الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(31) - (383) - بَابُ مَا جَاءَ فِي كمْ يُصَلِّي بِالَّيْلِ
(152)
- 1332 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ،
===
(31)
- (383) - (باب ما جاء في كم يصلي بالليل)
(102)
- 1332 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة) بن سَوَّار المدائني، اسمه: مروان، أبو عمرو الفزاري مولاهم، ثقة حافظ رُمِيَ بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن عبد الرحمن (ابن أبي ذئب) المغيرة بن الحارث القرشي العامري أبي الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين ومئة (158 هـ)، وقيل: سنة تسع. يروي عنه: (ع).
(عن الزهري) محمد بن مسلم.
(عن عروة، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(ح وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) أبو سعيد لقبه دُحَيْم -مصغرًا- ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ دس ق).
(حدثنا الوليد) بن مسلم القرشي الدمشقي، ثقة، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثقة فقيه، من
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ -وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُسَلِّمُ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، وَيَسْجُدُ فِيهِنَّ سَجْدَةً
===
السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الزهري، عن عروة، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(وهذا) الآتي لفظ (حديث أبي بكر) ابن أبي شيبة، وأما عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي .. فروى معنى الحديث الآتي بلفظ آخر لا بلفظِهِ، (قالت) عائشة:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي) في (ما) أي: في زمن (بين أن يفرغ) أي: بين فراغه (من صلاة العشاء إلى الفجر) أي: إلى طلوع الفجر الصادق، وهو بظاهره ما إذا كان بعد نوم أم لا. انتهى "عون" أي: يصلي بين هذين الزمنين؛ أي: بين زمن فراغه من العشاء وزمن طلوع الفجر (إحدى عشرة ركعة) قوله: (إحدى عشرة ركعة) وقد جاء ثلاث عشرة ركعة، فيُحمل على أن هذا كان أحيانًا، أو لعله مبني على عدِّ الركعتين الخفيفتين اللتين يبدأ بهما صلاة الليل من صلاة الليل، وأحيانا تركه، وعلى كل تقدير فهذه الهيئة لصلاة الليل لا بد من حملها على أنها كانت أحيانًا، وإلا .. فقد جاءت هيئات أخر في قيام الليل. انتهى "سندي".
(يسلم في كل اثنتين) أي: بعد كل ركعتين منها، (ويوتر) أي: ينوي الوتر (بـ) ركعة (واحدة) منها، فيه أن أقل الوتر ركعة فردة، والتسليم من كل ركعتين، وبهما قال الأئمة الثلاثة. انتهى من "العون".
(ويسجد فيهن سجدة) أي: يمكث في كل واحدة من سجدات تلك الركعات
بقَدْرِ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ .. قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
===
(بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية) معتدلة (قبل أن يرفع رأسه) من السجود، (فإذا سكت) بالتاء (المؤذن) لصلاة الصبح؛ أي: فرغ (من الأذان الأول من صلاة الصبح) أي: لصلاة الصبح وهو الأذان الثاني بعد الفجر الصادق، والمراد بالأذان الثاني له: الإقامة، سمي أولًا بالنظر إلى الإقامة، وإلا .. فالمراد: ما بعد طلوع الفجر الصادق لا ما كان قبله في الليل. انتهى "سندي" .. (قام) النبي صلى الله عليه وسلم (فركع ركعتين) هما سنة الفجر (خفيفتين) يقرأ فيهما الكافرون والإخلاص.
زاد في رواية أبي داوود: (ثم اضطجع على شقه الأيمن) أي: على جنبه الأيمن؛ ليستريح من تعب قيام الليل ليصلي فرضه على نشاط، كذا قاله ابن الملك وغيره، وقال النووي: يستحب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر. انتهى (حتى يأتيه المؤذن) أي: يستأذنه للإقامة. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التهجد، وكتاب التراويح، وفي مواضع كثيرة، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي في كتاب الأذان، وفي مواضع كثيرة، والدارمي ومالك.
فدرجة هذا الحديث: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(103)
-1333 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
===
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على كون عدد ركعات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل ثلاث عشرة ركعة بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنها، فقال:
(103)
-1333 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبدة بن سليمان) الكلابي أبو محمد الكوفي، ثقة ثبت، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن هشام بن عروة) الأسدي المدني، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن) خالته (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي) أحيانًا (من) نوافل (الليل ثلاث عشرة ركعة) زاد في رواية مسلم وأبي داوود: (يوتر من ذلك) أي: ينوي الوتر من ذلك العدد (بخمس) ركعات (لا يجلس) للتشهد (في شيء) من ذلك الخمس (إلا في آخرها) أي: إلا في آخر الخمس؛ أي: يصلي الخمس موصولة ولا يتشهد إلا في آخرها، وأما الثمانية الأولى .. فيُسلِّم من كل ركعتين منها، وإليه ذهب الشافعي وغيره من الأئمة، والحديث يدل على مشروعية الإيتار بخمس ركعات، وهو يرد على من قال بتعينِ الثلاث.
(104)
-1334 - (3) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
===
قوله: (ثلاث عشرة ركعة) قال ابن الملك: ثمان ركعات منها بتسليمتين، وقال ابن حجر المكي في "شرح الشمائل": بأربع تسليمات، ويمكن أنه عليه الصلاة والسلام صلي أربعًا بتسليمة وأربعًا بتسليمتين جمعًا بين القضيتين وإحاطة بالفضيلتين، كذا في "المرقاة"، قال المنذري: وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على إيتاره صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة ركعة.
* * *
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على إيتاره صلى الله عليه وسلم بتسع ركعات بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنها، فقال:
(104)
-1334 - (3)(حدثنا هنَّاد بن السَّرِيِّ) -بفتح المهملة وكسر الراء المخففة بعدها ياء مشددة- ابن مصعب التميمي الدارمي أبو السري الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الحافظ الكوفي، ثقة متقن، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة حافظ عارف بالقراءة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ.
===
(عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة ست وتسعين (96 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الأسود) بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة مخضرم فقيه، من الثانية، مات سنة أربع أو خمس وسبعين (75 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات) أي: يصلي من صلاة الليل ثمان ركعات ويوترها بواحدة، فتكون جملة ركعات صلاته بالليل تسع ركعات، واحدة منها وتر.
قال أبو عيسى: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة، قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: إنما معنى ذلك أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، فنُسِبَتْ صلاة الليل إلى الوتر؛ أي: وأطلق على صلاة الليل مع الوتر لفظ الوتر، فمعنى قوله:(يوتر بثلاث عشرة) أي: يصلي صلاة الليل مع الوتر ثلاث عشرة ركعة، وعند أحمد وأبي داوود من رواية عبد الله بن أبي قيس عن عائشة بلفظ:(كان يوتر بأربع وثلاث) فتكون صلاته في الليل سبع ركعات، (وست وثلاث) فتكون صلاته تسع ركعات، (وثمان وثلاث) فتكون صلاته إحدى عشرة، (وعشر وثلاث) فتكون ثلاث عشرة، (ولم يكن يوتر بأكثر من ثلاث عشرة ولا أنقص من سبع). انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي.
(105)
- 1335 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على جواز الإيتار بتسع ركعات.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة الثاني بحديث ابن عباس وابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(105)
-1335 - (4)(حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون أبو عبيد المدني) التَّبَّان -بفتح المثناة وتشديد الموحدة- التيمي مولاهم، صدوق يخطئ، من العاشرة. يروي عنه:(خ ق).
(حدثنا أبي) عبيد بن ميمون التيمي مولاهم أبو عباد المدني المقرئ، مستور، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن محمد بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاري مولاهم المدني أخو إسماعيل وهو الأكبر منه، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(ع)، وعبيد بن ميمون.
(عن موسى بن عقبة) بن أبي عيَّاش -بتحتانية ومعجمة- الأسدي مولى آل الزبير، ثقة فقيه، إمام في المغازي، من الخامسة، مات سنة إحدى وأربعين ومئة، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السَّبيعي الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن عامر) بن شراحيل الحميري (الشعبي) أبي عمرو الكوفي، ثقة فقيه فاضل مشهور، من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(ع).
قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ فَقَالَا: ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ مِنْهَا ثَمَانٍ، وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ.
===
(قال) الشعبي: (سألت عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر) رضي الله عنهم.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة، لصحة سنده.
(عن) عدد ركعات (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالا): عدد ركعات صلاته صلى الله عليه وسلم في الليل (ثلاث عشرة ركعة، منها) أي: من تلك الثلاث عشرة (ثمان) ركعات صلاة الليل، (ويوتر) ها (بثلاث) ركعات من الوتر، فيكون عدد الركعات إحدى عشرة ركعة، (و) يصلي أيضًا (ركعتين) خفيفتين (بعد) طلوع (الفجر) الصادق سنة الفجر، فكانت عدد ركعات صلاته في الليل ثلاث عشرة ركعة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه النسائي في "الكبرى" عن إبراهيم بن يعقوب عن سويد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر بن أبي كثير به، وعن ابن بشار عن ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي سلمة والشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، ولكنه مرسل.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده ولأن له شواهد، فغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الثاني.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة الثاني بحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما، فقال:
(106)
- 1336 - (5) حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ
===
(106)
- 1336 - (5)(حدثنا عبد السلام بن عاصم) الجعفي الهِسنْجانِي -بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون بعدها جيم- الرازي، مقبول، من الحادية عشرة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت) بن عبد الله بن الزبير (الزبيري) أبو بكر المدني، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة بضع عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا مالك بن أنس) بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني، الفقيه إمام دار الهجرة، ثقة فقيه حجة مشهور، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ)، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن أبي بكر) بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ) وهو ابن سبعين سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري النجاري -بالنون والجيم- المدني القاضي، وقد يُنسب إلى جده، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يُكنى أبا محمد، ثقة عابد، من الخامسة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
(أن عبد الله بن قيس بن مخرمة) بن المطلب المطلبي، يقال: له رؤية، وهو من كبار التابعين، واستقضاه الحجاج على المدينة سنة ثلاث وسبعين، ومات سنة ست وسبعين (76 هـ). يروي عنه:(م عم).
أَخْبَرَهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ قَالَ: فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ،
===
(أخبره) أي: أخبر عبد الله بن قيس لأبي بكر بن محمد (عن زيد بن خالد الجهني) المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات بالمدينة سنة ثمان وستين أو سبعين (70 هـ)، وله خمس وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) زيد بن خالد: (قلت) لنفسي: والله؛ (لأَرْمُقَنَّ) من رَمَقَ من باب نَصَرَ؛ أي: لأَنْظُرَنَّ وأَتَأمَّلن وأَرْقُبَنَّ، قال الطيبي: وعدل ها هنا عن الماضي إلى المضارع استحضارًا لتلك الحالة لتقررها في ذهن السامع (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة) أي: في هذه الليلة حتى أرى كم يصلي؟ ولعله صلى الله عليه وسلم كان خارجًا عن الحجرات (قال: فتوسَّدت عَتَبَته) -بفتحات- أي: جعلت عتبة منزله وسادة ومخدة لنفسي؛ أي: وضعت رأسي عليها، والمراد: رقدت عند بابه، قاله السندي، قال في "المصباح": العتبة هي أُسْكُفَّة الباب، وهي الخشبة التي يوطأ عليها عند الدخول والخروج، (أو) قال: فتَوسَّدتُ (فُسطَاطه) والفسطاط -بضم الفاء- معروف؛ وهي الخيمة العظيمة على ما في المُغْرِبِ، فيكون المراد من توسد الفسطاط توسد عتبته، فيكون شكًّا من الراوي، قاله القاري، والمراد أرقد عند بابه.
(فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل (فصلي ركعتين خفيفتين) أي: غير طويلتين افتتح بهما صلاة الليل، (ثم) بعد صلاتهما صلى (ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين) كررها ثلاث مرات مع أنها ركعتان فقط
ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَتِلْكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
(107)
-1337 - (6) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى،
===
للدلالة على المبالغة في طولِهما، (ثم) بعد هاتين الركعتين المبالغتين في الطول صلى (ركعتين، وهما) أي: هاتان الركعتان (دون) الركعتين (اللتين) صلاهما (قبلهما) في الطول، (ثم) صلى (ركعتين، وهما) أي: هاتان الركعتان (دون اللتين) صلاهما (قبلهما) في الطول، (ثم) صلى (ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما) في الطول، (ثم) صلى (ركعتين) أخريين، (ثم) بعد هاتين (أوتر) بركعة واحدة، (فتلك) الركعات المذكورة (ثلاث عشرة ركعة).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي، كما قاله المنذري.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الثاني.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عائشة الثاني بحديث ابن عباس رضي الله عنهم، فقال:
(107)
-1337 - (6)(حدثنا أبو بكر) محمد (بن خلاد) بن كثير (الباهلي) البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين على الصحيح (240 هـ). يروي عنه:(م دس ق).
(حدثنا معن بن عيسى) بن يحيى الأشجعي مولاهم القزاز المدني، ثقة
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ نَامَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ خَالَتُهُ قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عُرْضِ الْوِسَادَةِ
===
ثبت، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا مالك بن أنس) بن مالك إمام دار الهجرة، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع)، كما مر آنفًا.
(عن مخرمة بن سليمان) الأسدي الوالبي- بكسر اللام والموحدة- المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن كُريب) -مصغرًا- ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم (مولى ابن عباس) المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان وتسعين (98 هـ) بالمدينة. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أخبره) أي: أخبر ابن عباس كُريبًا (أنه) أي: أن ابن عباس (نام عند) خالته (ميمونة) بنت الحارث الهلالية (زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها (وهي) أي: ميمونة (خالته) أي: خالة ابن عباس، وأُخت أمه لُبابة بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها، (قال) ابن عباس:(فاضطجعت في عُرض الوسادة) أي: المخدة أو الفراش لأنام، والعُرض -بضم العين وفتحها وسكون الراء-: البعد القصير، والطول: البعد الطويل، والعمق: البعد العميق؛ لأن لكل جسم أبعادًا ثلاثة؛ العُرض والطُّول والعُمق، كما هو مبسوط في فن المساحة.
وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ .. اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ (سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ) ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي،
===
(واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله) يعني: خالته ميمونة (في طولها) أي: في طُول الوسادة أو الفراش، (فنام النبي صلى الله عليه وسلم عقب اضطجاعه على طول الفراش (حتى إذا انتصف الليل) أي: بلغ نصفه، (أو) بلغ ما (قبله) أي: ما قبل النصف (بقليل) أي: نقص عن النصف بشيء قليل من الدقائق (أو) بلغ ما (بعده) أي: ما بعد النصف (بقليل) أي: زاد على النصف بشيء قليل، والشك من الراوي .. (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه (فجعل) أي: شرع النبي صلى الله عليه وسلم (يمسح النوم) أي: أثره من رقاده (عن وجهه) الشريف؛ أي: عن عينيه (بيده) الشريفة.
(ثم) بعدما مسح من وجهه أثر النوم (قرأ العشر آيات من آخر "سورة آل عمران") وخاتمتها؛ يعني: قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} إلى آخر السورة، (ثم) بعدما قرأ هذه الآيات (قام إلى شَن) -بفتح الشين المعجمة وتشديد النون- قربة خلقة؛ أي: قديمة (معلقة) تلك القربة بجدار البيت (فتوضأ) النبي صلى الله عليه وسلم (منها) أي: من ماء القربة (فأحسن) صلى الله عليه وسلم (وضوءه) ذلك بإكمال فرائضه وآدابه، (ثم) بعدما توضأ صلى الله عليه وسلم (قام) أي: انتصب قائمًا حالة كونه (يصلي) نافلة الليل.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ،
===
(قال عبد الله بن عباس) رضي الله تعالى عنهما: (فقمت) أنا من نومي (فصنعت) أي: فعلت بنفسي (مثل ما صنع) النبي صلى الله عليه وسلم من مسح أثر النوم عن وجهه؛ أي: عن عينه ففيه مجاز مرسل، كما سيأتي، والقيامِ إلى الشن المعلقة والوضوء منها، (ثم) بعدما صنعت مثل ما صنع (ذهبت) أي: مشيت إلى جهة النبي صلى الله عليه وسلم، (فقمت) منتصبًا (إلى جنبه) أي: إلى جانبه صلى الله عليه وسلم الأيسر لِأُصلِّيَ معه (فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده) الشريفة (اليمنى) أي: كفه الأيمن (على رأسي) أي: فوق رأسي (وأخذ أُذني) أي: أمسك بيده أُذني (اليمنى) حالة كونه (يَفْتِلُها) -بفتح أوله وكسر ثالثه، من فتل من باب ضرب- أي: يدلك أذني؛ لِيُرِيَني أدبَ القيام عن يمين الإمام أو لِيُنَبِّهَني عن بقيَّة النوم؛ لأستحضر أفعال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
(فصلى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين) فهذه اثنتا عشرة ركعة، (ثم أوتر) ها بركعة واحدة، فكملت ركعات صلاته مع الوتر ثلاث عشرة ركعة، (ثم) بعدما صلى الوتر (اضطجع) على جنبه الأيمن (حتى جاءه المؤذن) بلال بن رباح رضي الله تعالى عنه بعد فراغه من الأذان الثاني؛ ليستأذنه في الإقامة، (فـ) عقب ما جاء المؤذن (صلى ركعتين خفيفتين) يقرأ فيهما
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ.
===
الكافرون والإخلاص هما سنة الفجر، (ثم) بعدما فرغ من ركعتين خفيفتين (خرج إلى) المسجد لـ (الصلاة) فصلى بهم فريضة الصبح.
شرح هذا الحديث: قوله: (فاضطجعت في عرض الوسادة) -عرض بفتح العين- هكذا نقله القاضي عياض عن رواية الأكثرين، قال: ورواه الداوودي بالضم؛ وهو الجا نب، والصحيح الفتح، والمراد بالوسادة: الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرؤوس، وقال الباجي والأصيلي وغيرهما: إن الوسادة هنا الفراش؛ لقوله: (اضطجع في طولها)، وهذا ضعيف، وفيه دليل على جواز نوم الرجل مع امرأته من غير مواقعة بحضرة بعض محارمها وإن كان مميزًا، وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث: قال ابن عباس: (بت عند خالتي في ليلة كانت فيها حائضًا) وهذه الكلمة وإن لم تصح طريقًا، فهي حسنة المعنى جدًّا؛ إذ لم يكن ابن عباس يطلب المبيت في ليلة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة إلى أهله ولا يرسله أبوه إلا إذا علم عدم حاجته صلى الله عليه وسلم إلى أهله؛ لأنه معلوم أنه لا يفعل حاجته مع حضرة ابن عباس معهما في الوسادة، مع أنه كان مراقبًا لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه لم ينم أو نام قليلًا جدًّا، قاله النووي.
قوله: (فجعل يمسح النوم عن وجهه) معناه: أثر النوم، وفيه استحباب هذا، واستعمال المجاز المرسل الذي علاقته الكل والجزء؛ لأن المراد بمسح الوجه مسح العين عن أثر النوم.
قوله: (ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران) فيه جواز القراءة للمحدث، وهذا إجماع المسلمين، وإنما تحرم القراءة على الجُنب والحائض،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وفيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم، وفيه جواز قول سورة آل عمران وسورة البقرة وسورة النساء ونحوها، وكرهه بعض المتقدمين وليس بشيء.
قوله: (إلى شَنٍّ معلقة) إنما أنثها على إرادة القربة، وفي رواية أخرى:(شن معلق) على إرادة السقاء والوعاء.
قوله: (فأخذ أذني يفتلها) إنما فتلها تنبيهًا له من النعاس؛ لقوله في الرواية لمسلم: (فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أُذني)، قوله: (فصلى ركعتين، ثم ركعتين
…
) إلى آخره، فيه أن الأفضل في الوتر وغيره من الصلاة أن يسلم من كل ركعتين، وأن الوتر يكون آخر ركعة مفصولة، وهذا مذهب الشافعي وأكثر الأئمة، وقال أبو حنيفة: ركعة موصولة بركعتين كالمغرب، وفيه جواز إتيان المؤذن إلى الإمام ليخرج إلى الصلاة، وتخفيف سنة الصبح، وأن الإيتار بثلاث عشرة ركعة أكمل، وفيه خلاف للشافعية، قال بعضهم: وأكثر الوتر ثلاث عشرة؛ لظاهر هذا الحديث، وقال أكثرهم: أكثره إحدى عشرة ركعة، وتأولوا حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم صلي منها ركعتي سنة العشاء، وهو تأويل ضعيف مباعد للحديث، قاله النووي في "شرح مسلم". انتهى من " العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها كتاب الوضوء، ومنها كتاب الوتر، ومنها كتاب العمل في الصلاة إلى غير ذلك، ومسلم أخرجه في كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، والنسائي في كتاب قيام الليل، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فهذا الحديث في أعلي درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عائشة الثاني.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول: للاستدلال به على كون الوتر إحدى عشرة ركعة.
والثاني: للاستدلال به على كون الوتر ثلاث عشرة ركعة.
والثالث: للاستدلال به على كون الوتر تسع ركعات.
والرابع والخامس والسادس: للاستشهاد للحديث الثاني.
والله سبحانه وتعالى أعلم