الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن هم قد جنوا عمداً وجهلاً
…
وما راعوا وما طلبوا اعتذارا
فإن البدر لا يشنيه شيء
…
من العجما صباحاً أو جؤارا
وأنت على أذاهم ذو اقتدار
…
على أن لا تسامي أو تباري
فطب نفساً فكلهم ذليل
…
لعزتك اختياراً واضطرارا
وللسيد المذكور أيضاً
ومالي والهم الذي أنا حامل
…
ولي صلة من لطف ربي وعائد
إذا عادة الله التي أنا آلف
…
تذكرتها هانت عليّ الشدائد
فلا تتقي هولاً وارهب طارفاً
…
ولي ثقة بالله ما قام عابد
وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري له قال كتب إلي وقد طلبت منه شرح النهج لابن أبي الحديد في بيتين من الشعر
أتاني نظمك المنضود يمشي
…
من الاحسان في ثوب جديد
ووافى جوهري اللفظ لطفاً
…
ومعنى صيغ من درّ نضيد
سمحت بذاك وهو أجل قدراً
…
لأن يأتيك بابن أبي الحديد
ربحنا في التجارة وارتضينا
…
لطيف الدر عن ثقل الحديد
قال فراجعته بقولي
أخا الهيجاء ذا الرأي السديد
…
غياث الملتجي مأوى الطريد
طويل الباع في كسب المعالي
…
بسيط الفضل كالبحر المديد
أتاني منك نظم فوق طرس
…
كدر زان في نجر وجيد
فما أبصرت بيتاً منه إلا
…
وقلت بأنه بيت القصيد
فشعرك يعجز الشعراء عنه
…
ونثرك مخجل لابن العميد
وقد حزت المعاني كالمعالي
…
وقت بها على جمع عديد
فلا زالت بك الأيام تزهو
…
وجاهك كل يوم في مزيد
قال وكتب أيضاً
صوغ القريض على اختلاف رجاله
…
ما بين حصباً لا تعد وجوهر
وإذا أردت بأن تفوز بدرة
…
نظماً فخذه من صحاح الجوهري
السيد محمد بن أحمد
بن الامام حاكم بندر المخا سابقاً
رأيت منسوباً إليه في بعض الدفاتر بيتين دلا على إن حسام أدبه مرهف باتر وهما قوله
شبهت نرجسة وافى إليّ بها
…
خلي وقد جئت في التشبيه بالعجب
كف من الفضة البيضاء ساعدها
…
زمرد حملت كأساً من الذهب
قلت حق له التصديق ووجب
…
فقد جاء في التشبيه بالعجب
السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف
كتب إلى السيد زيد بن علي المقدم الذكر قوله
يا غائبين وفي قلبي محلهم
…
وعاتبين لبعد العهد بالكتب
وصفي لشوقي محال أن أسطره
…
فالشوق نار وأقلامي من القصب
فأجابه الشيخ أحمد الجوهري عن ذلك
الشوق نار له الأقلام عاجزة
…
عن أن تسطره في الصحف والكتب
لكن معجز قلبي قد أثار هوى
…
مؤلفاً بين نار الشوق والقصب
السيد محمد بن عبد القادر
المقاطعجي اليمني
أحد سحرة القريض. ومقتطفي نور روضه الأريض. نطق عن لسان الاحسان. ونثر من البلاغة رفرفها الخضر وعبقريها الحسان. إلى مجد ونسب. ومنطق يملك الأسماع إذا مدح أو نسب. وله ديوان يشتمل على غرر وقلائد. وفرائد تحسدها عقود الولائد وقفت عليه فاخترت منه قوله من قصيدة يمتدح بها السيد الحسن بن الامام القاسم أخا الامام محمد المؤيد ملك اليمن ويهنيه بعيد الفطر أولها
ألام هلال لاح أم نون حاجب
…
بدا بجبين الأفق في ليلة الفطر
أم العيد من صافي اللجين بخنجر
…
تمنطق أم سيفاً تقلد من تبر
أقوس لملك الغرب صيغ بعسجد
…
وعلق موتوراً على قصره الدري
أم الكأس ساقي القوم ليلاً أدارها
…
ليسقى النداما قهوة العيد كالخمر
أشكل سوار ذاك أم شق دملج
…
بساعد ليلي بأن في غرة الشهر
أم الغادة الحسناء خلخال ساقها
…
ابانته للعشاق من كوة القصر
توهمت ليس الأمر ما قد ذكرته
…
وشبهت والتشبيه يحسن في الشعر
وما هو إلا هيكل في قلادة
…
على طوق ملك قلد الملك بالفخر
هو السيد المعروف معروف جوده
…
ومن كفه بالغيث تزري وبالبحر
هو الحسن الأخلاق والأسم من سما
…
بهمته قدراً على فلك النسر
هزبر الوغى ليث الشري ضيغم العدى
…
مؤيد أعلام المؤيد بالنصر
خضم الندى من في أكف عطائه
…
زمام الغني المغني لراجيه باليسر
أتحسب إن السحب يمطر صيباً
…
وإن بطون البحر تقذف بالدر
وما ذاك إلا أن نائل جوده
…
أنال سحاب الغيث فانهل بالقطر
وما الدر إلا أن نيسان كفه
…
حشا البحر حتى عاد فيضاً إلى البر
وما أحمر شفاف اليواقيت مشرقاً
…
فأصبح منظوم العقود على النحر
ولكنه من نار غيظ حيائه
…
توقد حتى صار في شعلة الجمر
وما انفتحت أكمام روض وعطرت
…
بنفحتها الآفاق بالنور والزهر
ولكنه أخلاقه الغر أثرت
…
وفيها سرت طيباً ففاح شدي النشر
وما غردت في الأيك يوماً حمامة
…
ولا ناح من شوق به صادح القمري
ولكنها تدعو الإله تضرعاً
…
ليبقى له ملك الولاية في القطر
وما اكتسب البدر المنير ضياءه
…
من الشمس لما لاح في ليلة البدر
ولكن لاحت من محياه لمعة
…
فعمته بالأنوار في عالم الأمر
وما البرق إلا لمحة من حسامه
…
إذا شمته في الجو يلمع أو يسري
ولا ساعقات الجو إلا قواطع
…
بأحكامه ان نقدتها يد القهر
وقائعه تنبي اللبيب بشأنه
…
وأخباره تهدي التحير للفكر
هذا ما وقع عليه الاختيار منها وقد شبه الهلال في أولها بعشرة أشياء قال الصفدي وقد جمع بعض الأفاضل في أولها تشبيه الهلال ما يقارب السبعين قلت وجمع الشيخ جمال الدين بن نباتة جملة منها في قصيدته الرائية التي مدح بها الملك المؤيد صاحب حماه التي أولها قوله
يا شاهر اللحظ حبي فيك مشهور
…
وكاسر الجفن قلبي منك مكسور
فإنه هناه فيها بعيد الفطر واستطرد فيها إلى تشبيه الهلال فقال
كان شكل هلال العيد في يده
…
قوس على مهج الأعداء موتور
أو مخلب مده نسر السوء لهم
…
فكل طائر قلب منه مذعور
أو منجل لحصاد الصوم منعطف
…
أو خنجر مرهف الحدين مطرور
أو فصل تبر أجادت في هديته
…
إلى جواد ابن أيوب المقادير
أو راكع الظهر شكراً في الظلام إلى
…
من فضله في السماء والأرض مشكور
أو زورق جاء فيه العيد منحدراً
…
حيث الدجى كعباب البحر مسجور
أولاً فقل شفة للكأس مائلة
…
تذكر العيش إن العيش مذكور
أولاً فنصف سوار قام يطرحه
…
كف الدجى حين عمته التباشير
أولاً فقطعة قيد فك عن بشر
…
أخنى الظلام عليه فهو مأسور
أولاً فمن رمضان النون قد سقطت
…
لما مضى وهو من شوال محصور
وزاد على ذلك فخر الدين بن مكانس في ارجوزته المشهورة التي سماها عمدة الحرفا. وقدوة الظرفا. فقال يصف ليلة أنس
يا طيبها من ليلة لو أنها طويلة
…
ساعاتها قصار وكلها أنوار
بدا بها الهلال يزينها الجمال
…
من جانب الغمامه كالحب في العمامه
ولمعة السراج والصدع في الزجاج
…
وجانب المرآة والنصل في الفلاة
أو كشفاه الأكوس والحاجب المقوس
…
قلت له حين وفا ورق لي وانعطفا
كغصن بان أعوج والفخ أو كالدملج
…
معوجاً كالنون وهيئة العرجون
يشبه طوق الدره في الصحو بين الخضره
…
يا صفوة الأقمار يا مبدأ الأنوار