الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(13) - (365) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْلِيسِ يَوْمَ الْعِيدِ
(45)
- 1275 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،
===
(13)
- (365) - (باب ما جاء في التَّقْلِيس يوم العيد)
قال السندي: التقليس: هو الضَّرْبُ بالدفِّ والغِناءُ، من القَلْس بفتح القاف وسكون اللام، والقَلْسُ: كالطَبْلِ وزنًا ومعنىً، وقيل: المُقَلِّسُ: هو الذي يلعب بين يدي الأمير إذا قَدِمَ المصر، والتقليسُ: استقبالُ الولاة عند قدومهم بأصنافِ اللهو. انتهى منه.
قال السيوطي: قال يوسف بن عدي أحدُ رواة هذا الحديث: التَّقْلِيسُ: أن تَقْعُدَ الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطَّبْلِ وغيرِه، وقيل: هو الضَّرْبُ بالدف. انتهى.
والظاهر أنهم كانوا يظهرون آثار الفرح والسرور عنده صلى الله عليه وسلم وهو يقررهم على ذلك؛ كما قرر الجاريةَ التي نَذَرَتْ ضرب الدف بين يديه على ذلك، والجاريتين اللتين كانتا تُغنِّيان عند عائشة. انتهى منه.
* * *
(45)
- 1275 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الأنباري ثم الحدثاني أبو محمد، صدوق في نفسه إلا أنه عَمِيَ فصار يُتلقَّنُ ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، قال البخاري: مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه: (م ق).
(حدثنا شريك) بن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي القاضي، صدوق يخطئ كثيرًا، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (177 هـ). يروي عنه:(م عم).
عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: شَهِدَ عِيَاضٌ الْأَشْعَرِيُّ عِيدًا بِالْأَنْبَارِ فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَاكُمْ تُقَلِّسُونَ كَمَا كَانَ يُقَلَّسُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ !
===
(عن مغيرة) بن مقسم -بكسر الميم وسكون القاف- الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الفقيه الأعمى، ثقةٌ مُتْقِنٌ إلا أنه كان يدلس، من السادسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عامر) بن شراحيل الحميري الشعبي أبي عمرو الكوفي، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(ع).
(قال) عامر: (شهد) أي: حضر (عياض) بن عمرو (الأشعري) مختلف في صحبته، وليس له عند ابن ماجه سوى هذا الحديث. يروي عنه:(م ق)؛ أي: شهد عندنا (عيدًا بالأنبار) اسم بلدة على الفرات، (فقال) لنا عياض:(ما لي) أي: أيُّ شيء ثبت لي (لا أراكم تقلسون) أي: تلعبون بضرب الدف (كما كان) لفظ كان زائدة (يقلس) ويلعب بضرب الدف (عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! ).
وسند هذا الحديث من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
والحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي شيبة عن شريك بن عبد الله بإسنادٍ نَحْوِهِ، ودرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده.
وفيه جواز اللعب في يوم العيد إذا لم يكن فيه منكر، ويؤيده ما رواه البخاري في باب اللعب بالحراب والدرق، عن عائشة رضي الله تعالى عنها دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر، فقال:"يا أبا بكر؛ إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا"، فعرَّفه الحال مع بيان
(46)
- 1276 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
===
الحكمة بأنه يوم عيد؛ أي: يوم سرور شرعي، فلا ينكر فيه هذا، كما لا ينكر في الأعراس، وكذا استقبال الأمراء.
وقالت عائشة أيضًا: كان ذلك يوم عيد يلعب السودان في المسجد بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال:"تشتهين تنظرين؟ "، فقلت: نعم أشتهي، فأقامني وراءه خدي على خده، وهو يقول لهم منشطًا لهم: "دونكم يا بني أرفدة
…
" الحديث، فعدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على الجارتين، وعلى السودان يدل على جواز مثله، على الوجه الذي أقره؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل، فيقتصر على ما ورد النص فيه وقتًا وكيفية؛ فإن الجاريتين كانتا تغنيان بأناشيد العرب وتدففان؛ أي: تضربان الدف مع رفع أصواتهما. انتهى من "القسطلاني" بتصرف.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عياض بحديث قيس بن سعد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(46)
-1276 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين الكوفي، واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الأحول الملائي -بضم الميم- مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة ثماني عشرة ومئتين (218 هـ)، وقيل: تسع عشرة ومئتين. يروي عنه: (ع).
عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا كَانَ شَيْءٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .. إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ، إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَلَّسُ لَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ.
===
(عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبي يوسف الكوفي، ثقة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ) وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن) جده (أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن عامر) بن شراحيل الحميري الشعبي أبي عمرو الكوفي، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(ع).
(عن قيس بن سعد) بن عبادة الأنصاري الخزرجي، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة ستين (60 هـ) تقريبًا، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) قيس بن سعد: (ما كان شيء) يُفعل (على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي زمن حياته .. (إلا و) أنا (قد رأيته) يُفعل (إلا شيء واحد) أنا ما رأيته يفعل الآن، والفاء في قوله:(فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم للتعليل جريًا على القاعدة النحوية من أن الفاء بعد الاستثناء للتعليل، وإنما قلت: إلا شيء واحد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يُقَلَّسُ له) بالبناء للمجهول؛ أي: يُضرَبُ القَلْسُ والطَّبْلُ لأجل الفرح به (يوم) عيد (الفطر) و (إلا) في الموضعين للاستثناء المفرغ، و (شيء) الأول اسم كان والجار والمجرور في قوله:(على عهد) صفة لاسم
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا ابْنُ دَيْزِيلَ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ،
===
كان، و (إلا) الأولى للاستثناء المفرغ، وجملة (رأيته) خبر كان، ولكنه خبرٌ سَبَبِيٌّ، والتقدير: ما كان شيء كائن في عهد رسول الله إلا رائيًا أنا إياه، و (إلا) الثانية للاستثناء من قوله:(شيء على عهد) بالرفع بدل من اسم كان؛ لأنه استثناء من كلام تام منفي نحو قولك: ما قام أحد إلا زيد. انتهى من الفهم السقيم.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عياض، وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه.
(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم (بن سلمة) بن بحر (القطان) القزويني راوية المؤلف لهذا السنن لعله من الثانية عشرة.
(حدثنا) إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني، المعروف بـ (ابن دَيْزِيل) أبو إسحاق، قال ابن حجر في "اللسان" ما علمت أحدًا طعن فيه حتى وقفت في "جلاء الأفهام" لابن القيم تلميذ ابن تيمية وذكر إبراهيم هذا، فقال: إنه ضعيف متكلم فيه، وما أظنه إلا التبس عليه بغيره، وإلا .. فإن إبراهيم من كبار الحفاظ، مات سنة إحدى وثمانين ومئتين (281 هـ).
(حدثنا آدم) بن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني أصله خراساني يكنى أبا الحسن، نشأ ببغداد، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة إحدى وعشرين ومئتين (221 هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).
(حدثنا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي: نسبة إلى نحوة؛ بطن من الأزد لا إلى علم النحو، أبو معاوية البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة أربع وستين ومئة (164 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ ح وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ ح وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ نَحْوَهُ.
===
(عن جابر) بن يزيد بن الحارث الجعفي أبي عبد الله الكوفي، ضعيف رافضي، من الخامسة، مات سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئة. يروي عنه: (د ت ق).
(عن عامر) بن شراحيل الحميري الشعبي، ثقة، من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(ع). يروي عن قيس بن سعد رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جابر بن يزيد، غرضه: بيان متابعة جابر بن يزيد لأبي إسحاق السبيعي في الرواية عن الشعبي.
قال أبو الحسن: (ح وحدثنا إبراهيم بن نصر، حدَّثنا إسرائيل، عن جابر) غرضه: بيان متابعة إسرائيل لشيبان في الرواية عن جابر الجعفي.
(ح وحدثنا إبراهيم بن نصر، حدثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين.
(حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي.
(عن أبي إسحاق) السبيعي.
(عن عامر) غرضه: بيان متابعة أبي إسحاق لجابر بن يزيد في الرواية عن عامر، وساق أبو إسحاق (نحوه) أي: نحو حديث جابر عن عامر.
قال البوصيري: قلت: إسناد حديث قيس بن سعد الأول صحيح ورجاله ثقات، وأما طرق القطان .. فالأولى والثانية مدارهما على جابر الجعفي وقد اتهم، والثالثة أولى من الأوليين. انتهى.
* * *
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: حديثان:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، وهما صحيحان؛ لصحة سندهما،
وإن انفرد بهما ابن ماجه.
والله سبحانه وتعالى أعلم