الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(27) - (379) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنَ اللَّيْلِ
(87)
- 1317 - (1) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ
===
(27)
- (379) - (باب ما جاء فيمن نام عن حزبه من الليل)
(87)
- 1317 - (1)(حدثنا أحمد بن عمرو ابن السرح) الأموي أبو الطاهر (المصري) ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(م د س ق).
(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا يونس بن يزيد) الأموي الأَيْلِيُّ، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة (159 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني، ثقة، من الرابعة.
(أن السائب بن يزيد) بن سعيد بن ثمامة -بضم ففتح مع التخفيف- الكندي، وقال الزهري: من الأزد عِدادُهُ في كنانة، ويُعرف بابن أخت نمر، الصحابي ابن الصحابي، حجَّ به أبوه في حجة الوداع وهو ابن سبع سنين، وولاه عمر سوق المدينة. يروي عنه:(ع)، والزهري، مات سنة إحدى وتسعين (91 هـ)، وقيل قبل ذلك، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة.
(وعبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذلي أبا عبد الله المدني الأعمى الفقيهَ أحدَ الفقهاء السبعة في المدينة، ثقة فقيه، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، والزهري، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ)، وقيل: سنة ثمان، وقيل غير ذلك.
أَخْبَرَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ .. كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ".
===
(أخبراه) أي: أخبر السائبُ وعبيدُ الله للزهري.
(عن عبد الرحمن بن عَبْدٍ) بالتنوين بغير إضافة (القاريِّ) -بتشديد الياء وبالجر -صفة لعبد الرحمن، نسبة إلى القارة؛ قبيلة مشهورة بجودة الرمي من خزيمة بن مدركة، ويقال: له رؤية. وثقه ابن معين، وذكره العجلي في ثقات التابعين، واختلف قول الواقدي فيه: قال تارة: له صحبة، وتارة: تابعي، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ). يروي عنه:(ع)، والزهري.
(قال) عبد الرحمن: (سمعت عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(من نام عن حزبه) والحزب: هو ما يجعله الإنسان وظيفة له من صلاة أو قراءة أو غيرهما، والمعنى: من نام في الليل عن ورده، والحمْلُ على الليل بقرينة النوم، ويشهد له آخر الحديث؛ وهو قوله:"ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر" أي: من نام عن حزبه كله، (أو) نام (عن شيء منه) أي: عن بعض من ورده، (فقرأه) أي: فقرأ ذلك الذي فاته في الليل (فيما) أي: في زمن (بين صلاة الفجر وصلاة الظهر .. كتب له) أجره كاملًا (كأنما قرأه من الليل) أي: في الليل أداء، ثم الظاهر أنه تحريض على المبادرة، ويحتمل أن فضل الأداء مع المضاعفة مشروط بخصوص الوقت المذكور، وفي الحديث دليل على أن النوافل تقضى،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وقال السيوطي في "حاشية النسائي": الحزب: هو الجزء من القرآن يُصلى به.
وقوله: "كتب له
…
" إلى آخره .. تفضُّلٌ من الله تعالى، وهذه الفضيلة إنما تَحصل لمن غلَبَهُ نومٌ أو عُذْرٌ منَعَهُ من القيام مع أن نيته القيام، فظاهره أن له أجره مكملًا مضاعفًا؛ لحسن نيته وصدق تلهفه وتأسفه، وهو قول بعض مشايخنا، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون غير مضاعف والتي يصليها في الليل أكمل وأفضل، والظاهر هو الأول.
قلت: بل هو المتعيِّنُ، وإلا .. فأصل الأجر يكتب بالنية. انتهى "سندي".
والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل، وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم أو عذر من الأعذار، وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر .. كان كمن فعله في الليل، وفيه استحباب قضاء التهجد إذا فاته من الليل، ولم يَستحبَّ أصحاب الشافعي قضاءه، إنما استحبوا قضاء السنن الرواتب، قاله الشوكاني. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من نام عن حزبه، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل فقضاه بالنهار، والنسائي في كتاب قيام الليل، باب متى يقضي من نام عن حزبه بالليل، والدارمي ومالك.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
(88)
- 1318 - (2) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ،
===
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عمر بحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(88)
- 1318 - (2)(حدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي أبو موسى البَزَّاز الحافظ المعروف بـ (الحمَّال) -بالمهملة- ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا الحسين بن علي) بن الوليد (الجُعْفي) مولاهم أبو محمد الكوفي، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث، أو أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن زائدة) بن قدامة الثقفي أبي الصلت الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن سليمان) بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن حبيب بن أبي ثابت) قيس الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسعَ عشرةَ ومئةٍ (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبدة بن أبي لُبابة) الأسدي مولاهم أبي القاسم الكوفي الفقيه نزيل دمشق، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(خ م ت س ق).
(عن سويد بن غفلة) -بفتحات- الجعفي أبي أُمية الكوفي، ثقة مخضرم، من كبار التابعين، قدم المدينة يوم دفنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ .. كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ".
===
مسلمًا في حياته، ثم نزل الكوفة، مات سنة ثمانين (80 هـ)، وقيل: بعدها بسنة، وله مئة وثلاثون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي الدرداء) عُويمر بن زيد الأنصاري الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من ثمانياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات، حالة كون أبي الدرداء.
(يَبْلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم أي: يرفع بهذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يَقِفُهُ على نفسه (قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى فِراشه) ومرقده (وهو) أي: والحال أنه (ينوي أن يقوم) ويستيقظ من نومه (فيصلي من) نوافل (الليل) ما قدر الله له، (فغلبته عينه) أي: فغلب النوم على عينيه فاستغرق في النوم (حتى يصبح) أي: حتى يدخل في الصباح .. (كُتِب له) عند الله سبحانه أجر (ما نوى) من قيام الليل بسبب نيته، وإن لم يقم، (وكان نومه) الذي استغرق فيه حتى يصبح (صدقةً عليه) صادرةً له (من ربه) ومولاه سبحانه وتعالى.
قوله: "كتب له ما نوى" أي: أجر صلاة الليل، لكن بلا مضاعفة، كما تدل عليه الأحاديث، فالقضاء المذكور في الحديث السابق للمحافظة على العادة، ولمضاعفة الأجر، والله تعالى أعلم. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي؛ أخرجه في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام، والحاكم في كتاب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
صلاة التطوع، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما عَلَّلَاهُ بتوقيفٍ روي عن زائدة.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عمر بن الخطاب.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم