الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(42) - (394) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّجْدَةِ عِنْدَ الشُّكْرِ
(134)
- 1364 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَتْنِي شَعْثَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى
===
(42)
- (394) - (باب ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر)
(134)
- 1364 - (1)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد أربعين ومئتين. يروي عنه:(د ق).
(حدثنا سلمة بن رجاء) التميمي أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق يغرب، من الثامنة. يروي عنه:(خ ت ق).
(حدثتني شعثاء) بنت عبد الله الأسدية الكوفية، لا تُعرف، من الخامسة. يروي عنها:(ق).
(عن عبد الله بن أبي أوفى) علقمة الأسلمي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة سبع وثمانين (87 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال؛ شعثاء بنت عبد الله لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق، وسلمة بن رجاء لينه ابن معين؛ في "تاريخ الدوري"، وقال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها؛ في "الكامل"، وقال النسائي: ضعيف: في "الضعفاء المتروكين"، وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث، وقال أبو زرعة: صدوق؛ في "الجرح والتعديل"، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس؛ في "الجرح والتعديل"، وذكره ابن حبان في "الثقات".
فإذًا حُكم هذا السند: الحسن؛ لأن فيه سلمة بن رجاء، وهو مختلف فيه.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ.
(135)
- 1365 - (2) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي،
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم بُشر بِـ) أنَّه قُطِعَ (رأسُ أبي جهل ركعتين) شكرًا لربه على إهلاكه لأنه فرعون هذه الأمة؛ وذلك يوم بدر.
قال السندي: وكونه صلى شكرًا لا ينافي شرع السجود شكرًا كما جاء، وظاهر الأحاديث أن سجود الشكر مشروع، كما قال محمد بن الحسن من علمائنا وغيره. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي عن القواريري: حدثنا سلمة
…
فذكره بزيادة، والدارمي في كتاب الصلاة، باب سجدة الشكر.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن أبي أوفى بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، فقال:
(135)
- 1365 - (2)(حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح) السهمي مولاهم (المصري) صدوق رُمي بالتشيع، ولينه بعضهم؛ لكونه حدث من غيرِ أَصْلِه وثَبْتِه، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وثمانين ومئتين (282 هـ). يروي عنه:(ق).
(أخبرنا أبي) عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى
أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَدَةَ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بُشِّرَ بِحَاجَةٍ فَخَرَّ سَاجِدًا.
===
المصري، صدوق، من كبار العاشرة، وقد ثبت أنه قال: رأيت صحابيًا من الجن، مات سنة تسع عشرة ومئتين (219 هـ) وله خمس وسبعون سنة. يروي عنه:(خ س ق).
(أخبرنا) عبد الله (بن لهيعة) بن عقبة الحضرمي المصري القاضي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م د ت ق).
(عن يزيد بن أبي حبيب) سويد أبي رجاء المصري، ثقة فقيه وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عمرو بن الوليد بن عَبَدَة) بفتحتين (السهمي) مولى عمرو بن العاص المصري، صدوق، من الثالثة، مات سنة ثلاث ومئة (103 هـ). يروي عنه:(ق).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر بحاجة) والتنكير للتعظيم، والكلام على حذف مضاف؛ أي: بشر بقضاء حاجة عظيمة يقتضي قضاؤها شكرًا عظيمًا (فخر ساجدًا) أي: سقط ساجدًا لله شكرًا له.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي بكرة، رواه المصنف برقم (1394)، وأبو داوود برقم (2774)، والترمذي برقم (1578).
(136)
-1366 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَّنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ
===
ودرجته: أنه صحيح بغيره، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن أبي أوفى، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث ابن أبي أوفى بحديث كعب بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(136)
-1366 - (3)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومئتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن معمر) بن راشد الأزدي مولاهم أبي عروة البصري نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، من كبار السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن مسلم (الزهري) المدني، ثقة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك) الأنصاري أبي الخطاب المدني، ثقة، من كبار التابعين، ويقال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مات في خلافة سليمان بن عبد الملك الأموي. يروي عنه: (ع).
(عن أبيه) كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السَّلمي بالفتح، المدني
قَالَ: لَمَّا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ .. خَرَّ سَاجِدًا.
(137)
-1367 - (4) حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ
===
الصحابي المشهور أحد الثلاثة الذين خلفوا، مات في خلافة علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة: لأن رجاله ثقات أثبات، ولكنه موقوف وهو صحيح الإسناد، قال ابن حزم: لا مَغْمَزَ في خبر كعب بن مالك ألبتة، ثم رُوي عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب نحوه.
(قال) كعب: (لما تاب الله عليه) وقَبِلَ توبتَه من ذنب التخلف .. (خر) أي: سقط على الأرض بوجهه (ساجدًا) شكرًا لله تعالى على قبول توبته.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي بكر وعلي رضي الله تعالى عنهما، ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن أبي أوفى بحديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(137)
-1367 - (4)(حدثنا عبدة) بسكون الموحدة (ابن عبد الله) الصَّفار (الخزاعي) أبو سهل البصري كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقيل: في التي قبلها. يروي عنه: (خ عم).
(وأحمد بن يوسف) بن خالد الأزدي (السلمي) -بضم المهملة وفتح اللام- أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان، ثقة حافظ، من الحادية
قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بُشِّرَ بِهِ .. خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا للهِ تبارك وتعالى.
===
عشرة، مات سنة أربع وستين ومئتين (264 هـ)، وله ثمانون سنة. يروي عنه:(م د س ق).
(قالا: حدثنا أبو عاصم) النبيل الشيباني الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم البصري الحافظ، ثقة ثبت، من التاسعة، مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن بكار بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة) الثقفي البصري، صدوق يهم، من السابعة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبيه) عبد العزيز بن عبد الله الثقفي البصري، وقد يُنسب إلى جده أبي بكرة، صدوق، من الثالثة. يروي عنه:(د ت ق).
(عن) جده (أبي بكرة) الثقفي البصري نفيع بن الحارث بن كلدة الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه الحسن؛ لأن فيه بكار بن عبد العزيز وهو مختلف فيه.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه) وجاءه (أمر يسرُّه) أي: يُبشِّرهُ من باب شَدَّ، (أو) قال الراوي: إذا أتاه أمر (بُشِّرَ به) أي: بذلك الأمر .. (خر) أي: سقط على الأرض (ساجدًا شكرًا لله تبارك وتعالى على ذلك الأمر.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب الجهاد، باب في سجود الشكر، برقم (2774)، والترمذي في كتاب السير، باب ما جاء في سجدة الشكر، رقم (1578).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
قال السندي: قوله: (إذا أتاه أمر) أي: عظيم جليل القدر رفيع المنزلة من هجوم نعمة منتظرة أو غير منتظرة مما يندُر وقوعها لا يستمر وقوعها؛ إذ لا يقال في المستمر: (إذا أتاه)، فلا يرد قول من قال: لو أُلزم العبدُ السجودَ عند كل نعمة متجددة عظيمةِ الموْقِع عند صاحبها .. لكان عليه ألا يَغْفَل عن السجود طرفة عين؛ لأنه لا يخلو عنها أدنى ساعة؛ فإن من أعظم نعمه على العباد نعمة الحياة، وذلك يتجدد عليه بتجدد الأنفاس عليه، على أنه لم يقل أحد بوجوب السجود، ولا دليل عليه، وإنما غاية الأمر أن يكون السجود مندوبًا، ولا مانع منه، وليتأمل، والله أعلم انتهى منه.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والباقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم