الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأنت لها ابن وأنت لها أب
…
وأنت لها صنو وأنت الأقارب
كذاك عشقت العلم والجود والتقى
…
وللناس فيما يعشقون مذاهب
قذفت لنا يا أيها البحر موجةً
…
من النظم في أثنائها الدر راسب
وكلفتني حالاً محالاً بأنني
…
أعارض دراً لم يثقبه ثاقب
فلم أستطع خلفاً لأمرك أنه
…
لأمر على كل البرية واجب
فكنت كمن قد عارض الدر بالحصى
…
فها أنا بالتقصير طبعي أحاسب
وحسبي عذيراً إنني لك طابع
…
كما أن حسبي إنني فيك راغب
ولا زلت في روض من العيش ناضر
…
إلى دارك العليا تؤب الرغائب
وله مؤرخاً الدار التي بنيت لسكناه بالديار الهنديه
يا من له دار المكارم ساميه
…
من عهد آدم في القرون الخاليه
لك بيت فضل لا يحاكى رفعة
…
فبنيت داراً للنواظر حاكيه
شيدتها وسمائها حتى غدت
…
للسبع ثامنة فصرن ثمانيه
حاشا لفضلك أن يساميه بنا
…
ولبيت مجدك أن تنال أعاليه
هذا البيت ملحون القافية إذ صوابها أعاليه بسكون اليا لأنها في محل الرفع على أنها مفعول ما لم يسم فاعله
لن تبن قبل وبعد دار مثلها
…
ولو أن أفلاك الزمان البانيه
طيبت نكهتها فخلنا إنما
…
أجزاؤها من عنبر في غاليه
هذا لسان الحال أبلغ خاطب
…
قد قام ينشد للقصور الساميه
وهب العلى صنو العلى غيث الورى
…
نجل الرسول من المنازل عاليه
هذا البيت أيضاً مختل القافية إذ صوابها عاليها لأن الضمير راجع إلى المنازل
والسعد طاف بركنها مترنماً
…
متغنياً ومن السرور بحاشيه
لما تغالت غبطة في ربها
…
شمس الزمان وذي السجايا الزاهيه
مني اسمعوا وبي اقتدوا تاريخها
…
دار النعيم لأحمد متعاليه
فانعم ولذ وداً لها متملكاً
…
ما دامت الشمس المنيرة جاريه
ولم أر من شعره ما أرضى اثباته غير هذا والله أعلم
القسم الخامس في
محاسن أهل المغرب
وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب
قال المؤلف عفا الله عنه لم أسمع في باب التلميح ومدح هذه الطبقه بأحلى مما حكاه أبو الوليد الشقندي في آخر رسالته التي فضل بر الأندلس فيها على بر العدوه حيث قال وأنا أحكي لك حكاية جرت لي في مجلس الفقيه الرئيس أبي بكر بن زهر وذلك أني كنت يوماً بين يديه فدخل علينا رجل أعجمي من فضلاء خراسان وكان ابن زهر يكرمه فقلت له ما تقول في علماء الأندلس وكتابهم وشعرائهم فقال كبرت. فلم أفهم مقصده واستبردت ما أتى به وفهم عني أبو بكر ابن زهر أني نظرته نظر المستبرد المنكر فقال لي قرأت شعر المتنبي قلت نعم وحفظت جميعه فقال على نفسك اذن فلتفكر وخاطرك بقلة الفهم فلتتهم فذكرني بقول المتنبي
كبّرت حول ديارهم لما بدت
…
منها الشموس وليس فيها شموس
فاعتذرت إلى الخراساني وقلت له قد كبرت في عيني بقدر ما صغرت نفسي عندي حين لم أفهم نيل مقصدك انتهى
أبو العباس أحمد المنصور بالله
بن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب
وابن سلطانه
ملك تفزع منه جرثومة الملك والنبوة. وتدرع جلباب الشرف والمجد والفتوة. فطلع من المغرب بدر على مشرقاً. وراج لعداته بماء حسامه مغصاً مشرقاً. فهو كما قلت فيه. لما بلغني من احتفاله بالفضل وتحفيه.
بدر على مشرقه المغرب
…
ومبدع في مجده مغرب
له مزايا لا تناهي ولا
…
يعرب عن تبيانها المعرب
إلى همة تزاحم الكواكب بالمناكب. وعزمة تغادر جواسق الأعدا كبيوت العناكب. اقتدار لو شاء لامتطى للفلك سناما. وانتضى من لامع البرق حساماً. أو أراد لنصل المريخ لقناته سناناً. وثنى لجموح الدهر بعزماته عناناً. أو أحب لأورد نهر المجرة خيله. وسحب على همم الأفلاك ردنه وذيله. وجاز الجوزاء سمواً. وعبر الشعري العبور علواً. وكرم لو ساجلته البحار لفاضت غيظاً. أو استمدته الثماد لفاضت فيضاً. وأدب أمضى به قلمه كإمضائه حسامه. ومن رأى براعته وشجاعته. قال سبحان من علم باقلم اسامه. فهو متى كتب وخط. فاخرت يراع الخط رماح الخط. على أن لكليهما الحظ منسوب. وفضله باعترافه إلى يمناه محسوب. ويعود الكلام. في نزاع السيوف والأقلام. فغن كلاً منهما يقصم بابر يمنه. إنه الحائز الفخر بمقر يمينه. وإذا رمنا تحقيق الحق لها وإثباته. أحلنا الحكم على رسالة ابن نباته. فهذا قول من الافتنان في المقال. واطلاق للسان القلم من عقال. وماذا أقول في ملك كسر بصيته الأكاسر. وقصر القياصر.
وإن قميصاً خيط من نسج تسعة
…
وعشرين حرفاً عن معاليه قاصر
ولم يزل على سرير الملك سامياً. وغيث نواله على عفاته هامياً. لا يرفع قصر المجد إلا بدعايم الرماح. ولا يسقي رياض الفخر إلا بغمايم الشماح. وليس لبيضه إغماد سوى الطلى. ولا لسمره مراكز غير الكلي. تسعد به الأصحاب والشيع. وتشقى به الروم والصلبان والبيع. لا يدانيه في سمو قدره مدان. حتى أنزل عنه منزل سيف بن ذي يزن من رأسه عمدان. فدجت بعد اشراقها مغاربة. وفلت بعد امضائها مضاربة فبكت عليه ممالكه وجنوده. وخفقت قلوب أوليائه كما كانت تخفق بنوده. وهذه غاية كل ملك ومملوك. ونهاية كل غني وصعلوك. وهذا حين أثبت من فرائد لياليه. ما يعذب لك حلوه ويروقك حاليه فمن ذلك قوله وأجاد
تبدى وزند الشوق تقتدح النوى
…
فتوقد أنفاسي لظاه وتضرم
وهش لتوديعي فأعرضت مشفقاً
…
فلي كبد حري وقلب يقسم
ولولا ثواه بالحشا لأهنتها
…
ولكنها تعزى إليه فتكرم
فاعجب لأساد الشرى كيف أحجمت
…
على أنه ظبي الكناس ويقدم
وقال مورياً.
إن يوماً لناظري قد تبدا
…
فتملى من حسنه تكحيلا
قال
جفني لضؤه لا تلاقٍ
…
إن بيني وبين لقياك ميلاً
وقال في وردة مقلوبة بين يدي محبوبة وهي من أوليات شعره
ووردة شفعت لي عند مرتهني
…
وافت وقد سجدت للفاتر الحدق
كأن خضرتها من فوق حمرتها
…
خال على خده من عنبر عبق
وقال أيضاً.
شادن نم عليه عرفه
…
من خلاصي من سهام كامنه
احلال منه أني خايف
…
وغزالي بعد خوفي أمنه
وقال في ابن حديد المعتزلي شارح نهج البلاغة والفلك الدائر على المثل السائر
لقد أتى صارماً صقيلاً
…
ولم يرث ذاك من بعيد
شديد بأس منى بعادي
…
وشدة البأس للحديد
وقصد بذلك الرد على من قال فيه
لقد أتى بارداً ثقيلاً
…
ولم يرث ذاك من بعيد
فهو كما قد علمت شيءٌ
…
أشهر ما كان في الحديد
ومن نظمه أيضاً قوله مورياً
لله تمر طيب
…
واف على البشر انطوى
يا حسنه مجتمعاً
…
يحلو لنا بلا نوى
ومن بديع التورية بالنوي قول أبي الحسين الجزار وقد أتى مودعاً الصاحب كمال الدين بن أبي جراده عند قصده الرحيل من مصر فاتفق ان صاحب مصر أرسل إلى ابن أبي جراده شيئاً من التمر الذي يؤتى به من أعلى صعيد مصر في المركب المبشر بزيادة النيل على وجه البركة فأمر ابن أبي جرادة أن يقدم ذلك التمر للحاضرين فأكلوا فقال الجزار ارتجالاً
أطعمتنا التمر الذي
…
للبركات قد حوى
لله ما أطيبه
…
لو لم يشبه بالنوى
ومن التورية به قول الشيخ جمال الدين بن نباته أيضاً
عجباً لمثلي ما على
…
نايء الحبيب له قوى
يقوى لنيل الراشقين
…
وليس يقوى للنوى
أخذه الصلاح الصفدي على جاري عادته فقال