الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(51) - (403) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ
(165)
- 1395 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ،
===
(51)
- (403) - (باب ما جاء في كثرة السجود)
(165)
- 1395 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا - السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(وعبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي لقبه دُحيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).
وقوله: (الدمشقيان) نسبة للراويين، كما بيناه في الحل.
(قالا: حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة، من الثامنة، لكنه كثير التدليس والتسوية، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان) العنسي - بالنون - الدمشقي الزاهد، صدوق يخطئ ورُمي بالقدر وتغير بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس وستين ومئة (165 هـ)، وهو ابن تسعين. يروي عنه:(عم).
(عن أبيه) ثابت بن ثوبان العنسي الشامي والد عبد الرحمن، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن مكحول) الشامي أبي عبد الله، ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور، من
عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ؛ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةً".
===
الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن كثير بن مرة) الحضرمي أبي شجرة الحمصي، ثقة، من الثانية، ووهم من عدَّه في الصحابة. يروي عنه:(عم).
(أن أبا فاطمة) أُنيس - بالتصغير - أو عبد الله بن أُنيس الليثي أو الدوسي سكن الشام ومصر الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، ويروي عنه:(د س ق)(حدَّثه) أي: أن أبا فاطمة حَدَّث لكثير بن مرة.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو فاطمة: (قلت: يا رسول الله؛ أخبرني بعمل أستقيم) وأواظب (عليه وأعمله) على الدوام، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي فاطمة:(عليك) أي: الزم (بالسجود) لله تعالى، وواظب على إكثارها ليلًا ونهارًا، والمراد بالسجود: الصلاة المشتملة عليه؛ من إطلاق الجزء وإرادة الكل؛ (فإنك) يا أبا فاطمة (لا تسجد لله سجدة) أي: لا تصلّ مخلصًا عملك لله ركعة .. (إلا رفعك الله بها) أي: بتلك السجدة (درجة) أي: منزلة عنده (وحطَّ) أي: محا (بها) أي: بتلك السجدة (عنك خطيئة) أي: صغيرة من الصغائر؛ لأن الكبيرة لا تكفر إلا بالتوبة.
وهذا الحديث أيضًا لا ينافي فضيلة طول القيام؛ إذ ما أوصاه صلى الله عليه وسلم بكثرة السجود دون طول القيام. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي؛ أخرجه في كتاب البيعة، باب الحث على الهجرة، رقم (4178).
(166)
- 1396 - (2) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، حَدَّثَهُ مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي فاطمة بحديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(166)
- 1396 - (2)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني الدمشقي، ثقة متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي) الدمشقي، ثقة إمام فقيه، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(قال) الأوزاعي: (حدثني الوليد بن هشام) بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي مُعَيْط - بالتصغير - الأموي أبو يعيش (المُعَيْطِيُّ) ثقة، من السادسة. يروي عنه:(م عم).
(حدثه) أي: حدث لوليد بن هشام (معدانُ بن أبي طلحة) ويقال: ابن طلحة (اليَعْمَري) -بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة- شامي، ثقة، من الثانية. يروي عنه:(م عم).
(قال) معدان: (لقيت ثوبان) رضي الله تعالى عنه.
فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، قَالَ: فَسَكَتَ ثُمَّ عُدْتُ فَقُلْتُ مِثْلَهَا، فَسَكَتَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لِي: عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ للهِ؛ فَإِنِّي سمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ للهِ سَجْدَة .. إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطيئَةً".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن الوليد بن مسلم مدلس.
وفي رواية الترمذي: (لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ: ثوبان الهاشمي مولى النبي صلى الله عليه وسلم صحِبه ولازمه ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (54 هـ).
قال معدان: (فقلت له) أي: لثوبان (حدثني حديثًا) سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (عسى الله أن ينفعني به) أي: حقق الله أن ينفعني بذلك الحديث في ديني أو دنياي، (قال) معدان:(فسكت) ثوبان عني، قال معدان:(ثم عدت) أي: رجعت إلى سؤال ثوبان مرةً ثانية، (فقلت) لثوبان (مثلها) أي: مقالةً مثل المقالة الأولى؛ يعني: حدثني حديثًا
…
إلى آخره، (فسكت) ثوبان عن جواب سؤالي (ثلاث مرات، فقال لي) في جواب سؤالي في المرة الرابعة: (عليك بالسجود) أي: الزم السجود مخلصًا (لله؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسجد لله سجدةً .. إلا رفعه الله بها درجةً، وحطَّ عنه) أي: وضع عنه (بها) أي: بتلك السجدة (خطيئةً) أي: معصية صغيرة.
وفي رواية أحمد ومسلم وأبي داوود عن ثوبان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة .. إلا رفعك الله بها درجة
…
" إلى آخره، قال الشوكاني في "النيل": والحديث يدل على أن كثرة السجود مرغب فيها، والمراد به السجود في الصلاة، وسبب
قَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
(167)
- 1397 - (3) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ،
===
الحث عليه ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه من أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وهو موافق لقوله تعالى:{وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (1)، كذا قال النووي: وفيه دليل لمن يقول: إن السجود أفضل من القيامِ وسائرِ أركان الصلاة، كما مر الخلاف فيه.
(قال معدان: ثم) بعدما قال لي ثوبان ذلك (لقيت أبا الدرداء فسألته) عن ذلك (فقال) لي أبو الدرداء (مثل ذلك) أي: مثل ما قال لي ثوبان؛ يعني: عليك بالسجود، وأبو الدرداء اسمه عويمر بن زيد رضي الله عنه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كثرة الركوع والسجود وفضله، والنسائي في كتاب التطبيق، باب من سجد لله عز وجل سجدةً واحدة.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي فاطمة بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهما، فقال:
(167)
-1397 - (3)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل (الدمشقي) المعلم، صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(ق).
(1) سورة العلق: (19).
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُرِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً .. إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا
===
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة مدلس، من الثامنة، مات في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن خالد بن يزيد) بن صالح بن صبيح (المري) -بضم الميم وبالراء- أبي هاشم الدمشقي قاضي البلقاء، ثقة، من السابعة، مات سنة بضع وستين ومئة (163 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن يونس بن ميسرة بن حلبس) - بمهملتين في طرفيه وموحدة، على وزن جعفر - وقد يُنسب لجده، ثقة عابد معمر، من الثالثة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن) عبد الرحمن بن عسيلة - بمهملتين مصغرًا - المرادي أبي عبد الله (الصنابحي) ثقة، من كبار التابعين قدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أيام، مات في خلافة عبد الملك. يروي عنه:(ع).
(عن عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي أبي الوليد المدني أحد النقباء، بدري مشهور رضي الله تعالى عنه، مات بالرملة سنة أربع وثلاثين (34 هـ)، وله اثنتان وسبعون سنة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن عبادة (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسجد) مخلصًا (لله سجدةً .. إلا كتب الله له بها) أي: بتلك السجدة
حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً؛ فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ السُّجُودِ".
===
(حسنةً، ومحا عنه بها) أي: بتلك السجدة (سيئة) أي: خطيئة، (ورفع له بها) أي بتلك السجدة (درجة) أي: منزلة عنده، (فاستكثروا) أيها المسلمون (من السجود) بكثرة الصلاة النوافل.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث ثوبان، كما ذكره المؤلف قبل هذا الحديث، وقال أبو عيسى فيه: حديث حسن صحيح، والدارمي وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة في "مصنفه".
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم