الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(37) - (389) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى
(122)
- 1352 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَالنَّاسُ مُتَوَافِرُونَ أَوْ مُتَوَافُونَ
===
(37)
- (389) - (باب ما جاء في صلاة الضحى)
(122)
- 1352 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد) القرشي الهاشمي مولاهم أبي عبد الله الكوفي، رأى أنسًا، روى عن مولاه عبد الله بن الحارث بن نوفلٍ، قال في "التقريب": ضعيف، كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيًا، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ)، وقال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن أبي زياد ثقة، ولا يُعجبني قول من تكلم فيه، وقال ابن سعد: كان ثقة في نفسه، إلا أنه اختلط في آخر عمره، فهو مختلف فيه. يروي عنه:(م عم).
(عن) مولاه (عبد الله بن الحارث) بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي أبي محمد المدني، له رؤية، ولأبيه وجده صحبة، قال ابن عبد البر: أجمعوا على توثيقه، مات سنة تسع وسبعين (79 هـ)، ويقال: سنة أربع وثمانين. يروي عنه: (ع).
(قال) عبد الله بن الحارث: (سألت في زمن) خلافة (عثمان بن عفان والناس) أي: والحال أن الناس من الصحابة (متوافرون) أي: كثيرون، يقال: وفر الشيء إذا تم وكثر، كذا في "الصحاح" (أو) قال: والناس (متوافون) من توافى القوم إذا استتاموا وكثروا، وهو بمعنى ما قبله، والشك من الراوي؛
عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّهُ صَلَّاهَا؛ يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ صَلَّاهَا ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ.
(123)
-1353 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ
===
أي: سألتهم (عن) مشروعية (صلاة الضحى، فلم أجد أحدًا) من الصحابة (يخبرني أنه) صلى الله عليه وسلم (صلاها؛ يعني) الراوي بضمير (أنه): (النبي صلى الله عليه وسلم أي: لم أجد أحدًا من الصحابة يخبرني أنه صلاها (غير أم هانئ) فاختة بنت أبي طالب شقيقة على رضي الله تعالى عنهما، (فَـ) إِنها (أخبرتني أنه) صلى الله عليه وسلم (صلاها) أي: صلي صلاةَ الضحى في بيتها يوم الفتح (ثماني ركعات)، وفي رواية كريب مولى ابن عباس عنها:(يسلم من كل ركعتين) منها، كما مر.
وسند هذا الحديث من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن يزيد بن أبي زياد مختلف فيه، وقد تقدم تخريج هذا الحديث في كتاب الطهارة، باب ما جاء في الاستتار عند الغسل، الحديث رقم (605).
فهذا الحديث صحيح؛ لصحة سنده، وله شاهد في "سنن أبي داوود"، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وغرضه الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أم هانئ بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(123)
-1353 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي.
وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى
===
(وأبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي.
كلاهما (قالا: حدثنا يونس بن بكير) بن واصل الشيباني أبو بكر الجمَّال بالجيم الكوفي، صدوق يخطئ، من التاسعة، ووثقه ابن معين، وقال إبراهيم بن الجنيد: كان ثقة صدوقًا، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).
(حدثنا محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم أبو بكر المدني نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، ويقال بعدها، ووثقه ابن معين، وقال: كان حسن الحديث. يروي عنه: (م عم).
(عن موسى بن أنس) بن مالك الأنصاري البصري، قاضيها، ثقة، من الرابعة، مات بعد أخيه النضر، مات النضر سنة بضع ومئة قبل الحسن البصري. يروي عنه:(ع).
(عن ثمامة) بن عبد الله (بن أنس) بن مالك، وقد يُنسب إلى جده الأنصاري البصري، قاضيها، صدوق، من الرابعة، عُزِلَ سنة عشر ومئة (110 هـ)، ومات بعد ذلك بمدة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن يونس بن بكير ومحمد بن إسحاق مختلف فيهما.
(قال) أنس: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى
الضُّحَى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً .. بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ".
===
الضحى ثنتي عشرة ركعة .. بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة").
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، رقم (473)، قال أبو عيسى: وفي الباب عن أم هانئ وأبي هريرة ونعيم بن عمار وأبي ذر وعائشة وأبي أمامة وعتبة بن عبد السلمي وابن أبي أوفى وأبي سعيد وزيد بن أرقم وابن عباس. وفي "التحفة" بعد ذكر حديث هؤلاء المذكورين، قال؛ وفي الباب أحاديث عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء المذكورين رضي الله تعالى عنهم، قد ذكر أحاديثهم العيني في "شرح البخاري".
قال الحافظ في "الفتح" بعد ذكر هذا الحديث: وعند الطبراني من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "من صلى الضحى ركعتين .. لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعًا .. كُتب من التائبين، ومن صلى ستًا .. كفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانيًا .. كتب من العابدين، ومن صلى عشرة .. بنى الله له بيتًا في الجنة "قال: وفي إسناده ضعف أيضًا، وله شاهد من حديث أبي ذر رواه البزار في إسناده ضعف أيضًا، لكن إذا ضم إليه؛ أي: إلى حديث أنس حديث أبي ذر وأبي الدرداء .. قوي وصَلُحَ للاحتجاجِ به. انتهى كلام الحافظ. انتهى من "تحفة الأحوذي".
فعلى ما قاله الحافظ: فالحق أن حديث أنس صحيح، غرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث أم هانئ.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أم هانئ بحديث عائشة رضي الله عنهما، فقال:
(124)
- 1354 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ
===.
(124)
- 1354 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة) بن سوار المدائني أصله من خراسان، أبو عمرو الفزاري مولاهم، ثقة حافظ، من التاسعة، رمي بالإرجاء، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا شعبة) بن الحجاج، ثقة إمام، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يزيد) بن أبي يزيد الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة مولاهم، أبو الأزهر البصري، يُعرف بي (الرشك) بكسر الراء وسكون المعجمة ثقة عابد، وهم من لينه، من السادسة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ) وهو ابن مئة سنة. يروي عنه:(ع).
(عن معاذة) بنت عبد الله (العدوية) أم الصهباء البصرية، ثقة، من الثالثة، ماتت سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنها:(ع).
(قالت) معاذة: (سألت عائشة أكان) أي: هل كان (النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي الضحى؟ قالت) عائشة: (نعم) كان يصلي الضحى (أربعًا) من الركعات (ويزيد) صلى الله عليه وسلم على أربع (ما شاء الله) تعالى زيادته عليه من غير حصر، ولكن لم ينقل أكثر من ثنتي عشرة ركعة، كما في "المرقاة".
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(125)
- 1355 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَفارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان.
ودرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
وقالت الشافعية أخذًا من مجموع أحاديث الضحى: بأن أقلها ركعتان، وأدنى الكمال أربع، وأكملها ثمان، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، والله أعلم.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، فقال:
(125)
- 1355 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن النَّهَّاس) بتشديد الهاء ثم مهملة (ابن قَهْمٍ) بفتح القاف وسكون الهاء القيسي أبي الخطاب البصري، ضعيف، من السادسة. يروي عنه:(دت ق).
(عن شداد) بن عبد الله (أبي عمار) القرشي الدمشقي ثقة يرسل، من الرابعة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه النهاس بن قهم، وهو ضعيف.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ) أي: داوم وواظب (على شفعة الضحى) بضم الشين وكسرها على وزان غُرفة وفرقة
غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
===
أي: داوم عليها أو أداها على وجهها ولو مرة، والمراد بشفعة الضحى: ركعتا الضحى، والشفع: الزوج .. (غُفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) في الكثرة؛ لاشتهاره بالكثرة عند المخاطبين. انتهى من "التحفة".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الضحى، رقم (476)، قال أبو عيسى: وقد روى وكيع والنضر بن شميل وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم، ولا نعرفه إلا من حديثه، ورواه أحمد بن حنبل أيضًا، وقال ابن عدي: إذا كان مما انفرد به عن الثقات .. لا يتابع عليه.
فهذا الحديث ضعيف (14)(152)؛ لضعف سنده ولا شاهد له، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني والثالث للاستشهاد، والأخير للاستئناس، كما بيناه في محله.
والله سبحانه وتعالى أعلم