيّ فعاذر

أن لا تراني مقلة عمياء

إن عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به. أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق بأهدابه. أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل. أو النسيم فهو حميدها الذي يدب منه نسيم البرء في العلل. أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود في الاجم. أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم. وكان الشاه عباس أضمر له السوء مراراً. وأمر له حبل غيلته امراراً. خوفاً من خروجه عليه. وفرقاً من توجه قلوب الناس إليه. فحال دونه ذو القوة والحول. وأبى إلا أن يتم عليه المنة والطول. ولم يزل موفور العز والجاه. مالكاً سبيل الفوز والنجاه. حتى استأثر به ذو المنه. وتلا بآيتها النفس المطمئنه. فتوفي في سنة إحدى وأربعين وألف من مصنفاته في الحكمة القبسات. والصراط المستقيم والحبل المتين. وفي الفقه شارع النجاه وله حواش على الكافي في الفقه والصحيفة الكاملة وغير ذلك ومن انشائه البديع الاسلوب. الأخذ بمجامع القلوب ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين مراجعاً رحمهما الله تعالى لقد هبت ريح الأنس. من سمت القدس. فأتتنى بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها. بروق العقل بوموضها. وكأنها بمطاويها. أطباق الأفلاك بدراريها. وكان أرقامها بأحكامها. أطباق الملك والملكوت بنظامها. وكان ألفاظها برطوباتها. أنهار العلوم بعذوباتها. وكان معانيها بأفواجها. بحار الحق بأمواجها. وأيم الله أن طباعها من تنعيم. وأن مزاجها من تسنيم. وأن نسيمها لمن جنان الرمضوت. وأن رحيقها لمن دفاق الملكوت. فاستقبلتها القوى الروحية. وبرزت إليها القوة العقلية. ومدت إليها فطنة صوامع السر أعناقها من كوي الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شغفاً واهتزازاً. وتستطار إلى عالمها شوقاً وهزازاً. ولعمري لقد ترويت. ولكني لفرط ظمائي ما ارتويت

شربت الحب كاساً بعد كاس

فما نفد الشراب ولا رويت

ص: 281