الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(23) - (813) - بَابُ حُسْنِ الْقَضاءِ
(48)
- 2383 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
===
(23)
- (813) - (باب حسن القضاء)
(48)
- 2383 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شَبَابة) بن سوَّارِ المدائني، أصله من خراسان، يقال: كان اسمه مروان، مولى بني فزارة، ثقة حافظ رُمي بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(ح وحدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، لقبه بندار، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري ربيب شعبة، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(قالا) أي: قال كل من شبابة ومحمد بن جعفر:
(حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة حافظ إمام أئمة أهل الجرح والتعديل، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سلمة بن كهيل) الحضرمي أبو يحيى الكوفي، ثقة يتشيع، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
قال ابن كهيل: (سمعت أبا سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ خَيْرَكُمْ أَوْ مِنْ خَيْرِكُمْ .. أَحَاسِنُكُمْ قَضَاءً".
===
الزهري المدني، ثقة ثبت، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
حالة كونه (يحدث عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خيركم) وأفضلكم أخلاقًا وأكثركم كرمًا (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة: (من خيركم) والشك من أبي هريرة أو ممن دونه، والجار والمجرور على هذه الرواية خبر مقدم؛ لأن قوله:(أحاسنكم) بالنصب اسمها مؤخر، وعلى الرواية الأولى مرفوع على أنه خبر إن؛ أي: أحسنكم (قضاءً) للدين برد الأجود صفة أو نوعًا.
وقوله: "أحاسنكم" جمع أحسن؛ وهو الأرجح وزنًا والأقيس استعمالًا من قول بعض الرواة: (محاسنكم) كما في رواية مسلم، وهو جمع محسن - بكسر السين - كمطلع ومطالع، وفيه بعد، وأحسنها الأول، والرواية الفصيحة:"إن خيركم أحسنكم قضاء للدين"، وروي:"أحاسنكم خيركم" وهو جمع أحسن، ذهبوا به مذهب الأسماء، فجمعوا كأحمد وأحامد.
قال السندي: قوله: (أحاسنكم قضاء) أي: الذين يؤدون الدين إلى أصحابه على أحسن وجه. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الوكالة، باب الوكالة في قضاء الديون، ومسلم في كتاب المساقاة، باب من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه، وخيركم أحسنكم قضاء، والترمذي في كتاب البيوع، باب
(49)
- 2384 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
===
(75)
رقم (1317)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي (44) في كتاب البيوع، باب استسلاف الحيوان واستقراضه، وأحمد في "المسند"، والبيهقي.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(49)
- 2384 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم) بن عبد الرحمن (بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي) المدني مقبول، من السادسة. يروي عنه:(س ق).
(عن أبيه) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(خ س ق).
(عن جده) عبد الله بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبي عبد الرحمن المكي الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، مات ليالي قتل عثمان، وهو والد عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر. يروي عنه:(س ق).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه إسماعيل بن إبراهيم، وهو مقبول، وكذا أبوه إبراهيم مقبول.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْلَفَ مِنْهُ حِينَ غَزَا حُنَيْنًا ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا قَدِمَ .. قَضَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ؛ إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ".
===
(أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف) أي: استقرض (منه) أي: من عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي (حين غزا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (حنينًا) وأخرج إليها من مكة لغزوتها (ثلاثين) ألف درهم (أو أربعين ألفًا) من الدراهم - بالشك من الرواي - لمؤنة الجيش.
(فلما قدم) رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا .. (قضاها) أي: قضى تلك الدراهم وأداها (إياه) أي: لعبد الله بن أبي ربيعة؛ أي: رد له بدل ما استقرض منه (ثم قال له) أي: لعبد الله بن أبي ربيعة (النبي صلى الله عليه وسلم: بارك الله لك في أهلك) وعيالك بإكثارهم لك (و) بارك لك في (مالك) بكثرته؛ (إنما جزاء السلف) والقرض (الوفاء) أي: رد بدل المقرض وافيًا كاملًا (والحمد) للمقرض والشكر له على قضائه حاجة المقترض بالإقراض له.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب البيوع، باب الاستقراض، وأحمد ابن حنبل في "مسنده"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"، باب ما يقول من يستقرض منه قرضًا.
فدرجته: أنه حسن، لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم