الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4) - (356) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الاسْتِسْقَاءِ
(13)
- 1243 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ
===
(4)
- (356) - (باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء)
(13)
- 1243 - (1)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق بن الحارث الهمداني المرادي الجملي الأعمش الكوفي، ثقة عابد، كان لا يدلس، من الخامسة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).
(عن سالم بن أبي الجعد) رافع الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة وكان يرسل كثيرًا، من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين، وقيل: مئة (100 هـ)، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن شرحبيل) بضم المعجمة وفتح الراء وسكون المهملة (ابن السِّمْط) -بكسر المهملة وسكون الميم- الكندي الشامي، وثقه النسائي، وقال في "التقريب": جزم ابن سعد بأن له وفادة وصحبة، مات سنة أربعين (40 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
أَنَّهُ قَالَ لِكَعْبٍ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ؛ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاحْذَرْ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ اسْتَسْقِ اللهَ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فَقَالَ:"اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيئًا مَرِيعًا طَبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ"، قَالَ:
===
(أنه) أن شرحبيل (قال لكعب) بن مرة بن كعب السلمي البصري الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، سكن البصرة ثم الأردن، مات سنة بضع وخمسين (53 هـ). يروي عنه:(عم).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: قال شرحبيل بن السمط لكعب بن مرة: (يا كعب بن مرة؛ حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا سمعته منه، (واحذر) فيما حدثته لنا عن الخطأ والغلط، (قال) كعب في تحديثه لهم:(جاء رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه من أهل البوادي، (فقال) ذلك الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ استسقِ الله) لنا؛ أي: اطلب لنا من الله جل وعلا سقيا المطر فيسقينا.
(فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه) الشريفتين حتى يرى بياض إبطيه، (فقال) في دعائه:(اللهم؛ اسقنا) أي: أنزل لنا (غيثًا) أي: مطرًا يغيثنا وينقذنا من شدة القحط (مَرِيئًا) أي: محمود العاقبة بإنباته الزرع والثمار (مَرِيعًا) -بضم الميم وفتحها مع كسر الراء- من الريع وهو الزيادة؛ أي: منبتًا الريع والعشب والنبات (طبقًا) أي: مائلًا إلى الأرض مغطيًا لها بالماء الكثير والعشب الكثير، يقال: غيث طبق؛ أي: عام واسع (عاجلًا غير رائث) أي: غير بطيءٍ متأخرٍ (نافعًا غير ضار) بهدم البيوت وإغراق الحيوان (قال) كعب بن
فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُجِيبُوا، قَالَ: فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ الْمَطَرَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ؛ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَنْقَطِعُ يَمِينًا وَشِمَالًا.
===
مرة: (فما جمعوا) أي: ما صلوا صلاة الجمعة (حتى أُجيبوا) دعاءهم بإنزال للمطر، وفي بعض النسخ:(حتى أُحْيُوا) بالبناء للمفعول فيهما من الإحياء بمعنى الحياة؛ أي: حتى حصلت لهم الحياة والمعيشة بحصول الخصب لهم بسبب المطر، ويمكن أن يكون الأخير بالبناء للفاعل من أحيا القوم إذا صاروا في الحياة؛ وهو الخصب.
(قال) كعب بن مرة: (فأتوه) أي: فأتى الناسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فشكوا إليه المطر) أي: أخبروه بكثرة المطر على سبيل الشكوى من كثرته وضرره، (فقالوا) في شكواهم إليه:(يا رسول الله؛ تهدمت البيوت) أي: تساقطت على عروشها، وانقطعت السبل، وصعب الخروج إلى البساتين والمزارع، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم)؛ أمطر (حوالينا) أي: نواحِيَنا وجوانِبَنا من الأماكن التي تحتاج إلى المطر من الجبال ومنابت الشجر، (ولا) تمطر (علينا) أي: اجعل المطر حول المدينة، ولا تجعله عليها، (قال: فـ) انقطع المطر في ذلك الوقت و (جعل السحاب ينقطع) وينكشف عن المدينة ويذهب (يمينًا وشمالًا).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن أخرج مسلم نحوه من حديث أنس بن مالك، في باب الدعاء في الاستسقاء، وأخرج الحاكم نحوه من حديث جابر بن عبد الله في كتاب الاستسقاء، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني في "المعجم الكبير" وإسناده صحيح، وعبد الرزاق في "مصنفه".
(14)
- 1244 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ،
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد كما بيناها، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث كعب بن مرة بحديث ابن عباس رضي الله عنهم، فقال:
(14)
- 1244 - (2)(حدثنا محمد بن أبي القاسم) الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم (أبو الأحوص) البغدادي ثم العُكْبَريُّ -بفتح الموحدة- قاضيها، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وتسعين ومئتين (299 هـ) قبل الثلاث مئة بسنة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا الحسن بن الربيع) البجلي أبو علي الكوفي البُورَانِيُّ -بضم الموحدة- ثقة، من العاشرة، مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين ومئتين (221 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الله بن إدريس) بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي، ثقة فقيه عابد، من الثامنة، مات سنة اثنتين وتسعين ومئة (192 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا حُصين) -مصغرًا- ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، ثقة تغير حفظه في الآخر، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حبيب بن أبي ثابت) قيس، ويقال: هند بن دينار الأسدي مولاهم
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ، وَلَا يَخْطِرُ لَهُمْ فَحْلٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا طَبَقًا مَرِيعًا غَدَقًا عَاجِلًا
===
أبي يحيى الكوفي، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (جاء أعرابي) أي: شخص من سُكان البادية، لم أر من ذكر اسمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله) والله (لقد جئتك) رسولًا (من عند قوم ما يتزود لهم راع) أي: ما يخرج راع لهم إلى المراعي ليتزود اللبن من المواشي، (ولا يخطر لهم فحل) أي: لا يخطر ولا يحرك فحلهم وذَكَرُ إبلهم ذَنَبَهُ ليضرب بها فخذَهُ؛ لجوعه وعدم نشاطه وعطشه كما يضرب بها فخذه عند نشاطه وشبعه، فصار كالناقة لا يتجول ولا يتحرك لجوعه، مأخوذ من خَطَر البعير بذَنَبه يخطر من باب ضرب؛ إذا رفع ذَنَبَه مرةً بعد مرة وضرب به فخذه، والمراد: بيان ضعف الفحل الذي هو أقوى من الأنثى.
(فصعد) النبي صلى الله عليه وسلم (المنبر) أي: طلع عليه خطيبًا، (فحمد الله) تعالى؛ أي: وصفه بما هو لائق به من صفات الكمال، (ثم قال) في دعائه:(اللهم؛ اسقنا غيثًا مغيثًا) أي: مطرًا منقذًا لنا من شدة القحط (مريئًا) أي: كثير الخير والبركة (طبقًا) أي: يكون كالطبق على الأرض؛ لكثرة مائه (مريعًا) أي: ذا ريع ونبات (غدقًا) أي: كبير القطرات (عاجلًا)
غَيْرَ رَائِثٍ"، ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ .. إِلَّا قَالُوا: قَدْ أُحْيِينَا.
(15)
- 1245 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
===
أي: مسرعًا مستعجلًا إلينا بخيره (غير رائث) أي: غير متأخر عنَّا؛ لأننا في هلاك شديد من القحط.
(ثم) بعد هذا الدعاء (نزل) النبي صلى الله عليه وسلم من منبر، (فـ) أمطرت السماء من ذلك اليوم إلى مثله من الأسبوع الآتي و (ما يأتيه) أي: ما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم (أحد) من الناس (من) أي (وجه) وناحية (من الوجوه) والنواحي .. (إلا قالوا) جمع الضمير نظرًا إلى معنى أحد؛ لأنه نكرة يصدق على أفراد كثيرة (قد أُحْيينا) بالبناء للمفعول؛ أي: قد رُزقنا الحيا والمطر، من الحيا لا من الحياة وهو المطر، فلله الحمد والشكر.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بهذا السند، ولكن رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث ابن عباس أيضًا، وأخرجه البخاري من حديث أنس في كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في المساجد.
فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث كعب بن مرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث كعب بن مرة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(15)
- 1245 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى حَتَّى رَأَيْتُ أَوْ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ،
===
(حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الصفَّار الأنصاري مولاهم أبو عثمان البصري، ثقة ثبت، من كبار العاشرة، مات سنة عشرين ومئتين (220 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
(حدثنا معتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة ثبت، من كبار التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ)، وليس معتمر عندهم إلا هذا الثقة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) سليمان بن طرخان التيمي أبي المعتمر البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ) عن سبع وتسعين سنة. يروي عنه:(ع).
(عن بركة) -بفتحات- المجاشعي أبي الوليد البصري، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(د ق).
(عن بشير بن نَهيك) -بفتح أولهما وكسر ثانيهما مكبَّرًا- السدوسي، ويقال: السلولي أبي الشعثاء البصري، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى) أي: طلب سقيا المطر، ورفع يديه عند الدعاء (حتى رأيت، أو) قال أبو هريرة: حتى (رُئِيَ بياض إبطيه) لمن عنده -بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة- وهي ما تحت العضد والكتف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
استدل بهذا الحديث على استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، ولذا لم يُرْوَ عن الإمام مالك رحمه الله أنه رفع يديه إلا في دعاء الاستسقاء خاصة، وهل ترفع في غيره من الأدعية أم لا؟ والصحيح الاستحباب في سائر الأدعية، رواه الشيخان وغيرهما، وأما حديث أنس المروي في الصحيحين وغيرهما:(أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء؛ فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه) .. فمؤوَّل على أنه لا يرفعهما رفعًا بليغًا، ولذا قال في المستثنى: حتى يُرى بياض إبطيه. انتهى من "الإرشاد".
والحاصل: أنه يستحب رفع اليدين في كل دعاء إلا ما جاء من الأدعية مقيدًا بما يقتضي عدم الرفع فيه؛ كدعاء الركوع والسجود وغيرهما، فقد ورد رفعه صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة؛ فمنها: رفعه يديه حتى يُرى عُفرة إبطيه حين استعمل ابن اللتبية على الصدقة، كما في "الصحيحين"، ومنها: رفعهما في قصة خالد بن الوليد، قائلًا:"اللهم؛ إني أَبرأ إليك مما صنع خالد"، رواه البخاري والنسائي، ومنها: رفعهما على الصفا، رواه مسلم وأبو داوود، ومنها: رفعهما ثلاثًا بالبقيع مستغفرًا لأهله، رواه البخاري في رفع اليدين ومسلم، ومنها رفعهما حين تلا قوله تعالى: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ
…
} الآية (1)، قائلًا:"اللهم؛ أمتي أمتي"، رواه مسلم، ومنها: رفعهما حين بعث جيشا فيهم عليٌّ، قائلًا:"اللهم؛ لا تُمتْنِي حتى تُرِيَني عليًّا"، رواه الترمذي، ومنها: رفعهما حين جمع أهل بيته وألقى عليهم الكساء، قائلًا:"اللهم؛ هؤلاء أهل بيتي"، رواه
(1) سورة إبراهيم: (36).
قَالَ مُعْتَمِرٌ: أُرَاهُ فِي الاسْتِسْقَاءِ.
(16)
- 1246 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ،
===
الحاكم، وقد جمع النووي في "شرح المهذب" نحوًا من ثلاثين حديثًا في ذلك من "الصحيحين" وغيرهما، وللمنذري فيه جُزء، قال الروياني: ويكره رفع اليد النجسة في الدعاء، ويحتمل أن يقال: لا يكره بحائل. انتهى من "القسطلاني" باختصار.
(قال معتمر) بن سليمان راوي هذا الحديث بالسند السابق: (أراه) أي: أرى رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه حتى يُرى بياض إبطيه وأظنه أنه كان (في الاستسقاء).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وأصله في "صحيح البخاري" من حديث أنس، أخرجه في كتاب الاستسقاء، ومسلم في كتاب الاستسقاء، في باب رفع اليدين في الدعاء في الاستسقاء، والنسائي وأحمد.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد مما بيناه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث كعب بن مرة بحديث ابن عمر رضي الله عنهم، فقال:
(16)
- 1246 - (4)(حدثنا أحمد بن الأزهر) بن منيع أبو الأزهر العبدي النيسابوري، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وستين ومئتين (263 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا أبو النضر) هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ
===
مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو عقيل) عبد الله بن عقيل الثقفي الكوفي، صدوق، من الثامنة. يروي عنه:(عم).
(عن عمر بن حمزة) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني. روى عن: عمه سالم، ويروي عنه:(م د ت ق)، وأبو عقيل عبد الله بن عقيل.
قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطئ، وقال ابن عدي: كان ممن يكتب حديثه، وأخرج الحاكم في "المستدرك" حديثه، وقال: أحاديثه كلها مستقيمة، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة.
(حدثنا) عمي (سالم) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتًا عابدًا فاضلًا، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عمر بن حمزة، وهو مختلف فيه.
(قال) عبد الله بن عمر: (ربما ذكرت) أي: تذكرت بقلبي (قول الشاعر) يمدح النبي صلى الله عليه وسلم (وأنا) أي: والحال أني (أنظر إلى وجه
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، فَمَا نَزَلَ حَتَّى جَيَّشَ كُلُّ مِيزَابٍ بِالْمَدِينَةِ، فَأَذْكُرُ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
…
ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ.
===
رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه خطيبًا قائمًا (على المنبر، فما نزل) من المنبر (حتى جَيَّش) -بفتح الجيم والياء المشددة من باب فَعَّل المضعف- أي: حتى تدفق وسال بالماء (كل ميزاب بـ) دور (المدينة، فأذكر) بلساني (قول الشاعر:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
…
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وهو) أي: هذا الشعر (قول أبي طالب) بن عبد المطلب عمه صلى الله عليه وسلم.
قال السندي: قوله: (حتى جَيَّش
…
) إلى آخره، في "القاموس": جاش البَحْرُ يجيش إذا علا، والعينُ إذا فاضت، والوادي إذا جرى، وقال السيوطي: بجيم وشين معجمة؛ أي: يتدفق ويجري بالماء، قوله:(ثمال اليتامى) في "الصحاح": ثمال -بالكسر- الغياث، يقال: فلان ثمال قومه؛ أي: غياث لهم يقوم بأمرهم، والله تعالى أعلم. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه تعليقًا في كتاب صلاة الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء، رقمي (9008 - 1009).
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ لمشاركة البخاري له، حسن السند؛ لأنه فيه عمر بن حمزة وهو مختلف، وغرضه: الاستشهاد به لحديث كعب بن مرة.
* * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم