الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خليفة الله من دارت بنصرته
…
وما يشاء من الأفلاك أجرام
في كل ناد له صيت يهيم به
…
في كل واد عداه خشية هاموا
لو سابق الدهر لاستدراك غايته
…
لرد مما حواه الدهر أعوام
قل للخوارج موتوا في ضلالتكم
…
فإنما الدين عند الله اسلام
هذا ابن بنت رسول الله طاعته
…
فرض وفيه لأنف الدهر ارغام
يطيعه من أطاع الله متقياً
…
ومن عصاه عليه النص الزام
وفي أولى الأمر قول الله حجتنا
…
وهم ائمتنا بالحق قد قاموا
يا حجة الله والحبل المتين ومن
…
في غير مرضاته الطاعات آثام
أن يمل نابغة الجن القريض فلي
…
في نظم مدحك من جبريل الهام
فها كهادرة بل بحر فائدة
…
لدى العقول ببذل الروح تستام
تبقى وتذهب أشعار ملفقة
…
كغرة في جباه الدهر أوشام
واسلم ودم في سرور ثم في دعة
…
ما قام بالروح بل بالله أجسام
وأنشد للمعري في ترجمته من كتابه المذكور
تقضى صاحب التوارة موسى
…
وأوقع بالخسار من افتراها
وقال رجاله وحي أتاه
…
وقال الآخرون بل افتراها
وما حجي إلى أحجار بيت
…
كؤوس الخمر تشرب في ذراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه
…
تهاون بالشرائع وازدراها
قال فأجبته أنا وقلت
وحال الله من أعمى لعيني
…
بصيرته تناهت في هماها
يقول إذا الحكيم رعى حجاه
…
تلاعب بالشرائع وازدراها
فما هذا الخبيث إذاً حكيم
…
ولكن ليس يدري ما طحاها
وما أحسن قوله في آخر كتابه المذكور مؤرخاً عام تمامه وهو غاية في الانسجام
وليك ذا الأخير من كتابي
…
وما قصدته من انتحابي
من شرحي الموسوم بالاسعاف
…
شواهد القاضي مع الكشاف
تم بعون الله مع اسعافه
…
ومحض امدادي من ألطافه
وجوده الغمر الذي عم الأمم
…
وفضله العم المسمى بالكرم
وسعد من قد ألفت سطوره
…
لأجله وانتظمت نحوره
ورصعت خطبته باسمه
…
وحليت إذ جعلت برسمه
من قد تحلت باسمه المنابر
…
وافتخرت بذكره الدفاتر
من عمرت بعدله البقاع
…
وارتفع الشقاق والتراع
وما بقى للبوم في بلاده
…
من سكن فهج مع أولاده
والأسد في زمانه مع النعم
…
رابضة والذئب يرعى والغنم
ومن بقى في عصره من جائر
…
يصول ظالماً سوى الجاذر
من زوال الفتنة حتى ما بقى
…
منها سوى الذي يسر الخدق
من ذلت الملوك والقياصره
…
لعزه بل الأسود الكاسره
ومن أقول في مديحه ومن
…
ومن ومن إلى انقضاء ذا الزمن
لا برحت سدته الشريفة
…
جامعة للنكت اللطيفه
حاوية لسائر المعارف
…
حائزة لسائر اللطائف
محط أهل العلم والآداب
…
وكعبة القصاد والطلاب
بجده النبيّ ثم آله
…
وصحبه وتابعي منواله
واتفق الفراغ يوم عاشر
…
وقت الغروب من ربيع الآخر
على يد المفتقر الاواه
…
منشئه خضر بن عطاء الله
وسائر الأتباع والأصحاب
…
مؤرخاً قد انتهى كتابي
أبو الطيب بدر الدين
بن رضى الدين الغري العامري الشامي
شاعر فصيح. مجاله في الأدب فسيح. يسحر ببيانه العقول. ويبهر الألباب بما يقول. إن نظم فالدر الثمين كأسد. وزهر النجوم له حواسد. سار شعره مسير الشعرتين. وجلا عن قلوب أولي الأدب كل رين. ولم يزل معدوداً من أرباب الصدور. مسفرة محاسن فضله أسفار البدور. حتى أفسدت السوداء عقله. وأوجبت من مناصب العقلاء عزله. فأصبح في عقال الجنون. إلى أن فاجأه رائد المنون. وكان أول ما ظهر من خباله. وفساد عقله وباله. أن ادعى مزيناً فحلق لحيته. وغير صورته وحليته. ثم جمع شعره في منديل. وبدل هيئته أقبح تبديل. وقصد القاضي شاكياً شانه من أخيه. زاعماً أنه الذي شوه وجهه ذلك التشويه. فدعى القاضي أخاه. وتحرى جلية الأمر وتوخاه. فأنكر أن يكون رأى هذه الشناعة. أو علم بها إلا في تلك الساعه. وظهرت منه حركات دلت على فساد ذهنه. واختلال عقله ووهنه. فعلموا بحاله. وتزوير محاله ثم تفاقم داؤه وطوحت به سوداؤه حتى قيدت قدماه وانقطع عنه أصحابه وندماه أخبرني الشيخ حسن الشامي أن الشيخ العلامة محمد الحرفوشي مر عليه يوماً هو وصاحب له فوقفا بحاله وسألاه عن حاله فشكا إليهما الوحشة والانفراد وخيبة الأمل والياس من المراد وطلب منهما أن يجلسا بقربه وينفسا من خناق كربه فتقدم ذلك الرجل إليه وجلس بين يديه فتشبث به وطرحه وضربه حتى برحه ولم يفلت منه إلا بعد حين وكاد حينه أن يحين ثم التفت إلى الشيخ محمد الحرفوشي فقال له أنت شيخنا المبجل الأغر المحجل على عهد الله أن لا أفعل بك ما فعلت بصاحبك فادن مني وأزل دهشة الوحشة عني فمال عنه وانحرف وضحك من قوله وانصرف واستدعى يوماً بنورة ليطلى بها فطلى جميع بدنه حتى لحيته وشاربيه واشفار عينيه وحاجبيه فلما أنكروا عليه فعله. قال أردت أن أزبل الشعور جمله. وله في جنونه أفانين عد بها من عقلاء المجانين وهذا حين أثبت من شعره ما تستحليه وتقلد به جيد الدهر وتحليه فمن قوله مادحاً أبا السرور البكري
ألا طرقتنا قبل منبلج الفجر
…
معطرة الأردان طيبة النشر
وحيت فاحيت من حشا مدنف قضى
…
وما خلتها تقضى على الموت والنشر
وجادت بما ضن الزمان بمثله
…
وفاءً بلا مطل ووصلاً بلا هجر
وجاءت كما شاء المنى في مطارف
…
من الحسن أدناها أدق من السحر
ولاحت من العذر العلي في دياجر
…
فأشرق بدر التم في غسق الفجر
وماست قضيباً فوق دعص فاتلعت
…
من الغيد ريماً لا من الشدن العفر
فبادرتها والقلب جم سروره
…
وقل أن يوفي حين وافته بالنذر
وقلت لها اسعي وقلت ألا اسلمي
…
وأيقظت اقريها الهوادج بالنحر
وعاطيتها صفراء بكراً كأنها
…
إذا جليت في كاسها الشمس في البدر
وجاذبتها أطراف عتب كأنه
…
نسيم الصبا غب الملث من القطر
ومازجتها ضما فرحنا كأننا
…
خليطان من ماء الغمامة والخمر
ونازعتها ذيل العفاف ولم أخل
…
خليلين مثلينا استقالا من الوزر
إلى أن نضا كف الصباح حسامه
…
وأسفر داجي الأفق عن فلق الفجر
فقامت تهادي تنفض البرد تنثني
…
مرنحة الأعطاف ناحلة الخصر
وهمت بتوديعي فسالت مدامعي
…
وسار فؤادي خلفها حيث لا تدري
فيا ليلة ما كان أزهر متنها
…
لقد أذكرتني موهناً ليلة القدر
وبارورة لم أنس لا أنس أنسها
…
عدى عودة أم أنت لي بيضة العقر
ووالله ما سببت إلا علالة
…
وفي عمره من غير بحر الهوى فكري
وفي همتي والله يعلم شاغل
…
عن الغادة العذراء والأغيد العذري
ارتع في روض الحسان وانثني
…
عن الذروة الشماء يعلو بها قدري
أحدث نفسي بالمعالي وأبتغي
…
رفيقاً رفيقاً بي معيناً على أمري
وما الناس إلا الشوك عند اختبارهم
…
على أنهم في منظر العين كالزهر
سأضرب وجه الأرض أبغي مطالبي
…
فريداً ولا أعبؤ بزيد ولا عمرو
أبى الله لي إلا سيادة أصيد
…
مجد إلى قنص العلى بالقنا السمر
ولا مجد عن ارث وإن طبت محتداً
…
فانمي إلى حبر يقلب بالبدر
وما الفخر إلا في مقارعة الوغى
…
وما المجد إلا بالسباء وبالأسر
فإن أنت صاففت الأسود وخضتها
…
بطعن فقل ما شئت في عالم البدر
ولم تغتمض عيناي ليلة لم أبت
…
أقلّب في قلب الهزبر على جمر
وكم لي من صيدات عز وسودد
…
ومن دونها وقع المهندة البتر
ولما رأيت الذل في جانب الغنى
…
تنكبت أبغي العز في جانب الفقر
مناقب هماتي حكين مقانباً
…
نظمن قلادات من الأنجم الزهر
يبارين أحداث الزمان فتنبري
…
كما ارتعد العصفور من صولة الصقر
وما هي من همات قطب العلى أبي
…
السرور ولا دعوى سوى عيثر العسر
هو الأسد الضرغام أن عن حادث
…
ملّم شديد الباس حتى على الدهر
هو الشمس في أفق السماء وضؤها
…
على الخلق من بيض وسمر ومن حمر
هو العالم الشهم المبرز في النهي
…
أخو الحسب الوضاح والشيم الغر
هو البحر أما ريم ادراك شأوه
…
فأين الثماد الجعفري من البحر
ولا عيب فيه غير أن يمينه
…
تنوف على ما في الكنبهور باليسر
ومن جوده الداني الهياذ فمصر لا
…
تبالي أمد النيل أم كان ذا جزر
وكم من صفات راح يحوي زمامها
…
عديمة أمثال تجل عن الحصر
وشفد ألفاظ المديح ولا تفي
…
إذا أطربت يوماً بشيء سوى النزر
فصاحة قس في سماحة حاتم
…
واغضاء قيس في اقتدار يدي عمرو
وفقه ابن ادريس وزهد ابن أدهم
…
وحلم أبي بحر وصدق أبي ذر
خليلي عوجاً بارك الله فيكما
…
على ساكني الفسطاط من قاطني مصر
وهباً إلى كنز المآثر واقرآ
…
عليه سلاماً كاللطايم في القطر
وبثاً إليه فرط شوقي ولوعتي
…
على ما هما فالصدق أجرد بالحر
أصدر الموالي المحرزي قصب العلا
…
فداء محب مخلص السر والجهر
لعلك لا تنسي المسيىء من الرضى
…
وعلك لا تنسى الكسير من الجبر
وإني لأستعفيك مما وجدتني
…
حنيذا إلى النعما بطيأ عن الشكر
وما أنا نظاماً لشعر وإنما
…
مديحك الوى بي على صنعة الشعر
وما الشعر يا مولاي إلا تجارة
…
فطوراً إلى ربح وطوراً إلى خسر
فدونك يا ركن المعالي حوائلاً
…
تؤمك بالتسليم قطراً إلى قطر
قواف إذا ما أنشدوها تخالها
…
عقود الدراري لا عقوداً من الدر
ترق بماء الطبع حتى كأنما
…
ترقرق في أرجائها ذائب التبر
لها رونق الطلا
…
ومنها استعير الظلم في شنب الثغر
ودونكها بكراً إليك زففتها
…
ولا غرو فهي البكر زفت إلى البكري
تروم قبولاً مهرها وجديرة
…
مجانبة إلا جانبك بالمهر
ودم سالماً ما جاد روضاً ربابه
…
وما ناح شحرور وما غرد القمري
وقال يمدح عبد الوهاب أفندي
مؤنبي لا برحت في عذلي
…
فحبذا حبه عليّ ولي
هتفت في طي ما تزخرفه
…
باسم يعفي جراحة العذل
عدمت الاداء يزاوله
…
منه دواء يزول بالعلل
لله قلب بنوبه كلفاً
…
مطال مثر إلى ملام خلي
كأنه في يديهما كرة
…
فمن هلال الدجى إلى زحل
يلفه في هواه أونة
…
حقاً دبوراً وحلتا شمل
وذي دلال أغر طلعته
…
شمس الضحى فوق ناعم خضل
يجول في عطفه النشاط إذا
…
يحل نقويه فترة الكسل
رقمت في طرس خده قبلاً
…
فظل يمحو بنانه قبلي
وأخجل الورد في نضارته
…
نبات خد في وردتي خجل
وعاطيات يمسن عن مرح
…
فيختلسن النهي على مهل
سخن دون الغدير في حبر
…
كما يشاء الهوى وفي حلل
فجين أقلابهن في خرس
…
والرشح مما يجلن في زجل
ما لحن في الحلي وهو مؤتلق
…
إلا وزن الحلي بالعطل
حلفن لأرحن دون سفك دمي
…
أو يعود الكحل كاسي الكحل
يا بابي معهد نعمت به
…
مرفه المال خالع الجدل
أجر ذيل الغرام منبعثاً
…
على أزاهير روضه الجذل
أقوت مغانيه من أوانسه
…
وحل منها الغراب في طلل
لبئس ما اعتاض من تسائمه
…
عواصف السافيات من بدل
حبست عبدي في ملاعبه
…
على فواظ الهوى بلا أجل
خلعت مستنكفاً لتربته
…
نعلاً من ضيم وطء منتعل
سقفاه حتى يؤوب غاز به
…
مزاج صرف الشباب بالعزل
قضى أخو العقل دون لذته
…
ونالها كل خالع عذل
وعاق دون الأريب اربته
…
زمان سوء يليق بالسفل
أن يدرك الدينون ما انتجعوا
…
حيناً فقد يقنعون بالقفل
وقائل كم ونيت عن طلب الأر
…
زاق تعلو غوارب الابل
تقتعد الكور جنح كل دجى
…
تأكل بالميس أظهر البزل
لو كان في منزل بلوغ منى
…
لم تبرح الشمس دارة الحمل
غل غول مختالة الخطا أبدا
…
ولو دهتك الغيلان بالفيل
وصرف الدهر ما حييت به
…
ما بين حل وبين مرتحل
فقلت عبد الوهاب ما ولي القض
…
اء بالشام منتهى أملي
أحلني من حماه مرتبعاً
…
من دون مرماه معقل الوعل
وعاج بي عن لظى الخطوب إلى
…
ظل من الأمن غير منتقل
وأشاشني من يد الزمان وأغن
…
اني حيا جوده عن الرحل
ورد مني المنى على ثقة
…
منه وأمر المنى إلى وجل
وسامني دام مجده جهة
…
وجاد عفواً بها ولم يسل
طوبى لأهل الشام ما وثقوا
…
بموثق منه غير منتقل
أضجرنا باللهى بتابعها
…
حتى لكدنا نثني على البخل
كأن كفيه ديمتا هطل
…
يساويان الوهاد بالقلل
مهذب ما رأيت طلعته
…
إلا رأيت الأنام في رجل
لو كان للشمس ضوء غرته
…
لم تغتمض عينها من الطفل
أو كان لليل جاش عزمته
…
في مستجاش الخصام لم يحل
أجار هذا الورى وليس له
…
من ناقة فيهم ولا جمل
يبيت فيما جنوه مشتغلاً
…
بالاً وعما اقتنوه في شغل
ما لابن عبد العزيز مجتهداً
…
بزهده والجنيد من قبل
يحوز صمتاً وليس ذا حصر
…
إلى مقول وليس ذا خطل
ناهيك من نافذ أوامره
…
على الصفاح الرقاق والذبل
عف بريط النجاح متزر
…
طب ببرد العفاف مشتمل
وصاحب الفكر صين عن خطل
…
وصادق القول صالح العمل
وشيخ الاسلام غير متبع
…
إلا طريق الأماجد الأول
تالله لن يعثر الزمان ولا
…
بنوه يوماً له على مثل