المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(34) - (824) - باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الْهِبَاتِ

- ‌(1) - (791) - بَابُ الرَّجُلِ يَنْحَلُ وَلَدَ

- ‌(2) - (792) - بَابُ مَنْ أَعْطَى وَلَدَهُ ثُمَّ رَجَعَ فِيهِ

- ‌(3) - (793) - بَابُ الْعُمْرَى

- ‌(4) - (794) - بَابُ الرُّقْبَى

- ‌(5) - (795) - بَابُ الرُّجُوعِ فِي الْهِبَةِ

- ‌(6) - (796) - بَابُ مَنْ وَهَبَ هِبَةً رَجَاءَ ثَوَابِهَا

- ‌(7) - (797) - بَابُ عَطِيَّةِ الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا

- ‌بشارة عظيمة

- ‌كِتَابُ الصَّدَقَاتِ

- ‌(8) - (798) - بَابُ الرُّجُوعِ فِي الصَّدَقَةِ

- ‌(9) - (799) - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَوَجَدَهَا تُبَاعُ هَلْ يَشْتَرِيهَا

- ‌(10) - (800) - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ وَرِثَهَا

- ‌(11) - (801) - بَابُ مَنْ وَقَفَ

- ‌تتمة

- ‌(12) - (802) - بَابُ الْعَارِيَّةِ

- ‌(13) - (803) - بَابُ الْوَدِيعَةِ

- ‌(14) - (804) - بَابُ الْأَمِينِ يَتَّجِرُ فِيهِ فَيَرْبَحُ

- ‌(15) - (805) - بَابُ الْحَوَالَةِ

- ‌(16) - (806) - بَابُ الْكَفَالَةِ

- ‌تتمة

- ‌تتمة

- ‌(17) - (807) - بَابُ مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يَنْوِي قَضَاءَهُ

- ‌(18) - (808) - بَابُ مَنِ ادَّانَ دَيْنًا لَمْ يَنْوِ قَضَاءَهُ

- ‌(19) - (809) - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الدَّيْنِ

- ‌(20) - (810) - بَابٌ: مَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا .. فَعَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ

- ‌(21) - (811) - بَابُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ

- ‌فائدة

- ‌(22) - (812) - بَابُ حُسْنِ الْمُطَالَبَةِ وَأَخْذِ الْحَقِّ فِي عَفَافٍ

- ‌(23) - (813) - بَابُ حُسْنِ الْقَضاءِ

- ‌(24) - (814) - بَابٌ: لِصَاحِبِ الْحَقِّ سُلْطَانٌ

- ‌تتمة

- ‌(25) - (815) - بَابُ الْحَبْسِ فِي الدَّيْنِ وَالْمُلَازَمَةِ

- ‌(26) - (816) - بَابُ الْقَرْضِ

- ‌(27) - (817) - بَابُ أَدَاءِ الدَّيْنِ عَنِ الْمَيِّتِ

- ‌(28) - (818) - بَابٌ: ثَلَاثٌ مَنِ ادَّانَ فِيهِنَّ .. قَضَى اللهُ عز وجل عَنْهُ

- ‌كتاب الرّهون

- ‌(29) - (819) - بَابُ رَهْنِ الدِّرْعِ

- ‌فائدة

- ‌(30) - (820) - بَابٌ: الرَّهْنُ مَرْكوبٌ وَمَحْلُوبٌ

- ‌(31) - (821) - بَابُ لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ

- ‌(32) - (822) - بَابُ أَجْرِ الْأُجَرَاءِ

- ‌(33) - (823) - بَابُ إِجَارَةِ الْأَجِيرِ عَلَى طَعَامِ بَطْنِهِ

- ‌(34) - (824) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَقِي كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ وَيَشْتَرِطُ جَلْدَةً

- ‌(35) - (825) - بَابُ الْمُزَارَعَةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ

- ‌(36) - (826) - بَابُ كِرَاءِ الْأَرْضِ

- ‌(37) - (827) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي كِرَاءِ الْأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

- ‌(38) - (828) - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُزَارَعَةِ

- ‌(39) - (829) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْمُزَارَعَةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ

- ‌(40) - (830) - باب اسْتِكْرَاءِ الْأَرْضِ بِالطَّعَامِ

- ‌(41) - (831) - بَابُ مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ

- ‌كتابُ المساقاة

- ‌(42) - (832) - بَابُ مُعَامَلَةِ النَّخِيلِ وَالْكُرُومِ

- ‌فائدة

- ‌(43) - (833) - بَابُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ

- ‌(44) - (834) - بَابٌ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ

- ‌(45) - (835) - بَابُ إِقْطَاعِ الْأَنْهَارِ وَالْعُيُونِ

- ‌(46) - (836) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ

- ‌(47) - (837) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَنْعِ فَضْلِ الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ

- ‌(48) - (838) - بَابُ الشُّرْبِ مِنَ الْأَوْدِيَةِ وَمِقْدَارِ حَبْسِ الْمَاءِ

- ‌(49) - (839) - بَابُ قِسْمَةِ الْمَاءِ

- ‌(50) - (840) - بَابُ حَرِيمِ الْبِئْرِ

- ‌(51) - (841) - بَابُ حَرِيمِ الشَّجَرِ

- ‌(52) - (842) - بَابُ مَنْ بَاعَ عَقَارًا وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهُ فِي مِثْلِهِ

- ‌كتاب الشُّفْعة

- ‌(53) - (843) - بَابُ مَنْ بَاعَ رِبَاعًا .. فَلْيُؤْذِنْ شَرِيكَهُ

- ‌(54) - (844) - بَابُ الشُّفْعَةِ بِالْجِوَارِ

- ‌(55) - (845) - بَابٌ: إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ .. فَلَا شُفْعَةَ

- ‌(56) - (846) - بَابُ طَلَبِ الشُّفْعَةِ

- ‌كتابُ اللُّقَطة

- ‌(57) - (847) - بَابُ ضَالَّةِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ

- ‌(58) - (848) - بَابُ اللُّقَطَةِ

- ‌(59) - (849) - بَابُ الْتِقَاطِ مَا أَخْرَجَ الْجُرَذُ

- ‌(60) - (850) - بَابُ مَنْ أَصَابَ رِكَازًا

- ‌كتابُ العتق

- ‌(61) - (851) - بَابُ الْمُدَبَّرِ

- ‌تتمة

- ‌(62) - (852) - بَابُ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ

- ‌(63) - (853) - بَابُ الْمُكَاتَبِ

- ‌(64) - (854) - بَابُ الْعِتْقِ

- ‌(65) - (855) - بَابٌ: مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ .. فَهُوَ حُرٌّ

- ‌(66) - (856) - بَابٌ: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَاشْتَرَطَ خِدْمَتَهُ

- ‌(67) - (857) - بَابٌ: مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ

- ‌(68) - (858) - بَابٌ: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ

- ‌(69) - (859) - بَابُ عِتْقِ وَلَدِ الزِّنَا

- ‌(70) - (860) - بَابُ مَنْ أَرَادَ عِتْقَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ .. فَلْيَبْدَأْ بِالرَّجُلِ

الفصل: ‌(34) - (824) - باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدة

(34) - (824) - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَقِي كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ وَيَشْتَرِطُ جَلْدَةً

(71)

- 2406 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

===

(34)

- (824) - (باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدةً)

أي: يَشْتَرِطُ كونَ تلك التمرةِ يابسةً جَيِّدةً.

* * *

(71)

- 2406 - (1)(حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني) البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).

(حدثنا المعتمر بن سليمان) بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ) وهو ابن سبع وتسعين سنة. يروي عنه:(ع).

(عن حنش) ابن قيس، حنش لقبه، اسمه الحسين بن قيس الرحبي منسوب إلى رحبة بن زرعة أبي علي الواسطي. روى عن عكرمة، ويروي عنه: سليمان التيمي، و (ت ق)، متروك، من السادسة.

(عن عكرمة) الهاشمي مولاهم؛ مولى ابن عباس، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه حنش بن قيس، وهو

ص: 220

قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا يُصِيبُ فِيهِ شَيْئًا لِيُقِيتَ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَاستَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا كُلُّ دَلْو بتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ سَبْعَ عَشَرَةَ عَجْوَة، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

===

متروك، ضعفه أحمد في "العلل"، وابن معين في "تاريخ الدوري"، وأبو حاتم وأبو زرعة في "الجرح والتعديل"، والبخاري في "التاريخ الكبير"، وغيرهم من خلق كثير، فهو متفق على ضعفه.

(قال) ابن عباس: (أصاب) أي: مس وأخذ (نبي الله صلى الله عليه وسلم بالنصب على أنه مفعول مقدم (خصاصة) أي: جوع (فبلغ ذلك) أي: إصابة الخصاصة له (عليًّا) بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه (فخرج) علي من منزله حالة كونه (يلتمس) ويطلب (عملًا) يعمله للناس، فـ (يصيب فيه) أي: فيجد بسببه (شيئًا) من الأجرة (ليقيت به) أي: ليطعم بذلك الشيء الذي حصله (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى) علي وجاء (بستانًا) أي: حائطًا (لرجل من اليهود) لم أر من ذكر اسم ذلك اليهودي (فاستقى) أي: نزح علي (له) أي: لذلك اليهودي ماء من البئر مبلغه (سبعة عشر دلوًا) نزح له على أن تكون (كل دلو) منها (بـ) مقابلة حبة (تمرة، فخيره) أي: خير عليًّا (اليهودي من تمره سبع عشرة عجوةً) فأخذها علي (فجاء بها) أي: بتلك التمرات (إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأطعمه إياها رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، لكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث ابن عباس (1/ 90)، رواه البيهقي في "الكبرى"من طريق عبيد الله بن

ص: 221

(72)

- 2407 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ،

===

معاذ عن المعتمر بن سليمان، فذكره بإسناده ومتنه (6/ 119 - 120) في كتاب الإجارة، باب جواز الإجارة.

قال السندي: قوله: (خصاصة) أي: حاجة إلى الطعام وفقر إليه (ليقيت) من أقات الرباعي؛ أي: ليجعله قوتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فدرجته: أنه ضعيف جدًّا (11)(256)؛ لضعف سنده؛ لما مر، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استدل المؤلف على الترجمة بحديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، فقال:

(72)

- 2407 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.

(حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسان العنبري البصري.

(حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي.

(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، ثقة مدلس، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن أبي حية) بن قيس الوادعي الخارفي الهمداني الكوفي. روى عن علي بن أبي طالب. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، قال الحاكم أبو أحمد وغيره: لا يعرف اسمه، وقال أبو زرعة: لا يسمى، وقال ابن ماكولا: اختلف في اسمه: قيل: اسمه عمرو بن نصر، وقيل: اسمه عبد الله، وقيل: اسمه

ص: 222

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ أَدْلُو الدَّلْوَ بِتَمْرَةٍ وَأَشْتَرِطُ أَنَّهَا جَلْدَةٌ.

(73)

- 2408 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ،

===

عامر بن الحارث، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(عم).

(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) علي: (كنت) أنا (أدلو الدلو) أي: آخذ دلو الماء من البئر (بـ) حبة (تمرة وأشترط) على من استأجرني (أنها جلدة) - بفتح الجيم وكسر اللام وسكونها - أي: كون تلك التمرة يابسة جيدة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ولكن الحديث موقوف، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استأنس المؤلف ثانيًا للترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:

(73)

- 2408 - (3)(حدثنا علي بن المنذر) الطريقي - بفتح المهملة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم قاف - الكوفي، صدوق يتشيع، من العاشرة، مات سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ). يروي عنه (ت س ق).

(حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان - بفتح المعجمة وسكون الزاي - الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوقٌ عَارفٌ رُمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 223

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا لِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: "الْخَمْصُ"، فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ

===

(حدثنا عبد الله بن سعيد) بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو عباد الليثي مولاهم المدني، متروك، من السابعة. يروي عنه:(ت ق)، ومحمد بن فضيل.

قال أبو طالب عن أحمد: منكر الحديث متروك الحديث، وكذا قال عمرو بن علي: كان عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد لا يحدثان عنه، وقال عباس الدوري عن ابن معين: ضعيف، وقال الدارمي عن ابن معين: ليس بشيء، وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى: لا يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه.

(عن جده) كيسان المقبري الليثي المدني، من الثانية، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف جدًّا.

(قال) أبو هريرة: (جاء رجل من الأنصار) لم أر من ذكر اسمه؛ أي: جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جيعان (فقال) الرجل: (يا رسول الله؛ ما لي) أي: أي شيء ثبت لك (أرى) أنا (لونك) أي: لون بشرتك (منكفئًا؟ ) أي: متغيرًا عن حالته الأولى، يقال: انكفأ لونه؛ أي: تغير عن حاله، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل السائل: بي ("الخمص") أي: الجوع (فانطلق) أي: ذهب ورجع الرجل (الأنصاري إلى رحله) أي: إلى منزله

ص: 224

فَلَمْ يَجِدْ فِي رَحْلِهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ؛ فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا، فَقَالَ الْأَنْصارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي نَخْلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، وَاشْتَرَطَ الْأَنْصارِيُّ أَلَّا يَأْخُذَ خَدِرَةً وَلَا تَارِزَةً وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَلْدَةً، فَاسْتَقَى بِنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

===

(فلم يجد) الأنصاري (في رحله) أي: منزله (شيئًا) من الطعام.

(فخرج) الأنصاري من منزله حالة كونه (يطلب) طعامًا يرجع به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (فإذا هو) أي: الأنصاري راء (بيهودي يسقي نخلًا) له، وإذا فجائية؛ أي: فاجأه رؤية يهودي يسقي نخله (فقال الأنصاري لليهودي): أ (أسقي) أنا لك (نخلك) بدلك؟ والكلام على تقدير همزة الاستفهام، فـ (قال) اليهودي للأنصاري:(نعم) اسق لي، ولك شيء.

فـ (قال) الأنصاري لليهودي: أسقي لك على أن تكون (كل دلو) مقابلة مجزية (بتمرة، واشترط الأنصاري) على اليهودي (ألا يأخذ) في مقابلة عمله (خدرة) - بفتح فكسر - أي: مسودة الباطن؛ أي: التي اسود بطنها؛ لقدمها (ولا) يأخذ (تارزة) أي: يابسة (ولا حشفة) أي: رديئة غير جيدة (ولا يأخذ إلا جلدة) أي: يابسة جيدة (فاستقى) الأنصاري لليهودي (بنحو) أي: بقريب (من صاعين) مع أن كل دلو مجزي بتمرة (فجاء به) أي: بذلك التمر الذي هو قريب من صاعين (إلى النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (12)(257)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ص: 225

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول والثالث للاستئناس، والثاني للاستدلال.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 226