الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأصبح من أشواقكم صلة الذي
…
بذيل هواكم قد تعلق عائده
وله أيضاً
لديّ صوف كجسمي بالضنا خلق
…
بالتوالى عليه حادث الزمن
ما رمت اقلبه كيماً اجدده
…
إلا وأنشدني قلبي يحدثني
وهو من قول بعضهم
قد كان لي صوفاً جديداً طالما
…
قد كنت اقلبه بغير تكلف
والآن لي قد قال حين قلبته
…
قلبي يحدثني بأنك متلفي
وله أيضاً
لقد عنفونا في الدخان وشربه
…
فقلت دعوا التعنيف فالأمر أحوجا
إلا أن عفريت الهموم بصدرنا
…
عصانا فدخنا عليه ليخرجا
وأحسن منه قول الآخر
وما شربي التنياك من أجل لذة
…
به لا ولا ريح يفوح كما العطر
ولكن أداوي نار قلبي بمثلها
…
كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
أبو فارس عبد العزيز محمد الفشتالي
كاتب الملك المنصور. وربيب تلك الدولة المشيدة القصور. وخادم سناها الممدود والمقصور. المعترف لسان البراعة عن حصر مناقبه بالقصور. فاضل زهت به الأقلام والأعلام. وأقرت بفضله العلماء الأعلام. وخضعت لأدبه سماسرة الكلام. وأضاءت بأنوار بلاغته حنادس الظلام. فهو إذا نثر أفحم الورقاء ذات السجع. وإذا نظم أفحمت أفكاره دراري السماء ذات الرجع. فجاء بما شاء وكيف شاء. من محاسن الأشعار والانشاء. وناهيك بمن يقول فيه سلطان المغرب على ما ذكره الشيخ أحمد المقري في عرف الطيب. إن الفشتالي نفتخر به على ملوك الأرض ونباري به لسان الدين ابن الخطيب. وهذه منه شهاده. تعم بالمدح رباه ووهاده. لا يحتاج معها في وصفه إلى الاسهاب. إلا إذا احتاج إلى ضياء الشهاب. قال الشيخ أحمد المقري في كتابه المذكور وقد بلغتني وفاته وأنا في مصر بعد عام ثلاثين وألف انتهى وهذا حين أثبت من قنا كلامه ما ترنحت به عذبات أقلامه. فمن نثره ما كتب به مراجعاً الشيخ المقري المذكور بعد تصدير الكتاب بهذه الأبيات
يا نسمة عطست بها أنف الصبا
…
فتضمخت بعبيرها تلك الربى
هبي علي ساحات أحمد واشرحي
…
شوقي إلى لقياه شوقاً مطنبا
وصفي له بالمنحني من أضلعي
…
قلباً على جمر الغضا متقلبا
بأن الأحبة عنه حتى قد ثوى
…
منهم وآخر قد نأىء وتغيبا
فعساك تسعد يا زمان بقربهم
…
فأقول أهلاً باللقاء ومرحبا
السيادة التي سواها الله من طينة الشرف والحسب. وغرس دوحتها الطيبة بمعدن العلم الزاكي والنسب. سيادة العالم الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام. وتخضع لفصاحته وبلاغته صيارفة النثر والنظام. وجملة الأقلام. كلما خطب أو كتب. وإذا استطار بفكره الوقاد سواجع السجع الثالث عليه من أوكارها ونسلت من كل حدب. وحكت بانسجامها السيل والقطر في صبب. الفقيه العالم العلم. والمحصل الذي ساجلت العلما لتدرك شاؤه فلم. سيدنا الفقيه الحافظ حامل لواء الفتيا. ومالك المملكه في المنقول والمعقول من غير شرط ولا ثنيا. أبو العباس سيدي أحمد ابن محمد المقري أبقاه الله للعلم يقتنص أبكاره. ويجني من روضه اليانع ثماره. وسلام عليكم ورحمة الله وبركاه. كتبه المحب الشاكر عن ود راسي العماد. ثابت الأوتاد. مزهر الأغوار والأنجاد. ولا جديد إلا الشوق الذي تحن إلى لقياكم ركايبه وترتاح. وتحوم على موارد الأنس بكم حوم ذات الجناح. على العذب القراح. جمع الله الأرواح. المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهناء. وارتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى وقد اتصل بالمحب الودود الذي رأفت من سواد النفس وبياض الطرس سيئاته. وأرانا معجز أحمد فبهرت آياته. وخبا سقط الزند لما أشرقت من سماء فكركم آياته. فأطربنا بتريد طيور همزاته. على أغصان ألفاته. وعوذنا بالسبع المثاني بناناً أجادت نثر زهراته. على صفحاته. ثم مررنا بتضاعيفه بسوق الرقيق. فرمتا السلوك على منحاها فعمي علينا الطريق. وقلنا واها على سوق ابن نباته وكساد رقيقها. واستلاب البهجة عن نفيس دررها وأنيقها لا بسوق نفق فيها سوق الغزل. وقد ألقينا السلاح وجنحنا للسلم. وتهيأنا للسباحة فوقفنا بساحل الميم. وسلمنا لمن استوت به سفينة البلاغة على الجودي. وأبنا والحمد لله على السلام بالفهاهة والعي. وقلنا مالنا وللانشا. وهو فضل الله يؤتيه من يشاء. وعذراً أيها الشيخ عن البيت الذي عطست به أنف الصبا فقذفت به البديهة على الفم. وشرقت به صدر قناة القلم كما شرقت صدر القناة من الدم وأما ما تحمل الرسول من كلام. في صورة الملام. لا بلد مدام. به سلاف المحبة كان وجام. فلا وربك ما هي إلا نفحة هززنا بها جذع أدبكم كي يساقط علينا رطباً جنيا. ويهمي ودقه الربع المحيل من أفكارنا وسمياً وولياً. فجاد وروى. وأجاد فيما روى وأحيا من القرائح ميتاً كان حديثاً يروى. وطرساً بين أنامل الأيام ينشر ويطوى. أحيا الله قلوبنا بمعرفته. وبنواسم رحمته. وعرج بأرواحنا عند الممات. إلى المحل الأخص بالمؤمن من حضرته. إلى غير ذلك. وأما شعره فمن مطولاته قوله يمدح سيد الوجود. وغوث المنجود. صلى الله عليه وعلى آله أرباب الكرم والجود. وتخلص إلى مدح السلطان المنصور. صاحب المغرب المذكور. وهي من أطول القصائد
هم سلبوني الصبر والصبر من شأني
…
وهم حرموا من لذة الغمض أجفاني
فهم أخفروا في مهجتي ذمم الهوى
…
فلم يثنهم عن سفكها حبي الجاني
لئن أترعوا من قهوة البين أكوشي
…
فشوقهم أضحى سميري وندماني
وإن غادرتني بالعراء حمولهم
…
لقى أن قلبي جاهد أثر أظغان
قف العيس وأسال ربعهم أية مضوا
…
اللجزع ساروا مدلجين أم البان
وهل باكروا بالسفح من جانب اللوى
…
ملاعب أرام هناك وغزلان
وأين استقلوا هل بهضب تهامة
…
أناخوا المطايا أم على كثب نعمان
وهل سال في بطن المسل تشوقاً
…
نفوس ترامت للحمى قبل جثمان
وإن زجروها بالعشيّ فهل ثنى
…
أزمتها الحادي إلى شعب بوان
وهل عرسوا في دير عبدون أم سروا
…
يؤم بهم رهبانهم دير نجران
سروا والدجى صبغ المطارف وانثنى
…
بأحداجهم شتى صفات وألوان
وأدلج في الأسحر بيض قبابهم
…
فلحن نجوماً في معارج كثبان
لك الله من ركب يرى الأرض خطوة
…
إذا زمها بدناً نواعم أبدان
أرحها مطايا قد تمشى بها الهوى
…
تمشي الحميا في مفاصل نشوان
ويمم بها الوادي المقدس بالحمى
…
بها الماء صدى والكلا نبت سعدان
واهد حلول الحجر منه تحية
…
تفاوح عرفاً زاكي الرند والبان
لقد نفحت من شيح يثرب نفحة
…
فهاجت مع الأسحار شوقي وأشجاني
وفتّت منها الشرق في الغرب مسكة
…
سحبت بها أرض دارين أرداني
واذكرني نجداً وطيب عراره
…
نسيم الصبا من نحو طيبة حياني
أحن إلى تلكا لمعاهد إنها
…
معاهد راحاتي وروحي وريحاني
وأهفو مع الشواق للوطن الذي
…
به صح إيناسي الهني وسلواني
وأصوب إلى أعلام مكة شايقاً
…
إذى لاح برق من شمام وشهلان
أهيل الهوى زوروا على الدهر زورة
…
أحث بها شوقاً لكم عزمي الواني
متى يشتقي جفني القريح بلحظة
…
تزوج بها في نوركم عين أجفاني
ومن لي بأن يدني لقاكم تعطفاً
…
ودهري عني دائماً عطفه ثان
سقى عهدهم بالخيف عهد تمده
…
سوافح ومع من شروين هتان
وانعم في شط العقيق أراكة
…
بأفيائها ظل الهوى والمنى زان
وحيا ربوعاً بين مروة والصفا
…
تحية مشتاق بها الدهر حيران
ربوعاً بها تتلوا الملائكة العلى
…
أفانين وحيٍ بين ذكر وقران
وأول أرض باكرت عرصاتها
…
وطرزت البطحا سحايب أعيان
وعرس فيها للنبوة موكب
…
هو البحر طام فوق هضب وغيطان
وادي بها الروح الأمين رسالة
…
أفادت بها البشرى مدايح عنوان
هنالك فض ختمة أشرف الورى
…
وفخر نزال من معدّ بن عدنان
محمد خير العالمين بأسرها
…
وسيد أهل الأرض من أنس أو جان
ومن بشرت في بعثه قبل كونه
…
نوامس كهان وأحبار رهبان
وحكمة هذا الكون لولاه ما سمت
…
سماء وما غاصت طوافح طوفان
ولا زخرفت من جنة الخلد أربع
…
تسبح فيها أدم حور ولدان
ولا طلعت شمس الهدى غب وجنة
…
تجهم من ديجورها ليل كفران
ولا أحدقت بالمشركين شفاعة
…
يذود بها عنهم زبانيّ نيران
له معجزات أخرست كل جاحد
…
وسلت على المرتاب صارم برهان
له انشق قرص البدر شقين وارتوى
…
بمائهما من كفه كل ظمان
وانطقت الأصنام نطقاً تبرأت
…
إلى الله فيه من زخارف ميان
دعا شرحة عجماً فلبت وأقبلت
…
تجر ذيول الدهر ما بين أفنان
وضاءت قصور الشام من نوره الذب
…
علا كل أفق نازح القطر أو دان
وقد بهج الأنوا بدعوته التي
…
كست أوجه الغبراء بهجة نسيان
وإن كتاب الله أعظم آية
…
بها افتضح المرتاب وانباس الشأني
وعدّى على شأو البليغ بيانه
…
فهيهات منه سجع قس وسحبان
نبي الهدى من اطلع الحق أنجماً
…
محا نورها أسداف أفك وبهتان
لعزتها ذل الأكاسرة الأولى
…
همو سلبوا تيجانها آل ساسان
وأحرز للدين الحنيفي بالظبا
…
تراث الملوك الصيد من عهد يونان
وانقع من سمر القنا اللدن قيصراً
…
فجرعه منها مجاجة ثعبان
وأضحت ربوع الكفر والشرك بلقعاً
…
ينادي الصدى فيهن هاتف شيطان
وأصبحت السمحاء ترفو نضارة
…
ووجه الهدى بادي الصباحة للراني
أيا خير أهل الأرض بيتاً ومحتداً
…
وأكرم كل الخلق عجم وعربان
فمن للقوافي أن تحيط بوصفكم
…
ولو ساجلت سبقاً مدائح حسان
إليك بعثناها أمانيّ أجدبت
…
لتسقى بمزن من أياديك هتان
أجرني إذا أبدى الحساب جرائمي
…
وأثقلت الأوزار كفة ميزاني
فأنت الذي لولا وسائل عزه
…
لما فتحت أبواب عفو وغفرن
عليك سلام الله ما هبت الصبا
…
وماست على كثبانها ملد أغصان
وحمل في جيب الجنوب تحية
…
يفوح بمسراها شذا كل ديان
تحيي علياً عرفها وأريجها
…
يولي على سبطيك أوفر رضوان
إليك رسول الله صممت عزمة
…
إذا أزمعت فالسخط والقرب سيان
وخاطبت منى القلب وهو مقلب
…
على جمرة الأشواق منه قلبان
فيا ليت شعري هل أزم قلايصي
…
إليك بداراً أو أقلقل كيراني
وأطوي أديم الأرض نحوك راجلاً
…
نواحي المهارى في صحاصح قيعان
يرنحها فرط الحنين إلى الحمى
…
إذا غرد الحادي بهن وغناني
وهل تمحون عني خطايا اقترفتها
…
خطا لي في تلك البقاع وأوطان
وماذا عسى عنا يقال وإن لي
…
بآلك جاهاً صهوة العز أمطاني
إذا ندّعن زوارك الباس والعنا
…
فجود ابنك المنصور أحمد أغناني
عمادي الذي أوطا السماكين أخمصاً
…
وأوفى على السبع الطباق فأوفاني
متوج أملاك الزمان وإن سطا
…
سيوفاً عظاماً في معاقد تيجان
وقاري أسود الغالب بالصيد مثلها
…
إذا اضطرب الخطيّ من فوق خذران
هزير إذا زرا البلاد زئيره
…
تضاءل في أجناسها أسد خفان
وإن أطلعت جيش القتام جيوشه
…
وأرزم في مركومه رعد نيران
صببن على ارض العداة صواعقاً
…
أسلن عليهم بحر خسف ورجفان
كتايب لو يعلون رضوى لصدعت
…
صفاه الجياد الجرد تعدو بعقبان
عديد الحصا من كل أروع معلم
…
وكل كميّ بالرديني طعان
إذا جن لي الحرب عنهم طلا العدا
…
هدتم إلى أوداجها شهب خرصان
من اللاء جرعن العدا غصص الردى
…
وعفرن في وجه الثرى وجه شنان
وفتحن أقطار البلاد فأصبحت
…
يؤدي الخراج الجزل أملاك سودان
امام البرايا من عليّ نجاره
…
ومن عترة سادوا الورى آل زيدان
دعائم ايمان وأركان سودد
…
ذووهم بها قد عرست فوق كيوان
هم العلويون الذين وجوههم
…
بدور إذا ما أحلكت شهب أزمان
وهم آل بيت شيد الله سمكه
…
على هضبة العلياء ثابت أركان
وفيهم فشى الذكر الحكيم وشيدت
…
بفضلهم آيات ذكر وفرقان
فروع ابن عم المصطفى ووصيه
…
فناهيك من فخرين قرباً وقربان
ودوحة مجد معشب الروض بالعلى
…
يجود بأمواه الرسالة ريان
بمجدهم الأعلى الصريح تشرفت
…
معدّ على العربا عاد وقحطان
أولئك فخري إن فخرت على الورى
…
ونافس بيتي في الولا بيت سلمان
إذا اقتسم المداح فضل فخارهم
…
فقسمي بالمنصور ظاهر رجحان
امام له في جبهة الدهر مبسم
…
ومن عزه في مغرق الدم تاجان
سما فوق هامات الملوك بهمة
…
يحوم بها فوق السموات نسران
وأطلع في أفق المعالي خلافة
…
عليها وشاح من علاه وسمطان
إذا ما احتبى فوق الأسرة وارتدى
…
على كبرياء الملك نخوة سلطان
توسمت لقمان الحجى وهو ناطق
…
وشاهدت كسرى العدل في صدر ايوان
أيا ناظر الاسلام سم بارق الحمى
…
وباكر لروض في ذرى المجد فينان
قضى الله في علياك أن تهلك الدنا
…
وتفتحها ما بين مصر وسودان
وإنك تطوي الأرض غير مدافع
…
فمن أرض سودان إلى أرض بغدان
وتملاها عدلاً يرف لواؤه
…
على الهرمين أو على رأس غمدان
فلم هنأت أرض العراق بك العلى
…
ووافت بك البشرى لأطراف عمان
فلو شارفت شرق البلاد سيوفكم
…
أتاك استلاباً تاج كسرى وخاقان
ولو نشر الأملاك دهرك أصبحت
…
عيالاً على علياك أبناء مروان
وشايعك السفاح يقتاد طائعاً
…
برايته السوداء يؤم خراسان
فما المجد إلا ما رفعت سماكه
…
على عمدي سمر طوال ومران
وهاتيك أبكار القوافي جلبتها
…
تغازلهن الحور في دار رضوان
أتتك أمير المؤمنين كأنها
…
لطايم مسك أو خمايل بستان
تعاظمن حسناً أن يقال شبيهها
…
فرايد در أو قلايد عقيان
فلا زلت للدنيا تحوط جهاتها
…
وللدين تحميه بملك سليمان
ولا زلت بالنصر العزيز مؤزراً
…
تقاد لك الأملاك في زيد عبدان
ومن شعره أيضاً قوله في بعض المباني المنصوريه
معاني الحسن تظهر في المغاني
…
ظهور السحر في حدق الحسان
مشابه في صفات الحسن أضحت
…
تمنّ بها المغاني للغواني
مفصلة القدود مثلثات
…
مواصلة العناق من التداني
تردت سابريّ الحسن يذري
…
بحسن السابري الخسرواني
وتعطو الخيزرانة من دماها
…
بسالفة القطيع البهرمان
لمجدك تنتمي لكن نماها
…
إلى صنعاء ما صنع اليدان
يدين لك ابن ذي يزن ويعنو
…
لها غمدان في الأصل اليماني
غدت حرماً ولكن حل فيها
…
لوفدك الأمان مع الأماني
ميان بالخلافة آهلات
…
بها يتلو الهدى السبع المثاني
هي الدنيا وساكنها امام
…
لأهل الأرض من قاص ودان
قصور ما لها في الأرض شبه
…
وما في الأرض للمنصور ثان
ومن قوله وهو ما كتبه وهو في قبة للملك المذكور بمرمر أبيض في أسود
لله بهو ليس منه نظير
…
لما زها كالروض وهو نضير
صاغت حلاه نقوش رصف قلايد
…
قد نضدتها في النحور الحور
فكأنها والتبر سال خلالها
…
وشي وفضة تربها كافور
وكان أرض قراره ديباجة
…
قد زان حسن طرازها تحبير
وإذا تصعد قده نواً ففي
…
أنماطه نور به ممطور
شاؤ القصور قصورها عن وصفه
…
سيان فيه خورنق وسدير
فإذا أجلت اللحظ في جنباته
…
يرتد وهو بحسنه محسور
وكأن موج البركتين امامه
…
حركات سجف صافحته دبور
صبغت بصبغته تماثل فضة
…
مثل النقوش لحسنها تصوير
فتدير من صفو الزلال معتقاً
…
يسري إلى الأرواح منه سرور
ما بين أساد يهيج زئيرها
…
وأساود يسلي لهن صفير
ودحت من الأنهار أرض زجاجة
…
وأظلّها فلك يضيء منير
راقت فمن حصبائها وفواقع
…
يطفو عليها اللؤلؤ المنثور
يا حسنه من مصنع فيهاره
…
باهى نجوم الأفق وهي تنور
وكأنما زهر الرياض بجنبه
…
حيث التفتّ كواكب وبدور
ولدسته الأسمى تخيّر رصفه
…
فخر الورى وامامها المنصور
ملك أناف على الفراقد رتبة
…
وأقله فوق السماك سرير
قطب الخلافة تاج مفرق دولة
…
رميت بجحفلها اللهام الكور
وجرى إلى أقصى العراق لوعيها
…
جيش على جسر العراق عبور