المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي - سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر

[ابن معصوم الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌خطبة المؤلف

- ‌الوالد الأمير نظام الدينأحمد بن الأمير محمد معصوم الحسيني ناشر علم. وعلم. وشاهر سيف وقلم

- ‌السيد أحمد بن مسعودبن سلطان مكة المشرفة الشريف حسن بن بركات الحسني نابغة بني حسن. وباقعة

- ‌السيد عماد الدين بن بركاتبن جعفر بن بركات بن أبي غي الحسني رحمه الله تعالى: عماد أبنية المجد

- ‌السيد محمد يحيىبن الأمير نظام الدين أحمد الحسيني

- ‌الامام عبد القادر محيي الدينبن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي

- ‌الإمام زين العابدينبن عبد القادر الطبري الحسني المكي

- ‌الفضل بن عبد الله الطبريخلف ذلك السف. والمعيد من عهد مجدهم ما سلف. الفضل اسمه وسمته. النافحة

- ‌الشيخ حنيف الدينبن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

- ‌السيد عمر بن السيد عبد الرحيمالبصير الحسيني الشافعي المكي

- ‌القاضي جمال الدين بن محمدبن حسن وراز المكي

- ‌الشيخ عبد الملكبن الشيخ جمال الدين العصامى

- ‌الشيخ محمد بن أحمد المنوفيهو جدي لأمي. ومن ملت به من عريق النسب كمي. إمام الأئمة الشافعيه. ورب

- ‌ابنهالقاضي عبد الجواد المنوفي

- ‌القاضي تاج الدين بن أحمدبن إبراهيم المالكي المكي

- ‌الشيخ محمد بن الشيخ أحمدحكيم الملك رحمه الله تعالى

- ‌الملا علي بن الملا قاسمبن نعمة الله الشيرازي المكي

- ‌ابنهشهاب الدين أحمد بن الملا علي

- ‌الشيخ عبد العزيز بن محمد الزمزميالشافعي المكي

- ‌الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني

- ‌الشيخ أحمد بن محمد عليالجوهري المكي

- ‌شهاب الدين أحمد بن الفضلبن محمد باكثير المكي

- ‌الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الشاهد

- ‌الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير

- ‌أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير

- ‌القاضي محمد بن الخليلالإحسائي المكي

- ‌الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري

- ‌الشيخ أحمد بن عبد اللهبن عبد الرؤف المكي

- ‌عفيف الدين عبد الله بن حسينبن جاشل الثقفي

- ‌أبو الفضل بن محمد العقاد المكي

- ‌إبراهيم بن يوسف المهتار المكي

- ‌السيد حسن بن شدقم الحسيني المدني

- ‌ابنهالسيد محمد بن حسنبن شدقم الحسيني

- ‌السيد حسين بن عليبن حسن بن شدقم الحسيني

- ‌السيد محمد بن عبد الله الموسويالمشهور بكبريت المدني

- ‌الخطيب أحمد بن عبد الله البريالحنفي المدني

- ‌الشيخ إبراهيم بن أبي الحسن المدني

- ‌الخطيب محمد بن الخطيب الياس المدني

- ‌أخوهالخطيب عبد الله بن الخطيب الياس

- ‌أخوهالشيخ حسين بن عبد الملك العصامي

- ‌الأديب أبو حميدة المدني

- ‌الشيخ فتح الله بن النحاسنزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ درويش مصطفىبن قاسم الطرابلسي نزيل المدينة المنورة

- ‌الشيخ محمد بن مبارك باكراعالحضرمي محتداً المدني مولداً

- ‌السيد نور الدين عليابن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسن زين الدين الشهيدالشامي العاملي

- ‌سبط الشيخ زين بن الشيخ محمدبن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي

- ‌الشيخ نجيب الدين عليبن محمد بن مكي الشامي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن عليبن أحمد الحرفوشي الحويزي الشامي العاملي

- ‌شيخناالعلامة محمد بن علي بن محمودبن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي

- ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

- ‌الشيخ محمد بن علي الحرالأديب الشامي العاملي

- ‌السيد أحمد الصفديالدمشقي‌‌ الشامي

- ‌ الشامي

- ‌الشيخ حسن بن محمد البوريني

- ‌الشيخ عبد الرحمن العاديمفتي الحنفية بدمشق المحمية

- ‌المولى أحمد بن شاهين الشامي

- ‌الشيخ خضر بن عطاء اللهالموصلي الشامي

- ‌أبو الطيب بدر الدينبن رضى الدين الغري العامري الشامي

- ‌حسين جلبيبن الجزري الشامي

- ‌الأديب عبد اللطيف بن شمس الدينمحمد المنقاري

- ‌الأديب محمد الجوهريالشامي

- ‌الشيخ محمد بن سعيد الكاشنيالدمشقي الصوفي

- ‌أبو الفتح محمد بن حمدبن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ

- ‌الشيخ محمد خضير الدمشقي

- ‌الشيخ فتح الله بن محمودبن بدر الدين البيلوني الحلبي

- ‌الشيخ مصطفى الفرفوري

- ‌الشيخ عرس الدين الحمصيالخليلي

- ‌السيد محمد بن موسىالجوادي الحسني

- ‌فمنهمالشيخ أبو المواهبمحمد بن الشيخ الاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري

- ‌ومنهم ابن أخيهالشيخ أحمد بن زين العابدين‌‌البكري

- ‌البكري

- ‌ومنهم أخو المذكور قبلهلشيخ عبد الرحمن بن زين العابدين

- ‌الشيخ تاج العارفين بن محمدبن أمين الدين

- ‌الشيخ جمال الدين المصري

- ‌الشيخ شرف الدين يحيى الأصيلي

- ‌الشيخ محمد بن أحمد الحثاديالمصري

- ‌بدر الدين حسينالشهير بباشا زاده

- ‌شهاب الدين أحمد الخفاجيالمصري صاحب الريحانة

- ‌السيد محمد وفابن زين العابدين الحسيني المصري

- ‌الشيخ داود الأنطاكيالحكيم المشهور بالبصير

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الامام شرف الدين يحيى الزيدي اليمني

- ‌السيد محمد بن عبد اللهبن الهادي

- ‌السيد حسين بن المطهر اليمني

- ‌السيد حاتم بن السيد أحمد الأهدلالحسيني

- ‌السيد زيد بن علي بن إبراهيمالحجاف

- ‌السيد محمد بن أحمدبن الامام حاكم بندر المخا سابقاً

- ‌السيد إسماعيل بن إبراهيم الحجاف

- ‌السيد محمد بن عبد القادرالمقاطعجي اليمني

- ‌الشيخ عبد الصمد بن عبد اللهباكثير

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن المهديالعقبي اليمني

- ‌الشيخ علي بن حسن المرزوقياليمني

- ‌شهاب الدين أحمد بن محمد الأنسياليمني

- ‌بدر الدين محمد بن سليمانأبو فاضل المرهبي اليمني

- ‌الأديب صارم الدين إبراهيم بن صالحالمهتدي الهندي اليمني

- ‌الميرزا بن الميرزا إبراهيمالهمداني

- ‌الحكيم أبو الحسن بن إبراهيمالطبيب الشيرازي

- ‌الملا فرج الله الشوشتري

- ‌بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني البحراني أنا ابتدى هذا الفصل

- ‌السيد أبو محمد حسين بن حسنبن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني

- ‌السيد أبو عبد الله محمد بن عبد اللهالحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

- ‌ابنهالسيد عبد الله بن محمد البحراني

- ‌السيد ناصر بن سليمانالقاروني البحراني

- ‌السيد عبد الرضا بن عبد الصمدالولي البحراني

- ‌أخوهلسيد أحمد بن عبد الصمد‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌السيد علوي بن إسماعيل

- ‌السيد عبد الله بن السيد حسين‌‌البحراني

- ‌البحراني

- ‌الشيخ داوود بن أبي شافين

- ‌أبو البحر جعفر بن محمد حسنبن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي البحراني العبيدي أحد بني

- ‌السيد أبو الغنايم محمد الحلي

- ‌السيد حسين بن كمال الدينبن الأبرز الحسيني الحلي

- ‌الشيخ عبد علي بن ناصربن رحمه الحوزي

- ‌الشيخ جمال الدين محمدبن عبد الله النجفي المالكي من أولاد مالك الأشتر

- ‌جمال الدين محمد بن عوادالحلي الشهير بالهيكلي

- ‌الشيخ عيسى بن حسينبن شجاع النجفي

- ‌وايراد شيء من نثرهم ونظمهم المطرب

- ‌أبو العباس أحمد المنصور باللهبن أبي عبد الله المهدي القاسم بأمر الله الشريف الحسني سلطان المغرب

- ‌السيد أحمد الحسني المغربي

- ‌السيد علي المغربيالمعروف بالأخضري

- ‌أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي

- ‌الشي أحمد بن محمدالشهير بالمقري المغرب المالكي

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد الشاميالمغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من

الفصل: ‌الشيخ حسين بن شهاب الدينبن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

‌الشيخ حسين بن شهاب الدين

بن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي

طودرسي في مقر العلم ورسخ. خطة الجهل بما خط ونسخ. علا به من حديث الفضل اساده. وأقوى به من الأدب اقواؤه وسناده. رأيته فرأيت منه فرداً في الفضائل وحيداً. وكاملاً لا يجد الكمال عنه محيداً. تحل له الحبي وتعقد عليه الخناصر. أوفي على من قبله وبفضله اعترف المعاصر. يستوعب قماطر العلم حفظاً بين مقروء ومسموع. ويجمع شوارد الفضل جمعاً هو في الحقيقة منتهى الجموع. حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم واحياء مواته. وحرصه على جميع أسبابه وتحصيل أدواته. كتب بخطه. ما يكل لسان القلم عن ضبطه. واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره. فتحكم في الأرواح والأجساد بنهيه وأمره. غير أنه كان كثير الدعوى. قليل العائدة والجدوى. لا تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض. وإذا أصابت فلا تخطي نفوس أولي المرض. فكم عليل ذهب ولم يلف لديه فرج. فأنشد أنا العقيل بلا اثم ولا حرج الناس يلحون الطبيب وإنما غلط الطبيب اصابة المقدور. ومع ذلك فقد طوي أديمه. من الأدب على أغزر ديمه. ومتى انقهقهت لهاة قاله بالشعر. أرخص من عقود اللآلي كل غالي السعر. إلى ظرف شميم وشمائل. تطيب بأنفاسها الصبا والشمائل والمام بنوادر المجون يحلى به حديثه والحديث شجون. ولم يزل ينتقل في البلاد ويتقلب. حتى قدم على الوالد قدوم أخى العرب على آل المهلب. وذلك في سنة أربع وسبعين فأحله الوالد لديه. محلا عقد فيه نواصي الآمال بين يديه. وأمطره سحائب جوده وكرمه. ورد شباب أمله بعد هرمه. فأقام بحضرته بين خير وخير. ونقد ما شان شأنه تأخير. حتى خوى من أفق الحياة طالعه. وأدجة بأفول عمره مطالعه. فتوفى يوم الاثنين لاحدى عشرة بقيت من صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريباً رحمه الله تعالى. ومن مصنفاته شرح نهج البلاغه. وعقود الدرر. في حل أبيات المطول والمختصر. والأغاني والاسعاف وغير ذلك ومن شعره قوله مادحاً الوالد دام مجده وهي من غرر القصائد

بدت لنا وظلام الليل معتكر

فقلت شمس الضحى لاحت أم القمر

جاء البشير وقال الشمس قد بزغت

ليلاً فصار عياناً ذلك الخبر

فقل لمن لا منى في حبها سفهاً

إليك عني فإني لست أعتذر

هي الحبيبة إن جادت وإن بخلت

وكل ذنب جناه الحب مغتفر

سيان عندي إذا صح الوداد لها

أقل في حبها اللاحون أم كثروا

لها المودة مني ما بقيت ولي

حظ المحب وحظ العاذل الحجر

يا منية النفس إن دام الوصال لنا

فلا أبالي أغاب الناس أم حضرو

ما لذة العيش إلا ما سمحت به

أنت الحياة وأنت السمع والبصر

لم يلهني عنك مطلوب ولا وطن

ولا نديم ولا كاس ولا وتر

فقت الحسان وفقت العاشقين معاً

فلو أرادوا لحاقاً بي لما قدروا

لا غرو إن أنكروا حالي فما سمعوا

بمثلها في الهوى يوماً ولا نظروا

مالي وما لفتاة الحي قد صرمت

حبلى وأنكرني أترابها الأخر

هيفاء وافرة الأرداف مائلة الأع

طاف ما شانها طول ولا قصر

بيضاء وردية الخدين وجنتها

يكاد منها سلاف الراح يعتصر

لم يبق لي بعدها صبر ولا جلد

ولا فؤاد ولا عين ولا أثر

إن كان قد راعها فودي فلا عجب

إن شاب راسي ففي الأيام معتبر

يا منيتي لا تراعي من ضنا جسدي

فنار حبك لا تبقى ولا تذر

لا تجزعي من نحولي وانظري هممي

قد يعجز السيف عما تفعل الابر

فلا تكوني على قرب المزار لنا

كبقلة الرمل لا ظل ولا ثمر

ما الشيب عار ولا شيء أعار به

فلا تظنينه ذنباً ليس يغتفر

أن تهجريني فإني عنك في شغل

من لذة العيش حيث الماء والشجر

في ظل أروع ما زالت أوامره

تجري على وفق ما يجري به القدر

ص: 205

ماضي العزيمة لا ضعف ينهنهه

عما يروم ولا في عوده خور

بحر من الجود لم تكذب خمائله

يوماً ولا أخلقت إذ يخلف المطر

وليث غاب يهاب الليث سطوته

في مأزق يحتويه البدو والحضر

إذا استدارت رحى الحرب العوان غدا

يمشي العرضنة لأوان ولا ضجر

كأنما في مثاني درعه أسد

لم ينشب قط له ناب ولا ظفر

ما جردت في لظى حرب صوارمه

إلا وكادت قلوب الشوس تنفطر

يرون منها نجوم الليل ساطعة

عند الضحى والقنا كالغاب مشتجر

فقل لمن لا منى في مدحه سفها

هل لابن معصوم مثل حين يفتخر

من أسرة شهدت غلب الرجال لهم

بالغلب حيث يبين النبع والعشر

لا يقبضون من الحسنى أناملهم

ولا يجازون بالاسوا إذا قدروا

يبيت في الأمن مولاهم وحاسدهم

بالويل حشو حشاه الخوف والحذر

لا ينكر الناس ما عاشوا سوابقهم

ولا يساجلهم قوم وإن فخروا

يا ماجداً يهب الدنيا بأجمعها

عفواً ويعطي الضنايا وهو يعتذر

تهن بالعيد والعام الجديد معاً

فالعيش مقتبل والدهر مؤتمر

ودم كرضوى دواماً لا زوال له

تنهي وتأمر لا عيّ ولا حصر

وقال يمدحه أيضاً

إلى كم وقوف العيس في رادس الرسم

وحتام استسقى من الدمع ما يظمي

لقد كان لي عما تجشمته غنى

ولكنها الأقدار تجري على حتم

طحا بفؤادي حب نعم وهجرها

فيا ويح قلبي ما يقاسيه من نعم

من البيض لم تظعن بعيراً ولم ترع

بسبي ولم تلق الرباق على البهم

كأن على أنيابها ذوب سكر

وماء غمام مازجته ابنة الكرم

أحن لسقمي إذ بها كان أصله

وحبك من صب يحن إلى السقم

يحاولني قومي على ترك حبها

ولي بالهوى شغل عن الترك والعزم

أأسلوا وروحي قد تملكها الهوى

فجردها عن عالم الروح والجسم

يعزز للرائين تمثيل صورتي

ولكنما المرئي نوع من الوهم

وإن قال قوم غير ذاك وأرجفوا

فقد تجنح الحرب العوان إلى السلم

ورب فتاة يغسل الكحل دمعها

على ما رأت بي للنوائب من وسم

فديتك لا تستكثري ما ترينه

فرب نحيف الجسم ذي شرف ضخم

وما النار إن فكرت إلا شرارة

فما هو إلا أن تشب وإن تنمي

وخير الظبى ما أرهب العين خده

ونيل العلا من ذابلات القنا الصم

حنانيك أني ما تقحمت مورداً

فأعذبته حتى أمرّ له طعمي

خبير بما يرضى الخليط مجرب

فاصمت عن حلم وانطق عن علم

واضرب وجه الأرض شرقاً ومغرباً

وبرّاً وبرحاً لا أقيم على رسم

أزاحم أساد الشرى في مقيلها

نهاراً وأنضى العيش في حالك الدهم

فإن ظفرت عيني برؤية أحمد

فقد نلت من أعلى العلى أوفر القسم

وحلت ركابي في رحل ابن حرة

له راحة تستهلك البحر إذ تهمى

وليس يبالي من أقام بظله

جناية جان أو ظلامة ذي ظلم

حمى لم ترعه الحادثات كأنه

رياض مني والخيف باكرها الوسمي

تضىء دياجى الخطب من نور جبينه

وتشرق منه غرة الزمن الجهم

إذا فاضل الأعداء عاد بفضله

ظهراً وولوا بالمذلة والرغم

أشد من الليث الهصور شكيمة

وأمضى من السيف اليماني والسهم

ص: 206

كلا راحتيه معدن الباس والندى

فجود إلى جود وعزم إلى عزم

هما رحمة للعالمين ونقمة

على من تعدى ما قضاه من الحكم

بواعثه مقصورة عن سوى العلا

فيسعى لما يرضى ويسمو لما يسمي

وما أعجزته همة عن مرامه

ولو كان ما يبغيه في هامة النجم

إذا ما مضى في عصبة هاشمية

كأسد الشرى قد سربلت حلل الرقم

تذل له غلب الرجال مهابة

ويرجف منه قلب ذي المارق الدهم

وإن رمق الحصن المنيع بطرفه

تداعي لا هدم وخر بلا رجم

إليك نظام الدين مني مدائحاً

تفوق عقود الدر في الحسن والنظم

لها نسب في الآخرين وإنها

وحقك يا مولاي فاقت على القدم

تهنيك بالنيروز لا زلت باقياً

لأمثاله تسمو على العرب والعجم

وقال يمدحه أيضاً

لك الخير لا زيد يدوم ولا عمرو

ولا ماء يبقى في الدنان ولا خمر

فبادر إلى اللذات غير مراقب

فمالك إن قصرت في نيلها عذر

فإن قيل في الشيب الوقار لأهله

فذاك كلام عنه في مسمعي وقر

وقالوا نذير الشيب جاء كما ترى

فقلت لهم هيهات أن تغني النذر

لئن كان راسي غير الشيب لونه

فرقة طبعي لا يغيرها الدهر

يقولون دع عنك الغواني فإنما

قصاراك لحظ العين والنظر الشزر

وهل فيك للغيد الحسان بقية

وقد ظهر المكنون وارتفع الستر

وما للغواني وابن سبعين حجة

وحلم الهوى جهل ومعروفة نكر

فقلت دعوني فالهوى ذلك الهوى

وما العمر إلا العام واليوم والشهر

نشأت أحب الغيد طفلاً ويافعاً

وكهلاً ولو أوفى على المائة العمر

وهن وإن أعرضن عني حبائب

لهن عليّ الحكم والنهي والأمر

أحاشيك بي منهن من لو تعرضت

لنوء الثريا لاستهل لها القطر

ترقرق ماء الحسن في نار خدها

فماء ولا ماء وجمر ولا جمر

فيا بعد ما بين الحسان وبينها

لهن جميعاً شطره ولا الشطر

برهرهة صفر الوشاح إذا مشت

تجاذب منها الردف والعطف والخصر

من البيض لم تغمس يداً في لطيمة

وقد ملأ الآفاق من طيها نشر

تخر لها زهر الكواكب سجداً

وتعنو لها الشمس المنيرة والبدر

تخال بجفنيها منا لنوم لؤثة

وتحسبها سكرى وهي بها سكر

وقالوا إلى هاروت ينسب سحرها

أبى الله بل من لحظها يؤخذ السحر

تخالف حالي في الغرام وحالها

لها محض ودي في الهوى ولي الهجر

فيا ويح قلبي كم يقاسي من الهوى

ويا ويله كم لا ينهنهه الزجر

على أنني لأجازع إن تباعدت

بها الدار أو عز التجلد والصبر

فمدح نظام الدين دامت سعوده

هو القصد لا بيض الكواعب والسمر

شريف له في كل قلب مدينة

عزيز له في كل جارحة مصر

من النفر البيض الأولى شدت لهم

صدور العوالي والمهندة البتر

إذا عد أهل الفضل كان امامهم

وإن عد أهل البذل كان له الفخر

نهوض بأعباء المكارم كلها

فإن ضاق عنها ماله رحب الصدر

له تسعة الأعشار من رتب العلى

وسهم بقايا الناس منها هو العشر

تجل عن الدنيا وإن جل قدرها

يمين ابن معصوم ونائله الغمر

وما بي إلى نوء السماكين حاجة

وقد لامست كفي أنامله العشر

ص: 207

فلا وعده خلف ولا البرق خلب

ولا جوده مطل ولا سيبه نزر

علقت بحبل منه لا عن جهالة

فلم تلهني عنه العراق ولا مصر

وخضت إليه البحر لا أرهب الردى

فصادفت بحراً لا يقاس به بحر

وأدركت من نعماه ما دونه الغنى

فدامت لي النعمى ودام له الشكر

لئن ملت يوماً عن هواه لغيره

فلا كانت الدنيا ولا وفر الوفر

فكفر أن ما أسدى إلي من الندى

هو الكفر لا بل دونه عندي الكفر

وإن أنكر الحساد سابق فضله

أقر له الركن اليماني والحجر

وما قلت ما قد قلت إلا تعللاً

وإلا فماذا يبلغ النظم والنثر

فلا زال محروس الجناب مؤيداً

من الله ما دام السما كان والنسر

وقال أيضاً يمدحه وزعم أنه عارض بها معلقة امرء القيس

لمن طلل أقوى بدارة جلجل

ذكرت به ما مر من عيشي الجلي

وقفت به والعين عبرى كأنما

يذر بجفنيها سحيق القرنفل

فلم ير طرفي غير اطلال دمنة

خلت وخوت واختل معهدها الخلي

برغمي ارغام المطي على السرى

وانزال ضيف الدمع في كل منزل

إلى كم هيامي لا يزول على المدى

وحتام قلبي في اسار التعلل

إذا ما مضى يوم من الدهر مدبر

فجعت بفينان من العيش مقبل

يعنفني في الحب قومي سفاهة

وهيهات كم خالفت في الحب عذلي

يقولون بعت الحلم بالجهل عامداً

فقلت لهم من بعشق الغيد يجهل

دعوني ومن قد هام عقلي بحبها

وقلبي لديها كالأسير المسلسل

فما قربها إلا الحياة وطيبها

وما بعدها غير الحمام المعجل

بعيدة مهوى القرط خمصانة الحشا

أسيلة مجرى الدمع ريا المخلخل

صقيلة ما بين الترائب والطلى

كحيلة طرف العين لا عن تكحل

أشارت لعقلي حين جد بي الهوى

وقالت له ما تصنع الآن فارحل

فيا قلب كن عوني على ما ينوبني

ويا كبدي ذوبي ويا عيني اهملي

أساحرة العينين معسولة اللما

ملكت فؤادي فاجملي أو تجملي

أطعت الهوى والشوق فيك صبابة

وأصبحت عن عقلي وصبري بمعزل

صلي واقطعي وارضي إذا شئت واغضبي

عليّ وجوري ما بدا لك واعذلي

فلا يطمع الواشون مني بسلوة

ولا الحبل متبول ولا الحب منسلي

ولست بميال إلى كل صارخ

ولا طالب للورد من كل منهل

وإن جهلت قدري بلاد هجرتها

مشيخاً كصوب الوابل المتهلل

جزى الله موج البحر عني وفلكه

جزاء كريم واسع الجود مفضل

هما أنزلاني والحوادث جمة

بروض أريض وافر الظل مخضلي

له معهد حل السماح نطاقه

به من قديم ثم لم يتحول

حمى معدن العليا وغيث ذوي الظما

وعون أولى البلوى وغيث المؤمل

جناب نظام الدين أحمد من سما

على الناس في مجد أخير وأول

حوى ما حواه الأكرمون وفاقهم

بسعى معم في المكارم مخول

فصاحة قس في سماحة حاتم

واقدام عمرو في وفاء السمؤل

حليف الندى إن حل في صدر محفل

وحتف العدى إن سار في صدر جحفل

كأن له في كل منبت شعرة

بداً في لظى الهيجاء تسطو بمنصل

جواد إذا ضن الجواد بماله

وقور إذا خفت قواعد يذبل

غيور إذا خلى الغيور حريمه

حمول إلى اجتثت أصول التحمل

فما روضة بالحز باكرها الحيا

بارعن رجاس منا لمزن مسبل

ص: 208

إذا خطرت فيها الصبا عبقت بها

عوابق من ريا عبير ومندل

يا طيب نشراً من خلائق أحمد

ومن شك أو لم يدر ما قلت يسأل

وهيهات أن أحصي علاه وجوده

دليل على امكان كون التسلسل

نديمي أدر لي كاس راح حديثه

ودعني من ذكرى حبيب ومنزل

ففيه وإلا فالحديث مضيع

وعنه وإلا فهو عين التقول

إليك نظام الدين منى مدائحاً

تفوق على نظم الجمان المفصل

وما أنا ممن يجعل الشعر همه

وإن كان شعري نزهة المتأمل

ولكن دعاني ما رأيت وشاقني

علاك فطاب المدح فيك ولذ لي

تهن بعيد أنت في الناس مثله

تفوق عليهم بالمعالي وتعتلي

وقال مادحاً أيضاً

تبدت لنا والبدر للغرب جانح

وكاس الكري في راحة الطرف طافح

بحيث السهى ترنو بعين كليلة

وانسانها في لجة الجو سابح

وحيث النجوم الزاهرات كأنها

توقد منها في الظلام مصابح

كأن على الآفاق روض بنفسج

وهن الظبا العيس فيه سوانح

فلما تجلى نورها نسخ الدجا

فلا أعزل الأغدا وهو رامح

لك الله شمس يكسف الشمس نورها

وبدر لنور البدر في التم فاضح

كأن نجوم الليل ورق حمائم

وفي كل جزء من محياك جارح

خليلي عوجا بي على أيمن الحمى

لعل سماحاً بالوصال تسامح

سواء علىّ الموت أم شطت النوى

بسمحاء أم حر الوريدين ذابح

تجنبتها لا عن ملال ولا قلى

ولكن مصاب يصدع القلب فادح

مصاب إذا أخفيته مت لوعة

ووجداً وإن أبديته فهو فاضح

وإن رمت أسلو حبها حال دونه

رسيس جوى ضمت عليه الجوانح

قضى الله يا سمجاء بالبين بيننا

إلى كل ما يقضي به الله صالح

حنانيك أنت البرء والداء إنما

يفوز ويشفي فيك دان ونازح

لقد فتكت بي غارة منك شنها

على القلب غاد من هواك ورائح

فلا تنع إن شطت بك الدار أو دنت

وسيان عندي فيك لاح وناصح

سقى الله هاتيك المعاهد عارضاً

من المزن تمريه الرياح اللواقح

ليغدو بها نشر الخزاما كأنما

يخالطه من نشر دارين نافح

كأن خدود الورد والطل فوقها

خدود الغواني فوقها الدمع ناضح

كأن ابتسام الروض والجو عابس

محيا نظام الدين والدهر كالح

همام إذا يممت أعتاب مجده

تحامتك أخطار الزمان الفوادح

يزيد على اللأواء حرصاً على النوى

كما أرهف السيف اليماني ماسح

مقيم بظل المجد حيث توطدت

أو أخيه مهما يبرح المجد بارح

إذا أظلمت شهب الكمال أنارها

وإن خمدت زند العلى فهو قادح

وإن ظنت الأنواء جادت يمينه

وإن منعت أهل الندى فهو مانح

أحاتم أم كعب بن امامة مثله

أبى الله إن الفرق كالصبح واضح

وكل امرء رام الغنى دون بابه

فقد حجبت عنه المنى والمنائح

أقايسه بالبحر لا ينبغي له

وهل يستوي عذب فرات ومالح

وأزعم أن الغيث مثل يمينه

وهيهات وشاك القطا ووطاقح

هو البدر بدر التم لولا محاقه

هو الشمس لا بل منه فيها ملامح

إلى مثله عمداً وفي ظل مثله

تحث المهارى أو تراح الروازح

هو ابن رسول الله وابن وصيه

فماذا عسى أن يبلغ القول مادح

فيا مستفيد المال كيما يفيده

إذا غل في الازم الأكف السحائح

ص: 209

سأكسوك من مكنون نظمي وشائعاً

تناط بجيد الدهر منها وشائح

تدوم دوام الفرقدين على المدى

إذا لحقت بالمادحين المدائح

وقال مادحاً له أيضاً ومهنئاً بعيد الفطر

سرت والليل محلول الوشاح

ونسر الليل مبلول الجناح

وثغر الشرق يبسم عن رياض

مكللة الجوانب بالأقاح

كأن كواعب الظلماء روم

على دهم تهب إلى الكفاح

كأن المشتري والنجم ساق

يدير على الندامى كاس راح

فواعجباه هل يخفى سراها

وقد أرجت برياها النواحي

من البيض الحسان إذا تجلت

تخال جبينها فلق الصباح

مهفهفة يغار البدر منها

ويخجل قدها هيف الرماح

أبث لطرفها شكوى غرامي

وهل يشكو الجريح إلى السلاح

وأطمع أن يزايلني هواها

ومن ينجو من القدر المتاح

فلا تأوى لكسرة ناظريها

فكم أودت بالباب صحاح

أحن إلى هواها وهو حتفي

كمجروح يداوي بالجراح

ولا وأبيك ليس الحب سهلاً

فكم جد تولد من مزاح

خلقت من الغرام فلا أبالي

أكان به فسادي أم صلاحي

ولولا تمسك الاطمار جسمي

لطار من النحول مع الرياح

وحب الغانيات حياة روحي

وراحتها وريحاني وراحي

مجتهين ضاهت في فؤادي

محبة أحمد طرق السماح

همام إذ تجال سهام مجد

يكون له المعلى في القداح

تمازج في المكارم والمعالي

مزاج الراح بالماء القراح

تروقك منه أخلاق توالت

على نهج النجابة والنجاح

فمن شرف أناف به مصون

يجاوزه إلى مال مباح

يحاول سر سودده حياء

وهل تخفى الغزالة في الضواحي

تمر به الأماني ذات ضنك

فتصدر ذات آمال فساح

تملك قلبه حب المعالي

وجانب ما تزخرفه اللواحي

وقور الجاش أثبت من ثبير

عشية يصبح النشوان صاحي

عشية ليس يغني عن خليل

سوى ضرب القوانس بالصفاح

عشية تصبح الأبطال صرعى

وقد قدموا له الفرس الوقاح

هناك تراه كالضرغام بأساً

وقد خلط السكينة بالطماح

يخال السمر والبيض المواضي

حسان السمر والبيض الصباح

أرائض كل مكرمة شموس

ملكت عنانها بعد الجماح

إليك فريدة كالعقد تزهو

على جيد البر هرهة الرداح

تزورك وهي تمرح من نشاط

فيثقلها نداك عن المراح

ولم أمدحك كي تزداد فخراً

ولكن كي أزين بك امتداحي

فدم للخائفين أعز كهف

وشاحك للوفود أعزّ ساح

وذا شهر الصيام مضى حميداً

وأعلى فطره لك بالفلاح

فطب عيشاً بذاك وقر عيناً

ففي الأضحي أعاديك الأضاحي

وقال يمدح بعض أكابر عصره

أشمس الضحى لا بل محياك أجمل

وغصن النقا لا بل قوامك أعدل

سفرت لنا حيث النجوم كأنها

كواعب في سود المطارف ترفل

كان الهزيع الأبنوسيّ حالك

كأن الدجى ستر على الأرض مسبل

كان الثريا إذ تراءت لناظري

وشاح على جيد الزمان مفصل

كان سهيلاً والنجوم تؤمه

نوافر ورق خلن قد لاح أجدل

كان السهى ذو صبوة غاله النوى

فأنحله وللبين الصب ينحل

فلما بدا مرآك شابت فروعه

وكان مسوداً للعذائز اليل

لعا لعثاري كيف لا أبلغ المنى

وأدرك شأو نيله ليس يؤمل

وقد أدركتني من أبي الجود نظرة

فأشرق نجمي بعدما كاد يأفل

منها

ص: 210

وللمجد فضل حيث كان وإنه

إذا كان في زاكي الأرومة أفضل

كذا الدر يزهو حيث نيطت عقوده

ولكنه فوق الترائب أجمل

وقال أيضاً

سقى العهد صوب العهد سحاً وعارضاً

وحيا الحيا تلك الربوع الفضا فضا

ولا أوحش الله الشباب وعهده

وعيشاً كأني كنت أطويه راكضا

تبدلت من ذاك الزمان وطيبه

هموماً تذيب القلب بكراً وفارضا

إذا عرضت لي حاجة حال دونها

عوارض لا تنفك تحدو عوارضا

وفيض دموع كلما قلت أقلعت

سحائبها عني ملأن المفايضا

مصائب لو حلت بأكناف يذبل

تدكدك أبو بالبحر أصبح غائضا

وكل خليل كنت أرجو وداده

أراه مريض القلب أو متمارضا

إلى الله أشكو حاجة لا أنالها

ودهراً إذا حاولت أضحى معارضا

واخوان سوء ليس فيهم إذا بنت

بي الدار إلا خاذلاً أو مناقضا

أراني إذا عاهدتهم في ملحة

ورمت ألوفاً منهم على الماء فائضا

أيخدعني هذا الزمان وأهله

وقد ذقته حلواً ومراً وحامضا

فعود قناتي لا يلين لغامز

وثوب اصطباري لا يخاف المقارضا

ولست أبالي كنت للنار واطياً

لما نابني أو كنت للماء خائضا

فشأنك يا دهري وما أنت صانع

فلست لعهد الخل ما عشت ناقضا

فليس ينال المجد إلا ابن حرة

بكون بأعباء العشيرة ناهضا

وقال أيضاً

هي العيس ما زالت تغرر رؤسهم

وما زال صرف الدهر يبني ويهدم

دع السانحات البارحات فإنما

حديث الليالي غير ما يتوهم

تشطرت دهراً منذ نشأت فلم أجد

صديقاً يواسيني ولم يتألم

سوى ناصح يبدي الوداد ونصحه

عليّ من الشكوى أشد وأعظم

ولست برمال ولا بمنجم

ولن حكيم في النفوس محكم

ثلاثين عاماً لم أجد لي معارضاً

سوى حاسد من غيظه يتضرم

إذا عرض الداء العضال رأيته

يقبل كفي عاجزاً وهو محجم

وهل ينكر الحساد حالي وحالهم

وكلهم دوني فصيح وأعجم

ورب أخ أهدي إليّ نصيحة

بأمر على الدنيا به أتحكم

فقلت له إن البلاد فسيحة

وكل مكان للكريم مخيم

على أنني أدري وما كنت جاهلاً

بأن الذي قد قلت مغني ومغنم

ولكن كلام النفس داء مخامر

يمازجه سم وصاب وعلقم

يقولون ما هذا وما بال حرصه

وأطماعه تسعى به وهو مقدم

وأشياء أخرى لو أشاء لقلتها

ولكنني عن منطق اللغو ملجم

رأيت ركوب البحر أجمل بالفتى

وذو العقل يمضى للتي هي أسلم

على جسره من خالص الساج لو مشت

تساوي لديها برضين وديلم

إذا زنجر الملاح طارت فلم يبن

لطرفك منها كوثلاً أو مقدم

تراها كمركوم السحاب وفوقه

إذا شمته من ناصح الشرع أنجم

كان بها جسراً على الماء آخذاً

إلى آخر الدنيا به البحر مفعم

فتلك ركابي لا سرير يقله

على رأسه في الهند تيس معجم

وفي الأرض مسرى للكريم ومسرح

وما هي إلا جنة أو جهنم

وقال أيضاً

وأقسم ما الفلك الجواري تلاعبت

بها الصرصر النكباء في لجة البحر

بأكثر من شوقي وجيبا وشملنا

جميع ولكن خوف حادثة الدهر

وأنشدني الوالد بيتين في المعنى لشاعر عصري بدوي من شهران قال وهما من قصيدة طويلة نحو مائتي بيت

ووالله ما الثوب الذي متقلل

على شرف تومى الدراري بجانبه

ص: 211