المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1) - (353) - باب ما جاء في صلاة الخوف - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٨

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كِتابُ الأذان (3)

- ‌(1) - (353) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌(2) - (354) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ

- ‌(3) - (355) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌تنبيه

- ‌(4) - (356) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الاسْتِسْقَاءِ

- ‌(5) - (357) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(6) - (358) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَمْ يُكَبِّرُ الْإِمَامُ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(7) - (359) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(8) - (360) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(9) - (361) - بَابُ مَا جَاءَ فِي انْتِظَارِ الْخُطْبَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

- ‌(10) - (362) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا

- ‌(11) - (363) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا

- ‌فائدة

- ‌‌‌فائدة أخرى

- ‌فائدة أخرى

- ‌(12) - (364) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ وَالرُّجُوعِ مِنْ غَيْرِهِ

- ‌فائدة

- ‌(13) - (365) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْلِيسِ يَوْمَ الْعِيدِ

- ‌(14) - (366) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ

- ‌(15) - (367) - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ النِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(16) - (368) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا إِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدَانِ فِي يَوْمٍ

- ‌(17) - (369) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ مَطَرٌ

- ‌(18) - (370) - بَابُ مَا جَاءَ فِي لُبْسِ السِّلَاحِ فِي يَوْمِ الْعِيدِ

- ‌(19) - (371) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الاغْتِسَالِ فِي الْعِيدَيْنِ

- ‌(20) - (372) - بَابٌ: فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌(21) - (373) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ رَكعَتَانِ

- ‌(22) - (374) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى

- ‌تنبيه

- ‌(23) - (375) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ

- ‌(24) - (376) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ

- ‌(25) - (377) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَيْقَظَ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(26) - (378) - بَابٌ: فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرآنِ

- ‌(27) - (379) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(28) - (380) - بَابٌ: فِي كَمْ يُسْتَحَبُّ يُخْتَمُ الْقُرْآنُ

- ‌(29) - (381) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ

- ‌(30) - (382) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌(31) - (383) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كمْ يُصَلِّي بِالَّيْلِ

- ‌(32) - (384) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ

- ‌فائدة مهمة في النزول

- ‌(33) - (385) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُرْجَى أَنْ يَكْفِيَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ

- ‌(34) - (386) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُصَلِّي إِذَا نَعَسَ

- ‌(35) - (387) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ

- ‌(36) - (388) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ

- ‌(37) - (389) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌(38) - (390) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الاسْتِخَارَةِ

- ‌(39) - (391) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْحَاجَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(40) - (392) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ

- ‌(41) - (393) - بَابُ مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ

- ‌(42) - (394) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّجْدَةِ عِنْدَ الشُّكْرِ

- ‌(43) - (395) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَن الصَّلَاةَ كَفَّارَةٌ

- ‌(44) - (396) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا

- ‌(45) - (397) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(46) - (398) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

- ‌(47) - (399) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ

- ‌(48) - (400) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ

- ‌(49) - (401) - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَدْءِ شَأْنِ الْمِنْبَرِ

- ‌(50) - (402) - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُولِ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(51) - (403) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ

- ‌(52) - (404) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ

- ‌(53) - (405) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ حَيْثُ تُصَلَّى الْمَكْتُوبَةُ

- ‌(54) - (406) - باب مَا جَاءَ فِي تَوْطِينِ الْمَكَانِ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ

- ‌(55) - (407) - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ تُوضَعُ النَّعْلُ إِذَا خُلِعَتْ فِي الصَّلَاةِ

الفصل: ‌(1) - (353) - باب ما جاء في صلاة الخوف

(1) - (353) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ

(1)

- 1231 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: "أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ يُصَلِّي بِطَائِفَةٍ مَعَهُ

===

(1)

- (353) - (باب ما جاء في صلاة الخوف)

(1)

- 1231 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(أنبأنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثمان وثمانين ومئة (188 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبيد الله بن عمر) بن حفص بن عاصم العمري المدني، ثقة فقيه، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن نافع) مولى ابن عمر.

(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في) بيان كيفية (صلاة الخوف) أي: في بيان كيفية فعل الصلاة جماعة في حالة الخوف من هجوم العدو إن صلوا مجتمعين جميعًا، وجملة قوله:(أن يكون الإمام يصلي بطائفة معه) صلة أن المصدرية، أن مع صلتها في تأويل مصدر مرفوع على كونه خبرًا لمبتدأ محذوف جوازًا؛ تقديره: هي؛ أي: كيفيةُ فعل الصلاة في حالة الخوف؛ كَوْنُ الإمامِ؛ أي: أميرِ الجيش أن يُفرِّق القومَ فرقتين، فيصلِّي

ص: 11

فَيَسْجُدُونَ سَجْدَةً وَاحِدَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الَّذِينَ سَجَدُوا السَّجْدَةَ مَعَ أَمِيرِهِمْ، ثُمَّ يَكُونُونَ مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّوا مَعَ أَمِيرِهِمْ سَجْدَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ أَمِيرُهُمْ وَقَدْ صَلَّى صَلَاتَهُ، وَيُصَلِّي

===

بطائفة منهم؛ أي: تفريقُه القوم فرقتين، فصلاتُه بفرقة منهما معه في الصلاة الثُّنائية مقصورة كانت أو تامة.

(فيسجدون) أي: فتُصلِّي هذه الفرقةُ معه (سجدة واحدة) أي: ركعة واحدة، والظرف في قوله:(معه) متعلق بيسجدون؛ أي: أن يفرق القومَ فرقتين، فيُحرِم بطائفة منهما يَرْكَعُون معه ركعة واحدة؛ يعني: الركعةَ الأولى، (و) الحال أنه (تكون طائفةٌ) أخرى (منهم) أي: من القوم (بينهم) أي: بين القوم المصلِّين (وبين العدو) يحرسُون العدوَّ عن الهجوم على المصلين، وهم في الصلاة.

(ثُمَّ ينصرف) ويذهب الفرقةُ (الذين سجدوا السجدةَ) الأُولى؛ أي: صلوا الركعة الأولى (مع أميرهم) بعد إتمام الثانية لهم، مفارِقينَ للإمام، والإمام ينتظر الفرقة الثانية في القيام الثاني لصلاتِه، (ثم يكونون) أي: يكون الذين صلوا مع الإمام الركعة الأولى (مكان الذين) حرسوا العدو في الركعة الأولى، و (لم يصلوا) الركعة الأولى مع الإمام، (ويتقدم) القوم (الذين لم يصلوا) مع الإمام الركعة الأولى إلى جهة الإمام (فيصلو) ن؛ أي: فيصلي هؤلاء الذين تقدموا إلى الإمام (مع أميرهم سجدة واحدة) أي: ركعة واحدة؛ وهي الركعة الثانية للإمام.

(ثم) بعدما صلى بالفرقة الثانية الركعة الثانية له (ينصرفُ أميرهم) أي: يذهب إلى جهة العدو، (و) الحال أنه (قد صلى) وكمَّل (صلاته ويصلي)

ص: 12

كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ بِصلَاتِهِ سَجْدَةً لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ .. فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا"، قَالَ: يَعْنِي بِالسَّجْدَةِ: الرَّكْعَةَ.

===

أي: يكمل (كل واحد من الطائفتين) أي: الفرقتين (بصلاته سجدة لنفسه) أي: يكمل كُلٌّ صلاته لنفسه بسجدة؛ أي: بفعل سجدة وركعة لنفسه، والجار والمجرور في قوله: لنفسه متعلق بيصلي كل واحد.

والمعنى: ويكمل كل واحد من الطائفتين صلاته لنفسه بفعل سجدة وركعة منفردين عن الإمام؛ فالفرقة الأولى تكمل صلاتها بنفسها مفارقين للإمام والإمام ينتظر الثانية في قيامه الثاني، وتسلّم وتذهب إلى جهة العدو، والفرقة الثانية تكمل صلاتها مفارقين للإمام، وهو في التشهد منتظرًا لهم فيه، فيسلم بهم، فحازت الأولى فضيلة الإحرام مع الإمام، وحازت الثانية فضيلة السلام مع الإمام، كما هو مبين في كتب الفروع.

(فإن كان خوف) العدو (أشد من ذلك) أي: من احتمال صلاتهم جماعة؛ كأن التحم القتال .. (فـ) كل يصلي بنفسه كيف أمكن له (رجالًا) كانوا (أو ركبانًا) أي: يصلي كل بنفسه راجلًا؛ أي: ماشيًا كان أو راكبًا، (قال) الراوي أو من دونه:(يعني) النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن عمر (بالسجدة) التي ذكرها في الحديث؛ يعني: في قوله: فيسجدون سجدة واحدة، وفي قوله الذين سجدوا السجدة مع أميرهم، وفي قوله: سجدة لنفسه؛ يعني بها: في كل موضع ذكرها فيه (الركعة) لا السجود الذي هو مقابل الركوع.

قال السندي: قوله: (ويصلي كل واحد من الطائفتين

) إلى آخره، يحتمل أن المراد: أنهم يصلون على الترتيب لا أنهم يصلون معًا، وإلا .. لم يبق وجاه العدو سوى الإمام في هذه الحالة، فلا يُرَدُّ، وهذا خلافُ موضوعِ صلاة الخوف، ويحتمل أن المراد: أنهم يصلون معًا كما هو الظاهر، فيخص

ص: 13

(2)

-1232 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،

===

هذه الصورة بما إذا كان الخوف قليلًا بحيث لا يضر عدم بقاء أحد وجاه العدو سوى الإمام ساعة ولا يرجى خوف لذلك، أو لأن العدو إذا رآهم في الصلاة ذاهبين آيبين .. لا يقدم عليهم، بخلاف ما لم يفعلوا ذلك. انتهى منه، وما ذكرناه في حلنا هو أصوب، كما في كتب الفروع.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرج البخاري في كتاب صلاة الخوف بنحوه، برقم (942)، وفي كتاب التفسير، باب فإن خفتم فرجالًا أو ركبانًا، برقم (4535).

فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به للترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر بحديث سهل بن أبي حثمة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(2)

-1232 - (2)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ (القطان) التميمي أبو سعيد البصري، ثقة إمام الجرح والتعديل، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثني يحيى بن سعيد) بن قيس (الأنصاري) النجاري أبو سعيد المدني، ثقة كثير الحديث، ثبت، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن القاسم بن محمد) بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه التيمي أبي محمد المدني أحد الفقهاء السبعة، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

ص: 14

عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ قَالَ: يَقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ وَوُجُوهُهُمْ إِلَى الصَّفِّ، فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَيَسْجُدُونَ

===

(عن صالح بن خوات) -بفتح المعجمة وتشديد الواو- ابن جبير بن النعمان الأنصاري المدني، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ع).

(عن سهل بن أبي حثمة) -بفتحتين بينهما مثلثة ساكنة- عبد الله بن ساعدة بن عامر بن ساعدة الأنصاري الخزرجي رضي الله تعالى عنه، صحابي صغير، له ستة وعشرون حديثًا، مات في خلافة معاوية. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) أي: أن سهل بن أبي حثمة (قال) راويًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي رفعه في آخر الحديث؛ أي: قال (في) بيان كيفية (صلاة الخوف: قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقوم الإمام) أي: إمام الجيش وأميرهم حالة كونه (مستقبل القبلة، وتقوم طائفة منهم) أي: من الجيش (معه) أي: مع الإمام، (وطائفة) أخرى منهم تقوم (من قبل العدو) أي: في مقابل العدو، فمن بمعنى في، (ووجوههم) أي: في حال أن وجوه هذه الطائفة الأخرى التي تحرس العدو مستقبلة (إلى الصف) الذي تصلي مع الإمام حراسة لهم، وهذا مخصوص بما إذا كان العدو في جهة القبلة.

(فيركع) أي: يصلي الإمام (بهم) أي: بالطائفة التي كانت معه (ركعة) واحدة، ويفارقون الإمام في قيام الركعة الثانية، (ويركعون) ركوع الركعة الثانية (لأنفسهم) والإمام قائم ينتظر الفرقة الثانية التي كانت حارسة العدو في قيامه، (ويسجدون) أي: تسجد هذه الفرقة التي أحرمت مع الإمام سجود

ص: 15

لِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ، وَيَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً وَيَسْجُدُ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، فَهِيَ لَهُ ثِنْتَانِ وَلَهُمْ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ.

===

الركعة الثانية (لأنفسهم سجدتين في مكانهم) الذي وراء الإمام ويسلمون من صلاتهم.

(ثم يذهبون إلى مقامِ) ومَصافِّ (أولئك) الفرقة الثانية التي كانت حارسة للإمام ومن معه في الركعة الأولى، (ويجيء أولئك) القوم الذين حرسوا في الركعة الأولى إلى الإمام، (فيركع) الإمام ويصلي (بهم ركعة) واحدة (ويسجد بهم سجدتين، فهي) أي: فهذه الركعة (له) أي: للإمام (ثنتان) أي: ثانية ثنتين من صلاته، (ولهم) أي: وللفرقة الثانية (واحدة) أي: ركعة واحدة من صلاتهم، ثم يفارقون الإمام ويقومون، (ثم يركعون ركعة واحدة) لتكميل صلاتهم، (ويسجدون سجدتين) ويسلمون من صلاتهم.

قوله: (وطائفة من قبل العدو) قال السندي: بكسر القاف وفتح الموحدة و (من) بمعنى في؛ أي: وطائفة تقوم في جانب العدو، ولعل قوله:(ووجوههم إلى الصف) أي: أنه لا بد لهم من النظر إلى الصف؛ لئلا يهجم عليهم العدو وهم في الصلاة، وهذا مخصوص بما إذا كان العدو في جهة قبلتهم.

قوله: (فيركع بهم ركعة) أي: يصلي بهم تمامَها مع السجدتين، ثم يمكث الإمام مكانه جالسًا حتى يتم هؤلاء؛ أي: الطائفة الأولى لأنفسهم الصلاة، وهذا معنى قوله:(ويركعون لأنفسهم ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم)، قوله:(فهي) أي: الصلاة (له) أي: للإمام (ثنتان) أي: ركعتان، (ولهم) أي: للطائفة الثانية (واحدة)، وهذا ظاهر. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب

ص: 16

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَّنِ بْنِ الْقَاسمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

===

غزوة ذات الرقاع، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الخوف، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من قال: يقوم صف مع الإمام وصف وِجاهَ العدو فيصلي بالذين يلونه ركعة، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الخوف، والنسائي في كتاب الصلاة أول كتاب صلاة الخوف.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.

(قال محمد بن بشار: فسألت يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث) الذي رواه لي عنه يحيى الأنصاري، فقلت له: هل سمعته من غيره؟ (فحدثني) يحيى القطان هذا الحديث (عن شعبة) بن الحجاج (عن عبد الرحمن بن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة فاضل، من السادسة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه (ع).

(عن أبيه) القاسم بن محمد، ثقة، من الثالثة.

(عن صالح بن خوات) ثقة، من الرابعة.

(عن سهل بن أبي حثمة) رضي الله تعالى عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، غرضه: بيان متابعة عبد الرحمن بن القاسم ليحيى بن سعيد الأنصاري في رواية هذا الحديث عن القاسم بن محمد، وفائدتها بيان كثرة طرقه.

ص: 17

بمِثْلِ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى: اكْتُبْهُ إِلَى جَنْبِهِ وَلَسْتُ أَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَلكِنْ مِثْلُ حَدِيثِ يَحْيَى.

(3)

-1233 - (3) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ،

===

وساق عبد الرحمن عن أبيه (بمثل حديث يحيى بن سعيد) الأنصاري (قال) محمد بن بشار: (قال لي يحيى) القطان: (اكتبه) أي: اكتب هذا الحديث الذي حدثته لك عن عبد الرحمن بن القاسم (إلى جنبه) أي: إلى جانب الحديث الذي رويته لك عن يحيى الأنصاري (ولست أحفظ) هذا (الحديث) الذي رويته لك عن عبد الرحمن بن القاسم، (ولكن) هو؛ أي: حديث عبد الرحمن (مثل حديث يحيى) الأنصاري؛ أي: نظيره لفظًا ومعنىً.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(3)

-1233 - (3)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م عم).

(حدثنا عبد الوارث بن سعيد) بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم أبو عبيدة البصري، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثمانين ومئة (180 هـ)، وله ثمان وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).

(حدثنا أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 18

عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْخَوْفِ؛ فَرَكَعَ بِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ، حَتَّى إِذَا نَهَضَ .. سَجَدَ أُولَئِكَ بِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ حَتَّى قَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ، وَتَخَلَّلَ أُولَئِكَ

===

(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن جابر بن عبد الله) بن حرام الأنصاري المدني رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه) جميعًا (صلاة الخوف) بعدما صفهم صفين؛ أي: أحرم بهم جميعًا، (فركع بهم جميعًا) أي: بجميع الصفين، (ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذين يلونه) أي: يلون النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: سجد معه الصف الأول دون الصف الثاني، وهو معطوف على الرسول، (والآخرون) أي: الصف الثاني وهو مبتدأ خَبَرُهُ (قيام) أي: قائمون لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سجد معه وهو الصف الأول؛ أي: والصف الثاني مستمرون في القيام لحراستهم.

(حتى إذا نهض) النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه؛ أي: قاموا إلى الركعة الثانية .. (سجد أولئك) الصف الثاني (بأنفسهم) أي: منفردين عن النبي صلى الله عليه وسلم (سجدتين، ثم) بعد فراغهم من سجودهم وقاموا (تأخر الصف المقدم) الذين سجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من وراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى محلِّ الصف الثاني (حتى قاموا) أي: قام الصف الأول (مقام أولئك) الصف الثاني (وتخلل أولئك) الصف الثاني؛

ص: 19

حَتَّى قَامُوا مَقَامَ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، فَرَكَعَ بِهِمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالصَّفُّ الَّذِي يَلُونَهُ، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ .. سَجَدَ أُولَئِكَ سَجْدَتَيْنِ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَكَعَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَجَدَ طَائِفَةٌ بِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ وَكَانَ الْعَدُوُّ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ.

===

أي: تقدموا من خلالهم وبينهم إلى مقام الصف الأول الذين تأخروا (حتى قاموا) أي: قام أولئك الصف الثاني (مقام الصف المقدم) الذين تأخروا (فركع بهم النبي صلى الله عليه وسلم جميعًا) أي: ركع ركوع الركعة الثانية بالصفين جميعًا.

(ثم) بعد فراغهم من الركوع (سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: سجد هو (والصف الذي يلونه) وهم أهل الصف المؤخر الذين حرسوا في الركعة الأولى، ثم تقدموا في الركعة الثانية، (فلما رفعوا) أي: رفع النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه (رؤوسهم) من سجود الركعة الثانية .. (سجد أولئك) الصف المؤخر وهو أهل الصف المقدم الذين تأخروا في الركعة الثانية (سجدتين، وكلهم) أي: وكل القوم (قد ركع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين، (وسجد) كل (طائفة) من الصفين (بأنفسهم) منفردين عن النبي صلى الله عليه وسلم (سجدتين) وسجدتين مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: سجد الصف المقدم في الركعة الأولى مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي الركعة الثانية بأنفسهم، وسجد المؤخر في الركعة الأولى بأنفسهم وفي الركعة الثانية مع النبي صلى الله عليه وسلم، (وكان العدو) في تلك الصلاة (مما يلي القبلة) منهم، ولذلك أمكن لهم ركوع كل القوم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 20

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن روى النسائي بعضه في "الصغرى" من حديث جابر بن عبد الله، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن أحمد بن عبدة به، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن عمرو بن محمد الهمداني عن أحمد بن عبدة به، وأصله في "الصحيحين" من حديث ابن عمر ومن حديث سهل ابن حثمة.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 21