الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله تخميس فائية الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض وله ديوان شعر يشتمل على قصائد ومقاطيع وله التواريخ اللطيفة المستحسنة انتهى ومن شعره قوله مستغيثاً ومن خطه نقلت وهو مما قاله بمصر سنة خمس وعشرين وألف
يا من به كل الشدائد تفرج
…
وبذكره كل العوالم تلهج
وعليه أملاك السماء تنزلت
…
وبمدحه لله حقاً تعرج
وإليه بنهى كل راج سؤاله
…
والسائلون على حماه عرجوا
يا قطب دائرة الوجود بأسره
…
يا من لعلياه البرايا قد لجوا
يا سيد السادات يا غوث الورى
…
يا من بدليل الحوادت أبلج
قد جئتكم أرجو الوفاء تكرماً
…
لكنني للعفو منه أحوج
وحططت أحمال الرجاء لديكم
…
فعساكم أن تنعموا وتفرجوا
ومنه قوله مؤرخاً ايواناً بناه شيخ حرم المدينة المنورة عبد الكريم المصاحب
بشراك يا من صار جار الكريم
…
بطيب عيش أنت فيه مقيم
أصبحت في خدمة خبر الورى
…
ترفل في روض جنان النعيم
بطيبة طابت لمن حلها
…
حديث ودي في هواها قديم
طوبى لمن أمسى مقيماً بها
…
يلقي أهاليها بقلب سليم
مصاحب السلطان نلت المنى
…
بما ترجى من غفور كريم
بنيت إيواناً بها قد سما
…
ببئر وذي للصديق الحميم
بغاية الاحكام تاريخه
…
مقعد أنس شاد عبد الكريم
وقوله مؤرخاً زيارة الشريف زيد بن محسن سلطان مكة المشرفة
قد سرت من مكة لغزو
…
والله بالفتح قد أمدك
وطالع السعد حين وافي
…
لقمع أعداك قد أعدّك
تاريخ درويش جاد فيه
…
بالنصر يا زيد زرت جدك
الشيخ محمد بن مبارك باكراع
الحضرمي محتداً المدني مولداً
أديب مستعذب الموارد. مقتنص الأوابد والشوارد. إلى أدب سند حديثه مسلسل. وعتيق رحيقه سلسل. ومحاضرة تنسى معها محاضرات الراغب ومحاورة يوسى باسترواحها اللاغب. ونظم نظم به عقود الجمان. وقلد بفرائده نحر العصر وجيد الزمان. فمنه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي مهنئاً له بزيارة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
اء كليل راس المجد والفضل والتقى
…
وسابق شأو السعد والعز والبها
وعلامة العصر الشريف وفخره
…
وفهامة الاعلام مرجع ذي النها
ومن عقد الاجماع والله شاهد
…
على فضله عقلاً ونقلاً ولا أزدها
قدمت بحمد الله تاجاً لدينه
…
ودمت بشكر الله في جبهة السها
وزرت رسول الله والحال منشد
…
هنيئاً مريئاً نال فضلك ما اشتهى
فأجابه بقوله
أيا من حوى الافضال والفضل والنهى
…
وحاز التقى والدين والحسن والبها
وأصبح فرداً في الكمال كأنما
…
تصوّر في تكوينه مثل ما اشتهى
تطولت لما أن بعثت برفعة
…
إذا ما حكاها الروض قبل تشبها
وكللت تاجي من جواهرك التي
…
تعالى بها قدراً على مفرق السها
ودمت ولا زالت صفاتك كلما
…
تلاها محب زاد فيك تولها
البيت الثاني ينظر إلى قول الأول
خلقت مهذباً لا عيب فيه
…
كأنك قد خلقت كما تشاء
ورأيت بخط الوالد ما نصه من املاء الشيخ محمد باكراع بمكة سنة أرع وأربعين وألف
صيرت جفني واصلاً والكرى
…
راء فجد بالوصل فالوصل زين
ولا تجبني في سؤالي بلا
…
فالقلب يخشى كربلاً يا حسين
ثم وقفت في الريحانه على أنها للشهاب الفيومي وتقعبه بعد انشادها فقال في قوله زين ايهام غير زين لأن العلمة تقول في حرف الهجاء زين والصحيح فيها زاء بالمد والقصر ويقال زي بزنة كي وأما هذه فتحريف قبيح انتهى وأنا أقول بل هو ايهام حسن فإن الايهام يكفيه هذا القدر وإن كان في اللغة غير صحيح إذ المعنى لا يتوقف عليه لأنه لم يقصد بالزين هنا إلا الحسن لكن بمقابلة الراء وهم ارادة الزاي فاعلم كمل القسم الأول من سلافة العصر بعون الله وتوفيقه ليلة الثلاثاء مستهل صفر الخير من سنة اثنين وثمانين وألف والحمد لله رب العالمين القسم الثاني في محاسن أهل الشام ومصر ونواحيها. ومن تصدر من الفضلاء في صدور نواديها. وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل الشام
الشيخ العلامة بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني رحمه الله تعالى علم الأئمة الاعلام. وسيد علماء الاسلام. وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه. وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه. وطود المعارف الراسخ. وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ. وجوادها الذي لا يؤمل له الحاق. وبدرها الذي لا يعتريه محاق. الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الابل. والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل. فهو علامة البشر. ومجدد دين الأمة على راس القرن الحادي عشر. إليه انتهت رئاسة المذهب والملة. وبه قامت قواطيع البراهين والأدلة. جمع فنون العلم فانعقد عليه الاجماع. وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع. فما من فن إلا وله فيه القدح المعلي. والمورد العذب المحلي. إن قال لم يدع قولاً لقائل. أو طال لم يأت غيره بطائل. وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان. إلا كالملة المحمدية المتأخرة عن الملل والأديان. جاءت أخرا. ففاقت مفاخراً. وكل وصف قلت في غيره. فإنه تجربة الخاطر. مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة انتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية. فنشأ في حجره بتلك الأقطار المحمية. وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ. حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ. فما اشتد كاهله. وصفت له من العلم مناهله. ولى بها شيخ الاسلام. وفوضت إليه أمر الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام. ثم رغب في الفقر والسياحه. واستهب من مهاب التوفيق رياحه. فترك تلك المناصب. ومال لما هو لحاله مناسب. فقصد حج بيت الله الحرام. وزيارة النبي وأهل بيته الكرام. عليهم أفضل الصلاة والتحية والسلام. ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة وأوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفضل والحال ونال من فيض صحبتهم ما تعذر على غيره واستحال ثم عاد وقطن بأرض العجم. وهناك همى غيث فضله وانسجم فألف وصنف. وقرط المسامع وشنف. وقصدته علماء الأمصار. واتفقت على فضله الأسماع والأبصار. وغالت تلك الدولة في قيمته. واستمطرت غيث الفضل من ديمته. فوضعته في مفرقها تاجاً. واطلعته في مشرقها سراجاً وهاجاً. وتبسمت به دولة سلطانها الشاه عباس. واستنارت بشموس آرائه عند اعتكار حنادس الباس. فكان لا يفارقه سفراً وحضراً. ولا يعدل عنه سماعاً ونظراً. إلى أخلاق لو مزج بها البحرين لعذبا طعماً. وآراء لو كحلت به الجفون لم يلف أعمى. وشيم هي في المكارم غرر وأوضاح. وكرم بارق جوده لشائمة لامع وضاح. تتفجر بنا بيع السماح من نواله. ويضحك ربيع الأفضال من بكاء عيون أمواله. وكانت له دار مشيدة البنا. رحيبة الفنا. يلجأ إليها الأيتام والأرامل. ويفد عليها الراجي والآمل. فكم مهد بها وضع. وكم طفل بها رضع. وهو يقوم بنفقتهم بكرةً وعشياً. ويوسعهم من جاهه حناباً مغشياً مع تمسكه بالعروة الوثقى. وايثار الآخرة على الدنيا والآخرة خير وأبقى. ولم يزل آنفاً من الأنجاس إلى سلطان. راغباً في الغربة عازفاً عن الأوطان. يؤمل العود إلى السياحة. ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة. فلم يقدر له حق وافاه حمامه. وترنم على أفنان الجنان حمامه. أخبر في بعض الثقات الأصحاب أن الشيخ رحمه الله قصد قبيل وفاته زيارة المقبل. في جمع من الأجلاء الأكابر. فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه. إني سمعت شيئاً فهل منكم من سمعه. فأنكروا سوآله. واستغربوا مقاله. وسألوه عما سمعه فأوهم. وعمي في جوابه وأبهم. ثم رجع إلى داره فأغلق بابه. ولم يلبث أن أهاب به داعي الردى فأجابه. وكانت وفاته لاثنتى عشرة خلون من شوال المبارك سنة إحدى وثلاثين وألف بأصبهان ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية. على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية. ومن مصنفاته التفسير المسمى بالعروة الوثقى. والتفسير المسمى بعين الحياة. والحبل المتين. ومشرق الشمسين. وشرح الأربعين. والجامع العباسي فارسي. ومفتاح الفلاح. وزبدة في الأصول. والرسالة الهلالية. والاثنى عشريات الخمس. وخلاصة الحساب. والمخلاه. والكشكول. وتسريح الأفلاك. والرسالة الأسطرلابيه. وحواشي الكشاف. وحاشية علي البيضاوي. وحاشية على خلاصة الرجال. ودراية الحديث. والفوائد الصمدية. في علم العربية.
والتهذيب في النحو. وحاشية في الفقه. وغير ذلك من الفوائد المختصرة. والفوائد المحررة. وأما أدبه فالروض المتارج أنفاسه. المتضوع بنثره ونظمه وورده وآسه. المستعذب قطافه وجناه. والمستظرف لفظه ومعناه. وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق خلق الانسان علمه البيان. ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد الأعناق. فمن العقيان نثره هذه الرسالة الغريبة لفظاً ومعنى. البديعة ربعاً ومغنى المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني. إلى قرية الاقليم اللساني. فتلبس هناك ملابس الحروف. وتتوجه تلاء مدين الأعلام من الطريق المعروف. وسيرها على نوعين أما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين. والهوات المترنمين. إلى أمصار أصماخ السامعين. وأما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد. لابسة للسواد. فتسير في مراحل أنامل الكاتبين. إلى مداد أعين الناظرين وإذا وصلت بالسير الأول إلى سبا بلقيس السامعة. وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصره. عطفت عنان التوجه من عوالم الظهور. والانجلاء بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء. حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين. وحلت في مانوسات مشاعر الناظرين. نزعت ملابسها الجزئية. فتجردت عن ملابسها الهيولانية. وسكنت في مواطنها القلبية. ورجعت بعد قطع تلك المسالك. إلى ما كانت عليه قبل ذلك. كما بدأكم تعودون. وإلى ما كنتم عليه تؤبون. انزل مقامك فهو أول موطن. سافرت منه إلى جهات العالمتهذيب في النحو. وحاشية في الفقه. وغير ذلك من الفوائد المختصرة. والفوائد المحررة. وأما أدبه فالروض المتارج أنفاسه. المتضوع بنثره ونظمه وورده وآسه. المستعذب قطافه وجناه. والمستظرف لفظه ومعناه. وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق خلق الانسان علمه البيان. ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد الأعناق. فمن العقيان نثره هذه الرسالة الغريبة لفظاً ومعنى. البديعة ربعاً ومغنى المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني. إلى قرية الاقليم اللساني. فتلبس هناك ملابس الحروف. وتتوجه تلاء مدين الأعلام من الطريق المعروف. وسيرها على نوعين أما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين. والهوات المترنمين. إلى أمصار أصماخ السامعين. وأما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد. لابسة للسواد. فتسير في مراحل أنامل الكاتبين. إلى مداد أعين الناظرين وإذا وصلت بالسير الأول إلى سبا بلقيس السامعة. وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصره. عطفت عنان التوجه من عوالم الظهور. والانجلاء بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء. حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين. وحلت في مانوسات مشاعر الناظرين. نزعت ملابسها الجزئية. فتجردت عن ملابسها الهيولانية. وسكنت في مواطنها القلبية. ورجعت بعد قطع تلك المسالك. إلى ما كانت عليه قبل ذلك. كما بدأكم تعودون. وإلى ما كنتم عليه تؤبون. انزل مقامك فهو أول موطن. سافرت منه إلى جهات العالم ومنه قوله سانحه قد تهب من عالم القدس. نفحة من نفحات الانس. على قلوب أصحاب العلائق الدينية. والعلائق الدنيوية. فتقطر بذلك مشام أرواحهم. وتجري روح الحقيقة في رميم أشباحهم. فيدركون قبح الأنفاس الجسمانية. ويذعنون بخساسة الانتكاس في مهاوي القيود الهيولانية. فيميلون إلى سلوك مسالك الرشاد. وينتبهون من نوم الغفلة عن البداء والمعاد. لكن هذا التنبه سريع الزوال ورحى الاضمحلال فيا ليته يبقى إلى حصول جذبة الهية تميط عنهم أدناس عالم الزور. وتطهرهم من أرجاس دار الغرور. ثم إنهم عند زوال تلك النفحة القدسية. وانقضاء هاتيك النسمة الانسية يعودون إلى الانعكاس. في تلك الأدناس. فيتأسفون على ذلك الحال. الرفيع المنال وينادي لسان حالهم بهذا المقال. إن كانوا من أصحاب الكمال
تيرى زدى وزخم دل اسوده شدازان. هان أي طبيب خست ولان مرهم ذكر وقوله سانحه قد جرى ذكري يوماً من الأيام في بعض المجالس العالية. والمحافل السامية. فبلغني أن بعض الحضار ممن يدعى الوفاق. وعادته النفاق. ويظهر الوداد. ودأبه العناد. جرى في ميدان البغي والعدوان. وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان. ونسب إلي من العيوب ما لم تزل فيه. ونسي قوله تعالى أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه. فلما علم أني علمت بذلك. ووقفت على سلوكه في تلك المسالك. كتب إلي رقعة طويلة الذيل. مشحونة بالندم والويل. يطلب فيها الرضا. ويلتمس الاغماض عما مضى. فكتبت إليه في الجواب. جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب. وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب. فقد روينا عن سيد البشر. والشفيع المشفع في المحشر. أنه قال يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيآته في كفة فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فيقول عز وجل هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي. أن أشكر ما أسديته من النعم إلي. فكثر الله خيرك. وأجزل مبرك. مع أني لو فرضت أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان. ووجهتني بالوقاحة والعدوان. ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً مقيماً على سوء صناعتك سراً وجهاراً. ما كنت أقابلك إلا بالصفح والصفاء ولا أعاملك إلا بالمودة والوفاء. فإن ذلك من أحسن العادات. وأتم السعادات. وإن بقية مدة الحياة أعز من أن تصرف في غير تدارك ما فات. وتتمة هذا العمر القصير. لا تسمع مؤاخذة أحد على التقصير. ومن شعره قوله وقد سأله بعض سادات عصره القول على قصيدة له رثى بها والده مطلعها
جارتي كيف تحسنين ملامي
…
أيداوي كلم الحشا بكلام
فقال رحمه الله تعالى وأجاد
خلّياني ولوعتي وغرامي
…
يا خليلي واذهبا بسلامي
قد دعاني الهوى فلباه لبى
…
فدعاني ولا تطيلا ملامي
إن من ذاق نشوة الحب يوماً
…
لا يبالي بكثرة اللوامي
خامرت خمرة المحبة عقلي
…
وجرت في مفاصلي وعظامي
فعلي الحلم والوقار صلاة
…
وعلى العقل ألف ألف سلام
هل سبيل إلى وقوف بوادي
…
الجزع يا صاحبيّ أو المام
أيها السائر الملح إذا ما
…
جئت نجداً فعج بوادي الخزام
وتجاوز عن ذي المجاز وعرج
…
عادلاً عن يمين ذاك المقام
وإذا ما بلغت حزوي فبلغ
…
جيرة الحيّ يا أخيّ سلامي
وانشدن قلبي المعنى لديهم
…
فلقد ضاع بين تلك الخيام
وإذا ما رقوا لحالي فسلهم
…
أن يمنوا ولو بطيف منام
يا نزولاً بذي الاراك إلى كم
…
تنقضي في فراقكم أعوامي
ما سرت نسمة ولا ناح في الدوح
…
حمام إلا وحان حمامي
أين أيامنا بشرقي نجد
…
يا رعاها الآله من أيامي
حيث غصن الشباب غض ورو
…
ض العيش قد طرزته أيدي الغمام
وزماني مساعد وأيادي الل
…
هو نحو المنى تجر زمامي
أيها المرتقي ذرى المجد فرداً
…
والمرجى للفادحات العظام
يا حليف الندى الذي دمعت ف
…
يه مزايا تفرقت في الأنام
نلت في ذروة الفخار محلاً
…
عسر المرتقي عزيز المرام
نسب طاهر ومجد أثيل
…
وفخار عال وفضل سام
قد قرنّا مقالكم بمقال
…
وشفعنا كلامكم بكلام
ونظمنا الحصى مع الدر في سم
…
ط وقلنا العبير مثل الرغام
لم أكن مقدماً على ذا ولكن
…
كان طوعاً لأمركم أقدامي
عمرك الله يا نديمي أنشد
…
جارتي كيف تحسنين ملامي
وقوله أيضاً.
أحبتنا أن البعاد لقتّال
…
فهل حيلة للقرب منكم فنحتال
أفي كل آت للتنائي نوائب
…
وفي كل حين للتناجي أحوال
أيا دارنا بالاثل لا زال هامياً
…
بريعك مسكى الغلالة هطال
ويا جيرتي طال البعاد فهل أرى
…
يساعدني في القرب حظ واقبال
وهل يسعف الدهر الخؤون بزورة
…
على رغم أيامي بها يسعد البال
خليلي قد طال المقام على القذى
…
وحال على ذي الحال يا قوم أحوال
يمر زماني بالأماني وينقضي
…
على غير ما أبغي ربيع وشوال
إلى كم أرى في مربع الذل ثاوياً
…
وفي الحال أخلال وفي المال أقلال
ونجمي منجوس وذكري خامل
…
وقدري منحوس وجدي بطال
فلا ينعشن قلبي قريضاً أصوغه
…
ولا يشرحن صدري فعول وفعلال
ولا ينعمن بالي بعلم أفيده
…
ومعضلة فيها غموس وأشكال
أميط جلابيب الخفا عن رموزها
…
لترفع أستار ويذهب أعضال
ويلمع نور الحق بعد خفائه
…
فيهدي به قوم عن الحق ضلال
سأغسل رجس الذل عني بنهضة
…
يقل بها حل ويكثر ترحال
واركب متن البيد سير إلى العلى
…
وما كل قوال إذا قال فعال
اقنع بالمر النقيع وأرتوي
…
وبالقرب مني سلسبيل وسلسال
إذا لا مدت بالسماحة راحتي
…
ولا ثار لي يوم الكريهة قسطال
ولا همّ قلبي بالمعالي ونيلها
…
ولا كان لي عن موقف الذل أجفال
وقال يرثي والده الشيخ العلامة حسين بن عبد الصمد وقد توفى بالمصلي من قرى البحرين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة عن ست وستين سنة وشهرين وسبعة أيام ومولده أول يوم من محرم سنة ثمانية عشر وتسعمائة
قف بالطلول وسلها أين سلماها
…
وروّ من جرع الأجفان جرعاها
وردد الطرف في أطراف ساحتها
…
وأرج الروح من أرواح أرجاها
فإن يفتك من الأطلال مخبرها
…
فلا يفوتنك مرآها ورياها
ربوع فضل تباهي التبر ترتبها
…
ودار أنس تخال الدر حصباها
عدا على جيرة حلواً بساحتها
…
صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها
بدور تم غمام الموت جللها
…
شموس فضل سحاب الترب غشاها
فالمجد يبكي عليها جازعاً أسفاً
…
والدين يندبها والفضل ينعاها
يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت
…
ما كان أقصرها عمراً وأحلاها
أوقات أنس قضيناها فما ذكرت
…
إلا وقطع قلب الصب ذكراها
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجراً
…
واها لقلبي المعنى بعدكم واها
رعياً لليلات وصل بالحمى سلفت
…
سقيا لأيامنا بالخيف سقياها
لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت
…
أركانه وبكم ما كان أفواها
وخر من شامخات العلم أرفعها
…
وأنهد من باذخات العلم أرساها
يا ثاوياً بالمصلي من قرى هجر
…
كسيت من حلل الرضوان أصفاها
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت
…
ثلاثة كن أمثالاً وأشباها
ثلاثة أنت أنداها وغرزها
…
جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها
حويت من درر العلياء ما حويا
…
لكن درك أعلاها وأغلاها
يا أعظما وطئت هام السهى شرفاً
…
سقاك من ديم الوسمى أسماها
ويا ضريحاً على فوق السماك على
…
عليك من صلوات الله أزكاها
فيك انطوى من شموس الفضل أضوءها
…
ومن معالم دين الله أسناها
ومن شوامخ أطواد الفتوة أرسا
…
ها وأرفعها قدراً وأبهاها
فاسحب على الفلك إلا على ذيول على
…
فقد حويت من العلياء أعلاها
عليك منا سلام كلما صدحت
…
على غصون أراك المدح ورقاها
وقال وكتب إلى والده وهو بالهراة سنة تسع وسبعين وتسعمائة
يا ساكني أرض الهراة أما كفى
…
هذا العراق بلى وحق المصطفى
عودوا علي فربع صبري قد عفى
…
والجفن من بعد التباعد ما غفا
وخيالكم في بالي
…
والقلب في بلبال
إن أقبلت من نحوكم ريح الصبا
…
قلنا لها أهلاً وسهلاً مرحباً
وإليكم قلب المتيم قد صبا
…
وفواقكم للروح منه قد سبا
والقلب ليس بخالي
…
من حب ذات الحال
يا حبذا ربع الحمى من مربع
…
فغزاله شب الفضا في أضلعي
لم أنسه يوم الفراق مودعي
…
بمدامع تجري وقلب موجع
والصب ليس بسال
…
عن ثغره السلسال
وله
إن هذا الموت يكرهه
…
كل من يمشي على الغبرا
وبعين العقل لو نظروا
…
لراوه الراحة الكبرى
وله
ومايسة الأعطاف تستر وجهها
…
بمعصمها لله كم هتكت سترا
أرادت لتخفي فتنة من جمالها
…
بمعصمها فاستأنفت فتنة أخرى
وله
وثقت بعفو الله عني في غد
…
وإن كنت أدري أنني المذنب العاصي
وأخلصت حبي في النبي وآله
…
كفى في خلاصي يوم حشري اخلاصي
ومن نظمه الذي سماه رياض الأرواح
ألا يا خائضاً يجر الأماني
…
هداك الله ما هذا التواني
أضعت العمر عصياناً وجهلاً
…
فمهلاً أيها المغرور مهلا
مضى عمر الشباب وأنت غافل
…
وفي ثوب العمى والغيّ رافل
إلى كم بالبهائم أنت هائم
…
وفي وقت الغنائم أنت نائم
وطرفك لا يرى إلا طموحاً
…
ونفسك لم تزل أبداً جموحا
وقلبك لا يفيق عن المعاصي
…
فويلك يوم يؤخذ بالنواصي
بلال الشيب نادى في المفارق
…
بحى على الذهاب وأنت غارق
ببحر الاثم لا تصغي لواعظ
…
وإن أطرى وأطنب في المواعظ
وقلبك هائم في كل واد
…
وجهلك كل يوم في ازدياد
على تحصيل دنياك الدنيه
…
مجداً في الصباح وفي العشيه
وجهد المرء في الدنيا شديد
…
وليس ينال منها ما يريد
وكيف ينال في الأخرى مرامه
…
ولم يجهد لمطلبها فلامه
اشارة إلى حال من صرف العمر في جمع الكتب وادخارها
على كتب العلوم صرفت مالك
…
وفي تصحيحها أتعبت بالك
وأنفقت البياض مع السواد
…
إلى ما ليس ينفع في المعاد
تظل من المساء إلى الصباح
…
تطالعها وقلبك غير صاح
وتصبح مولعاً من غير طائل
…
بتحرير المقاصد والدلائل
وتوضيح الخفا في كل باب
…
وتوجيه السؤال مع الجواب
لعمري قد أضلتك الهداية
…
ضلالاً ماله أبداً نهاية
وبالمحصول حاصلك الندامة
…
وحرمان إلى يوم القيامة
وتذكره المواقف والمراصد
…
تسد عليك أبواب المقاصد
فلا تنجى النجاة من الضلالة
…
ولا يشفى الشفاء من الجهالة
وبالارشاد لم يحصل رشاد
…
وبالتبيان ما بان السداد
وبالايضاح أشكلت المدارك
…
وبالتوضيح ما اتضح المسالك
وبالتلويح ما لاح الدليل
…
وبالتوضيح ما اتضح السبيل
صرفت خلاصة العمر العزيز
…
على تنقيح أبحاث الوجيز
بهذا النحو صرف العمر جهل
…
فقم واجهد فما في الوقت مهل
ودع عنك الشروح مع الحواشي
…
فهن على البصائر كالغواشي
اشارة إلى نبذة من حال من تصدى للتدريس في زماننا هذا
مرادك أن ترى في كل يوم
…
وبين يديك قوم أي قوم
كلاب عاديات بل ذئاب
…
ولكن فوق أظهرهم ثياب
إذا ما قلت اصغوا للمقال
…
وإن حدثت بالأمر المحال
فليس لهم جميعاً من بضاعه
…
سوى سمعاً لمولانا وطاعه
وإن شمرت عن ساق الافادة
…
جلست لهم على عالي الرفاده
فأسست السؤال لمن تكلم
…
ودلست الجواب لكي يسلم
وقررت المسائل والمطالب
…
ولست بذا لوجه الله طالب
وسقت لهم كلاماً في كلام
…
وقلبك من ظلام في ظلام
وإن ناظرت ذا نظر دقيق
…
وفكر في مطالبه عميق
عدلت به عن النهج القويم
…
وزغت عن الصراط المستقيم
تكابره على الحق الصريح
…
فإن ناجاك في نقل الصحيح
طفقت تروغ عن نهج السبيل
…
وتقدح في الكلام بلا دليل
وأولت المراد من العبارة
…
بتأويل كثلج في خيارة
وعبت أئمة قالوا بذاك
…
وفي تجهيلهم فغرت فاكا
وأزعجت العظام الدارسات
…
وبعثرت القبور الطامسات
لئن لم ترتدع عن ذي الظلامة
…
فبئس الحال حالك في القيامة
ومن نظمه الذي سماه سوانح سفر الحجاز
يا نديمي ضاع عمري وانقضى
…
قم لاستدراك وقت قد مضى
واغسل الأدناس عني بالمدام
…
واملأ الأقداح منها يا غلام
واسقني كاساً فقد لاح الصباح
…
والثريا غربت والديك صاح
زوج الصبا بالماء الزلال
…
واجعلن عقلي لها مهراً حلال
هاتها من غير مهل يا نديم
…
خمرة يحيى بها العظم الرميم
بنت كرم تجعلن الشيخ شاب
…
من يذق منها عن الكونين غاب
خمرة من نار موسى نورها
…
دنها قلبي وصدري طورها
قم فلا تمهل فما في العمر مهل
…
لا تصعب شربها فالأمر سهل
قل لشيخ قلبه منها نفور
…
لا تخف فالله تواب غفور
يا مغني إن عندي كل غم
…
قم فألق الناي فيما بالنغم
غنّ لي دوراً فقد دار القدح
…
والصبا قد صاح والقمري صدح
واذكرن عندي أحاديث الحبيب
…
إن عيشي بسواها لا يطيب
واحذرن عندي أحاديث الفراق
…
إن ذكر البعد مما لا يطاق
روحن روحي بأشعار العرب
…
كي يتم الأنس فينا والطرب
وافتتح منها بنظم مستطاب
…
قلته في بعض أيام الشباب
قد صرفنا العمر في قيل وقال
…
يا نديمي قم فقد ضاق المجال
ثم أطربني بأشعار العجم
…
واطردن همّاً على قلبي هجم
قم وخاطبني بكل الألسنة
…
على قلبي ينتبه من ذي السنة
إنه في غفلة عن حاله
…
خابط في قيله مع قاله
كل آن وهو في قيد جديد
…
قائلاً من جهله هل من مزيد
تائه في الغي قد ضل الطريق
…
قط من سكر الهوى لا يستفيق
عاكف دهراً على أصنامه
…
تهزاء الكفار من اسلامه
كم أنادي وهو لا يصغي التناد
…
يا فؤادي يا فؤادي يا فؤاد
يا بهائي اتخذ قلباً سواه
…
فهو يا معبوده إلا هواه
ومنه أيضاً
قد صرفنا العمر في قيل وقال
…
يا نديمي قم فقد ضاق المجال
واسقني تلك المدام السلسبيل
…
إنها تهدي إلى خير السبيل
واخلع النعلين يا هذا النديم
…
إنها نار أضاءت للكليم
هاتها صهباء من خمر الجنان
…
دع كؤوساً واسقنيها بالدنان
ضاق وقت العمر عن آلاتها
…
هاتها من غير عصر هاتها
قم أزل عني بها رسم الهموم
…
إن عمري ضاق في علم الرسوم
أيها القوم الذي في المدرسة
…
كلما حصلتموه وسوسة
فكركم إن كان في غير الحبيب
…
ما لكم في النشاة الأخرى نصيب
فاغسلوا بالراح عن لوح الفؤاد
…
كل همٍ ليس ينحى في المعاد
ومنه أيضاً
كان في الأكراد شخص ذو سداد
…
أمه ذات اشتهار بالفساد
لم تخيب من نوال راغباً
…
لم تمانع عن وصال طالبا
دارها مفتوحة للداخلين
…
رجلها مرفوعة للفاعلين
هي مفعول بها في كل حال
…
فعلها تمييز أفعال الرجال
كان ظرفاً مستقراً وكرها
…
جاء زيد قام عمرو ذكرها
جاءها بعض الليالي ذوامل
…
فاعتراها الابن في ذاك العمل
شق بالسكين فوراً صدرها
…
في محاق الموت أخفى بدرها
مكن الغيلان من أحشائها
…
خلص الجيران من فحشائها
قال بعض القوم من أهل المرام
…
لم قتلت الأم يا هذا الغلام
قال قتل المرء أولى يا فتى
…
إن قتل الأم شيء ما أتى
قال يا قوم اتركوا هذا العتاب
…
إن قتل الأم أولى بالصواب
كنت لو أبقيتها فيما تريد
…
كل يوم قاتلاً شخصاً جديد
إنها لو لم تذق حد الحسام
…
كان شغلي دائماً قتل الأنام
أيها الماسور في قيد الذنوب
…
أيها المحروم من سر الغيوب
أنت في أسر الكلاب العاوية
…
من قوى النفس الكفور الجانية
كل صبح مع مساء لا تزال
…
مع دواعي النفس في قيل وقال
كل داع حية ذات التقام
…
فل مع الحيات كم هذا المقام
إن تكن من لسع ذي تبغى الخلاص
…
أو ترد من عض هاتيك المناص
فاقتل النفس الكفور الجانية
…
قتل كرديّ لأم زانية
أيها الساقي أدر كاس المدام
…
واجعلن في دورها عيش المدام
خلص الأرواح من قيد الهموم
…
أطلق الأشباح من أسر الغموم
فالبهائي الحزين الممتحن
…
من دواعي النفس في أسر المحن
وله
لا يغرنك من المرء رداء رقعه
…
وقميص فوق ساق الكعب منه رفعه
وجبين لاح فيه أثر قد قلعه
…
أره الدرهم تعرف غيه أو ورعه
وله وكتب به إلى والده من قزوين وهو بالهراة
بقزوين جسمي وروحي ثوت
…
بأرض الهراة وسكانها
فهذا تغرب عن أهله
…
وتلك أقامت بأوطانها
ومن دو بيتاته
يا بدر دجى خياله في بالي
…
مذ فارقني وزاد في بلبالي
أيام نواك لا تسل كيف مضت
…
والله مضت بأسوء الأحوال
وقوله
يا عاذل كم تطيل في عتابي
…
دع لومك وانصرف كفاني ما بي
لا اللوم إذا همت من الشوق على
…
قلب ما ذاق فرقة الأحباب
وقوله
كم بت من المسا إلى الاشراق
…
في فرقتكم ومطر بي أشواقي
والهمّ منادمي ونقلي سهري
…
والدمع مدامتي وجفني الساقي
وقوله
يا قوم إلى مكة هذي أنا ضيف
…
ذي زمزم ذي منى وهذاك الخيف
كم أعرك عيني لاستيقن هل
…
في اليقظة ما أراه أم هذا طيف
وقوله
أهوى قمراً أسلمني للبلوى
…
ما عنه لقلبي المعنى شكوى
كم جئت لأشتكي فمذ أبصرني
…
من لذة قربه نسيت الشكوى
وقوله
يا بدر دجى بوصله أحياني
…
إذ زار وكم بهجره أفناني
بالله عليك عجلن سفك دمي
…
لا طاقة لي بليلة الهجران
وقوله
لما نظر الجسم نحيفاً نهكاً
…
من فرقته رق لضعفي وبكي
وارتاح وقال لي أما قلت لكا
…
ما يمكنك الفراق ما يمكنكا
وقوله
يا بدر دجى فراقه الجسم أذاب
…
قد ودعني فغاب صبري إذ غاب
تالله عليك أي شيءٌ قالت
…
عيناك لقلبي المعنى فأجاب
والثاني من قول الأول